التعليم عن بعد Distance Education

distance Educationعرض وتحليل : د. مصطفى جودت صالح.

الكتاب الذي أعرضه أمام حضراتكم اليوم يعد من كلاسيكيات الكتب التي تتناول موضوع التعليم عن بعد ، والكتاب صدرت منه حتى تاريخ العرض ثلاث طبعات ، فضلا عن ترجمة من إعداد د. أحمد المغربي .

الكتاب المقصود هو ناتج عمل الدكتور مايكل مور Michael Moore ، وهو غني عن التعريف باعتباره أحد رواد التعليم عن بعد عمل بجامعة ويسكونسين ماديسون ( ما دون على الطبعة الأولى من كتابه) ، ويعمل حاليا أستاذا بكلية التربية، جامعة ولاية بنسلفانيا، وهو مؤسس المركز الأمريكي لدراسات التعليم عن بعد، ومن النادر أن تجد برنامجا معتمدا بالجامعات الأمريكية في التعليم عن بعد لم يشارك مايكل مور في إعداده أو مراجعته ، أو كان ضمن لجنة اعتماده، ومن حضر مؤتمر المجلس الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد المنعقد في 2013 بالرياض فإنه بلا شك استمع لكلمة مايكل مور في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

اشترك في الكتاب كذلك دكتور جريج كيرسلي ، Greg Kearsely وهو مستشارا تعليميا مستقلا وله عددا كبيرا من الكتب المتاحة عبر الإنترنت تقدر بعشرين كتابا ، وأعتبر نفسي من قرائه ، فأول ما قرأت له كتاب تصميم البرامج التفاعلية designing interactive software وكتاب التعليم على الخط المباشر : التعلم والتدريس عبر الفضاء السيبراني Online Education: Learning and Teaching in Cyberspace ورغم أن الكتاب من التسعينات ، فإنك لو بحثت عنه في أمازون لوجدته من أعلى الكتب سعرا وتوزيعا.

============

والآن لنعود لتحليل الكتاب ، فالكتاب يتكون من أحد عشر فصلا ، يبدأ بعرض المفاهيم الأساسية ، حيث يعرض الفصل الأول مفهوم التعليم عن بعد ، ومبررات وجوده ، وعناصر المنظومة الفعالة للتعليم عن بعد . ومفهوم التفاعل ودور المعلم فيه.

أما الفصل الثاني فيتناول مقدمة تاريخية لمفهوم التعليم عن بعد بدءا بالإذاعة ومشروعات الوسائل التعليمية وصولا إلى الفصول الافتراضية بالكمبيوتر والإنترنت باعتباره الجيل الخامس ( الكتاب صدر قبل مقهوم الموكس MOOCs ) وبالتالي لم يشر إليها كحلقة في تطور مفاهيم التعليم عن بعد.

يتناول الفصل الثالث جالات التعليم عن بعد ، وهو بمثابة ذكر لبعض التطبيقات للتعليم عن بعد مع تدعيم ذلك بأمثلة سواء من التعليم بالمراسلة ، أو الدورات الدراسية المفتوحة ، أو الجامهعات المفتوحة ، والتعليم عبر الإنترنت ، والمدراس الافتراضية … الخ.

وفي الفصل الرابع يتناول الوسائل المستخدمة في التعليم عن بعد ، بدءا من المطبوعات والأدلة الدراسية ، وصولا للنشر الإلكتروني ونظم إدارة المعرفة وشبكات الجيل الثاني .

يبدأ الفصل الخامس بالجانب التبيقي من الكتاب ويتناول ، تصميم المناهج الدراسية وتنفيذها ، حيث يبدأ بتصميم النظم التعليمية ، ومراحل العمل ، وفريق الإعداد ، وكيفية تصميم المناهج المعدة للتدريس على الخط المباشر، كما يتناول في هذا الجزء الأسس العامة للتصميم وحقوق النشر .

إن كان الفصل الخامس تناول التصميم ، فإن الفصل السادس يتناول التقديم أو ما أطلق عليه ( التدريس وأدوار المعلم ) ، وركز فيه عن مهارات التدريس عن بعد ومهام المعلم ، سواء في إعداد المقرر ، أو تقديمه عن بعد ، ويتميز هذا الجزء بتحليله لأدوار المعلم في المؤتمرات التعليمية عن بعد ، وتقديمه لعدد من النصائح للمعلمين عبر الإنترنت، وفي نهاية الفصل يتناول التقويم على الخط المباشر واساليب تأمينه.

يتناول الفصل السابع تعليم الكبار على الخط المباشر ، ويتناول الفصل السابع ، إدارة أنظمة التعليم عن بعد ، وأساليب تطبيق السياسات التعليمية في برامج التعليم عن بعد.

رغم أن الكتاب بدأ بإطار نظري مطول ، إلا أن الفصل التاسع جاء بعنوان “الإطار النظري العلمي للتعليم عن بعد ” وهو قراءة في الأبحاث والدراسات التي تناول التعليم عن بعد ، وعلى المستوى الشخصي أرى أنه ربما كان من الأفضل دمجه في الفصول من الأول إلى الخامس .

في الفصل العاشر تناول كذلك الدراسات والأبحاث التي  تناولت التعليم عن بعد ، ولكن من جانب آخر ، حيث ركز على الدراسات التي تناولت فعالية التعليم عن بعد ، واستراتيجيات التدريس الفعال وعائدات التكلفة لأنظمة التعليم عن بعد.

تناول الفصل الحادي عشر أمثلة مقارنة على الصعيد العالمي لأنظمة التعليم عن بعد خاصة في الصيمن واستراليا وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة وبعض الدول العربية ( عمل مايكل مور مستشارا لعدد من أنظمة التعليم عن بعد بالدول العربية )

أخيرا ، تناول الفصل الثاني عشر ، رؤية مستقبلية للتعليم عن بعد أو كما سماه المؤلفان ( التعليم عن بعد : الأمل في التغيير )

الكتاب إجمالا يقدم إطار نظري قوي ، لكن لا يمكن الاعتماد عليه كثيرا فيما يتعلق في الأمثلة التكنولوجية والتطبيقية المتقدمة نظرا لأنه قديم نسبيا من جهة ، وأن المؤلفات هما متخصصاتن في وضع السياسات للتعليم عن بعد ، وليس تطوير المحتوى ولهذا جاءت أمثلتهم التطبيقية عامة وغير متعمقة ، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية الكتاب الذي يقدم أمثلة مقارنة بين أنظمة التعليم عن بعد ، وإرشادات لتصميم أنظمة التعليم عن بعد.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات