تقنيات شكلت ملامح التعلم الجوال اليوم

Dr. M. Gawdat د. مصطفى جودت

Dr. M. Gawdat
د. مصطفى جودت

إن التوجه الواضح نحو توظيف الأجهزة المحمولة أو الجوالة في التعليم لم تعد بحاجة إلى دليل ، فقد أصبحت واقعا محسوسا ، وخلاف أغلب التقنيات السابق توظيفها في التعليم فإن التعلم الجوال أجبر المؤسسات التعليمية أن تعمل بأسلوب رد الفعل لا الفعل نفسه ، فبسبب امتلاك الطلاب للهواتف والأجهزة اللوحية وغيرها من أجهزة الاتصال المحمولة واستخدامهم إياها في تعلمهم أصبحت المؤسسات التعليمية أن ترقي بنيتها الأساسية وتوفر شبكات لاسلكية ونقاط اتصال بالإنترنت وتوفر مصادر الكهرباء اللازمة لشحن تلك الأجهزة. واستجابة للتوجه لاستخدام الأجهزة الشخصية سوءا في العمل أو في التعليم بما يعرف بتكنولوجيا “البايود : أحضر جهازك معك BYOD: Bring Your own Device ” والتي ظهرت لها مواصفات وبروتوكولات لتوظيفها في التعليم بشكل مناسب.

إن المتابع لانتشار تطبيقات التعلم الجوال يلاحظ أن هذه التكنولوجيا تشكلت بسبب بعض التقنيات الأخرى التي دعمت استخدام الأجهزة المحمولة في التعليم ووسعت مجالات تطبيقاتها وزادت من إمكاناتها، ومن تلك التقنيات ما يلي :

الحوسبة السحابية، التعلم الجوال، البودكاست، الأجهزة القابلة للارتداء، بيئات التعلم الشخصية

تقنيات شكلت ملامح التعلم الجوال

الحوسبة السحابية Cloud Computing: تقدم الحوسبة السحابية البنية التحتية والخدمات والبرامج من خلال شبكة توفر مزايا جذابة لمؤسسات التعليم العالي، بما لديها من قدرة على خفض تكاليف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال عمليات الـ virtualizing للأصول الرأسمالية والتي تعمل على تثبيت أكثر من نظام تشغيل (سواء كان ويندوز – ماك – لينكس – غيرهم) في بيئة افتراضيه داخل نظام التشغيل الحالي للتمكن من تجربه النظام وكأنه برنامج مثل بقيه البرامج يتم تصفحه في أي وقت.

يؤكد “ستيفان ريد” Stefan Ried من مؤسسة “فورستر” Forrester للأبحاث أنه من المتوقع أن ينمو سوق الحوسبة السحابية من 40.7 بليون دولار في عام 2011 إلى 240 بليون دولار عام 2020. مثل هذا النمو السريع في السوق هو دعوة واضحة إلى جميع أصحاب القرار ومدراء تقنية المعلومات لاستكشاف الإمكانيات التي توفرها السحابة، وتقييم المخاطر، والقلق الذي قد ينشأ في بعض الأحيان عند اختيار سحابة عامة حول الأمن والخصوصية والتوافقية، أو الأداء. [1]

عندما تقوم الجامعات باختيار السحابات الخاصة بها ينبغي عليها التحقق من العديد من الأمور مثل معدلات الطلب على السحابة, إمكانات النشر السريع، وانخفاض التكاليف وتقليل المخاطر.

الحوسبة السحابية

الحوسبة السحابية

شبكات الجيل الرابع 4G Networks : ستغطي شبكات الجيل الرابع من خدمات الاتصالات أكثر من ثلث سكان العالم بحلول نهاية السنة، على أن تصبح الصين السوق الأكبر لاستخدام هذه التكنولوجيا، متقدمة على الولايات المتحدة، على ما أظهرت دراسة لجمعية “جي إس أم إيه “الاربعاء. [2]

وأوضحت هذه الجمعية التي تضم أكثر من 800 مشغل لخدمة الهاتف النقال أن “35% من سكان العالم سيتمتعون بتغطية الجيل الرابع بحلول نهاية السنة في مقابل 27% في نهاية العام الماضي”.

ويترافق هذا الانتشار السريع لشبكات الجيل الرابع مع استخدام متزايد لهذه التكنولوجيا التي طرحت تجاريا للمرة الأولى في ديسمبر 2009. ومرت 7% من الاتصالات النقالة نهاية العام 2014 بشبكات الجيل الرابع. وتفيد توقعات الجمعية أن حصة الجيل الرابع من الاتصالات ستنتقل إلى 12% في نهاية العام الحالي، لتتجاوز 30% بحلول العام 2020

 

4G

البودكاستنج Podcasting : تعتبر المدارس والجامعات بين أكثر المستخدمين للبودكاست هذه الأيام، على الرغم من أنها لا تعد بديلا كلياً للاستعاضة عن المحاضرات داخل الفصول الدراسية. عادة ما يتم تحرير البودكاست، وتتراوح مدة العرض بين 3-5 دقائق، على الرغم من انتشار بعض ملفات البودكاست التي تمتد مدة العرض فيها إلى أكثر من 30 دقيقة، إلا هذا النوع الأخير ليس منتشرا بدرجة كبيرة. يتم إعداد ملفات البودكاست من المحاضرات داخل الفصول الدراسية، وتحتوي على عروض توضيحية متقدمة PowerPoint Presentation، مما يجعلها أكثر إثارة وتشويقا. كما أن التقنيات الحديثة في إعداد ملفات البودكاست تمكن من دمج هذه العروض التوضيحية داخل ملفات البودكاست ذاتها. مما يجعلها خيارا مثاليا في العملية التعليمية.[3]

كيفية إعداد ملفات البودكاست : الطريقة العادية لإعداد ملفات البودكاست هي التسجيل الآني للمحاضرات داخل الفصول الدراسية أو أستوديو تصوير، إلا أن هذا الخيار الأخير – داخل الأستوديو – يعتبر ميزة، إلا أن المحاضرات التي يتم تسجيلها مباشرة تتمتع بحيوية وتشويق اكبر لما يتاح للمستخدم من مشاهدة أو سماع التفاعل الحقيقي بين المحاضر والدارسين. في حين أن التسجيل داخل أستوديو التصوير يمكن القائمين على الإنتاج من تقديم عروض عملية مصغرة بطريقة هادفة، لكنها لا زالت تفتقر إلى روح التفاعل المباشر الذي توفره المحاضرات الآنية. لذا، نجد بعض القائمين على إنتاج ملفات البودكاست يستخدمون خليطا من الأسلوبين لتوفير التعليم إلى الدارسين.

بيئات التعلم الشخصية PLE :

لا يوجد تعريف محدد لبيئات التعلم الشخصية. فقد عرف ستيف داونز – الخبير في مجال تقنيات التعليم – بيئات التعلم الشخصية على أنها” أداة تمكن المتعلم (أو أي شخص) في الانخراط في بيئة موزعة تتكون من شبكة من الأشخاص والخدمات والموارد”. أما شون فيتزجيرالد فيعرفها على أنها” مجموعة من الخدمات المجانية عبر الإنترنت، وعادة ما تدور حول استخدام مدونة تجمع فيها المحتوى ويجمع ما بين هذه الخدمات باستخدام تقنية خلاصات المواقع (RSS) وبرمجيات النصوص التشعبية (HTML scripts)”. كما يعرف مارك هارلمن بيئات التعلم الشخصية على أنها “النظم التي تساعد المتعلمين على إدارة التعلم الذاتي والسيطرة عليه”.

وقد قام سكوت ويلسون (Scott Wilson) عام 2005م بعمل تصور تخطيطي للمكونات الداخلة في بيئة التعلم الشخصية والذي أطلق عليها اسم بيئات التعلم الافتراضية المستقبلية (VLE of the future). [4]

 

future VLE

الأجهزة القابلة للارتداء Wearable Devices :

wl

لعل مفهوم الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء ليس حديثا كما يتصوره البعض ، فقد استخدم في تطبيقات الواقع الافتراضي ، وفي بدلات رواد الفضاء ، وحتى كتكنولوجيا مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة . لكن التطور الحاصل بربط تلك الأجهزة بشبكات الجيل الرابع واعطاءها إمكانية عمل المكالمات والاتصال بالإنترنت ونقل البيانات عن مرتديها جعلت منها تكنولوجيا مناسبة لاستخدامها في التعليم الجوال .

 

أثرت الأجهزة القابلة للارتداء على مجالات استخدام التعلم الجوال وأعطت له إمكانات جديدة

أثرت الأجهزة القابلة للارتداء على مجالات استخدام التعلم الجوال وأعطت له إمكانات جديدة

الحبر الإلكتروني E-Ink وتطبيقاته في الأجهزة المحمولة:

هذه التقنية الحديثة نسبياً تستخدم بشكل رئيسي في الأجهزة المتنقلة مثل قارئ الكتاب الإلكتروني (مثل أمازون كيندل) وبعض الهواتف المحمولة. هذه التقنية تستخدم التدرج الرمادي (أي اللونين الأبيض والأسود)، وتتوفر الآن بالألوان. من أهم مزايا هذة التقنية توفيرها الكبير في الطاقة (البطارية) مقارنة بتقنية LCD المستخدمة في الهواتف المتنقلة الحديثة. الفكرة مبسطة هي عبارة عن كبسولات متناهية الصغر قطر الواحدة منها أصغر من قطر شعرة الإنسان. هذة الكبسولات تحتوي على جزيئات بيضاء وأخرى سوداء، إحداها سالبة والأخرى موجبة. عند تسليط تيار سالب (بما يتناسب مع الصفحة المراد عرضها) فإن الجزيئات السوداء تندفع للأعلى والبيضاء للأسفل، ولا تحتاج إلى تحديث مستمر إلا لتغيير الصفحة. مما يوفر الطاقة. [5]

 

[1] – http://goo.gl/PsSJ3o

[2] – http://goo.gl/o6CD9M

[3]http://blog.naseej.com/2013/11/07/podcast-in-distance-learning

[4] http://www.alriyadh.com/353999

[5] http://goo.gl/cfJ4Eh

 

 

 

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات