مقدمة في الوسائل المتعددة التعليمية

د. مصطفى جودت مصطفى صالح

د. مصطفى جودت مصطفى صالح

أدى التطور في استخدامات الكمبيوتر في التعليم من جهة والتطور في صناعة الحاسبات من جهة أخرى وكرد فعل للبحوث النفسية التي تناولت كيفية إدراك المفاهيم والمعلومات من حوله وكيفية تذكره لها ، أدى كل ذلك وعوامل أخرى إلى ظهور مفهوم الوسائل المتعددة ، أو كما يسميها البعض الأوساط أو الوسائط المتعددة وكلها ترجمات اجتهادية لمصطلح Multimedia .

يتناول الجزء الحالي مفهوم الوسائل المتعددة والتفرقة بينها وبين الوسائل الفائقة والنص الفائق ، كما يتناول الجزء الحالي كذلك عناصر الوسائل المتعددة وخصائصها وذلك تمهيدا لجزء آخر سيتناول بإذن لله عملية إنتاج برامج الوسائل المتعددة التعليمية.

Multimedia-Marketing1

 ماهية الوسائل المتعددة

انتشرت تطبيقات الوسائل المتعددة في الثمانينات وازدهرت بشكل كبير مع بداية التسعينات ، وقد ساعد على انتشارها انخفاض تكلفة الكمبيوتر لحوالي 90% من السعر ، والتطورات المتلاحقة في الأجهزة وتكنولوجيا البرامج والتي ضاعفت من قدرات منتجات الوسائل المتعددة([1]) .

ويؤكد برنارد بوول Bernard J Pool ([2]) أن استخدام مصطلح ” الوسائل المتعددة Multimedia ” بدأ قبل دخول الكمبيوتر إلى المدارس بحوالي 20 سنة ، حيث أستخدم للدلالة على أدوات التدريس السمعية والبصرية Audiovisual Teaching Aids ، إلا أن الاستخدام الحالي لهذا المصطلح قد أختلف.

 

  • معنى الوسائل من منظور إعلامي :

كلمة الوسائل Media في حد ذاتها بدأت في ميدان الإعلام حيث قصد بها الجرائد ، ومع العشرينات أستخدم كلفظ جامع لوسائل الاتصال الجماهيري، ومع الستينات أستخدم في ميدان التربية للدلالة على الجمع بين أجهزة عرض الرسوم المتحركة والصوت والصور الثابتة في موقف تعليمي ، أما اليوم فأصبح هذا المصطلح وثيق الصلة بالتعلم المبني على الكمبيوتر.

  • معنى الوسائل من منظور تربوي :

ارتبطت عمليات التدريس في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة فى بداية نشأتها باللغة اللفظية، وانعكس ذلك على الكتب المدرسية فجاءت خالية تماما من الصور والرسوم، وفى القرن الخامس عشر ظهرت المحاولات الأولى للتقليل من اللغة اللفظية حيث ظهرت الصور والرسوم لأول مرة في الكتب المدرسية كمعينات بصرية Visual Aids، وبدأ الحديث فى ذلك الوقت على أهمية حاسة الإبصار فى مواقف الاتصال ونتيجة لذلك سمى التعليم الذى يستعين بالصور والرسوم بالتعليم البصري واتسعت دائرة المعينات البصرية بعد ذلك لتشمل المواد التى لا تعتمد أساسا على اللغة اللفظية المكتوبة أو المنطوقة ويمكن إرجاع جذور مفهوم الوسائل التعليمية إلى القرن الخامس عشر حيث بدأ الاهتمام باستخدام حاسة الإبصار فى عمليات التدريس.

ومع بداية عصر الثورة الصناعية فى القرن التاسع عشر ظهرت الوسائل التى توفر سبل استقبال المعرفة بصريا وسمعيا، وبدأ مسمى المعينات السمعية البصرية فى الانتشار، وأطلق على التعليم الذي يستعين بها التعليم السمعي البصري أو الوسائل السمعية البصرية.

وعندما اتضح قصور المسمى الأخير، ظهر مسمى معينات التدريس أو الوسائل المعينة، كما ظهر مسمى المعينات الإدراكية، وجاء ذلك للتعبير عن دور الحواس الأخرى فى عملية التعلم.

ومع تمايز مجال الاتصال وتعدد نظرياته لم تعد المسميات السابقة مقبولة للتعبير عن أهمية المواد التعليمية ومكانتها فى عملية الاتصال التعليمي باعتبارها أحد العناصر الرئيسية لهذه العملية، فالمسميات السابقة تشير إلى إمكانية إضافة أو حذف هذه المواد فى مواقف الاتصال على أساس أنها من كماليات وليست من أساسيات عملية الاتصال. ولقد أجمع علماء الاتصال على مبدأ هام وهو أنه الاتصال بدون وسيلة، كما أجمعوا على أن نجاح الاتصال أو فشله أمر يتوقف على عوامل عديدة من بينها الوسائل المستخدمة فى مواقف الاتصال، وتمشياً مع هذا الاتجاه ظهر مسمى جديد وهو مسمى وسائل الاتصال وعند اعتبار العلاقة بين مفهوم الاتصال ومفهومي التعليم والتعلم فلقد أجمع المربون على أنه لا تعلم بدون وسيلة تعليمية، وجاء ذلك للدلالة على أهمية إدخالها ضمن أى خطة كعنصر أساسي من عناصر هذه الخطة حيث تختار فى ضوء علاقتها بهذه العناصر من أهداف ومحتوى وغيرها، ومع هذا الإدراك ظهر مسمى الوسائل التعليمية.

ولقد لقى مسمى الوسائل التعليمية القبول فى الأوساط التربوية عن غيره من المسميات، فهو أكثر شمولا وتعبيرا عن طبيعة المجال، كما إنه يخلصنا من صعوبات المسميات الأخرى وقصورها، هذا بالإضافة إلى إنه لا يشير إلى اهتمام العاملين فى هذا المجال بالقنوات التى توصل الوسائل التعليمية من المرسل إلى المستقبل فحسب، بل ينصب اهتمامهم أيضا على علاقة الوسائل بالأهداف التعليمية المتوقع تحقيقها وخصائص مجموعة المتعلمين التي تختار لهم هذه الوسائل وطبيعة محتوى الرسالة ذاتها.

  • المقصود بتعددية الوسائل في ظل الكمبيوتر التعليمي :
    prod_multime

فالوسائل المتعددة اليوم تعني الجمع بين النص والصوت والصورة الثابتة والمتحركة والفيديو في برنامج كمبيوتر تعليمي واحد ، فإذا كان هذا البرنامج يعتمد على التفاعل بين المتعلم والبرنامج ، فإننا نسميها بالوسائل المتعددة التفاعلية Interactive Multimedia ، وممن يتبنون هذا التعريف برنارد بول ([3]) ، ومحمد محمد الهادي ([4]) ،وفتح الباب عبد الحليم([5]) الذي يؤيد رأي كومباك في أن الذي تستطيع الكلمات أن تؤديه وحدها يكون أكثر فاعلية إذا أدته الكلمة مصحوبة بالصوت والصورة ، وكذلك تاي فويانTay Vaughan ([6]) الذي يرى أن الوسائل المتعددة ستؤدي إلى تغيير جذري داخل المدرسة حيث أنها ستمكن الطالب المتفوق من الذهاب إلى أبعد من طرق التدريس التقليدية المحدودة ، فبرامج الوسائل المتعددة ستمكن المتعلم أن يكون هو محور العملية التعليمية وليس المعلم ، كما أنها تثري العملية التعليمية ولن تكون مجرد بديل محتمل للطرق المبنية على المدرس التقليدي Traditional Teacher-Based Methods .

تجب الإشارة إلى أن الوسائل المتعددة ليست طريقة لبناء البرنامج أو منهج في التصميم كما قد يعتقد البعض، بل هي طريقة لتنظيم العرض ومخاطبة البرنامج لحاستي السمع والبصر في الإنسان.

فالوسائل المتعددة قد تكون مفيدة وفعالة في موقف تربوي معين كبرنامج تمارين واختبارات Drill & Practice حينما نستخدم المؤثرات الصوتية في الرجع Feedback ، إلا أنها تكون ضرورية ولا بديل عنها في موقف آخر كبرامج المحاكاة التي تجسد موقف طبيعي معين يجب أن يقتنع المتعلم بقربه من الواقع بقدر الإمكان ، وبالتالي يلجأ مصمم البرنامج إلى توظيف المؤثرات الصوتية والرسوم المتحركة في تصميم واجهة التفاعل مع المستخدم التي يطلق عليها واجهة تفاعل المستخدم المتعددة الوسائل Multimedia User Interface والتي سنتعرض لها في حديثنا على تصميم واجهة التفاعل في البرنامج .

يرى برنارد بول([7]) في سياق حديثه عن أهمية مخاطبة حواس المتعلم المختلفة ، أن أغلب الوسائل التعليمية تخاطب حاستين فقط من حواس المستخدم هما السمع والبصر . وقد عرف البصر كأقوى جهاز استقبال للبيانات وتوصيلها للعقل ، وقد أوضحت بحوث ادوارد توفEdward Tufte ([8]) فاعلية التعلم البصري على باقي أشكال التعلم ، ويشير ادوارد بول إلى أن ما يميز برامج الوسائل المتعددة على الكمبيوتر عن المعينات السمعية البصرية Audio Visual Aids هو التفاعلية مع المستخدم التي تتيحها برامج الوسائل المتعددة من جانب والتكامل بين تلك البرامج من جانب آخر . ويؤيد مارك ج. بونزل Mark J. Bunzel هذا بقوله “أن الكمبيوتر الشخصي يستطيع حالياً الجمع بين الأشكال المختلفة للوسائل : النص المكتوب ، والمسموع ، والصور الثابتة ، والمتحركة والرسومات ولقطات الفيديو الحية ، وأهم من ذلك أضاف الكمبيوتر الشخصي لكل هذه الوسائل وظيفتين غاية في الأهميـة ، هما القدرة على توصيل هذه الوسيلة بطريقة تكاملية ، ومتفاعلة” ([9])   .

وقد حرص المعلمون دوماً على جذب اهتمام المتعلمين عن طريق عدد من الوسائل ، مما ساعدهم على تدعيم المواقف التعليمية ، أما الآن فقد أضافت الوسائل المتعددة بعداً جديداً للتعلم ، فمع تعقد أشكال المعرفة أصبح من الصعب إيصال المعلومة أو عرضها بالوسائل اللفظية التقليدية ، والتي قد تثير ردود فعل متباينة لدى المتعلمين وفقاً لخبراتهم السابقة مال تعزز بخبرات بصرية تدعم المفهوم المراد تعلمه ([10]) .

لو تصورنا على سبيل المثال أن تعليم درس عن الانشطار الذري عن طريق نص مكتوب فقط ، وطلبنا من الطلاب أن يصفوا ما فهموه بالرسم ، فسنجد بلا شك تباينا كبيرا بين تصوراتهم ، أما إذا دعمنا المادة النظرية برسم متحرك يحاكي خطوات الانشطار الذري لأمكن إيصال المفهوم إلى المتعلمين بشكل أدق . إلا أن زيادة الحاجة إلى برامج وسائل متعددة متفاعلة ذات قدرات تفوق برامج الوسائل المتعددة التقليدية ، والتي تعالج مشكلة الفروق الفردية بين المتعلمين بتقديم نفس المحتوى بأكثر من وسيلة تتيح للمتعلم الانتقال بينها لانتقاء ما يناسبه ، أدت إلى ظهرو مصطلح أكثر حداثة من مصطلح الوسائل المتعددة ، هو مصطلح “الوسائل الفائقة Hypermedia ” ، وإن كان مصطلح الوسائل المتعددة وجد أساساً في ميدان الإعلام وانتقل إلى التعليم ، فإن مصطلح الوسائل الفائقة وجد في التربية أساسا كما سيتضح لنا لاحقا لكن قبل ذلك يمكن أن نستخلص مفهوم الوسائل المتعددة من العرض السابق ومن عدد من المراجع الأكاديمية كما يلي :-

  1. برامج الوسائل المتعددة هي فئة من نظم الاتصال المتفاعلة ، التي يمكن اشتقاقها وتقديمها بواسطة الكمبيوتر لتخزين ونقل واسترجاع المعلومات في إطار معتمد على الحاسب الألي ، من خلال اللغة المكتوبة، والمسموعة ، والموسيقى ، والصور الثابتة، والصور المتحركة .
  2. برامج الوسائل المتعددة عبارة عن قاعدة بيانات كمبيوترية تسمح للمستخدم بالوصول إلى المعلومات في أشكال مختلفة ، تشمل النص المكتوب، والرسومات الخطية، والفيديو، والصوت، وذلك من خلال عقد اتصال بشبكة من المعلومات التي تمكن المتعلم من استدعاء ما يحتاجه من معلومات بناء على احتياجاته الفردية واهتماماته .
  3. برامج الوسائل المتعددة هي برامج تمزج بين الكتابات والصور الثابتة والمتحركة والتسجيلات الصوتية ، والرسومات الخطية لعرض الرسالة ، وهي التي يستطيع المتعلم أن يتفاعل معها مستعيناً بالكمبيوتر .
  4. الوسائل المتعددة تعني استخدام اللغة المكتوبة، والصوت، بالإضافة إلى الصور الثابتة والمتحركة لنقل الأفكار، وهي تعتمد على فكرة مؤداها أن أي شئ تستطيع الكلمات أن تنقله إلى الغير، يمكن أن ينتقل بشكل أفضل عن طريق الكلمات والصوت والصورة في مزيج واحد من خلال الكمبيوتر حيث يستطيع المتعلم أن يتفاعل مع ما يشاهده وما يسمعه عن طريق التحكم في معدل العرض والتفريع إلى النقاط لمتشابكة أثناء العرض واختيار البدائل التي تناسبه من مجموعة من البدائل التي تعرض عليه .
  5. برامج الوسائل المتعددة تعمل على إثارة العيون والآذان وأطراف الأصابع، كما تعمل أيضاً على إثارة العقول، وهي تضم مزيجاً من النصوص المكتوبة، والرسومات، والأصوات، والموسيقى، والرسومات المتحركة ، والصور الثابتة ، والمتحركة ، ويمكن تقديمها للمتعلم عن طريق الكمبيوتر أو أي وسيلة إلكترونية أخرى

النص الفائق Hypertext:

النص الفائق هو أسلوب لعرض المعرفة النصية بطرق غير خطية non-linear ، وبشكل يناظر الطريقة التي يفكر بها المستخدم ([11]) ، وترى وندي هول Wendy Hall([12]) أن مصطلحي النص الفائق ، والوسائل الفائقة يستخدمان بالتبادل ، فالنص الفائق يستخدم أساساً لعرض النظم المبنية على النصوص ، أما الوسائل الفائقة فتعد تطويراً وامتدادا لتكنولوجيا النص الفائق لتتضمن البيانات متعددة الوسائل .

واستخدام مصطلح ” النص الفائق ” يعود إلى ثيدور نيلسون عام 1965 حينما أنشأ نظامه الذي أطلق عليه “Xanadu” ، حيث عُرف النص الفائق على أنه أسلوب في الكتابة الغير متتابعة ([13]) ، لكن الفكرة الأساسية المميزة له هو احتوائه على “إحالات مرجعية Cross-references ” ، واستخدام ” التكشيف المترابط Associative Indexing ” في تصميمه ([14]) ([15]) .

وفي عام 1987 ظهر أول نظام نص فائق على المستوى التجاري يعمل على الأجهزة الشخصية المتوافقة مع IBM أطلق عليه مسمى “الروابط الفائقة Hyperties ” والذي أستخدم فيه النص فقط([16]).

وفي نفس العام ظهر برنامج هايبركارد Hypercard الشهير الذي ساهم في نشر تطبيقات النص الفائق والوسائل الفائقة بعد ذلك على أجهزة الماكنتوش.

وقد أشارت البحوث التي دارت حول التساؤل “هل النص الفائق يدعم عمليات التعلم ؟ إلى أن ” النص الفائق يتيح حرية أكبر للمستخدم لكي يحدد ماذا يريد أن يقرأه إلا أنه لا يستطيع دعم عمليات الاختبار أو تقويم مقدار التعلم كما تفعله برامج التعلم المبني على الكمبيوتر التقليدية([17]) .

HyperBig-2f6icng

(1) المواصفات الأساسية للنص الفائق :

نظم النص الفائق تدعم استعراض الوثائق غير الخطية، فالكتاب التقليدي يرتبط بطريقة خطية، صفحة تليها صفحة، قد نستخدم معه الإحالات Cross-references لربط عناصر المعلومات والتي ترتب في تتابع واحد، إلا أن الكتاب لا يدعم القراءة المترابطة . نظم النص الفائق من ناحية أخرى تقدم طرقاً للتصفح والاستعراض Browsing أو ما يسمى أحياناً بالإبحار Navigation ومن تلك الطرق ما يلي ([18]): –

أ – تقليب الصفحات Page-turning .

ب – الانتقال من معلومة إلى معلومات وبيانات متعلقة بها – عن طريق وصلات links – والعودة إلى النقطة السابقة .

ج – البحث عن المعلومات عن طريق كشاف Index .

د – إمكانية البحث عن كلمة أو عبارة ضمن النص سواء كلمات دالة ، أو كلمات داخل السياق .

ويذكر باركر وزميله([19]) أن العناصر السابقة هي المواصفات المعيارية Standard Features التي تدعمها نظم النص الفائق وتتميز بها عن غيرها .

 

(2) بنية نظام النص الفائق :

يتكون نظام النص الفائق في الغالب من جزئين يعملان سوياً هما :-

أ ) المستعرض Browser : وهو برنامج معد مسبقاً وظيفته إستعراض وتصفح الوثائق المعدة بأسلوب النص الفائق .

ب) البرنامج : ويتكون من وحدات البيانات في شكل “عقد Nodes” تربط بينها “وصلات Links ” ، وهي تختلف من تطبيق لآخر .

وفي الغالب يتوافر مستعرض واحد لقراءة ملفات البيانات المختلفة ، مثل ملفات المساعدات التي تعمل في ظل نوافذ مايكروسوفت والمبنية بأسلوب النص الفائق ، تعمل جميعها في ظل مستعرض واحد للمساعدات رغم اختلاف هذه الملفات ، كذلك في مجال الملفات المعدة على شبكة الإنترنت والمعدة بلغة HTML فإنها تستخدم مستعرض واحد مثل Navigator 4 أو Microsoft Explorer بطريقة معيارية ، وتتاح بعض المستعرضات في الوقت الحالي مجاناً.

ويختلف بناء المستعرض وفقاً للشركة المنتجة رغم الاتفاق على عدد من الوظائف التي يجب أن يوفرها للمستخدم والتي تتيح له استعراض ملفات النص الفائق ، أما ملفات النص الفائق نفسها فهي تتكون من عقد ووصلات كما سبق ذكره ، وتتشكل تلك العقد في التنظيمات ([20]) ([21]) التالية : –

1 – التنظيم الشبكي للنص الفائق Network hypertext organization : ينظم الكاتب المادة التعليمية في شكل صفحات أو كروت تحتوي على مفاهيم معينة ، ويقوم بربطها بصفحات المفاهيم الأخرى المرتبطة بها دونما علاقة تنظميه محددة (قبل أو بعد ) ، وطالما أن الدارس يتفاعل مع عناصر المعلومات فإنه سيستمر في الإبحار ، ويعاب على هذا التنظيم أن المستخدم يمكن أن يضل بسهولة إذا لم يجد الإرشاد المناسب . أما جانب القوة في هذا التنظيم أن نوع الروابط التي تربط بين عناصر المعلومات ليست مجرد روابط علاقية بل روابط تبنى على أساس دلالي Semantically-based وهي شبيهة بالروابط المستخدمة مع التنظيم المعرفي في البرامج الذكية .

2 – التنظيم الهرمي Hierarchical Hypertext : قد يأخذ بناء نظام النص الفائق شكل قائمة المحتويات التي ترتب فيها جميع المعلومات بشكل هرمي ويكفي للمستخدم للإنتقال من صفحة إلى أخرى النقر بالفأرة على عنوان الموضوع . والروابط هنا تبنى على أساس بنائي Structural وليس على أساس دلالي . وللبناء الهرمي سببان تدعو إلى استخدامه من قبل معدي البرامج التعليمية هما:

( أ ) أنه أقرب ما يكون إلى الأصول المكتوبة التي يجدها الدارس ضمن الكتب المدرسية التي غالباً ما تنقل عنها تلك البرامج .

(ب) أن هذا التنظيم يدعم عملية الإبحار Navigation ، فالمستخدم لهذا النموذج يعرف النقطة التالية التي يجب أن يذهب اليها ، والنقاط التي سبق وأن مر بها .

إلا ان من عيوب هذا التنظيم أن عملية الربط بين المفاهيم تكون ضعيفة حيث أنها تسير في اتجاه واحد .

التنظيم الهرمي

3 – الجمع بين التنظيم الشبكي والهرمي : وهو الاتجاه المستخدم في أغلب البرامج الحديثة ، حيث يوجد البناء الهرمي بالتوازي مع البناء الشبكي المبني على الدلالات . ويرى آلان سميتون ([22]) أن هذا التنظيم هو الأنسب في البرمجة الغير خطية للمناهج التعليمية . وفي هذا التنظيم نجد في بداية البرنامج قائمة محتويات كما في التنظيم الهرمي ، ولكن في نفس الوقت نربط المفاهيم في صفحات البرنامج بروابط دلالية كما في التنظيم الشبكي .

 

بنية أنظمة النص الفائق

بنية أنظمة النص الفائق

 

 

(3) توظيف نظم النص الفائق في التعلم بمساعدة الكمبيوتر :

نظم النص الفائق في الوقت الحالي تستخدم بشكل كبير في مجال بث ملفات البيانات على شبكات المعلومات ، والوصول للبيانات ضمن قواعد البيانات والأعمال المرجعية التي تحتوي على قدر كبير من المعلومات. أما استخدامها ضمن برامج الكمبيوتر التعليمية Courseware فيقتصر على البرامج التي تحتوي على قدر كبير من البيانات النصية كالكتب الإلكترونية ، أما باقي أنماط البرامج التعليمية فيفضل استخدام أسلوب الوسائل الفائقة Hypermedia أكثر من استخدام النص الفائق . ومن المبادئ العامة لتوظيف النص الفائق في التعلم بمساعدة الكمبيوتر ما يلي :

1 – تستخدم نظم النص الفائق مع الأعمال المرجعية كالموسوعات .

2 – تستخدم نظم النص الفائق التقليدية مع الأسلوب الاستكشافي في التعلم Discovery Method.

3- يمكن للمعلم أن يبني نظام نص فائق تقليدي عن طريق نظم تأليف متاحة بالأسواق مثل HyperCard ، Link way ، وغيرها من النظم المتاحة بالسوق ، إلا أنه يجب أن يعد المادة العلمية في شكل إطارات مع تحديد الوابط أو العلاقات بينها .

4- عند بناء نظام نص فائق تقليدي يفضل الجمع بين النموذج الهرمي والشبكي في تصميم بنية العرض ، ذلك لأنه يتميز بإعطاء المستخدم تسلسل منطقي للمحتوى من جهة ، وأنه يعين المستخدم على معرفة موقعه في البرنامج من جهة أخرى .

5- من أنماط البرامج التي يفضل استخدام النص الفائق معها برامج التدريس الفائق Hypertutor ذلك لأنها تعتمد على روابط متشعبة تربط برنامج التدريس الرئيسي بمصادر المعلومات المختلفة كالقواميس والموسوعات والقوائم والجداول والرسومات البيانية .

8 – تستخدم الكثير من البرامج التعليمية أساليب النص الفائق في تقديم المساعدات للمستخدم والإرشادات للتعامل مع البرنامج ، أثناء استعراض النص عن طريق الملاحظات المتعلقة بالموضوع Pop-up notes .

9 – تستخدم نظم النص الفائق في تقديم المعلومة ، إلا أنها لا تستطيع أن تحدد مقدار الاكتساب أو التحصيل لدى المتعلم ، كما أنها لا تضع شروطاً لانتقال المتعلم بين صفحات البرنامج لذلك يفضل إن يستخدم معها برامج اختبارات وتمارين Drill & Practice .

 

نظم الوسائل الفائقة Hypermedia Systems :

يرى الكثيرون أن مصطلح الوسائل الفائقة هو حلقة تطور للنص الفائق على اعتبار أن الأسس التي تبنى عليها إستراتيجيات العرض في كلا النظامين واحدة تقريباً . فترى وندي هول Wendy Hall ([23]) أن النص الفائق يستخدم أساساً لعرض النظم المبنية على النصوص ، أما الوسائل الفائقة فتعد تطويراً وإمتداداُ لتكنولوجيا النص الفائق لتتضمن البيانات متعددة الوسائل .

ويرى ميشيل هاريسون Michael A. Harrison ([24]) أن نظم الوسائل الفائقة نشأت من تطور النص الفائق ، ويشير إلى أن البداية الحقيقية للوسائل الفائقة كانت عام 1986 مع ظهور نظام الهايبركارد Hypercard كأداة تأليف تخدم هذه البيئة . ويعلق هندلي R.J. Hendely على دور نظام الهايبركارد في نشر الوسائل الفائقة ” بأن نظام الهايبركارد على الماكنتوش لم يكن مسئولاً فقط عن التواجد الموسع للوسائل الفائقة ، لكنه كذلك قدم بيئة مناسبة تتيح للمعلم أن يطور بسرعة وسهولة درس معين بأسلوب الوسائل الفائقة”([25]) . كما أن نظم الوسائل الفائقة – بعكس باقي النظم – لم تدخل ميدان التعلم إلا بعد أن طورت لها أدوات تأليف سهلة تتيح الإنتاج الموسع لمواد التدريب.

كما يرى ميجانMegan ([26]) أن النظم الفائقة Hyper-systems تم تقبلها بسرعة من قبل مطوري برامج الكمبيوتر التعليمية بسبب سهولة تطوير تلك النظم عن طريق نظم التأليف ، وبسبب الإعجاب بالإمكانات المتقدمة التي أتاحتها الوصلات بين وحدات المعلومات .

 

مفهوم الوسائل الفائقة :

يستخدم البعض مصطلح الوسائل الفائقة كمرادف للوسائل المتعددة المتفاعلة Interactive Multimedia (IMM) ، على اعتبار أن الوسائل الفائقة تتطلب مبادرة من المتعلم للحصول على المعلومات وذلك بتتبع مسارات داخل البرنامج لتحقيق هدف معين ([27]) . كما أن نظم الوسائل المفائقة هي نظم متمركزة حول المتعلم ، من حيث أنها تمنح المتعلم قدراً أكبر من التحكم ، والنظم المتمركزة حول التعلم هي نظم متفاعلة وذلك وفقاُ لتعريف “إتحاد التعلم التفاعلي Interactive Learning Federation ” ([28]) والذي عرفه على أنه التعلم المتمركز حول المتعلم باستخدام مدخل الوسائل المتعددة Multimedia Approach .

يؤيد توماس ريفس Thomas C. Reeves ([29]) هذا الاتجاه حيث عرف نظم الوسائل المتعددة التفاعلية على أنها قاعدة بيانات كمبيوترية تتيح للمستخدم الوصول إلى المعلومات في صورها المختلفة ، كالصوت والصورة والرسوم المتحركة والفيديو بالإضافة إلى النص . حيث صممت خصيصاً على شكل وصلات Links تصل بين عدد من العقد Nodes تمثل المعلومات . ويتيح هذا البناء للمستخدم الوصول إلى المعلومات طبقاً لاحتياجاتهم الفريدة واهتماماتهم الخاصة . ويصرح توماس ريفس Thomas C. Reeves أن مصطلح الوسائل المتعددة المتفاعلة IMM هو مرادف لمصطلح الوسائل الفائقة Hypermedia ، ويركز كلاهما على التصميم الفريد لواجهة التفاعل الخاصة بالمستخدم ، ومن جهة أخرى التركيز على الدافعية Motivation والخبرة Expertise التي يحرزها المستفيد .

إلا أن البعض الآخر يعترض على كون الوسائل المتعددة المتفاعلة هي نفسها الوسائل الفائقة ، ذلك لأن من شروط توظيف الوسائل المتعددة في التعليم التفاعل والتكامل ([30]) . حيث يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الوسائل الفائقة هي بيئة تعلم جديدة تشترك مع الأشكال الأخرى من برامج التعلم المبني على الكمبيوتر في العديد من السمات ، إلا أنها تتميز عنهم في أنها تبنى من عقد ووصلات والتي تتيح للمتعلم أن يكتشف المحتوى بطريقة غير خطية ، وفي نفس الوقت تعد الوسائل الفائقة طريقة تفاعلية سهلة وسريعة معاً ([31]).

بمعنى آخر فإن الوسائل الفائقة هي نظام يتيح للمستخدم الوصول والبحث عن معلومة بطريقة غير خطية بما في ذلك تطبيقات الوسائل المتعددة . حيث يمكن الانتقال بين الأشكال المختلفة كالفيديو أو قطة موسيقية أو استعراض نص. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الوسائل الفائقة اليوم هي مظلة لجميع أنماط الوسائل المترابطة Hyperlinked media وهذا يشمل كذلك نظم النص الفائق الذي يعد مفتاح تسمية الوسائل الفائقة . ([32])

تعرض زينب محمد أمين([33]) ضمن دراستها لأثر توظيف الوسائل الفائقة على التحصيل الدراسي لأكثر من عشرين تعريف ، تستخلص منها أن الوسائل الفائقة تقدم أنماط مختلفة من المعلومات ، وبيئة الكترونية عالية التكامل تسمح للمستخدم أن يتعلم بكفاءة وفعالية من خلال الارتباطات الإلكترونية التي تتضمن الرسومات البيانية والمتحركة و التسجيلات الصوتية والموسيقى و الصور الفوتوغرافية والفيديو وجداول البيانات بالإضافة إلى النص ، والقدرة على تناول هذه المعلومات والتفاعل معها من خلال التحكم في السرعة والمسار والتتابع وكمية المعلومات التي يحتاج اليها المتعلم بغية الاستفادة القصوى ومساعدته على إنجاز الأهداف المتوقعة من التعلم ، وإمداده بمداخل تعليمية جديدة .

وتميز زينب محمد أمين([34]) بين الوسائل المتعددة والوسائل الفائقة في كون الوسائل المتعددة تشير إلى التنوع في الوسائل المستخدمة حيث يقوم المتعلم باستخدام وسيلة أو أكثر مراعياً التزامن في استخدام تلك الوسائل . بينما الوسائل الفائقة ليست تجميع فقط للوسائل ، بل تقوم على إثراء وتعميق المعلومات المتضمنة في برنامج ما ، وتقديمها في إطار متكامل فعال مؤكدة في ذلك على تحكم المتعلم وتفاعله مع النظام ، هذا التفاعل يمكن المتعلم من تحديد المسارات والطرق التي يتبعها وكمية المعلومات التي يسترجعها والتحكم في سرعة تعلمه . كما أن الوسائل الفائقة لديها القدرة على تناول ومعالجة المعلومات ذات الصلة بالموضوع بسرعة من خلال تقنيات خاصة تعرف بالوصلات ، ويتم تنظيم المعلومات داخل الوسائل الفائقة في شكل شبكة والتي تنظم المعلومات بشكل مشابه لطرق معالجتها في العقل البشري . بينما تتفق نظم الوسائل المتعددة والوسائل الفائقة في أن كلاهما يشتمل على مجموعة من الوسائل التعليمية التي من شأنها إثارة اهتمام المتعلمين وجعل خبراتهم ذات أثر باقي وتزويدهم بالخبرات التعليمية اللازمة لتحقيق أهداف التعلم .

كما تختلف نظم الوسائل الفائقة عن نظم النص الفائق ، فرغم التشابه بينهما في البناء إلا أن نظم الوسائل الفائقة أضافت إلى المحتوى النصي للبرنامج أنماطاً أخرى من الوسائل ، كالصور الفوتوغرافية ، والرسومات الخطية والبيانية والمتحركة ، والفيديو والصوت ، كما أن جميع تلك الوسائل تعمل بشكل متكامل ومتفاعل مع المستخدم . مما أتاح إمكانية أكبر لطرق عرض المعلومات عبر البرنامج .

مما تقدم نستخلص أن نظم الوسائل الفائقة تخضع لنفس المعايير الخاصة بنظم النص الفائق ، ونظم الوسائل المتعددة معاً . سواء من حيث بناء النظام ، وتوظيف الوسائل في البرنامج . كما أن التفاعل يعد شرطاً أساسياً في نظم النص الفائق .


المصادر :

[1] – محمد محمد الهادي . تكنولوجيا المعلومات ومحو الأمية الشاملة وتعليم الكبار ، في ، محمد محمد الهادي [محرر] . نحو توظيف تكنولوجيا المعلومات لتطوير التعليم في مصر : أبحاث ودراسات المؤتمر العلمي الثاني لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات . – القاهرة : المكتبة الأكاديميـة ، 1995 ، ص 265.

[2] – Pool, Bernard J. Op.cit. , p324.

[3] – المرجع السابق .

[4] – محمد محمد الهادي . تكنولوجيا المعلومات ومحو الأمية الشاملة ، مرجع سابق ، ص 265.

[5] – فتح الباب عبد الحليم سيد . نحو فهم أفضل لتكنولوجيا التعليم : الوسائل المتعددة في حجرة الدراسة ، تكنولوجيا التعليم : دراسات وبحوث ، مج5 ، ع3 ، صيف 1995 ، ص 166.

[6] – Vaughan, Tay. Multimedia : Making it work . – 2md Ed . – NewYork: McGraw-Hill, 1994, p5.

[7] – Pool, Bernard J. Op.cit. , p325.

[8] – المرجع السابق .

[9] – Bunzel, Mark J., & Sandra K. Morris. Multimedia application development: using Indeo, Video and DVI technology . – 2nd ed .- NewYork : McGraw-Hill, 1994, p 4.

[10] – Pool, Bernard J. Op. cit., p 328.

[11] – Barker, John & Richard N Tucker. The interactive learning revolution . – London : Kogan page, 1990 – p 76.

[12] – Hall, Wendy. Hypermedia tools for multimedia information systems [in ], Earnshaw, R.A. & J.A. Vince, [editors]. Multimedia systems & applications . – London : Academic Press, 1995, p101.

[13] – Layman, John., & Wendy Hall. Application of hypermedia in education. Computers in Education , Vol. 16, No. 1,1991, p 114.

[14] – Hall, Wendy. Op.Cit., p 101.

[15] – زينب محمد أمين . أثر استخدام الهايبرميديا على التحصيل الدراسي لدى طلاب كلية التربية . – المنيا : كلية التربية ، جامعة المنيا ، (رسالة دكتوراه غير منشورة ) ، 1995 ، ص 31.

[16] – Hall, Wendy – Op, Cit. p 103.

[17] – Smeaton, Alan F. Using Hypertext for Computer Based Learning . Computers in Education , Vol. 17, No. 3, 1991, p 173.

[18] – McAlees, Ray. Hypertext Theory into Practice . ( http://dcs.ex.ac.uk/ ~masoud/yazdani/course/ hci/cs93ajr/readings3.htm ) , 7-9-97 , p 1 of 2

[19] – Barker, John & Richard N Tucker . Op, cit. p 76.

[20] – Ginige, Athula & David B. Lowe, & Hohn Robertson. Hypermedia Authoring . IEEE Multimedia , Wenter 1995, p 27.

[21] – Smeaton, Alan F. Op,cit. , p p 173 – 174.

[22] – المرجع السابق .

[23] – Hall, Wendy.Op.cit., p101.

[24] – Harrison, Michael A. The essential elements of Hypermedia . , [in] Earnshaw, R.A., & J.A. Vince. [Editors] . Multimedia Systems and Applications . – London : Academic Press, 1995, p79.

[25] – Hendly, R.J., C.D. Wittington., & N. Jurascheck. Hypermedia generation from domain representations . Computers in Education , Vol. 20, No. 1, 1993, P127.

[26] – Quentin-Baxter, Megan., & David Dewhurst. a Method for Evaluating the Efficiency of Presenting Information in Hypermedia Environment. Computers in Education, Vol. 18, No. 1-3, 1992, P179.

[27] – Bianton, Sharon., and others. Repurposing a feature film for Interactive Multimedia. Educational Technology, Vol. 31, No. 12, Dec 1991, p 37.

[28] – Barker, John., Richard N Tucker. Op.Cit., p 18.

[29] – Reeves, Thomas C. Evaluation Interactive Multimedia. Educational Technology, Vol. 32, No. 5, May 1992, p 47.

[30] – Bunzel, Mark J., & Sandra K. Morris.Op.Cit., p 4.

[31] – Knussen, Christina., and others. An approach to evaluation of hypermedia. Computers in Education , Vol. 17, No. 1, p 13.

[32] – Cox, Nancy. & others . LAN Times: Guide to Multimedia Networking . – New York : McGraw Hill, 1995 , p 20.

[33] – زينب محمد أمين . مرجع سابق ، ص 3.

[34] – المرجع السابق ، ص 4.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات