التعليم الإلكتروني : المفهوم والمجال (ج2)

د. مصطفى جودت مصطفى صالح

د. مصطفى جودت مصطفى صالح

هذا هو الجزء الثاني من مقال سابق تناول تطور مفهوم التعليم الإلكتروني .

المفهوم الحديث للتعليم الإلكتروني :

تعددت تعريفات التعليم الإلكتروني واختلفت فيما بينها باختلاف النظرة لهذا النوع من التعليم والهدف من توظيفه، فتعرف ASTD’s Learning Circuits التعليم الإلكتروني باعتباره مجال يشتمل على مجموعة من التطبيقات الواسعة المرتبطة بالتعلم عبر الشبكات Web-Based Learning والتعلم المبني على الكمبيوتر CBL والفصول الافتراضية، والتعلم التعاوني عبر البيئات الرقمية، ويتطلب تقديم المحتوى عبر الإنترنت أو غيرها من الشبكات كالشبكات المحلية والإنترانت وشبكات التلفزيون التفاعلي.

وفي عمل أعده قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة بلومبرج في بنسلفانيا بعنوان “التعليم الإلكتروني مفاهيم وتقنيات” عرف مات كوميرشانو التعليم الإلكتروني بأنه التعليم الذي يستخدم تكنولوجيا الاتصالات والشبكات في خلق بيئة تعلم بديلة عن التفاعل وجهاً لوجه، ويعتمد في الأساس على ممارسة أنشطة التعلم من بعد، فإذا ما تضمن أنشطة وجهاً لوجه أصبح التعليم مدمجا Blended Learning (Matt Comerchero: 2006, pp19-21).

وبهذا يمكن تعريف التعليم الإلكتروني على أنه :

ذلك النوع من التعليم المعتمد على الحاسب والذي يقدم عبر الإنترنت إما تزامنيا، أو لا تزامنيا. وهو يعتمد على أدوات الإنترنت وتطبيقاتها في التفاعل الذي هو أساس أي عملية تعليمية. وقد يقدم التعليم الإلكتروني من بعد، أو قد يتم دمجه مع التعليم المؤسسي التقليدي بحيث يمر الطالب بأنشطة صفية وأنشطة أخرى يؤديها عبر الإنترنت وهنا يسمى التعليم مدمجاً Blended Learning .

كما يعرف كذلك باعتباره :

استخدام المحتوى الإلكتروني ووسائل الاتصال الرقمية بهدف تعزيز بيئة التعلم التقليدية أو خلق بيئة تعليمية بديلة.

يشترط المفهوم الحديث للتعليم الإلكتروني أن يكون معتمداً على الإنترنت وبهذا لا يعتبر التعليم المعتمد على الحاسب CBL أو التعلم عبر الأقمار الصناعية من التعليم الإلكتروني.

لقد ركز المفهوم الحديث للتعليم الإلكتروني على المحتوى التعليمي أياً ما كانت أساليب تقديمه فقد يقدم عبر نظام لإدارة التعلم أو عبر شبكة اجتماعية وقد يستخدم بشكل معد مسبقاً ويعرضه المعلم على طلابه عبر فصول افتراضية، وقد يشارك الطلاب في بناء المحتوى التعليمي الإلكتروني عبر أدوات مثل محررات الويب التشاركية WIKIs.

el3

كما يظهر من الشكل السابق فإن النظرة للتعليم صنفت كأحد ثلاثة مستويات كما يلي:

  1. التعليم باستخدام الإنترنت Internet-enabled Instruction: وهذه النظرة ميزت بداية التعليم الإلكتروني بدخول الإنترنت في التعليم، ونظرت إليه على أنه:
  • تدريس باستخدام الإنترنت Web Based Teaching.
  • إتاحة الإنترنت للمتعلمين للتحصيل.
  • الدمج بين المحتوى وطريقة التدريس التي توظف الإنترنت كمكون أساسي.
  • تعتبر هذه النظرة أن التعليم الإلكتروني هو استخدام الشبكات عموما والإنترنت على وجه الخصوص في تصميم وتقديم وإدارة وتقييم التعلم.
  1. التعليم المبني على التكنولوجيا Technology-based Instruction: تعالج هذه النظرة وسائل التعليم وطرق تقديمه، ونظرت للتعليم الإلكتروني باعتباره يتضمن:
  • التعليم عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية المتصلة بالإنترنت، وكذلك الأجهزة الكفية واللوحية والجوالات.
  • تعزيز بيئة التعلم الصفي باستخدام الإنترنت، وكذلك استخدام الإنترنت            في التعلم عن بعد.
  • جميع وسائل الاتصال عن بعد بما في ذلك الأقمار الصناعية وشبكات مؤتمرات الفيديو.
  • استخدام الوسائل المتعددة والتعلم المعتمد على الحاسب الآلي CBL، حتى لو لم يرتبط بالإنترنت.
  1. أدوات التعلم الإلكتروني وبيئاته: تنظر إلى الأدوات المستخدمة في التعليم الإلكتروني وما شكلته من بيئات جديدة وغير تقليدية للتعلم، فتضم التعلم عن طريق الشبكات والمواقع الاجتماعية، والتعلم باستخدام بيئات التعلم الشخصية PLE، وتضمنت هذه النظرة كذلك النظر للتعليم الإلكتروني كاستثمار وكقيمة اقتصادية فضلا عن كونه ممارسة وتقنية.

واعتبر التعليم الإلكتروني من هذا المنظور:

  • استثماراً بشرياً.
  • التأكيد على أهمية التدريب الإلكتروني CBT في المؤسسات المختلفة واعتباره أحد روافد التعليم الإلكتروني المهمة.
  • تنوع بيئات التعلم التي يقدم من خلالها المحتوى الإلكتروني وإمكانية بناء بيئات التعلم الشخصية.
  • التأكيد على التعلم من قبل الأقران والزملاء في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات.
  • اعتبار التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة عبر أدوات التعليم الإلكتروني من أشكال التعليم الإلكتروني وأوجبت تشجيعها.

تجدر الملاحظة إلى أن هذه المستويات لا تعبر عن تطور زمني للمفهوم، بل على مدى شمولية النظرة له، فما تزال التعريفات المختلفة للتعليم الإلكتروني تعالج المفهوم في أحد المستويات السابقة.

أنماط تقديم التعلم الإلكتروني :

يوجد متغيران أساسيان يؤثران على نمط تقديم التعلم الإلكتروني هما الزمان والمكان.

 

نفس الوقت

وقت مختلف

نفس المكان ·         توظيف الإنترنت في قاعة الدراسة IAI ·         تعلم مدمج يمارس داخل الجامعة أو المدرسة.
مكان مختلف التعلم المتزامن:·      الفصول الافتراضية.·      إذاعة الويب Webcast.

·      المحادثة.

التعلم غير المتزامن:·      التعلم عبر الويب.·      الرسائل والقوائم البريدية.

·      الإشعارات والإعلانات.

 

توضح المصفوفة السابقة أربع معالجات يمكن توظيف التعليم الإلكتروني من خلالها وفقا لتغير كل من الزمان والمكان:

  1. تعلم يتم في نفس المكان ونفس الزمان: هنا يكون التعليم الإلكتروني داعماً للتعليم التقليدي (الصفي) ومعيناً عليه، ومن أمثلة ذلك التعلم المعان بالإنترنت Internet Assisted Instruction، كاستخدامها في قاعة الدرس لعرض بعض التجارب والمعلومات على الطلاب مباشرة من الإنترنت، أو تقويم الطلاب إلكترونيا أثناء المحاضرة، أو ممارسة تجربة محاكاة على الخط المباشر أثناء المحاضرة.
  2. تعلم يتم في نفس المكان ولكن في وقت مختلف: ومن أمثلة ذلك أغلب أنشطة التعلم المدمج التي يمارسها الطلاب داخل الجامعة أو المؤسسة التعليمية، كأن يكلفون بعد المحاضرة بالدخول على موقع مكتبة الجامعة والبحث عن مصادر معينة أو الدخول على المعمل الافتراضي لأداء تجربة ما.
  3. تعلم يتم في مكانين مختلفين لكن في نفس الوقت: وهو ما يعرف بالتعلم الإلكتروني المتزامن Synchronous ويتم باستخدام عديد من أدوات الاتصال التي تتيحها بيئات التعلم الإلكتروني مثل إعطاء المحاضرات عبر الفصول الافتراضية، أو عمل محادثة نصية Chatting مع الطلاب أو عقد جلسة تعلم تعاوني بين الطلاب باستخدام بعض الأدوات مثل محررات الويب التشاركية Wiki.
  4. تعلم يتم في مكان وزمان مختلف: وهو ما يعرف بالتعلم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous، ويستخدمه المعلم عند وضع تطبيقاته ومحتواه العلمي لطلابه على نظام إدارة التعلم ويقوم الطلاب فيما بعد بالدخول على النظام وتحميل المحتوى أو مشاهدته، كذلك يتم من خلال استخدام البريد الإلكتروني في تقديم المحتوى للطلاب، وعموما جميع الأنشطة التي يقوم بها الطالب خارج وقت الدراسة وخارج مكان الدراسة ويؤديها عبر نظام إدارة التعلم تقع ضمن أنشطة التعلم غير المتزامن.
  5. تتيح المعالجات السابقة للتعليم الإلكتروني إمكانات ومرونة لا تتوافر بنفس القدر لجميع أساليب التعلم الأخرى، فهو قادر على أن يصل للطالب بغض النظر عن الحدود الزمنية والمكانية التي قد تعيقه في نظام التعلم التقليدي، ولهذا عمدت معظم الجامعات لدعم التعلم الجامعي عن طريق دمج التعليم الإلكتروني بالتعليم الجامعي التقليدي.
هذا هو الجزء الثاني من مقال سابق تناول تطور مفهوم التعليم الإلكتروني . المفهوم الحديث للتعليم الإلكتروني : تعددت تعريفات التعليم الإلكتروني واختلفت فيما بينها باختلاف النظرة لهذا النوع من التعليم والهدف من توظيفه، فتعرف ASTD's Learning Circuits التعليم الإلكتروني باعتباره مجال يشتمل على مجموعة من التطبيقات الواسعة المرتبطة بالتعلم عبر الشبكات Web-Based Learning والتعلم المبني على الكمبيوتر CBL والفصول الافتراضية، والتعلم التعاوني عبر البيئات الرقمية، ويتطلب تقديم المحتوى عبر الإنترنت أو غيرها من الشبكات كالشبكات المحلية والإنترانت وشبكات التلفزيون التفاعلي. وفي عمل أعده قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة بلومبرج في بنسلفانيا…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: 2.6 ( 2 أصوات)

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات