تطبيقات التعلم المتنقل Mobile learning applications

د. مصطفى جودت مصطفى صالح

د. مصطفى جودت مصطفى صالح

إعداد : د. مصطفى جودت صالح

تاريخ الكتابة : 18-12-2014      تاريخ النشر : 6-1-2015

ينظر الخبراء إلى التعليم والتدريب باعتبارهما عمليات قائمة على الاتصال والتفاعل سوءا وجها لوجه أو من بعد، فالاتصال والتفاعل شرطا لا يمكن حصول التعليم دونهما لذلك كان محط اهتمام خبراء تكنولوجيا التعليم تعزيز طرق الاتصال والتفاعل باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ,مع سعي التكنولوجيا إلى تطوير أجهزة تتميز بسرعة الأداء والوصول الشبكي وسعة التخزين العالية ، ومع انتشار اجهزة الهاتف الخلوي Cellular Phone في بدايات التسعينات بدأت بعض الأصوات بالمناداة باستخدام الهواتف الخلوية في التعليم وكان ذلك في أغلب الأحوال عبر استخدام خدمات الرسائل القصيرة المتبادلة بين المؤسسة التعليمية والطلاب ، أو تحميل بعض التطبيقات التعليمية البسيطة كبرامج متخصصة في الحساب ومفكرة ومسجل صوتي يمكن الطلاب من تسجيل المحاضرات، وقد ظهرت عدة عوائق أمام استخدام أجهزة الهواتف الخلوية في التعليم منها ارتفاع التكلفة ومحدودية قدراتها وعدم انتشارها ، كما أنها غير مدعومة في كل المناطق.

في نهاية التسعينات من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي ، وبعد تأكد فاعلية الحاسبات والشبكات في دعم التعليم والتدريب في المؤسسات التعليمية المختلفة حتى أصبحت من الأنشطة الرئيسة التي يقيم عليها المعلم ، ظهرت الحاجة إلى استحداث أجهزة تحل محل الحاسبات الشخصية في التدريس إلا أنها تتميز برخص الثمن عن الحاسبات الشخصية وقدرتها على التواصل عبر الإنترنت والشبكات المختفة ، وسهولة نقلها إلى أماكن الدراسة المختلفة ومع تطور الأجهزة اللوحية والحاسبات المحمولة والهواتف الذكية بزغ على الساحة مصطلح التعلم عبر الأجهزة المحمولة أو التعلم الجوال Mobile Learning والذي لا يقتصر على الهواتف الجوالة فقط بل يمتد جميع الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الطالب للاتصال والتفاعل عبر العملية التعليمية.

تطور التعليم المتنقل:

مر التعلم المتنقل بمراحل تطور ساهمت في وضع ملامح استراتيجية استخدامه الحالية ويمكن تمييز أربعة ممارسات للتعلم المتنقل رسمت في مجملها ملامح تطوره كما يلي :

ml1

  1. مرحلة التعلم عبر الرسائل النصية SMS –Based Learning :

استخدم في هذه المرحلة الرسائل النصية عبر الهواتف الخلوية وذلك لتواصل المتعلم مع المعلم والزملاء، وكانت هذه المرحلة سابقة لظهور الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية المعتمدة على الحاسب. وقد تطورت هذه الممارسة التعليمية مع ظهور الرسائل متعددة الوسائط لإمكانية إرسال الرسومات المتحركة والفيديو عبر الهواتف الذكية.

  1. مرحلة استخدام الهواتف الذكية في الأنشطة الألعاب التعليمية التفاعلية :

ترافقت هذه المرحلة مع ظهور الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وكانت معظم التطبيقات التعليمية المطورة تعمل عبر منصات جافا ، واتخذت عدة أشكال بدءا من الألعاب التعليمية البسيطة ، إلى القصص التفاعلية ، والعروض التعليمية والاختبارات والتدريبات التفاعلية ، إلا أن هذه التطبيقات لم تكن تستغل الاتصال عبر الإنترنت بل كانت تعتمد على معالجات الأجهزة الذكية التي كانت ماتزال في بداية تطورها.

  1. مرحلة استخدام نظم إدارة التعلم عبر الأجهزة الجوالة :

مع شيوع استخدام الإنترنت عبر الجوال وسرعة الشبكات وظهور خدمات 3G, 4G في شبكات الهواتف المحمولة ودعمها من قبل الأجهزة اللوحية كذلك ظهرت تطبيقات تسمح لكل من العلم والمتعلم استخدام نظم إدارة التعلم LMS عبر الأجهزة المحمولة مباشرة ، فلم يعد الطالب مضطرا إلى الجلوس إلى حاسبه الشخصي لساعات للتفاعل مع المعلم أو متابعة حصة افتراضية ، بل يمكن عمل نفس الشيء وبسهولة عبر الحاسب اللوحية أو الهاتف المحمول ، بحيث يمكنه حل الواجبات ، أو إرسال الملفات ، أو الاتصال المتزامن وغير المتزامن مع المعلم والزملاء واستخدام مختلفة أدوات نظام إدارة التعلم LMS عبر جهازه المحمول.

أجهزة التعلم الجوال

نظام إدارة التعلم Blackboard النسخ المخصصة لأنظمة Android, IOS, BlackBerry

استخدام تطبيق الفصول الافتراضية عبر الحاسب اللوحي بنظام Android

استخدام تطبيق الفصول الافتراضية عبر الحاسب اللوحي بنظام Android

4. مرحلة استخدام مصادر التعلم عبر الأجهزة المحمولة:

مع زيادة حجم شاشات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ودقة العرض وسعة التخزين أصبح يمكن للطالب أن يحمل ويقرأ مصادر التعلم المختلفة عبر جهازه المحمول. وكان من أكثر مصادر التعلم شهرة ما يعرف بالكتب المقروءة عبر الموبايل mBooks والتي تعتمد صيغ تسمح بقراءة الكتاب على الحاسب اللوحية أو الهاتف الذكي بجودة وسهولة، فظهرت تطبيقات تعمل عمل المكتبات ، كما ظهرت أجهزة مخصصة لقراءة الكتب ومصادر التعلم المختلفة عرفت بقارئات الكتب أشهرها جهاز أمازون الشهير Kindle Book reader وتطبيق شركة أبل على هواتفها وحاسباتها اللوحية المعروف اختصارا IBook .

برنامج Ibook

برنامج Ibook

5. مرحلة استخدام الهواتف والأجهزة المحمولة في قاعات الدراسة والتدريب :

لم يعد استخدام الأجهزة المحمولة قاصرا على تبادل الرسائل أو تشغيل التطبيقات التعليمية والألعاب أو الوصول لمصادر التعلم ، حيث ظهرت تطبيقات للأجهزة المحمولة توظفها داخل الصفوف الدراسية وفي المكتبة وفناء المدرسة وقاعة التدريب فيما سمي “أحضر جهازك  BYOD” والذي اعتمد على أن يحضر الطالب أو المتدرب الجهاز الذي يستخدمه في التعليم أو التدريب دون تحمل المؤسسة التعليمية أو التدريبية تكلفة تجهيز معامل وشراء أجهزة وبدلا من ذلك يتم أنفاق مبالغ أقل على البنية الأساسية وتدعيم ربط المؤسسة بشبكة الإنترنت ، وتوفير القاعات الذكية وأنظمة العرض التفاعلي .

ويمكن تصنيف تلك التطبيقات إلى :

أ. تطبيقات إدارة قاعات الدرس Class Management Apps :

وهي تطبيقات تستخدم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في إدارة الصف من قبل المعلم كأخذ الحضور والغياب ، وتسجيل الأنشطة ، والاحتفاظ بالملاحظات وما إلى ذلك من الأعمال التي يقوم بها المعلم أو المدرب ومن تلك التطبيقات TeacherKit وهي حزمة متكاملة من التطبيقات الموجة للمعلمين وتعمل في بيئة IOS ، كما يوجد تطبيق Class Act by Acorn Studios وتقدم للمعلم وظائف متعددة خاصة بتتبع تقدم الطلاب في فصل دراسي، ويعمل على أجهزة الأيباد والأيفون كسابقة .

ml5كما يوجد تطبيق عربي شهير يعرف تحت أسم Pocket Teacher ويتضمن عدة أدوات لمعاونة المعلم على إدارة الصف عبر الجوال كمتابعة الحضور والغياب ودرجات الطلاب والتقويم الدراسي عن العام الدراسي الجاري .

ml6ب. تطبيقات للتواصل وإدارة العروض التعليمية :

هي تطبيقات تقوم على مشاركة الشاشات بين جهاز المعلم وأجهزة الطلاب وتحكم المعلم في أجهزة الطلاب أثناء العرض التعليمي ، وتبادل الملفات بين جهازه وأجهزتهم ، ومن أشهر تلك التطبيقات تطبيق NearPod ويعمل على أجهزة أبل وأجهزة أندرويد .
ج. تطبيقات تطوير المحتوى التعليمي :

هي حزم تعمل من الحاسبات اللوحية أو الهواتف الذكية وتسمح للمعلم بإنشاء المحتوى التعليمي والعروض التقديمية ونشرها على الطلاب ، ومن برز تلك التطبيقات تطبيق Educreation والذي يعمل على أجهزة الأيفون والأيباد، وحتى الآن لا توجد منه نسخة خاصة بأجهزة أندرويد ، ويسمح هذا التطبيق للمعلم بإعداد عرض تقديمي مباشرة من جهازه اللوحي بأسلوب تسجيل الشاشة Screen Casting مع إضافة الصوت عليه ونشره على طلابه .

 

د. أدوات الطالب :

هي فئة من تطبيقات الأجهزة المحمولة موجهة للطلاب والمتدربين لمعاونتهم في تعلمهم وتتراوح من برامج تسجيل المحاضرات وبرامج كتابة الملاحظات وبرامج الآلات الحاسبة المتقدمة وعددا من التطبيقات العامة،

كيف توظف الأجهزة المحمولة في التعليم / التدريب :

يمكن أيجاز بعض الممارسات الناجحة في التعليم عبر الأجهزة المحمولة كما يلي :

  1. تنظيم مباريات صفية بين مجموعات المتدربين وتكون الإجابة عبر الحاسبات اللوحية وتظهر النتائج فورا عبر نظام إدارة التعلم.
  2. توزيع العروض التقديمية PowerPoints على المتدربين عبر البلوتوث ، أو مشاركتها عبر نظام إدارة التعلم بمجرد الانتهاء من عرضها ليقوم المتدربون بالدخول عليها واستعراضها.
  3. مشاركة الشاشات بين المدرب والمتدربين مما يسمح بمزيد من التفاعلية ومتابعة المتدربين أثناء التدريب.
  4. التواصل مع الطلاب عبر برامج التواصل الاجتماعي مثل الواتس أب whatsappخارج وقت التدريب لإبلاغهم بالتكليفات أو التنسيق معهم فيما يخص الدورات التدريبية.
  5. توجيه المتدربين لاستخدام قاعدة بيانات المكتبة الرقمية السعودية وذلك بالدخول عبر الجوال باستخدام برامج خاصة وذلك للاستفادة من المراجع ومصادر التعلم دون الحاجة للجلوس لأحد الأجهزة بالجامعة .
  6. من الممكن للمدرب عمل اختبار فوري للمتدربين وإرسال نتيجة الاختبار فوريا عبر نظام دارة التعلم إلى أجهزتهم..
  7. عقد جلسات اجتماعات الفيديو مع المتدربين عن بعد باستخدام برامج مثل hangouts كبديل لجلسات الفصول الافتراضية .

كلمة أخيرة :

إن مجال التعلم الجوال ما يزال في بدايته ، ولا يمكن حصره في تطبيقات برمجية فقبلها يجب أن يتم وضع الاستراتيجيات المناسبة لتوظيف الأجهزة الجوالة في التعليم والتدريب ، وتعد فرصة الجامعات كبيرة في توظيف تلك التطبيقات في التدريب وذلك لتوافر البنية الأساسية المناسبة في أغلبها ولتوافر الجوالات والحاسبات اللوحية مع الطلاب والمعلمين على حد سواء.

كما أن خبرة الطلاب بأجهزتهم الشخصية ستساعد في توظيفهم لأجهزتهم في العملية التدريبية بما يعرف بالتوجه نحو استخدام الاجهزة الشخصية في التعليم والتدريب BYOD ” أحضر جهازك الشخصي” .

 

إعداد : د. مصطفى جودت صالح تاريخ الكتابة : 18-12-2014      تاريخ النشر : 6-1-2015 ينظر الخبراء إلى التعليم والتدريب باعتبارهما عمليات قائمة على الاتصال والتفاعل سوءا وجها لوجه أو من بعد، فالاتصال والتفاعل شرطا لا يمكن حصول التعليم دونهما لذلك كان محط اهتمام خبراء تكنولوجيا التعليم تعزيز طرق الاتصال والتفاعل باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ,مع سعي التكنولوجيا إلى تطوير أجهزة تتميز بسرعة الأداء والوصول الشبكي وسعة التخزين العالية ، ومع انتشار اجهزة الهاتف الخلوي Cellular Phone في بدايات التسعينات بدأت بعض الأصوات بالمناداة باستخدام الهواتف الخلوية في التعليم وكان ذلك في أغلب…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: 4.47 ( 3 أصوات)

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات