الكفاية والإجازة المهنية في مجال تكنولوجيا التعليم

الكفاية والإجازة المهنية في مجال تكنولوجيا التعليم

( من كتاب تكنولوجيا التعليم الماضي والحاضر والمستقبل )

ترجمة : د. صالح الدباسي

تأليف : جاري أنجلين Gary J. Anglin

2827578561

تعريف الإجازة المهنية

الإجازة المهنية هي الاعتراف الرسمي الذي يحصل عليها الأفراد من جهة مستقلة تفحص عملهم وتقوّمه في ضوء بعض المعايير الخارجية المحددة. من الواضح أن المعايير تتفاوت بين المهنيين، ولكن المعايير الأكثر شيوعاً العضوية في منظمة مهنية، وإنجاز ناجح لبرنامج دراسة، وأداء مرضي في الاختبار. يعني تحقيق الإجازة، امتلاك الفرد معرفة ومهارات محددة بمستوى محدد من الكفاية. الأفراد الذين لا يرغبون المصادقة على كفايتهم يمكنهم مواصلة العمل في المجال نفسه، ولكنهم لا يستطيعون ترقية أنفسهم كأفراد حاصلين على الإجازة المهنية. ويساء أحياناً فهم مصطلحي إصدار الإجازات والترخيص ويخلطان مع الإجازة المهنية. إصدار الإجازات يعني الإقرار والمصادقة بأن برامج مدرسة أو كلية أو جامعة تقابل معايير معينة. أما الترخيص من جهة أخرى، فهو متطلب قانوني لحماية العامة من الممارسين غير المؤهلين.

إن الإجازة المهنية ليست مثل شهادة المعلمين، فالأخيرة تمثل تسمية خاطئة، لأنها شكل من أشكال الترخيص، فحكومات الولايات على سبيل المثال، تطلب أن يحمل المعلمون شهادة صالحة ليتمكن من التدريس في المدارس العامة.

 

تأسيس الكفايات

تعتمد الإجازة المهنية على افتراضات أن أولئك الناس الذين يتم خدمتهم (طلاب، معلمون، مدربون، زبائن، إداريون، … الخ) بوساطة أعضاء من مجال آخر، ليسوا دائماً قادرين على أن يحكموا على جودة العمل الذي أنجز لهم. إحدى الطرق لحماية المستفيد هو أن يقرر أعضاء المهنة ما إذا كان زملاؤهم يمتلكون المعرفة والمهارات الضرورية للعمل بأسلوب متمكن. لذلك، تقع مسؤولية تأسيس معايير الأداء المتمكن والمحافظة عليه، على عاتق كل مهنة. وفي العديد من الحالات، تأخذ الجمعيات المهنية هذه المهمة على عاتقها. في مجال تكنولوجيا التعليم، أظهرت إثنتان من الجمعيات المهنية اهتمامهما المبدئي بالإجازة المهنية هما: جمعية التكنولوجيا والاتصال التعليمي (AECT) والجمعية الوطنية للأداء والتدريس (NSPI). وفي البداية عملت فرق تمثل الجمعيتين المذكورتين تعاونياً لاستقصاء إمكانية إصدار الإجازة المهنية من خلال فريق عمل مشترك يتكون أساساً من الخبراء في التصميم التعليمي والتدريب. وقد انتهى فريق العمل المشترك إلى أن القرار النهائي بالنسبة للإجازة المهنية سيكون سابقاً لأوانه، ولذا ينبغي التريث حتى يصبح واضحاً إمكانية تحديد الكفايات. كذلك قرر الفريق استخدام التصميم التعليمي كحالة أولى، لأن هذا المجال كان معروفاً على نحو أكبر من قبل أعضاء فريق العمل. وبعد ثلاث سنوات من البحث والمناظرات والتقويم التكويني، أعد فريق العمل قائمة تحتوي على (16) مهارة ينبغي أن يكون المصمم التعليمي متمكناً منها. وضمن كل مهارة توجد مهارات فرعية. ينبغي أن يكون مصممو التعليم المتمكنون قادرين على:

  • 1- تقرير المشروعات المناسبة لتوظيف منهجيات التصميم التعليمي.
  • 2- إجراء مهمة تقدير الحاجات.
  • 3- تقدير خصائص المتعلمين والمتدربين ذات العلاقة.
  • 4- تحليل خصائص بيئة المنظمة (المصادر، المعوقات، القيم، الخ).
  • 5- إنجاز عمليات تحليل المهمة والمحتوى والوظيفة.
  • 6- كتابة الأهداف الأدائية.
  • 7- بناء مقاييس الأداء.
  • 8- ترتيب الأهداف الأدائية في التسلسل المناسب.
  • 9- تحديد الاستراتيجيات التعليمية.
  • 10- تصميم المواد التعليمية.
  • 11- تقويم عملية التعليم / التدريب.
  • 12- تصميم نظام إدارة التدريس.
  • 13- تخطيط مشروعات التصميم التعليمي ومراقبتها.
  • 14- الاتصال بفاعلية بأساليب مرئية وشفهية ومكتوبة.
  • 15- التفاعل مع الآخرين بفاعلية.
  • 16- تشجيع استخدام التصميم التعليمي.

وبعد ذلك، انتخب فريق العمل ليصبح هيئة مستقلة وأعادت بناء نفسها لتصبح مؤسسة غير ربحية. لقد تقرر ذلك لضمان الموضوعية وللحصول على دعم مالي لتحقيق أهداف المؤسسة. وسميت هذه المنظمة “المجلس الدولي لمعايير التدريب والأداء والتدريــــس” (IBSTPI). وكان الأفراد الذين شاركوا في المجلس الأول للمنظمة: بــاري براتـــون (Barry Bratton) (الرئيس) (جامعة أيوا)، وجي روبرت كارلتون (J. Robert Carlton) (مجموعة فانجارد)، وموريس كولمان (Maurice Coleman) (آرثر أندرسون وشريكه)، ووليام كوسكاريللي (William Coscarelli) (جامعة جنوب إلينوي)، وروب فوشاي (Rob Foshay) (مؤسسة النظم المتقدمة)، وجوديث هيل (Judith Hale) (سكرتيرة / مجموعة هيل) وكاثلين هتشزون (Cathleen Hatchison) (مؤسسة جنرال موتور)، وتوماس ليفينـــــز (Thomas Leavens) (ليفينز وأرميزون وروس)، ولندا روبنسون (Linda Robinson) (مجموعة كونتاك)، وجيمس رسل (James Rassell) (جامعة بوردو)، وشارلين سيــــفر (Charline Seyfer) (ماونتين بيل)، وشارون شروك (Sharon Shrock) (جامعة جنوب إلينوي)، وكينيث سلبر (Kenneth Sliber) (نائب الرئيس في أي تي أند تي للاتصالات)، وسيفاسيـلام ثياكاراجـان (Sivasaelam Thiagarajan) (المعهد الدولي للأبحاث)، وأودين ويستجارد (Oden Westgaard) (مجموعة هيل). لقد ساعد تنوع المنظمات التي يعمل بها هؤلاء الأفراد والتعليم الذي حصلوا عليه، وخبراتهم المهنية، على ضمان أن الكفايات التي حددت تمثل الوضع الراهن للمجال.

لقد حصل المجلس أيضاً على مساعدة من لجنة المعايير في الجمعية الوطنية للأداء والتدريس (NSPI)، ولجنة الإجازة المهنية في جمعية التكنولوجيا والاتصـــال التعليمـي (AECT)، كما حصل على اقتراحات من أفراد في جميع الولايات المتحدة. وقد تبنى المجلس جدول أعمال فريق العمل المشترك ودشن مهمة تحديد كفايات المدرب / المعلم المتمكن.

المدربون / المعلمون المتمكنون يكونوا قادرين على:

  • 1- تحليل مواد المقرر وخصائص المتعلم.
  • 2- تأكيد إعداد الموقع التعليمي.
  • 3- تأسيس مصداقية التعلم والإبقاء عليها.
  • 4- إدارة بيئة التعلم.
  • 5- توظيف مهارات الاتصال الفعّال.
  • 6- توظيف مهارات العروض الفعّالة.
  • 7- توظيف المهارات والأساليب الفعّالة لتوجيه الأسئلة.
  • 8- الاستجابة بشكل مناسب لحاجات المتعلم من أجل التوضيح أو التغذية الراجعة.
  • 9- توفير تعزيز إيجابي وحوافز تشجيعية.
  • 10- استخدام الطرق التدريسية الفعالة.
  • 11- استخدام الوسائل بفاعلية.
  • 12- تقويم أداء المتعلم.
  • 13- تقويم التدريس.
  • 14- كتابة تقرير التقويم.

لقد طورت كفايات المصمم والتعلم السابقة في ضوء الاعتبارات التالية:

  • سوف تعكس الكفايات المهارات المهنية بغض النظر عن مسميات الوظائف الحالية أو الأكاديمية أو نوع التدريب.
  • سوف تكون الكفايات من النوع المعتمد على الأداء بدلاً من الكفايات الموجهة أكاديمياً.
  • بينما يمكن أن تصف بعض المواقف الوظيفية المصمم أو المعلم / المدرب في ضوء تمكنه امتلاك كل كفاية، فإنه يمكن البرهنة على جميع الكفايات عندما يتطلب الأمر ذلك.

توجد طرق عديدة يمكن بوساطتها استفادة المصمم التعليمي من دراسات الكفاية هذه والدراسات المستقبلية، ومن بينها ما يأتي:

  • 1- هذه الدراسات هي مصدر معلومات للأشخاص الذين يبحثون عن معلومات حول تكنولوجيا التعليم.
  • 2- توفر هذه الدراسات للمصمم التعليمي صاحب الخبرة والمدربين / المعلمين أدوات للتقويم الذاتي والنمو المهني.
  • 3- توفر دراسات الكفاية مجموعة مشتركة من المفاهيم والمفردات التي سوف تحسن الاتصال والتفاهم بين أعضاء مجال تكنولوجيا التعليم.
  • 4- تعد دراسات الكفاية وسيلة للتعبير والتفاهم مع أرباب العمل والأفراد في مهن أخرى.
  • 5- توفر دراسات الكفاية المعلومات الضرورية لبرامج الإعداد الأكاديمي عند تطوير المناهج والمقررات والتدريب والمعايير.
  • 6- دراسات الكفاية هي وسيلة التعبير والاتصال مع مجالات أخرى حول التطبيقات المهنية لتكنولوجيا التعليم.
  • 7- يمكن أن تكون هذه الدراسات نموذجاً لتحديد الكفايات في تخصصات أخرى في مجال تكنولوجيا التعليم.
  • 8- يمكن أن تكون دراسات الكفاية أساساً لتحديد ملامح مجال تكنولوجيا التعليم.

وعلى الرغم من صعوبة عمل مثل تحديد الكفايات، إلا أن تحديد كفايات مجموعة متخصصة (مثل كفايات مصممي التعليم)، يبدو أسهل من الحصول على دعم لوضع معايير وتحديد العملية التي يمكن بوساطتها التعرف على المهني المتمكن. لقد استقصى المجلس الدولي للمعايير عملية منح الإجازة المهنية التي تستخدمها وكالات متنوعة لترخيص المهنيين. وقد اتخذ المجلس موقفاً فلسفياً هو: أن عملية الترخيص يجب أن تعكس الأداء بدلاً من الخبرة أو التعليم أو الفلسفة التي كونها الشخص. لذلك فإن هذا القرار تخلى عن اختبارات الورقة والقلم والاختبارات الشفهية أو مراجعة السجلات.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات