العودة لعصر الورقة والقلم بشكل أذكى

أمتدادا للتطورات المتلاحقة في الأجهزة والأدوات التي المستعملة في التعليم ظهر على الساحة ما يسمى بالقلم الذكي والذي أتاح لحامله إمكانية استخدام أسلوب الورقة والقلم ولكن مع إمكانات الحاسب اللوحي .

Smart Pen القلم الذكي

فجّرت Livescribe في عامها الماضي أفقاً جديدة مع قلم “Sky Wi-Fi” الذي يمكنك من نقل ملاحظاتك المكتوبة باليد أو التسجيلات الصوتية مباشرةً إلى السحابة الالكترونية ( عن طريق حسابك الافتراضي على Evernote ) والتي ستكون في متناول يدك في أي بقعة من الأرض باستخدام الانترنت، لكن بسبب اضطرارك لخدمة الـ Wi-Fi عند كل مرة ترسل فيها المعلومات أو تستردها لم يجعل تلك التقنية الأكثر ملائمة مع الحياة العملية خصوصاً إن لم تكن من مدمني الانترنت على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.

دخل “Livescribe 3″ السوق لتقديم الحلول لهذه المشكلة ، حيث قامت الشركة بصناعه قلم ذكي مصمم خصيصاً للعمل اليومي وبالتنسيق مع جهاز محمول مرافق، لكن بوجود اشكالية صغيرة أنه لن يتوافق إلا مع أجهزة Apple التي تعمل بأنظمة iOS الخاصة بها، باقترانك لمرة واحدة عن طريق البلوتوث مع أحد منتجات آبل ستمكّن مذكراتك المكتوبة في الدفتر المرافق بالانتقال تلقائياً إلى تطبيق “Livescribe+” المحمل مسبقاً على الـ iPad الخاص بك مثلاً مما يجعل جهازك المحمول جزء لا يتجزأ من عملية النقل في Livescribe.

على عكس النسخة السابقة من القلم المعتمدة على تقنية السُّحب الالكترونية لم يمتلك الجهاز الجديد ميكروفون مدمج للتسجيلات الصوتية بل قام بالاستغناء عنها و الاعتماد على تطبيق التسجيل الموجود في هاتفك الشخصي مسبقاً، وستبرمج الشركة التسجيل من خلال إحدى الخيارين إما على الورق أو داخل التطبيق، وكما كان سابقاً فإن التسجيلات الناتجة سوف تتزامن مع الملاحظات و الأسطر المكتوبة من قِبَلِك، فالتطبيق سوف يبرز النص بالتماشي مع تشغيل الصوت المسجّل، لكن العمل مع تقنية “Pencasts” هذه سيكون مشروطاً باتصال قلمك بالجهاز المختار (iPhone, iPad) لأنها ببساطة لن تسمح لك بأي من التسجيلات خلال انقطاع التواصل المباشر، و على الرغم من ذلك فإن المذكرات المكتوبة ستبقى محفوظةً إلى حين الاتصال و المزامنة في وقت لاحق.

عملت الشركة على إصدار نسخة تكون أكثر من قلم عادي و تطبيق الكتروني بالإضافة إلى البحث عن تصاميم جذابة تسهم في سهولة العمل، وفي الواقع فقد أفاد “Bryan Rodrigues” نائب مدير التسويق في الشركة أنهم أرادوا من المنتج ما يبدو أكثر من الظاهر في قلم ذكي مع شاشة و أزرار On\Off تقليدية، فمن جهة التصميم لن ترى زراً عادياً للضغط و التشغيل بل ستقوم بفتل الالتواء الصغير الموجود في وسط القلم باتجاه عقارب الساعة، والتي ستسمح ببدء العمل لرأس القلم الحبري كذلك، وعند تشغيله ستجد مصباح LED صغير يضيء على طرف الكليب المعلق جانباً والتي ستضيء باللون الأخضر عند حالة الاقتران، أما اللون الأزرق الداكن سيعلمك ببدء الاتصال المباشر مع الشاشة و سيومض بطريقة متقطعة عند انخفاض مستوى البطارية التي تدوم لمدة 14 ساعة قبل الحاجة لشحنها عن طريق منفذ Micro USB المثبت على الجزء العلوي من القلم و الذي يمكِّن غطائه أيضاً من العمل كقاعدة على الشاشة اللمسية.

كما هو الحال في النسخة السابقة فقد تم تزويد القلم بكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء و التي تثبت على الجانب الذي يلامس فيه القلم أوراقه الخاصة والتي يتم طباعتها إضافةً إلى أنماط نقطية تسمح للقلم عند قراءتها بمعرفة مكانه المحدد على الصفحة، وفي قت التجريب العملي لتلك التكنولوجيا ستكون بدهشة عند مشاهدة السرعة الكبيرة التي تنقل رسوماتك و تعابيرك إلى التطبيق، الذي يدعو للأسف أن الشركة لم تستطيع التخلص من الحجم الكبير لتلك التقنيات التي تجعل هيكل القلم الخارجي أضخم نسبياً في اليد مقارنةً مع أقلام الكتابة الأخرى والتي شكلت أحد المشاكل في النسخة السابقة أيضاً.

في الحديث عن تطبيق “Livescribe+” سنجد العقل المدبر الأساسي للقلم ولتلك التقنية بشكل عام، تمت برمجة التطبيق على حث الهاتف أو الجهاز اللوحي للاتصال مباشرةً مع القلم عند تشغيله، و ستُظهِر أيقونة خاصة في أعلى التطبيق تمامَ الاقتران وجهوزية القلم للعمل، سترى في ذلك التطبيق أيضاً خدمة “Find My Pen” أوجد قلمي، والتي ترسل إشارات نحو القلم تأمره بإصدار أصوات عالية عند استقباله لها لتتمكن من إيجاد مكان قلمك الضائع في الغرفة، و يتيح التطبيق أيضاً إدارة الملاحظات والاستماع إلى الـ Pencasts الماضية مهما كان تاريخ إنشاءها حتى إن كنت تمتلك كتب Livescribes متعددة فسيستطيع التطبيق تمييز الكتاب الذي كنت تستخدمه حينها و تذهب بك لإيجاد الصفحة الصحيحة تلقائياً.

باستخدام تقنية النسخ عن طريق كائنات الرؤيا و التي تسمى “My script” سيمكن لهذا التطبيق تحويل الملاحظات المكتوبة بخط اليد إلى نصوص الكترونية قابلة للبحث في الانترنت إن أردت، أو إضافة بعض الصور و الملاحظات الخاصة بك على تلك النصوص إما عن طريق سحبها باستخدام الكاميرا الداخلية أو الاحتفاظ بها فقط داخل التطبيق.

الشيئ الذي يجعل من هذا التطبيق تحفة مميزة تقنية ميزة بـ “The Feed” والتي تستند على قاعدة الربط بين الملاحظات التي تحاول جمع كل من القطع ذات الصلة معاً، والذي يفيد خصوصاً عندما تضطر لكتابة بعض البنود الصغيرة أو المذكرات البسيطة “Micro Notes” في أسفل المدونة والتي قد تشير في بعض الأحيان إلى معلومات موجودة في مصادر أخرى، ويمكنك أيضاً ربطها عن طريق بعض القصاصات الرقمية بمذكرات تفيد باسم المؤلف أو بوضعها في قائمة المفضلات على سبيل المثال. كما أن الخدمة ذكية بما يكفي للتعرف على العناوين و أرقام الهاتف بحيث يمكنك إنشاء جهات اتصال مباشرة أو الاستفادة من العنوان لجعل التطبيق يصلها بالخرائط العالمية. بمجرد انتهائك من التعديل على الملاحظات الخاصة بك ستتمكن من تحديد ملاحظات متعددة أو بعض القصاصات لتحويلها إلى كتب PDF الكترونية وتبادلها عبر البريد الالكتروني، Dropbox ،Evernote أو iCloud الخاصة بآبل.

يأتي “Livescribe 3″ بنسختين متقاربتين، الأولى بسعر 149,95$ باللونين الأسود و الكروم بالإضافة إلى دفتر خاص مكون من 50 ورقة و كبل شحن مصنوع من التنغستن الدقيق، و خرطوشة متوسطة من الحبر، أما النسخة الأخرى والتي تدعى بـ “Livescribe 3 Pro” فهي بسعر 199,95$ وتأتي بحزمة من الترقيات لتشمل محفظة من الجلد و دفتر يحتوي على 100 ورقة هاردباوند بالإضافة إلى اشتراك لمدة عام في Evernote premium، ولا ننسى كبل الشحن و الخرطوشة المماثلين للنسخة الأدنى

نقلا عن : المصدر