المجتمع وضرورات التعلم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

ترجمة منتقاه من كتاب ” INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS” .

ترجمة د. مصطفى جودت صالح

 

Dr. M. Gawdat د. مصطفى جودت

Dr. M. Gawdat
د. مصطفى جودت

INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS

INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS

 

قد لا يرتبط المقال الحالي بشكل مباشر بمجال تكنولوجيا التعليم ، رغم تناوله لدور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تشكيل المجتمع عبر التعليم ، وسبب سعيي لترجمة مقتطفات من هذا العمل هو نظرته الفلسفية والشاملة للعوامل المؤثرة في التطوير التكنولوجي وتشكيل الاتجاهات التربوية الحديثة ، وأنوي بإذن الله تعالى أن أقوم بنشر عدة مقتطفات من هذا العمل في مقالات متتالية ، آملا من الله عز وجل أن يجعله مفيدا للباحثين والمهتمين بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا التعليم وتأثيرها في تعليم المجتمع وتشكيله وبنائه.

أهم ما يطرحه الجزء الحالي :

  • المناظير المجتمعية لصدمة المستقبل “التقنية”
  • أقتصاديات العقول ( الاقتصاد المبني على العمل العقلي)
  • العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
  • إيجابيات التكنولوجيا وسلبياتها.
  • احتياجات الفرد وتوقعات المجتمع.
  • كيف يمكننا استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إثراء فرص التعلم داخل مدارسنا ؟
  • التغيرات الجذرية المطلوبة داخل المدرسة.
  • الاتجاهات التربوية في القرن الحالي.
  • التحولات والتغريب داخل الكيان التعليمي.
  • المعارف الأساسية في القرن الحادي والعشرين ( القراءة، الكتابة ، الحساب)
  • معالجة المعلومات كنشاط أساسي في المدرسة.
  • التكنولوجيا والأدوات
  • تكنولوجيا تعليم العقل.
  • التعلم كمعالجة للمعلومات.

يغلب على هذا الجزء الطابع الفلسفي والتنظيري لكنه يرسم ملامج أجزاء أخرى سيتم عرضها تباعا في بوابة تكنولوجيا التعليم.
Vision-Statement-Wordcloud-2ffeqcz

مناظير مجتمعية: صدمة المستقبل

تتميز الحضارة الحديثة بسرعة معدل التغيير. ويمر الاقتصاد في الوقت الراهن بتحول جذري ( متضمناً ذلك بنية سوق العمل وشروط مؤهلات الوظيفة ) داخل الجيل الواحد. ونظراً للصعوبة الكبيرة في فهم وتقييم التغيير وحتى الاستمرارية بعده، فإننا نتحدث عن تأثير هده التغييرات على اعتبار أنها صدمة مستقبلية. وعلى الجانب الأخر، لا تظهر هذه التحولات الأساسية بين عشية وضحاها أي أنها دوماً جزءاً من تطور تاريخي طويل يلعب النمو التكنولوجي دوراً خلاله.

 

لعل المقام مناسب لإيراد ما قاله الفن توفلر ( Alvin Toffler ) الذي قد صاغ مصطلح ” الصدمة المستقبلية ” على النحو الآتي:

عند التعامل مع المستقبل على الأقل فيما يتعلق بالهدف الذي بين أيدينا، بات الأمر هاماً جداً أن نكون أكثر خيالاً وحكمةً من تحري الصواب . فليس ضرورياً أن تكون النظريات صائبة وصحيحة؛ لتكون نظريات مفيدةً جداً. حيث أن للخطأ نفسه له فوائد. فالخرائط التي قد رسمها رسموا الخرائط للعالم، هي خرائط غير دقيقة بصورة لا يمكن إصلاحها أو تعديلها؛ ً لاحتوائها على أخطاء فعلية، الأمر الذي جعلهم يتوقعون تبسم الآخرين وذلك في الوقت الحالي…… ورغم ذلك لم يسطع المستكشفون العظماء اكتشاف العالم الجديد بدون هذه الخرائط.

( Toffler,1970 )

جميعنا يؤمن بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سوف تكون عاملاً رئيساً في التغييرات المستقبلية الايجابية، شريطة وجودها بأيدي الأفراد الذي يستخدمونها استخداماً خلاقاً يهدف إلى لخير العام.

اقتصاد العمل العقلي

قسم الاقتصاد تقسيماً تقليدياُ إلى قطاعات اقتصادية وصناعية وخدمية. وقد أنضم إلى هذه القطاعات في الوقت الحالي قطاع رابع هو قطاع المعرفة المزدهر المكون من عاملي المعرفة. و ينتقل العمل العقلي في البيئة الاتوماتيكية الذكية من مرحلة استيعاب البيانات ومناقشتها إلى مرحلة تكوين المعلومات والمعرفة إلى مرحلة الاتصال أي تبادل المعلومات والمعرفة وتشارك العاملين فيها. باختصار وكما تم الإشارة منذ أكثر من عشر سنوات، فإن العمل العقلي قد حل محل العمل اليدوي ( Perleman 1992). وقد أصبح الكمبيوتر الشامل وما يتصل به من أجهزة تكنولوجيا المعلومات والمعرفة، أدواتً لا غنى عنها للاقتصاد العالمي.

في الوقت ذاته أصبح العمل المعرفي لا يمثل قطاعاً أخراً فقط بل محركاً قطاعياً مستعرضاً وناقلاً أساسياً ومرحلةً جديدةً للأنشطة الاقتصادية المعاصرة. وتحدث الملاحظون عن اقتصاد العمل العقلي المنبثق في القرن الواحد والعشرين، على اعتبار انه اقتصاد يفترض مسبقاً التعلم المستمر داخل أنظمة مطورة تدمج بين العوامل البشرية والآلات الذكية القائمة على تكنولوجيا المعلومات.

العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

يعتبر نقل صناعات المواد من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، أحد الاتجاهات الأساسية في الاقتصاد العالمي. وتتضمن هذه العملية صناعات المعلومات أيضاً. ورغم أن هذا التغيير إيجابياً في جوانب عدة ، إلا أن الثروات لم توزع توزيعاً عادلاً إضافةً إلى أن معظم سكان العالم مازال يعاني من مشكلات الفقر والجوع والأمية الشديدة. وفي ذات الوقت لدى الكثير من البلدان فرصة أخذ أدواراً قيادية في مجتمع المعلومات أو في مجتمع المعرفة الجديد، الذي عامةً يفترض رؤيةَ عالميةَ متعددة المراكز والثقافات. ويمكن أن تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رجال التربية في تحقيق هذا النوع من المجتمعات عن طريق إيجاد فرص للتالي تفصيله:

  • نجاح فردي أعظم دون توسيع الفجوة القائمة بين الشرائح الأفقر والشرائح الأغنى داخل المجتمع.
  • دعم نماذج التنمية المستدامة.
  • دعم عدد أكبر من البلدان؛ لبناء واستخدام حيز المعلومات بدلاً من سيطرة عدد قليل من الأقطار ومؤسسات الأعلام الجماهيري على نشر المعلومات والثقافة.

ولا يمكن حل مشكلة الحاجة المتزايدة للطعام والمأوى والصحة والعمل وجودة الحياة والتي تمثل أكثر مشاكل العالم خطورةً، دون وجود تقنيات تكنولوجيا ذات كفاءةً أكبر. ونظراً لان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحافظ على البيئة ولا تلوثها وترشًد الطاقة فضلاً عن أن الودية هي أساس علاقتها بالإنسان، فإنها غدت جزءاً لا غنى عنه في الثقافة المعاصرة التي تنتشر في العالم عن طريق التعليم العام والتعليم المهني.

 

التكنولوجيا سيف ذو حدين:

تؤثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالفعل في الحياة الاجتماعية والسياسية لجميع البلدان. ومع ذلك لا يكون هذا التأثير دائماً نحو الأفضل. حيث أن في بعض الحالات يكون استخدام تكنولوجيا إعداد الرسائل وإرسالها عائقاً للعدالة ومُركزاً للسلطة، وذلك من خلال خفض التبادلية في الاتصالات. ويعد ظهور التكتلات الإعلامية الكبيرة دليلاً واضحاً على هذا.

ويمكن أخذ دروس مفيدةً جداً هي الحذر والتشجيع، من التاريخ الحديث لسقوط دول شمولية عظيمة،. وقد يشير أحد الأفراد أن سقوط الإمبراطورية السوفيتية الشيوعية قد بدأ مذ وفاة جوزيف ستالين عام 1953. ولم يتزامن التغيير نحو نظام حكم أكثر ليبرالية مع انتشار البث التلفزيوني ودخول أجهزة تسجيل الشرائط المنازل في الاتحاد السوفيتي. ولقد كان لا يفوق أحد هذه الأنواع من تكنولوجيا المعلومات عن الأخر في الأهمية ولكن كان يختلف كل منهم عن الآخر في اتجاهه وعواقبه. ولقد غدا التلفزيون الذي تملكه الدولة وذلك لمدة أربعين عاماً قادمةً، أداةً أخرى يستخدمها نظام الحكومة الشمولي في الغسل الأفقي للعقول وكذلك في التلاعب بالوعي العام للشعب.

ولقد تميزت نفس الفترة التاريخية بزيادة انتشار الكتابات السرية ( وعند ضبطها، يكون العقاب عليها قاسياً ). فلقد تم استخدام طابعات ميكانيكية تنتج أربعين نسخة في المرة الواحدة في نسخ الكتابات الممنوعة من النثر والشعر والفلسفة السياسية والمقالات النقدية الاجتماعية والتقارير التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان. ولقد كانت عملية النسخ باستخدام الفوتوستات ( عملية النسخ فوتوغرافية ) عملية معقدة جداً وتحتاج إلى مهارة خاصة لاستخدامها على نطاق عريض. وفي بداية عام 1970، تم استبدال طابعة الفوتستات القديمة بطابعة زيروكس الكترونية كيميائية سريعة جداً وسهلة الاستخدام ولكن تم وضعها تحت رقابة بوليسية صارمة داخل المكاتب الحكومية إضافةً إلى أنه لا يمكن استخدامها استخداماً شخصياً. وبعد مرور عقد من الزمان ظهرت أجهزة الفاكس التي أعطت قوةً دافعةً إضافيةٍ إلى عملية الفساد والتفكك الواضحة للقوة الشمولية. وفي نهاية عام 1980، تم التخلص من حواجز الاتصال ( الرقابة والتشويش الإذاعي وكل تلك الأشياء ) عند سقوط حائط برلين .

وقد تميل الأجيال المستقبلية من المؤرخين إلى اعتبار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قوةً دافعةً رئيسةً لجميع هذه التغييرات الجذرية. وليس هناك ما يدعو إلى القول بأنها سوف تكون مبالغةً واضحةً. ولقد مهد التاريخ طريقه عبر الوقت من خلال مسارات أكثر تعقيداً. وفي حقيقة الأمر عندما وصل ميخائيل جورباتشوف إلى السلطة، بدأ عملية إعادة البناء المشهورة وذلك قبل أن تصبح هذه الأشياء الحديثة مثل شبكة الانترنت وأجهزة التليفون والفاكس، سلعاً معروفة في الاتحاد السوفيتي.

ومع ذلك سوف يكون الأمر مبالغاً فيه جداً إذا قلنا أن الكمبيوتر الشخصي- الموصل به الطابعة والمودم للولوج إلى شبكة الانترنت – قد قاموا بدق أخر مسمار في نعش الحكم الشيوعي الأيديولوجي والسياسي في روسيا وشرق أوربا. على نفس الشاكلة، نحن نؤمن بأن انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أرجاء العالم سيساعد على تحقيق التوازن بين الإمبريالية الثقافية والشمولية الأيديولوجية واحتكار المعلومات. وسوف نلعب شبكة الانترنت والنشرالمكتبي Desktop Publishing ، دوراً محورياً إنتاج ونشر واستخدام المعلومات. إضافةً إلى أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تخلق خيارات جديدة لحفظ وإحياء التقاليد الثقافية القومية والقيم الروحانية.

احتياجات الفرد وتوقعات المجتمع:

تتطلب الحياة في المجتمع المعرفي الجديد سلوكيات أكثر استقلالية ومسؤوليةً وروتينيةً أقل في تنفيذ الأوامر. وفي الوقت الحاضر لكي يزدهر الأفراد وأحياناً لكي يستمر بقائهم يحتاجون أن يكون لديهم القدرة على اتخاذ قرارات مسئولة في الموقف الجديدة والغير متوقعة. حيث أن غالبية الأفراد يحتاج إلى استمرار التعلم طوال الحياة. ويسعى الأفراد إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ رغبةً في النمو الشخصي والإبداع والمرح والاستهلاك والثروة. إضافةً إلى حاجتهم إلى القدرة على تحليل معلومات وسائل الإعلام الجماهيري تحليلاً ناقداً واستخدامها استخداماً منتجاً.

تتطلب هذه الاحتياجات الفردية معرفة ومهارات؛ للبحث عن المعلومات وتحليلها وتنضيدها وتقييمها ونقلها ثم تقديمها للآخرين وممارسة إصدار الأحكام؛ للتنبؤ والتخطيط والسيطرة على الأحداث التي تتغير بصورة سريعة. ولا يمكن الاستغناء عن المهارات المشار إليها أنفاً في بيئات التعلم التي تدعمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكذلك في بيئات التعلم التي لا تدعمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ورغم ذلك يتطلب الكثير من الأعمال الصناعية والحرفية والتجارية، أعمالاً عقلية ماهرة قائمة على المعرفة. وتعتب رقدرة العامل على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ببراعة شيئاً ضرورياً في الكثير من المهن. ولقد تم الاستغناء عن مهارات الفلاح. علاوة على اعتبار القدرة على كتابة المسائل الحسابية وذلك على سبيل المثال أو القدرة على القيام بأعمال الخطًاطين، قدرات تخصصية ( رغم أن كليهما مازال مفيداً في تعليم الطلاب ) .

في الوقت نفسه، أصبح حيوياً لكل طفل وكل مراهق وكل بالغ أن يكون لديه على الأقل فكرةً عامةً عن محيطهم التكنولوجي داخل المنزل أو في الشارع أو في المكتب ومكان العمل. ولكي تكن ومطمئناً، أي تكنولوجيا حديثة تجلب معها المخاطر والإغراءات. والمثال الحديث على مثل هذه المخاطر هو التشجيع على وجود ما يسمى بــ” عقلية الجراد الصغير” ( Grass hopper mentality )، وهذا يمكن مشاهدته كثيراً عند تصفح الانترنت عبر المحتوى وكذلك في تلوث بيئة الانترنت.

الآن و كمعلمين ؛ ما يمكننا فعله أثناء تنفيذ المهمة المنوطة بنا؟
وكيف يمكننا استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إثراء فرص التعلم داخل مدارسنا ؟

بات ضرورياً تكوين رؤية مستقبلية. وهذا صحيحاً ليس فقط لأن العالم أصبح مجتمعاً معرفياً يعتمد بصورةٍ كبيرةٍ على المعرفة والمهارات والخبرات الجديدة، لأننا أيضاً نعيش في بيئة اجتماعية اقتصادية تسودها التكنولوجيا، التي تقوم بصورة أساسية على أهداف الإنتاج قصيرة المدى الموجهة نحو المستهلك وبصورة ثانوية فقط على الاهتمام الشامل طويل المدى للتنمية المستدامة. وقد ننسى أو حتى نعمل بصورة تخالف القيم الإنسانية والديمقراطية؛ وذلك إذا تركزت عقولنا تركيزاً أحادي الأبعاد على التكنولوجيا الداعمة لحياة الرفاهية حتى الحياة المدرسية.

التغييرات الجذرية المطلوبة في المدرسة:

في القرن الواحد والعشرين تضع احتياجات الأفراد والمجتمع المتزايدة عبئاً ثقيلاً على المؤسسات التعليمية المنشأة . وفي نفس الوقت تقل استجابة بنيات وأساليب التدريس لتحديات أوقاتنا الغير مستقلة. وهناك طلب ملح لوجود الإبداع والتحول بين التربويين في كل مكان، لاسيما في المدرسة الابتدائية التي تعد أهم مرحلة على الإطلاق في نمو الإنسان. علاوةً على أن المشكلات الداخلية التي ينطوي عليها التعليم المدرسي تعتبراً جزءاً لا يتجزأ من التغييرات الخارجية على النطاق العالمي، ولا بد من رؤيتها في سياق المشكلات العالمية المعاصرة. وبالدور لا يمكن حل هذه المشكلات، بدون التعامل معها ومعالجتها تربوياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً.

يتميز الطلاب الذين ينضمون إلى المدرسة بالقدرة على الاتصال والحرص والإبداع وتعلم أشياءً كثيرةً. ولقد أثبتوا ذلك بالفعل عندما أتقنوا لغتهم القومية والحركة البدنية والألعاب المعقدة فضلاً عن الكثير من المهارات الحياتية الأخرى. ومع ذلك نحن نؤمن بأن المدرسة التقليدية للقرن العشرين والتي مازلنا نعمل وفقاً قواعدها في كثير من الأمور، تقلل من هذه القدرات خلال فترة التعلم. ونحن نحتاج إلى نوع جديد من المدارس للقرن الواحد والعشرين.

الاتجاهات التربوية:

نحن الآن بصدد فحص الاتجاهات التربوية خلال القرون الحديثة بعد أن القينا الضوء على المناظير المجتمعية

 

الإرث القديم والاتجاهات الحديثة

 

ثلاثية التعليم :

لقد كان التقسيم الثانوي للتعليم العام إلى ثلاثة مجالات تقليداً محترماً أمتد على الأقل من جان آرنوس كورنينوس في القرن السابع عشر إلى ماكس شيلى في القرن العشرين Scheler, 1958) ). ولقد انبثق هذا الاتجاه من المفهوم ثلاثي الأجزاء القديم للكائن البشري والمكون من التالي :

  • جسم يحتاج إلى طعام ومأوى وراحة بدنية ومتع جسدية وأشياءاً مادية من صنع الإنسان متاحة فقط في بيئة مصطنعة.
  • نفس تعاني من الوحدة تبحث عن روح أخرى تتوق إلى العطف والفهم ومستعدة في أن تحب وأن تُحب في اتصال يملؤه الفرح والسعادة مع الكون.
  • روح تكافح لتوجيه ذاتها نحو العلة الأولى ( المحرك الأول ومصدر الحياة والحكمة الدائمة والحقيقة المطلقة والأهداف النهائية ) للوجود البشري متخطيةً بذلك حدود الزمان والمكان.

 

لقد تم تبيان وتوضيح المجالات التعليمية المماثلة ( أي الثقافية ) باستخدام كلمات مختلفة. ورغبة في اختصار معانيهم الأساسية ، يمكننا أن نسميهم الأتي تفصيله:

  • التعليم الحرفي والتكنولوجي : يهدف إلى إتقان الفنون والحرف والمنطق والرياضيات والهندسة والعلوم الطبيعية والاجتماعية والسلوكية والأنشطة الأخرى التي تمكن الأفراد من سد احتياجاتهم ورغباتهم عن طريق المعالجة والإدارة والسيطرة الفعالة للأمور والطاقة والمعلومات في مجتمعات الأشياء والظواهر الموضوعية.
  • التعليم التواصلي ( الاجتماعي ) : يهدف إلى تعلم طرائق وسبل العلاقات الشخصية- الوجدانية والتفاعلات بين الأفراد ( وإلى حد ما بين الكائنات الأخرى غير البشر). وهذا يمكن القيام به من خلال تدريس علم الأخلاق وعلم الجمال والاهتمام بذوي الحاجة ولعب الألعاب والرقص والغناء وسرد القصص والطقوس والخرافات والفلكلور الشعبي والفلسفة والشعر والمسرح والموسيقى والفنون الجميلة ومناقشة وحل مشكلات الحياة المدنية، ومن ثم المشاركة النشطة في المساعي العامة التي تهم المجتمع.
  • انتقال الخبرات والتعلم Transpersonal Education )) : يهدف إلى التعليم بطريقة السؤال والجواب والتلقين للأفراد المعتنقين حديثاً للعقيدة والطقوس السرية والأسرار المقدسة لعقيدة دينية أو أيدلوجية خاصة، ويساعد هذا النوع من التعليم الأفراد على طرح سؤال لأقاربهم على المطلق، أو حتى منح شخص ما حس الانتماء لشيء ليس لعظمته أو قوته حدود.

 

التحولات والتغريب داخل الكل التعليمي :

لقد كان في الغالب السبب وراء كارثة التعليم والثقافة التي طال الحديث عنها والتي كان في يصطلح على تسميتها بــ ” الصراع بين ثقافتين” ( Stange 1988 and Bissett 2002 ) هو الانفصام التاريخي بين المجالات التربوية التي تم وصفها في القسم السابق. ففي القرن السابع عشر رحب الغرب الأوربي بتقدم التعلم العلمي والاختراعات التكنولوجيا القائمة على قوانين الحركة الميكانيكية المكتشفة حديثاً. ولقد أراحت الآلات التي كانت تعمل مسبقاً بدفع الماء وحديثاً بدفع البخار والكهرباء والآلات المؤتمتة التي لا تحتاج إلى عمالة كثيرة – المرشًدة – الفرد من كسب قوت يومه بعرق جبينه، بل ووعدت بأن تحول حياته إلى جنة. ولم يتنبأ الأفراد الذين يؤمنون بالعلوم والهندسة بأن أنسنة الآلة سيناقض في تأثيره لميكنة البشر.

 

العقلانية لم تؤتي النتائج المرجوة :

منذ منتصف القرن التاسع عشر، ونحن نشهد هيمنة الجوانب العقلانية والتكنولوجية   للثقافة على الجوانب الروحانية والثقافية. ومما يدعو إلى السخرية هو أن الجانب العقلاني قد بدأ يعاني جرًاء قطع العلاقات مع الجوانب الروحانية والثقافية. فلقد وقع نظام التعليم الجماهيري الذي يعتبر أحد ابتكارات هذه الحقبة الخارقة جانباً إلى جانب مع الطب، هو ذاته ضحية للعقل المنتصر.

لقد أصاب الدين والفلسفة والفن الذين كانوا فيما مضى يشتد به عضد القيم الإنسانية، الجدب والعقم، وغدوا عاجزين على عمل توازن بل تكميل وتتميم النمو العقلي والفكري . وفي غضون ذلك علت الأصوات تطالب النمو العقلي والفكري بمقاومة انتشار التكنولوجيات المتقدمة وحتى معاقبة الجهود التي يتم بذلها لعمل تكنولوجيات جديدة. وهذا النمو من الجدل لم يؤتي ثماره.

على الجانب الأول شهد القرن العشرين أعلى درجة من التنقية العلمية التكنولوجيا ، على سبيل المثال أشعة الرنين المغناطيسي وهذا مثال ضمن العديد من الأمثلة. وعلى الجانب الأخر شهد القرن العشرين أيضاً تصميم أجهزة متطورة جداً لإبادة ملايين الأفراد الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ، مثال ذلك لا الحصر عن طريق الصواريخ العابرة للقارات ذاتية التوجيه والرؤوس النووية. والأمثلة على هذا عديدةٌ أيضاً . حيث أن العقلانية التي تخلو من القيم الإنسانية تخاطر بالركود أو التهور الذي يفضي إلى هلاكنا.

 

معرفة القراءة والكتابة والحساب للقرن الواحد والعشرين

تؤدي أنواع الأنشطة الجديدة التي يتم تعلمها وأنشطة التعلم الجديدة بصورة حتمية إلى مراجعة دراماتيكية لمفهوم معرفة القراءة والكتابة الذي كان وذلك لقرون عدة هدف التعليم الأساسي.

 

يقوم المفهوم التقليدي للمعرفة ( متضمناً ذلك ما يسمى بـــ” معرفة الحساب ) على معرفة القراءة والكتابة والحساب مع وجود خط يدوي دقيق ( يفضل الخط الحسن ) إضافة إلى استظهار مقتطفات معينة من الكتب المدرسية والشعر الكلاسيكي.

 

في الوقت الحاضر نرى حاجة ماسة إلى المعرفة الجديدة القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي يمكن تقديمها في ثلاثة مكونات تقترب من المعرفة التقليدية للقراءة والكتابة والحساب على النحو التالي:

  • ( القراءة ) – إيجاد المعرفة عن طريق البحث في المصادر المكتوبة والملاحظة والجمع والتسجيل.
  • ( الكتابة ) – الاتصال باستخدام وسائل الإعلام العملاقة والتي تتضمن جميع أنوع المعلومات ووسائل الإعلام
  • ( الحساب ) – تصميم الأشياء والأفعال.

 

اختصاراً، لابد من إعادة صياغتنا بصورة جذرية لكل من المحتوى التعليمي وإجراءات التعلم. فالمعرفة الجديدة تقف بمنأى عن استظهار الحقائق والقواعد. حيث أنها تؤكد على القدرة على إيجاد الحقائق وتخيل الخيارات الجديدة. ولقد أصبحت القدرة على الفهم وابتكار القواعد وطرح الأسئلة على الذات والتخطيط وتصميم الأنشطة الشخصية في الطليعة. وليس هدف هذا النوع من التعليم البراعة التقنية الدقيقة ولكن هدفه النمو الشخصي والكفاءات الأساسية للتفكير والعمل عالي المستوى.

 

المطالبة بأبعاد تدريسية جديدة:

يحتاج المجتمع الحديث إلى مواطنين متعلمين يستطيعون اتخاذ القرارات وتنفيذها في عالم سريع التغير. ولابد من إعداد الأفراد والبنيات التنظيمية والتي على شاكلة المؤسسات الكبرى والحكومات والمؤسسات التعليمية للتعلم طوال الحياة. ولقد أصحبت معالجة المعلومات والاتصالات أنشطة رئيسة في الحياة اليومية وسوف يكون لزاماً على المواطنين والقادة المتميزين في القرن الواحد والعشرين، الفهم والاستخدام البارع للأدوات المطورة حديثاً؛ بهدف إدارة كم البيانات والمعلومات والرسائل الهائل. وتعنى الصدمة المستقبلية وجود ضرورة ملحة لحل المشكلات الغير متوقعة والغير واضحة. لذا سوف يكون التعلم طوال الحياة حالة طبيعية للفرد المعاصر.

 

يمكن وصف أحد التغييرات الرئيسة في العملية التعليمية على أنها نوع من التحول العام من القيام بالتدريس إلى التعلم. وهذا لا يعنى أن أهمية المعلم قلت. بل أن دور المعلم يتمثل في تقديم المساعدة المستدامة للطلاب؛ ليصبحوا طلاباً جيدين. وفي الوقت ذاته، يتعين على المعلمين تكوين علاقات وروابط أقوى فيما بين المواد الدراسية والواقع الملموس ، بل ووضعها في سياق مناسب أكثر للطلاب. وفي حالات كثيرة يتضمن هذا تكاملاً للفروع المعرفية وتعاوناً بين معلمي المواد الدراسية المختلفة.

 

معالجة المعلومات كنشاط أساسي في المدارس:

يستهل هذا الفصل بمناقشة مناظير مجتمعية مختلفة هي زيادة سرعة التغيير العالمي والعولمة وتكنولوجيا المعلومات وألخ ، مستخلصاً أن التغييرات الراديكالية في المدارس ضرورية. ثانياً، قمنا بإلقاء الضوء على الاتجاهات التربوية الرئيسة واقترحنا ضرورة وجود معرفة جديدة في القرن الواحد والعشرين مطالبين من خلال ذلك بوجود نوع مختلف من التدريس. ويؤكد هذا القسم الأخير من هذا الفصل على أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإمكانها مجابهه الكثير من التحديات الرئيسة للمجتمع ونقل المدارس بصورة مطلقة كما نرى في الوقت الراهن.

 

التكنولوجيات والأدوات:

كما لاحظ الرجل الحكيم منذ قرون عديدة، لا يمكن للأيدي الفارغة بمفردها أو حتى العقلية المفكرة تنفيذ المهام المنوطة. حيث أننا في حاجة إلى أدوات. فمنذ فجر التاريخ البشري، يبتكر ويستخدم الأفراد الأدوات، على سبيل المثال الفؤوس الحجرية والمطارق ودواليب الخزاف والأفران والرافعات وبكرات الرفع، في معالجة الغذاء والمواد وكذلك في استخدام الطاقة المطلوبة لبقائهم ورفاهيتهم.

على نفس الشاكلة، استخدم الأفراد الأدوات في معالجة المعلومات وتبادل الاتصال. وقد يسر اختراع اللغة على أسلافنا معالجة أفكارهم وعواطفهم وسلوكياتهم وكذلك التحكم فيها. ويمكن اعتبار الكلمات أدواتً تستخدم في أنشطتنا العقلية، لاسيما أنشطة التعلم.

وقد كانت هذه الأنشطة لقرون ليست بالبعيدة تظهر تقريباً بصورة كلية من خلال الوظائف العضوية لعقولنا وأبداننا، أي من خلال الكلام وكان يتم دعم هذه الأنشطة إلى حد ما بتقنيات وأدوات بدائية خارجية، مثال ذلك أدوات الكتابة على الشمع والأقلام أو العدًاد الحسابي. ثم ظهرت الصحافة المطبوعة.

ظهرت أدوات جديدة أثناء القرن التاسع والقرن العشرين؛ لتخزين ونقل المعلومات. وفي الوقت الحالي تقوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتمركزة حول الكمبيوتر بتوسيع وزيادة قدراتنا؛ للقيام بالعمليات الحسابية والتفكير المنطقي والبحث الاستكشافي وفهم التماسك والارتباط الخفي في الإشارات المشوشة والبيانات المتباينة. وهذا يعنى أن الكمبيوتر لا يتميز بالاستقلالية بل أنه يرتبط بعدد متزايد من الأجهزة الرقمية الالكترونية والتكتلات والشبكات لاكتساب وتخزين ومعالجة وتوزيع والاستلام المتعدد الوسائط للبيانات والمعلومات. وكل هذه الأشياء تم وضعها تحت عنوان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

 

تكنولوجيا تعليم العقل:

ننتقل الآن إلى تكنولوجيا تعليم العقل أو إلى تحليل ما تضمنه عملية التعلم. وفي معظم أنشطة التعلم ، يمكن تحديد المراحل التالية:

  • قبول وتحليل المشكلة.
  • التأكد من عدم وجود حلول جاهزة للمشكلة.
  • تقرير إطلاق مشروع ووضع الأهداف والأغراض الرئيسة.
  • اكتشاف عدم تجهزينا بصورة تكفي لمعالجة المشكلة معالجة ناجحة.
  • ملاحظة المعرفة المحددة أو المهارات أو الخبرات الإضافية المنوط بنا الحصول عليها للوصول إلى الحل.
  • المرور بعملية مماثلة من التعلم البحثي والتدريب والتمرين.
  • تصميم مجموعة من الحلول الممكنة أي توليد الخيارات ومقارنة البدائل والتقييم ثم اختيار الحل الأمثل.
  • تصور ما سوف يحدث حال تنفيذ التصميم المختار. ما التغييرات التي سوف يحدثها داخل محيطنا الحالي وداخل البيئة المادية والاجتماعية الثقافية الأعرض؟ وما العواقب والأعراض الجانبية التي قد يسببها؟ وكيف يمكننا الوقاية أو الوقوف بمنأى عن أو حتى إصلاحها؟ وسوف نقوم بإعادة تقييم المنهجية بأكملها لمعالجة المشكلة.
  • التأمل فيما قد قمنا به أي القيام بإعمال الفكر وتكرار السبيل الذي تم نهجه والإجراءات التي تم اتخاذها ووصف الحقائق الأساسية وعملية التخطيط وكيفية استخدامنا للمعرفة والمهارات والخبرات المكتسبة حديثاً في التعامل مع المشكلات الأخرى في المستقبل.

 

يمكن تنمية هذا النموذج لمراحل أنشطة التعلم التي قد نصطلح على تسميتها ” تكنولوجيا تعليم العقل الأساسية” ودعمها باستخدام تكنولوجيات برامج كمبيوترية والأجزاء الصلبة للكمبيوتر ومساقات تعليمية للمحاكاة الكمبيوترية وشبكات البريد الالكتروني والوسائط المتعددة التفاعلية إضافة إلى الاستخدامات المتقدمة الأخرى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

التعلم كمعالجة للمعلومات:

عند الحديث بصورة عامة، فإن المعلومات عبارة عن محتوى الرسائل التي نتلقاها من الآخرين ومن العالم على نطاق واسع إضافةً إلى الرسائل التي نقوم نحن بإنشائها وإرسالها كنوع من التبادل مع هؤلاء الأفراد.

تظهر المعلومات في أي مكان وفي أي زمان نجد فيه أو ننشئ خلاله أي نماذج. وهكذا النموذج عبارة عن توزيع للأحداث على مقياس زمني مكاني يمكننا تحديده ومعرفته ثم مقارنته بنموذج أخر ثم التمييز بين هذا وذاك. وقد يوازي فرد ما بين مفهوم النموذج ومفاهيم النظام والتنظيم والشكل، مقارنة بأي شئ أخر غير منظم ومشوش وعديم الشكل. وفي هذا المعترك يمكن فهم المعلومات حرفياً على أنها عبارة عن الوضع في شكل.

تتضمن معالجة المعلومات البشرية – سواء كانت عضوية تماماً أو مدعومة بالأدوات وتم تزويدها بالآلات الأكثر تطوراً – جمع وتخزين واستعادة وتصنيف وتجميع وتفكيك وإعادة تشغيل وإرسال النماذج المستخدمة في التفكير والاتصال إضافة إلى اختراع وتصميم وإنشاء وتصنيع أي شئ ملموس.

يبدأ أي ضرب من التعلم بالبحث والتنقيب واختبار النماذج والمجموعات المتماسكة من المعرفة المؤيدة لبقائنا وراحتنا والتي تخرج ما لدينا من إمكانيات دفينة. وحتى الأطفال يكافحون من أجل استكشاف الواقع المحيط بهم عن طريق المحاولة والخطأ. فهم يقلدون الكبار في أعمالهم ، مثال ذلك التبسًم ويرون ما إذا كان هذا الشيء يمكن تناوله أو هل هذا الشيء جيد ودي أو عدائي أو تقريباً مجرد أداه للوصول إلى أي أشياء محببًة. ويتم تخزين المعلومات التي تم جمعها وتفسيرها وتقييم أثناء مثل هذا السلوك الاستكشافي والمقلد و البنائي، في ذاكرة الأطفال كنماذج عقلية لأعمالهم المستقبلية الهادفة البدنية منها أو الفكرية متضمناً ذلك مساعي التعلم التتابعية.

تعمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأدوات في العملية التعليمية؛ نتيجةً لحقيقة بسيطة أساسية هي أن عملية التعلم تعتمد بشكل كبير على التعامل مع المعلومات. فكل من الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والطمأنة والتقييم والتنضيد والتحليل وحل المشكلات الرياضية واستظهار الأشعار وعواصم الدول، أمثلةً لمعالجة المعلومات خارج الحاسوب. والشيء الأكثر أهمية هو أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن استخدامها للضروب الأخرى من معالجة المعلومات التي كانت مهمشة أنفاً في المدارس التقليدية ولكن غدت الآن أكثر أهمية ، على سبيل المثال لا الحصر تخطيط المشروع أو البحث عن معلومات جديدة خارج الكتب المدرسية وكذلك في عمليات التي يصطلح على تسميتها بــ ” الكتابة الإبداعية ” ( الرسم والتشييد ). وفي العديد من الأنشطة الأخرى مثل الرياضة مثلاً يمكن اكتساب ضروب مختلفة من التفاعل بين الطلاب والمعلمين وذلك عن طريق استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتظهر الأبعاد الإنسانية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في توفير وسائل فعالة لفتح الحوار والتفاعل المثمر والتعاون بين المعلم والطالب أو بين السيد والمتدرب أو حتى بين المتدربين أنفسهم سواء كان الاتصال قريباً أم من مسافة بعيدةً.

تاريخياً، كان الاتصال ومعالجة المعلومات أنشطةً مدرسيةً رئيسة. حيث أنها كانت تتم بين المعلم والطالب مع وجود مساعدة خارجية بسيطة للقلم الرصاص والورقة والسبورة الطباشيرية. أما في الوقت الراهن، سمح الاستخدام الموسع لأجهزة الكمبيوتر وأدوات الاستشعار العديدة الاستعمالات والأشياء المحيطة به، للمعلم بدرجة جديدة تماماً من التطور والمرونة.

إلى اللقاء في الجزء الثاني

ترجمة منتقاه من كتاب " INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS" . ترجمة د. مصطفى جودت صالح   INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS   قد لا يرتبط المقال الحالي بشكل مباشر بمجال تكنولوجيا التعليم ، رغم تناوله لدور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تشكيل المجتمع عبر التعليم ، وسبب سعيي لترجمة مقتطفات من هذا العمل هو نظرته الفلسفية والشاملة للعوامل المؤثرة في التطوير التكنولوجي وتشكيل الاتجاهات التربوية الحديثة ، وأنوي بإذن الله تعالى أن أقوم بنشر عدة مقتطفات من هذا العمل في مقالات متتالية ، آملا من الله عز وجل…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: 4.75 ( 1 أصوات)

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات