الإدراك البصري والتفكير الإبداعي

ترجمة مقتبسة من الفصل الثالث من كتاب “INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS: A HANDBOOK FOR TEACHERS”

INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS

INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES IN SCHOOLS

ترجمة وتحرير لأغراض النشر الإلكتروني : د. مصطفى جودت صالح.

الإدراك البصري والتفكير الإبداعي Visual cognition and creative thinking

يعتبر التمثيل البصري للصور الخيالية العقلية الداخلية والعروض البيانية الخارجية للواقع في صور ورسومات ورسوم بيانية وقوائم وخرائط، جزءاً أساسياً للإبداع والاكتشاف والاختراع وحل المشكلات. وتؤكد الأهمية الحيوية للتمثيل البصري، الحقيقة التي تقول بأن نسبة كبيرة جداً من القشرة الداخلية البشرية مخصصة للرؤية والتحليل البصري إضافةً إلى أن كمية المعلومات التي تحملها القناة البصرية أكبر من أي كمية تحملها أي حاسة أخرى. وفي كثير من الأمثلة، تضع العين والكثير من أجزاء المخ التي تقوم بمعالجة المعلومات البصرية، أساساً لدعم التفكير الإدراكي الذي بدوره ينشأ من نشاط عقلي مدرك مسبقاً.

 يجب أن يكون هدف التمثيل البصري هو إيجاد شيئاً محسوساً؛ وذلك للاستفادة بصورة كاملة من قدرات العين. وهذا يعنى ضرورة تمثيل ظاهرة سواء كانت الظاهرة بصرية متأصلة أو غير متأصلة، كظاهرة لديها شكلاً ولوناً ونسيجاً وحركةً وسمات أخرى للعناصر.

 

166038-170793

المعرفة البصرية والتفكير الإبداعي Visual cognition and creative thinking

 

يعتمد التفكير الاستقرائي إلى حد كبير على قدرة البشر على التمثيل البصري في هذا المستوى المبكر. وتقع أجزاء رئيسة من النظام البصري بما في ذلك القرنية والبنيات الصاعدة إلى القشرة البصرية وأجزاء من القشرة البصرية ذاتها، في الصنف المدرك مسبقاً. وتقوم هذا الكيانات الوظيفية بصورة أكثر قوة من أجهزة الكمبيوتر العملاقة، بعمليات معالجة معلوماتية مستمرة غير منقطعة، مكونةً بيئةً بصرية ثلاثية الأبعاد ملونة تستغلها النفس الواعية استغلالاً منطقياً لخدمة أهدافاً عمليةً محددة. ويتم تحليل الصور المفاهيمية تحليلاً مستمراً في المستوى المبكر؛ لإنتاج معلومات تفيد في إقامة علاقات مكانية وتمثيلات مدركة وتبني خططاً. ومن ناحية أخرى تكون مخرجات هذه الأنشطة العقلية السامية، هي العناصر والأدوات وإجراءات التفكير الراشد.

هذه هي النقطة التي يكون لأجهزة الكمبيوتر دوراً فيها. وعندما نمارس التمثيل البصري باستخدام أجهزة الكمبيوتر وكاميرات bright_ideaالفيديو وعرض الشاشات العملاقة ذات الصورة الواضحة ،فإننا نعيد تنظيم الموقف الإشكالي ومن ثم فإن معظم هذا الموقف يمكن معالجته عن طريق الجزء المدرك مسبقاً لعقلنا وهو النظام البصري الذي يعتبر الشريك الصامت لنا. وبهذه الطريقة يمكن أن يتم تخصيص الإدراك لمستويات أعلى من التحليل والتركيب الناقد. وتتميز العوالم الافتراضية التي لا تصمم نماذجاً غير نماذجها على شاكلة الكثير من الألعاب التي من بينها لعبة الشطرنج، بالإثارة والتشويق. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يفكر لاعب الشطرنج المحترف في الصور من خلال التمثيل المكاني لنظام العلاقات المجردة بين قطع الشطرنج. وعلى نفس الوتيرة من الممكن أيضاً التمثيل البصري على شاشة الكمبيوتر للعلاقات المكانية البينية للأشياء الأساسية المسندة ومن ثم تمثيل الصيغ المعقدة لمنطق الإسناد.

لدى التمثيل البصري العديد من الجوانب كنوع من أنواع النماذج. أحدها هو الجانب الجمالي الوجداني. على سبيل المثال، لا يمكن أن ينكر أي فرد روعة العناصر البصرية والوظائف التي تم تمثيلها بصرياً. وتعتبر أفلام الكرتون المتحركة التي تم رسمها باستخدام معادلات رياضية، أفلاماً رائعة وآخذة يتم عرضها في جميع أنحاء العالم كما أنها بالفعل استلهمت أعمال الفنون الجميلة ( حتى لو لم تكن تحف فنية خالدة ). ولا شك في أن مثل هذه الموضوعات على شاكلة الفوضى والكسور وما إلى ذلك، قد غدت معروفةً جداً في المقررات الرياضية الأكاديمية؛ نظراً لمكوناتها الجمالية.

يعد اختيار وتبيان السمات الأساسية للعنصر أو الظاهرة الموصوفة جانباً أخراً للتمثيل البصري مثل عمل النماذج في الفن التقليدي للرسم. ونتيجة لإجبارنا على تركيز الانتباه فقط على ما تراه وتلاحظه العين، يساعد التمثيل البصري على إضفاء المعنى على المشكلة وتيسيرها لإيجاد الحل لها. وقد نحصل وذلك في أبسط حالة لمصمم افتراضي يستخدم لبناء نماذج تفاعلية للظواهر المادية،على صورة لتجربة مثالية صحيحة رياضياً في درجة من الدقة الموضوعة.

وباستخدام بيئة تعلم مماثلة تحت توجيه المعلم، يمكن للطالب تتبع جميع مستويات التجريد في إعداد النماذج. على سبيل المثال، يمكن أن توجد عناصر مادية وعمليات حقيقية ( مثل الحصان الخشب الذي يركبه الأطفال ) ونماذج مادية ( مثل LEGO ) وأشرطة فيديو ومحاكاة كمبيوترية ( الواقع الافتراضي ) وتمثيلات بيانية لسمات العمليات باستخدام الإحداثيات وسرعات الضوء داخل نظام مرجعي موضوع ونموذج رمزي باستخدام معادلات جبرية وتفاضلية.

يقوم فن التدريس الحديث على نقيض التسلسل الهرمي التقليدي وهو heterarchy ، وهذا المصطلح يصف نظاماً في داخله تحكم العناصر أو الوسطاء بعضها. وهذا يعنى أنه أثناء عملية التعلم يكون هناك ثمة اتصال أو حديث بين الوسطاء يتبادلون خلاله رسائل مليئة بالمعلومات ذات الصلة. وفي هذا النظام لا توجد حلقات خطية بسيطة للسبب والتأثير ولكن هناك دوائر وحلقات مرتبطة أكثر وأكثر بصورة مستعرضة.

يمكن للفرد أن يتحرى وجود نماذج أساسية متنوعة أو مبادئ رئيسة وممارسات تبدوا بصورة دائمة داعمة لمجموعة متنوعة وباهرة من النظريات والمنهجيات والطرائق الفعالة للتعلم. ونظراً لإعادة تسمية هذه المبادئ داخل العبارات الاصطلاحية الحديثة، فإنه يشار إليها كمبادئ حسية تعددية وتجريبية موجهة نحو المشروع وبنائية وتوصيلية.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات