التقنيات المحمولة: هل تشكل مستقبل التعلم؟ (ج1)

ترجمة بتصرف لمقال ” جيوف ستيد Geoff Stead”  بعنوان ” Mobile technologies: transforming the future of learning”

ترجمة وتحرير : د. مصطفى جودت صالح.

 

تخيلوا معي المواقف التدريسية التالية :

Mlearning” بالنسبة لصف اليوم سنقوم ببناء خريطة ثلاثية الأبعاد للقرية. أولا، سنقوم بالتقاط الصور، الأصوات وأي شيء آخر قد يهمنا من كل شارع. انقسموا إلى فريقين من أربعة أشخاص وخذوا هواتفكم ذات الكاميرا معكم. قبل منتصف اليوم سنكون قد أنشأنا خريطتنا الافتراضية/ الواقعية، وبعد ذلك يمكننا الاجتماع معا لتخطيط أي الأجزاء تحتاج لبحث أكبر”.

“طلابي يعملون في شركة نقل وفي أي وقت يتواجدون في كل أنحاء الدولة. أنا لا أراهم. ولكن متى أمكنهم التوقف، يصلون إلى أجهزتهم النقالة ونقوم ببعض الأعمال معا. بالنسبة لنا، التعلم النقال/ الجوال هو الخيار الوحيد.”

 

“بينما أدارت الصف من أجل الاختبار الشفهي، تستمع لمراجعة عن المحاضرة من الأسبوع الماضي. الجلسة بأكملها تم تسجيلها Screen-shot-2012-03-30-at-10.48.31-AMصوتيا، وقد تم تحميلها آليا على مشغل الموسيقى الخاص بها ذلك الصباح.”

“بينما كان ينتظر الأتوبيس ليوصله إلى اختبار القيادة، أخرج هاتفه وجرب التواصل من خلال الأسئلة مرة أخرى. في كل مرة المحاولات العشرة الأخيرة حصل على إجابات صحيحة بنسبة أكثر من 95% وكان يشعر بالثقة حول الاختبار الحقيقي.”

 

قد تبدو هذه السيناريوهات غير محتملة، إلا أنها تحدث بالفعل في الحقيقة. التحدي أمام الاتجاه العام السائد هو كيف يمكننا تحمل مسؤولية هذه الدروس بشكل أفضل.

 

ينظر هذا المقال في ثلاث اتجاهات رئيسية:

 

  • ما هي التقنيات القادمة
  • كيف نستخدمها بالفعل
  • ماذا يعني ذلك بالنسبة للتعلم

تصميم التقنية: ما هو القادم؟

لدى المتعلم باستخدام التكنولوجيا النقالة/ المحمولة خيارات كثيرة. لدينا العديد من الأجهزة المحمولة المختلفة تتنافس لتلعب أدوارا مختلفة بعض الشيء في حياتنا: الأخبار، الألعاب، البريد الإلكتروني، الموسيقى، المكالمات الهاتفية، المذكرات، الكاميرا،……..

 

لفهم الاتجاهات، نحتاج النظر لكل الأجهزة النقالة- متضمنة الهواتف، المساعدات الشخصية الرقمية (PDAs)، مشغلات الوسائل الشخصية (PMPs)، أجهزة الألعاب المحمولة والحاسبات المحمولة. النقطة النهائية ، على الرغم من ذلك، ليست الأجهزة في حد ذاتها، ولكن في المتعلم المتنقل. ماذا سيكون في جعبتهم وكيف يمكننا الاستعداد للاستفادة القصوى من ذلك من أجل التعلم؟

 

الاتجاهات/ الطرق/ الأساليب

بعض أساليب التقنية، والتي تم توثيقها جيدا، مستمرة:

  • قوة المعالج، الذاكرة والبطارية تتزايد والحجم المادي اللازم يتناقص.
  • تكاليف الكثير من المكونات الأساسية تتناقص (الشاشات، البطاريات، الذاكرة).
  • أنظمة التشغيل، وأيضا أشكال الملف والوسائل التي نستخدمها لتحويلها، أصبحت موحدة.
  • الأجهزة النقالة تتجه إلى الأحسن في الاتصال مع بعضها بطرق عديدة مختلفة.

 

للأخذ بالنقطة الأخيرة، هناك عدة سمات/ مميزات لهذا الاتصال:

تعطينا الشبكات اللاسلكية والجيل الثالث والرابع وصولا سريعا للبيانات أينما كنا. تستمر المعايير/ المقاييس في التطور، وسرعة المستقبل تتزايد لكل من الاتصالات القصيرة أو الطويلة المسافات (الجيل الرابع 4G، WIMAX, Wi-Fi, UMB).

  • لا ينحصر استخدام الإنترنت على الحاسبات المكتبية desktop computers . تعد شبكة الإنترنت شبكة عنكبوتية حية وواسعة الانتشار من المعلومات المتاحة لأي جهاز يرغب في التواصل معها (الهواتف، أجهزة الألعاب النقالة، أنظمة التصفح عبر القمر الصناعي….).
  • إن شكل المعلومات على الشبكة العنكبوتية يتناسب بشكل متزايد مع العديد من الأجهزة المختلفة. إن موقع قناة BBC الذي أتلقاه على هاتفي يتناسب بشكل أفضل مع الشاشات الصغيرة الحجم عنه على الحاسب الخاص بي.
  • GPS (نظام المكان/ الموضع العالمي) لم يعد نطاق معدات الاستكشاف المتخصصة. الأسعار تنخفض، ويمكنني بالفعل شراء هاتف نقال يستطيع إخباري بموقعي وأين هو اتجاهي. تفتح هذه المعرفة بالمكان احتمالات ضخمة أمام الخدمات الشخصية والموضوعة في سياقها.
  • يوصل البلوتوث Bluetooth كل أنواع الأجهزة المختلفة ببعضها البعض. يمكننا ذلك من إنشاء الجهاز الشخصي الخاص بنا عن طريق دمج المفردات التي تعد الأكثر فائدة بالنسبة لنا. هناك العديد من التقنيات الأخرى التي تنتظر سيطرة أو تحسين البلوتوث (NFC,WLAN,UMB) ولكن، بغض النظر عن أي التقنيات هي التي تستمر، ستكون الفوائد الناتجة عن الاتصال هي نفسها.
  • أنظمة التعريف تساعد الأجهزة في التعرف على الأشياء، وعلى بعضها البعض، مما يسمح بتجميع/ اكتساب المعلومات ، إضفاء الطابع الشخصي أو السداد النقال للسلع والخدمات (RFID ،باركود الهواتف ذات الكاميرا وما على ذلك).
  • الموصلات الموحدة سمحت لي بإضافة المعالم/ السمات إلى أجهزتي- منافذ USB، أماكن PCMCIA، FireWire، PS/2، أماكن SD و CF، وشرائح الذاكرة متاحة بشكل متزايد على الكثير من الأجهزة المختلفة. في هذه الأيام نسلم بأنه يمكننا شراء لوحة مفاتيح متخصصة، فأرة غير عادية أو أي طابعة، وتوصيلها بأي حاسب أو جهاز نقال نستخدمه. يستطيع المستخدم النهائي تفصيل الحاسب الخاص به بشكل أكبر ليتناسب مع إحتياجاته.

 

تجذبنا هذه الأساليب/ الطرق باتجاه نفس المكان: أجهزة أصغر ،أسرع، أقل ثمنا تعمل معا في شبكة اتصال عنكبوتية.

 

التقارب/ التجمع أو التجزؤ Coverage or fragment?

 

ولكن هل تتجمع كلها في جهاز واحد؟ أم أننا لا نزال نحمل العديد من الأجهزة المختلفة؟ من المحتمل أن تكون الإجابة كلاهما.

منذ السبعينيات، كان ألان كاي والرواد الآخرين في تقنية التعليم لديهم رؤية لجهاز واحد: الكتاب الديناميكي Dynabook، حاسب آلي صغير في الحجم ومحمول صمم خصيصا للإبداع والتعلم. ظلت هذه الرؤية مجرد رؤية لعدة سنوات، ولكن أخيرا تم إدراك هذه التقنية. يمكنني اليوم شراء جهاز أحمله في يدي به كل القوة والوظائف الموجودة في الكمبيوتر المحمول ولكن ليس بحجم iPOD. بالإضافة إلى أجهزة التشغيل المتخصصة والتي دخلت السوق بالفعل، فإن العديد من كبرى شركات الكمبيوتر مثل Intel و Microsoft تقوم بتطوير أجهزة الكمبيوتر بحجم اليد “handtop computers”. ليس السعر صحيحا تماما، فالبرنامج لا يزال مرتكزا على قطاع الأعمال و، مثل الكثير من الأجهزة المتنقلة في السوق حاليا، فقد لا تكون مرتكزة بشكل كاف لاستخدامات التعلم طوال الوقت، ولكن السمات الموجودة في هذه الأجهزة تجعلها تبدو وكأنها الجهاز الواحد الذي ينتظره المعلمون. بالإضافة إلى ذلك، بخلاف الأجهزة الأصغر حجما، يمكنها تشغيل برنامج مبني على Windows.

 

ولكن هذه ليست نهاية القصة، فقد يكون جهاز تعلم واحد يمكن حمله على كف اليد بالنسبة لكل طالب بمثابة أداة جيدة لتساعدنا في انتقال عملية التعلم لمرحلة جديدة، ولكن إذا ألقينا نظرة خارج ساحة التعلم، توحي الاتجاهات بأنه قد يكون هناك أكثر من جهاز في جيوب المتعلمين.

 

ماذا عن أدوات الاتصال الحالية الخاصة بهم؟

وماذا عن أحدث الأدوات العصرية؟

ماذا عن رغبتهم في إضفاء الطابع الشخصي عن طريق أغطية الهاتف والنغمات التي تتغير باستمرار؟

يبدو أن المستخدمين قد تم توجيههم إلى تفصيل وإضفاء الطابع الشخصي على الأشياء المحيطة بهم سعيا وراء التفرد، الراحة وسهولة الوصول. تظهر الأمثلة على ذلك في كل ما يحيط بنا. من يحتاج إلى شاشة؟ يمكنني استبدال شاشتي:

 

  • بجهاز عرض بحجم كف اليد.
  • شاشة عرض مثبتة على النظارة
  • شاشة عرض مرنة على هيئة ورقة (تسمح بالعرض لأن يكون أكبر من حجم الجهاز نفسه)
  • خوذة بحجم الوجه تعرض الصور وكأنها بحجمها الطبيعي (ثلاثية الأبعاد 3D).

 

من يحتاج إلى فأرة؟ يمكنني استبدال خاصتي:

 

  • بعصا تحكم أو كرة تتبع /تحكم
  • مفتاح (زر تشغيل أو إغلاق يفضله الكثير من المستخدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة)
  • قلم لمس touch-pen أو لوح كتابة يقوم بعملية الرقمنة
  • شاشة باللمس touch-screen
  • محددات مسار العين eye trackers

 

من يحتاج إلى لوحة مفاتيح؟ يمكنني استبدال خاصتي:

  • بميكروفون، بفضل التعرف على الصوت
  • قفاز مشابه للحقيقة virtual-reality glove وأجهزة أخرى تعمل باللمس
  • لوحات المفاتيح العارضة (لوحات تحكم تشبه الحقيقية تشع على أي سطح)
  • شاشة تعمل باللمس تتعرف على الخط

 

إن حماسنا لاستخدام هذه الأجهزة الإضافية، والتي يتواجد معظمها في المحلات، يجعل الاحتمال بأن الشخص الذي تتواصل معه ،أو تقوم بتصميم موضوعات له، يستخدم كمبيوتر مختلف تماما عن جهازك، احتمالا متزايدا. لقد قاموا بإضفاء طابعهم الشخصي على التقنية خاصتهم.

Mobile-technologies-will-exacerbate-SMB-support-spending1

إضفاء الطابع الشخصي Personalization

ما هي علاقة ذلك بالاتجاهات المتنقلة؟

بفضل إمكانية توصيل التقنيات بدون أسلاك، فنحن نرى نفس الاتجاهات في عالمي الكمبيوتر الشخصي والمتنقل/المحمول. لقد بدأنا البحث عن جهاز واحد يمكنه القيام بكل شيء. كان أملنا في استخدامه للتواصل عن طريق الصوت، النص، الصور والفيديو. كان يمكنه تنظيم حياتنا، السماح لنا بالاستماع إلى الموسيقى، قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم. ولكن عندما وجدناه، لم يعجبنا، لذا في النهاية قمنا بالنسخ.لدي هاتف مزود بكاميرا وكاميرا رقمية. يمكنني حمل كليهما، يمكنني استقبال بريدي الإلكتروني عبر الهاتف، Blackberry، كمبيوتر الجيب أو الكمبيوتر المحمول. في الكثير من الأحيان أقوم بحمل الأربع أجهزة كلها! قد يكون ذلك إفراطا بالأحرى، ولكن السبب بسيطا: أنها ترجه جميعها إلينا، نحن المستخدمون.

 

تعد بعض واجهات التفاعل أفضل بالنسبة لمهمات معينة أكثر من غيرها، وعلينا أن تختار ما يناسبنا .

  • تأرجحت أحجام الشاشات صعودا وهبوطا وستظل على هذا المنوال. صغر حجم مشغل DVD ليس بالأمر الهام، أريد شاشة كبيرة بما يكفي لمشاهدة الفيلم! ليس مهما حجم الكاميرا الرقمية الصغير أريد أن أرى الصور على الكاميرا من الخلف. ولكن عندما أرغب في هاتف صغير الحجم، فسأضحي سعيدا بإعادة تشغيل الفيديو ليكون لدي شاشة صغيرة. تنشأ أقصى اختلافات الأحجام من أجل المهام المختلفة.
  • أيضا كانت لوحات المفاتيح أصغر في الحجم ثم عادت كبيرة مرة أخرى، وقد توحدت الحاسبات المحمولة ،الهواتف وPDAs عند أقصى حجم لها من أجل المهام الخاصة بكل منهم، ولكنها غير ناجحة عند القيام بمهام الأخرى. لكتابة مقال، فقد تكون لوحة المفاتيح على شكل الهاتف مملة، ولكن بالنسبة لعمل اتصال أو إرسال رسالة قصية عبر الهاتف تكون ممتازة.
  • لقد تناسبت واجهات تفاعل المستخدم في أفضل شكل مع أحجام الشاشات المختلفة. على الشاشات الكبيرة الحجم نسعد بأن يكون لدينا نوافذ متعددة ومتشابكة، ولكن على الشاشات الأصغر في الحجم لا نكون كذلك، لذا فكل تطبيق يستخدم نافذة بكامل حجم الشاشة.

 

إن المستخدمين ، أكثر من التقنية ، هم الذين يقيدون ما يمكن القيام به بشكل متزايد. تحدد أنماط استخداماتنا ما نرغب به. قريبا سيكون أمام المستخدمين نطاقا صغيرا من الاختيار فيما بين الأجهزة التي يتواصلون بها مع بعضهم البعض، ولكن كل منها سيكون مصمما للقيام بمهمة محددة. كما هو الحال في الحاسبات الشخصية، سيقوم المستخدمون بإضفاء الطابع الشخصي على التقنية الخاصة بهم من خلال الاختيار فيما بين الأجهزة والوظائف التي تناسب احتياجاتهم.

 

ثلاث سنوات من الآن……

 

أتوقع بعد ثلاث سنوات أن يحدث ما يلي:

  • أداة اتصال صغيرة الحجم، من المحتمل أن تكون مختفية في الهاتف. ستكون موصل عالي السرعة للإنترنت. فكل الأجهزة esq-google-glass-lgالأخرى التي أحملها وتحتاج للتواصل ستستخدمها. سوف تتصل لاسلكيا، عن طريق الجيل الثالث 3G، الجيل الرابع 4G، Wi-Fi، WiMAX أو أي طريقة تجدها، تنتقل بينها كلما تحركت. سينجح ذلك في كلا من الصوت والبيانات.
  • مركز الوسائل. تظن أن iPOD هنا، لكن أضف الكاميرا الرقمية وأيضا أرقام الهواتف على هاتفي والبيانات الشخصية الأخرى. التأكيد على استخدام هذه الوسيلة المركزة يتعلق بالتخزين والبيانات، ويتعلق بشكل أقل بتطبيقات خاصة معينة. إنها ستقوم بتسجيل وتشغيل ملفات الوسائل مرة أخرى، ولكن ليس أكثر من ذلك بكثير.
  • أجهزة التواصل Communicator. كل ما يحتاجه ذلك هو ميكروفون وسماعات للأذن. يمكن أن تكون موضوعة داخل نظارات/ عدسات (مثل العديد من النماذج الموجودة بالفعل)، أو في الحقيقة في شكل أي قطعة مجوهرات  يمكنني وضعها، لكون حجم وقوة البطارية، مفاتيح التحكم والاتصال موجودة في الأجهزة الأخرى.
  • لأنني أعمل كثيرا في حالة تحرك دائم من مكان إلى آخر، فمن المحتمل أن يكون علي أيضا الحصول على أداة قراءة وكتابة أكثر تطورا/ تقدما، تبدو شبيهة بالحاسب المحمول بشاشة أكبر حجما ولوحة مفاتيح للقيام بأعمال أكثر أهمية. يكون في هذه الأداة معالج محترم، ولكن تقوم بتخزين المعلومات على مركز الوسائل. عندما أحتاج للاتصال بالشبكة العنكبوتية، فسوف تستخدم أداة الاتصال الخاصة بي ، لقد أصبح ذلك ممكنا بفضل الحوسبة السحابية والمعالجات فائقة الصغر وتكنولوجيا النانو.

 

قد لا تكون هذه الأجهزة منفصلة- قد يتحد/ يندمج بعضها مع الآخر. لكن من المؤكد أنها ستتشارك جميعها في الفاعلية، ومجموعة التجهيزات/ الأجهزة ستكون مختلفة عن مجموعتك. سنقوم بإضفاء طابعنا الشخصي عليها لنجعلها تتناسب مع احتياجاتنا. أنا لا أحب أن أشاهد الأفلام وأنا أتحرك من مكان لآخر، على سبيل المثال، ولكن ربما تحب أنت ذلك، لذا بدلا من الجهاز من نوع الكمبيوتر المحمول الخاص بي، قد يكون لديك شاشة أكبر مطروحة في الأسواق لمشاهدة الأفلام..

 

الاستخدام: كيف نستخدم الأجهزة النقالة؟

الناس تحب الأدوات، ويستمتعون بأحدث التقنيات، سواء كانت الراديو الرقمي، الأقراص الممغنطة CD، مشغل الفيديو VHS، iPOD، أو التلفزيون. قد تبدو هذه الأجهزة (أو هي بالفعل في كثير من الأحيان) بدع متحركة، ولكن بعض التطورات قد غيرت من وجهة نظرنا. كان نجاح الشبكة العنكبوتية مثالا على ذلك، وربما كانت الطريقة التي نستخدم بها الأجهزة النقالة هي الأخرى مثالا على ذلك. يستخدم مارك برنسكي مصطلح “المواطنون الرقميون” على الشباب الذين تربوا وقد أحاطتهم التقنية، ومصطلح ” المهاجرون الرقميون” على الباقي منا والذين يكافحون من أجل اللحاق وتعلم هذه اللغة الجديدة من التقنية والاتصالات.

 

يستطيع المواطنون الرقميون أن يصنعوا قفزات ضخمة بين التقنيات ويشعرون بالراحة في العثور على استخدامات جديدة لها، بينما نحتاج نحن المهاجرون الرقميون إلى تعلم تلك التقنيات بطريقة أكثر حذرا. إذا كنت ترغب في مذاق المستقبل ، راقب الشباب: فهم يستخدمون أدوات أجهزتهم النقالة في أشياء أكثر من مجرد التحدث في الهاتف ومراجعة مفكراتهم. فهم ينشئون مجتمعات لهم. ويخلقون الوسائل. يعلنون/ يذيعون. ويؤدون.

 

  • Blogging

 

يستطيع المستخدمون إرسال نصا وصورة من على هاتفهم مباشرة إلى موقع شخصي على الشبكة العنكبوتية – بث مباشر ونقال.

 

  • رسائل قصيرة SMS إلى التلفزيون

 

العديد من قنوات الموسيقى التلفزيونية تتيح لمشاهديها إرسال رسالة قصيرة يتم عرضها على الشريط المتحرك أسفل الشاشة فيشاهدها أي شخص.

 

  • Podcasting

 

تتيح لك الكثير من الأجهزة النقالة خاصية التسجيل. تقريبا بنفس البساطة التي توفرها خاصية Blogging، يمكنك إرسال ملفات صوتية إلى موقع ما على الشبكة العنكبوتية ونشرها إلى العالم.

 

  • الرسائل الفورية و VoIP (الرسائل عبر IP)

 

تعتبر تلك أدوات تجارية للاتصالات الرقمية المحلية مجانا عبر الشبكة.

 

  • “التغطية المتصلة”

 

هناك مصطلح ابتكر في أحد تقارير MTV عن العادات التقنية الخاصة بالشباب، يشرح ذلك المصطلح كيف أنهم يلحقون بشبكة ما من الأجهزة الرقمية بشكل دائم، وعبر هذه الأجهزة ، يلحقون بمجتمعات افتراضية خاصة بهم.

 

تعتبر تلك دوافع قوية. إن الانتقال من كونك مستهلك رقمي إلى أن تصبح منتج و موزع رقمي يفاجئ منتجي الوسائل التقليديون.

 

جميع القصص المطروحة صحيحة:

 

  • في أثناء حرب العراق، تم نشر/ توزيع بعضا من أكثر التقارير دقة في blogs بواسطة المواطنين الذين يعيشون في داخل مناطق الحرب. فوفرت تلك التقارير نظرة داخلية لم يكن بإمكان المراسلون التقليديون الحصول عليها: انظر موقع: [http://riverbendblog.blogspot.com].
  • أثناء التعليق على أحد مباريات كرة القدم على إذاعة BBC، وبينما كانت تتم مناقشة نداء قريب من قبل الحكم، قام أحد أفراد الجمهور بإرسال فيلم مصور قريب لهذه اللحظة مباشرة إلى المعلقين. هل يضعف ذلك من موقف الحكم؟
  • العديد من لقطات الفيديو المعروضة في التغطيات الإخبارية للكوارث الأخيرة مثل تسونامي وتفجيرات لندن قد تم تصويرها على الهواتف الخاصة بأشخاص كانوا متواجدون وقت حدوث هذه الكوارث. الفرق الأخبارية كانت تصل متأخرة جدا في مكان الحدث.
  • إحدى الأمهات الأفارقة التي تعيش في أوروبا تحاول تعليم زوجها وابنها لغتهم الأم. فقامت بتسجيل بعض التمارين كملفات صوتية وقامت بتوزيعها عليهما مباشرة online ك pod cast. فقد أصبحوا مفاجئة فيما بين أعضاء مجموعة لنفس اللغة متفرقون في أنحاء العالم.
  • يبدو معلم ما وهو يعتدي على طالبة أ، فتقوم الطالبة ب بتصوير ذلك على هاتفها وترسله إلى الأم. قامت بدورها بعرضه على والد الطالبة أ، والذي قام بتقديم شكوى للمديرة قبل نهاية اليوم الدراسي.

 

تبين هذه الأمثلة كيف أن الأشخاص العاديين ينتقلون من كونهم مستهلكون للوسائل إلى كونهم منتجون ومبدعون. أما التحدي بالنسبة للمتعلمين هو كيفية التعامل مع ذلك. هل نحظر استعمال الهواتف في فصول التعليم بسبب القلق الناجم عن المغازلة، “الضرب السعيد” أو الإرهاب عبر النصوص والblogs؟

 

أم أننا ندرج دراسات الوسائل في فصول التعليم لمساعدة الطلاب على تقييم ما يشاهدونه؟ وهل نأخذ مراكز القيادة من المتعلمين ونجلب قوة التوزيع الشخصي إلى داخل الحصص الدراسية؟ يرجع ذلك إليكم، ولكني أرى أن الجواب نعم!

( ألتقي معكم مع الجزء الثاني من ترجمة مقال “ستيد” قريبا )

 

ترجمة بتصرف لمقال " جيوف ستيد Geoff Stead"  بعنوان " Mobile technologies: transforming the future of learning" ترجمة وتحرير : د. مصطفى جودت صالح.   تخيلوا معي المواقف التدريسية التالية : " بالنسبة لصف اليوم سنقوم ببناء خريطة ثلاثية الأبعاد للقرية. أولا، سنقوم بالتقاط الصور، الأصوات وأي شيء آخر قد يهمنا من كل شارع. انقسموا إلى فريقين من أربعة أشخاص وخذوا هواتفكم ذات الكاميرا معكم. قبل منتصف اليوم سنكون قد أنشأنا خريطتنا الافتراضية/ الواقعية، وبعد ذلك يمكننا الاجتماع معا لتخطيط أي الأجزاء تحتاج لبحث أكبر". "طلابي يعملون في شركة نقل وفي أي وقت يتواجدون في كل أنحاء الدولة. أنا لا…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: 4.75 ( 1 أصوات)

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات