التقنيات المحمولة: هل تشكل مستقبل التعلم ؟ (ج2)

الجزء الثاني من ترجمة مقال ” جويف ستيد” بعنوان “Mobile technologies: transforming the future of learning”

ترجمة : د. مصطفى جودت صالح

الجزء الأول من المقال

tablet-biology-interactive-ebook_0

على مدار الخمس سنوات الماضية، كانت الفرق المتحمسة من الطلبة، المتعلمين والباحثين في أنحاء العالم تشاهد انتشار الأجهزة الصغيرة النقالة، وكانوا يكتشفون كيفية استخدامها في مسألة التعليم/ التعلم. بالنسبة للبعض، إنها أول فرصة حقيقية لتحقيق “الكمبيوتر الواحد، الطالب الواحد”. بالنسبة للآخرين، فهي توفر للمتعلمين أدوات جديدة قوية. بشكل مقلق بالنسبة للبعض، فهي نظرة خاطفة مخيفة للمستقبل حيث يتحكم الطلبة بشكل أكبر من المعلمين في التقنيات.

528806_orig

كلما أمعنا النظر في الاحتمالات المطروحة للتعلم النقال، كلما أصبح من الأوضح أننا نرى أكثر من مجرد “نفس الشيء القديم، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يواكبون التطور”. قام العديد من المعلقين (Sharples, Stead, Traxler) بوصف اثنين من المظاهر المتميزة في التعلم النقال m-learning: ” التعلم الآمن” و “التعلم المعرقل”. تعتبر تلك المصطلحات عاطفية، ولكن العرقلة متوفرة تماما.

كلا من تلك المميزات/ الخصائص لها دور ثمين لتلعبه. الأول يوسع ما نراه بالفعل إلى داخل أماكن جديدة، والثاني يساعدنا في التفكير بشكل مختلف فيما يتعلق بمسألة التعلم: التعلم بطريقة أكثر شخصية، تسليم التحكم بشكل أكبر للمتعلمين أنفسهم.

 

  • التعلم الآمن Safe Learning

التعلم الآمن هو أول ما يفكر به الأشخاص عندما يكتشفون التعلم النقال/ المتحرك m-learning. المتعلمون بالمصادر النقالة: الأجهزة النقالة التي تحتوي على موضوعات للتعلم، أو حتى التعلم بالنسبة للطلبة المتنقلين/ المتحركين.

قد يكون ذلك فعالا (كما سنشرح لاحقا) خاصة عندما توفر الوصول السهل لسياقات التعلم الصعبة في التقديم: أرض مصنع، سجن، داخل المستشفيات أو في الأماكن التي ليس بها كهرباء.

أيضا تتصل بسهولة بالمواد والعمليات الموجودة، ولكن تنشرها/ توسعها، لأن الوقت، المكان وسهولة الوصول للكمبيوتر لم تعد عوائق بعد الآن. تتواجد الأدوات بالفعل بالنسبة للمتعلمين لخلق /إنشاء مواد التعلم النقالة الخاصة بهم، ويبرهن على ذلك الأرقام المتزايدة بالفعل.

 

  • التعلم المعرقل Disruptive Learning

الكثير من النقاشات الحالية حول التعلم النقال/ المتحرك تنظر لما وراء النموذج الآمن. بدلا من البدء من وجهات النظر التقليدية لما يجب أن تكون عليه عملية التعليم، يبدأ المعلمون والمتعلمون من نهاية أخرى من التشكيلة الواسعة: ” كيف يتم استخدام الأجهزة النقالة خارج مجال التعليم، وكيف يمكن تسخيرها لتعزيز مهاراتي؟”

هذه نظرة أكثر بكثير من كونها شخصية، حيث نتحدث عن أجهزتي ومهاراتي. تعتبر أيضا أكثر تحديا، لأن التحكم قد انتقل إلى أيدي المتعلم. توقف المتعلمون عن كونهم مستهلكون لمواد التعلم، وانتقلوا بدلا عن ذلك إلى كونهم منتجون، متعاونون، باحثون وموزعون.

 

التعلم النقال/ المتحرك: إلى أي مدى تعمل بشكل جيد؟

111109_Rossett

لقد تم إدراج CTAD العشائري في أكثر من عشرين تجربة في المملكة المتحدة، وصولا إلى عدة آلاف من المتعلمين المتنقلين. نتعاون لفهم كيفية استخدام أدوات وطرق التنقل التي يمكن من خلالها تحويل عملية التعلم. الكثير من تجاربنا قد ركزت ليس على المدارس والجامعات، ولكن على المتعلمين الذين كان من الصعب البحث عنهم، من الصعب التخاطب معهم، أو من الصعب التوصل إليهم- على سبيل المثال منتهكي الحدود، مجتمعات المسافرين، المراهقون المتحررون والمتعلمون الذين يعملون في سياقات صعبة.

كان تعريفنا الأصلي لعملية التعلم النقال/ المتحرك واسع. في كثير من الحالات قمنا بتوفير PDAs صغيرة. في حالات أخرى قمنا بتوفير مصادر على هواتف المتعلمين الشخصية. في جميع الأحوال كنا على نفس القدر من الاستمتاع في زيادة الدوافع/الحوافز والالتزام كما كنا عند تدريس مادة معينة.

 

عبر هذه التجارب تعلمنا الدروس التالية عن التعلم النقال/ المتحرك.

 

أنه يعمل، ويصل إلى الأماكن التي لا يستطيع التعلم الآخر الوصول إليها

علمنا أن:

  • التعلم النقال/ المتحرك يمكن أن يأمر ويشجع.
  • يمكن للجذب والتحفيز أن يستمران لما وراء أداة شهر العسل الأصلية.
  • يشعر المتعلمون بالراحة أكثر بالانجذاب في المناطق الشخصية أو الخاصة باستخدام جهاز نقال عنه باستخدام الطرق التقليدية.
  • يمكن أن يكون الجهاز أداة قوية بالنسبة للتقييم الذاتي والانعكاس.

 

مجموعة من الأجزاء لتناسب حاجة من احتياجات التعلم، ليست حلا واحدا

عندما انتشرت عملية التعليم الإلكتروني أولا، كان أحد أسباب فشلها هو الافتراض بأنها قد تصبح حلا لكل مشكلات التعلم: أنه لا حاجة لوجود مدرسين، وأن كل شيء قد يتم تدريسه إلكترونيا. كان عامل النجاح هو فقط “انتشار” مواد التعلم ذات الجودة الجيدة. نعلم الآن أن ذلك خطأ، وأن المدرسين الجيدين، الاتصالات، التعاون وأنشطة الاستكشاف باتت ضرورية.

 

الخبر الجيد عن التعلم النقال/ المتحرك هو صعوبة تكرار نفس الأخطاء، لأن الأجهزة التي كانت مستخدمة تعتبر أقل قوة من الحاسبات الآلية/ الكمبيوتر. بوضوح ليس هناك حلا واحدا. الشاشات أصبحت أصغر حجما. الكثير ليس لديه لوحات مفاتيح. سرعة الاتصالات أصبحت أبطأ. قوة المعالجة أضعف. ليس هناك “برنامج” واحد أو مجموعة من الوظائف المسيطرة. إن عملية التعلم التي تستطيع القيام بها على جهاز iPOD أو مشغل MP3 تختلف كثيرا عنها على خاصية الرسائل القصيرة SMS. لا يمكن لأي شخص أن يدعي بأن ذلك هو الحل الكامل، كما اتجه المتشددون في مبيعات التعلم الإلكتروني له.

 

في ضوء ذلك، من المفيد شرح التعلم النقال/ المتحرك ليس ككيان واحد، ولكن الأكثر منه كمجموعة من الأدوات الجديدة التي يستطيع المعلمون إضافتها، الدمج بينها عند اللزوم، إلى مصادر شرحهم. بعض هذه الأدوات هي:

 

  • الرسائل القصيرة SMS (الرسائل النصية) كمراقبة للمهارات، أو لجمع التغذية العكسية
  • التعلم المبني على الصوت (iPODs، مشغل MP3، Podcasting)
  • اختبارات Java للتحميل على الهواتف ذات الشاشات الملونة
  • نماذج التعلم الخاص على PDAs
  • مجموعة الوسائل باستخدام الهواتف ذات الكاميرا
  • النشر/ التوزيع على الشبكة مباشرة online أو blogging باستخدام الرسائل النصية القصيرة SMS، وخدمة الوسائل المتعددة MMS (رسائل الصوت والصورة)، الكاميرات، البريد الإلكتروني والشبكة العنكبوتية.
  • تحرير المجال باستخدام GPS وأدوات الافتراض

 

احتمالات التعلم لهذه التقنيات، وأيضا بعض الأدوات لإنشاء مصادرك الخاصة، تم دراستها بعمق أكبر على مشغل الأقراص المدمجة Get Mobile [http://www.getmobile.org] وأيضا على موقع التعلم النقال/ المتحرك على الشبكة العنكبوتية [http://www.m-learning.org]..

 

التحدي الذي يواجه المتعلمين هو كيفية استخدام هذه المجموعة الجديدة من الأدوات بشكل أفضل، حيث تدل على تأكيد أقوى على إضفاء الطابع الشخصي أكثر من كونها ممارسة مشتركة في الفقرة الحالية. قد يكون الآن لدى المعلمين نطاقا أوسع من المصادر بترتيبهم الشخصي، لكن لمعرفة كيفية نشرها جيدا يحتاج المعلمون أيضا ليكون لديهم فهما/ إدراكا أوضح لاحتياجات المتعلمين.

 الأفضل كجزء من مزيج

قامت تجاربنا على اختبار عددا من الطرق لاستخدام الأجهزة النقالة. في بعض الحالات تكون الأنشطة الملحقة بالتعلم جارية؛ وفي الحالات الأخرى تم إنشاء أنشطة التعلم بالكامل حول الأجهزة النقالة.

 

في معظم الحالات وجدنا أن عملية التعلم تعمل بنجاح بالنسبة للمتعلمين والمعلمين عندما تذهب إلى خارج الجهاز النقال، وشملت الوسائل والتجارب/ الخبرات الأخرى. وبشكل نموذجي تم دمجها مع مجموعة من الأنشطة، الموضوعات/ المواد المعتمدة على الورق، واستخدام ICT الأخرى أو أي شيء آخر كان سيقوم به المعلمون عادة.

 

هذه النتائج دعمتها دراسات أخرى مكتشفة الطرق المختلفة للتعلم والفرص التي يمكن أن توفرها التقنية النقالة واللاسلكية. يقترح دليل ممارسة/ تجربة JISC المبتكر التمييز بين وجهات النظر التالية بالنسبة لعملية التعلم:

  • التعلم كعملية منافسة مكتسبة
  • التعلم كوسيلة للوصول إلى الفهم ( في كلا الشكلين الفردي والمتعاون)
  • التعلم كتجربة اجتماعية.

 

كل ذلك يمكن أن يجد مكانا له في المزيج الخاص بنا.

 

ليست فقط للتدريس ،ولكن للإبداع، التعاون والتواصل

من المعلوم أن المستخدمين المستهدفين كثيرا ما تركوا المدرسة وقد لا يكون أدائهم قويا هناك، كونهم قادرون على استغلال أساليب مختلفة من عملية التعلم هو الموضوع الذي نعمل عليه. من حسن حظنا، أن طبيعة التعلم النقال (كمجموعة من أجزاء صغيرة) تجعل منه جزءا طبيعيا من مزيج التعلم. التغذية العكسية من المتعلمين والمعلمين كانت وبشكل قوي في صالح هذا المزيج من نماذج التعلم.

 

عندما تتعرف مجموعة من المتعلمين ببعضها البعض، كانوا متحمسين لاستغلال السمات التي تقوم على التعاون في الأجهزة: تمرير الصور والرسائل الغير مكتملة إلى بعضهم بحيث يستطيع كل منهم إضافة شيء عليها وتبادل الرسائل النصية القصيرة SMS، MMS، والبريد الإلكتروني. في البحث الذي قمنا به كثيرا ما اكتشفوا كيفية القيام بذلك قبل أن تكون لدينا الفرصة لبيان ذلك لهم! التوجه لذلك كأداة للتعلم وفر لنا رابطا ثريا من الحماس والمشاركة من جانب المتعلمين.

 

بعض من هذه الأنشطة استغل الوظائف المتاحة والسمات الموجودة على الأجهزة بالنسبة لالتقاط الصور والرسم، تسجيل الصوت وكتابة النصوص. استخدمت الأنشطة الأخرى برامج خارجية لتوحيد /دمج هذه الوظائف والسمات.

 

من أكثر المواقع فائدة هو mediaBoard ] http:\www.mboard.co.uk [ – مخزن للوسائل المباشر، ومنشئ صفحات على الشبكة العنكبوتية قمنا بتطويره- حيث يمكن للمستخدمين إرسال ملفات نصية أو ملفات وسائل من كاميرا هاتف أو أي جهاز نقال آخر.

 

كان موقع mediaBoard يستخدم كدفتر مذكرات شخصي، سرد متعاون/ مجمع، حقيبة إلكترونية، مجموعة من تتبع الكنوز، منافسة ومرشد سياحي افتراضي.

 

التعلم النقال كجسر

عند التعامل مع الشباب، افترضنا أنهم لديهم المهارة في استخدام ICT، ولكننا تفاجئنا عندما وجدنا أن الكثير من المجموعات المتضررة اجتماعيا تفتقر إلى الثقة وتجنبت استخدام ICT بشكل نشيط. بعد التجارب التي قمنا بها، تراجع العديد من المعلمين إلى داخل عملية التعلم من أجل التعرف على وتعلم ICT. بالنسبة لهم، كان التعلم النقال عبارة عن خطوة صغيرة باتجاه نقلة هائلة في الثقة، الاستقلالية والتحفيز.هذا الجسر إلى ICT هو نتيجة أخرى شاهدناها أيضا في تجارب أخرى عديدة قمنا بها على مجموعات من فئات عمرية مختلفة.

 

أهمية التملك

تختلف الأجهزة النقالة تماما عن مكتبات الكتب. كلما استخدمتها أكثر، كلما كان من الأصعب أن تعيدها وكلما أصبحت جزءا من مصادر الحياة بشكل أكبر. إن المتعلمين الذين يستثمرون وقتهم في تعلم استخدام هذه الأجهزة، يقومون بتطوير حاسة قوية من التملك والاستقلالية في التعلم.

 

اثنين من المشروعات المبتكرة المعتمدة على المدارس في المملكة المتحدة أعطت عددا كبيرا من الطلبة وصولا طويل المدى للأجهزة النقالة، وكلا المجموعتين أكدتا على أهمية خاصية التملك. يحتاج الطلبة (والآباء) لامتلاك الأجهزة، وأن يساهموا/يتبرعوا بتكلفتها وتكاليف صيانتها. قام ديف وايلي من وولفرهامتون لوس أنجلوس وجون ديفيز من دودلي لوس أنجلوس بتزويد المئات من المتعلمين بأجهزة نقالة وتوصل كيهما إلى نفس النتيجة: أن الآباء سيدفعون ثمن بيرة وعبوة كريسب كل أسبوع، بحيث يتمكن أبنائهم من امتلاك أداة تعلم نقالة.

 

الممارسة تصنع الأفضل: فقط قم بها!

الحصة الأخيرة هي حصة هادئة. وجدنا أن أفضل طريقة لفهم كيف يتناسب التعلم النقال مع طريقة التدريس هي تجربتها بنفسك. هناك جزء من الفهم التقني الذي يحتاجه المعلمون قبل البدء، ولكن أكثر تعلم بالنسبة للمعلمين والمتعلمين يمكن أن يبدأ عند العمل به.

في بعض التجارب، تدرب المعلمون تدريبا مكثفا لمدة أربع إلى خمس أسابيع قبل ظهور المتعلمين. في تجارب أخرى بدأ المعلمون في نفس الوقت الذي بدأ فيه المتعلمون. في كلا السيناريوهات شعر المعلمون أنهم لم يكن لديهم الوقت الكافي ليستعدوا، ولكن لم يكن هناك اختلافا مهما في المخرجات/ النتائج، حيث كانت كلها إيجابية. هذه النتيجة أشارت أن المتعلمين مستعدون لفهم رحلة التعلم مع معلميهم، وأن التعلم النقال يعتبر أداة قوية حتى ولو كان المعلم متقدما بنصف خطوة.

مبتكرون آخرون في المملكة المتحدة وخارجها ممن يديرون تجارب التعلم النقال مع متعلمين أكثر أهمية، قد وجدوا دروسا كثيرة مشابهة.

الجزء الأول من المقال

 

Some resources for educators looking at m-learning

• A lively discussion forum on Handheld Learning
[http://www.handheldlearning.co.uk]

• Resources for teachers at M-learning
[http://www.m-learning.org] and Get Mobile
[http://www.getmobile.org]

Other pioneering projects in the UK

• Mobilearn [http://www.mobilearn.org]

• Learning 2 Go [http://wgfl.wolverhampton.gov.uk/PDASite/
index.html]

• CTAD projects [http://www.m-learning.org/projects.shtml]

• Mudlarking in Deptford [http://www.futurelab.org.uk/
showcase/mudlarking/mudlarking.htm]

• Savannah [http://www.futurelab.org.uk/showcase/savannah/
savannah.htm]

الجزء الثاني من ترجمة مقال " جويف ستيد" بعنوان "Mobile technologies: transforming the future of learning" ترجمة : د. مصطفى جودت صالح على مدار الخمس سنوات الماضية، كانت الفرق المتحمسة من الطلبة، المتعلمين والباحثين في أنحاء العالم تشاهد انتشار الأجهزة الصغيرة النقالة، وكانوا يكتشفون كيفية استخدامها في مسألة التعليم/ التعلم. بالنسبة للبعض، إنها أول فرصة حقيقية لتحقيق "الكمبيوتر الواحد، الطالب الواحد". بالنسبة للآخرين، فهي توفر للمتعلمين أدوات جديدة قوية. بشكل مقلق بالنسبة للبعض، فهي نظرة خاطفة مخيفة للمستقبل حيث يتحكم الطلبة بشكل أكبر من المعلمين في التقنيات. كلما أمعنا النظر في الاحتمالات…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: 4.28 ( 2 أصوات)

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات