مراجعة كتاب: الاختبارت التحصيلية المدرسية

906ee618-2107-463d-932b-c9a4ed3a3abaعدّ الاختبارات التحصيلية من نوع الاختيار من متعدد أكثر أشكال التقويم انتشاراً في التربية، ومما زاد في انتشار هذا النوع من الاختبارات وتفوقها على كافة أشكال الفقرات الموضوعية الأخرى وكذلك على الأسئلة المقالية، كفاءتها وتعدد استعمالاتها، إذ يمكن بواسطتها قياس أهداف بسيطة وأخرى مركبة في مختلف المواضيع الدراسية، وعلى اختلاف المراحل التعليمية، فهي أقل تأثراً من غيرها من الفقرات الموضوعية بعامل التخمين، وكذلك إلى الاستعدادات الخاصة للاستجابة بطرق معينة. إنّ الخبراء والمتخصصين في كتابة فقرات الاختيار من متعدد، قد يرتكبون العديد من الأخطاء في صياغتهم لمثل هذه الفقرات، وأنّ هذه الأخطاء قد تزداد عند المعلمين والمعلمات حديثي الخبرة، لذلك تمّ وضع مجموعة من القواعد والإرشادات التي ينبغي مراعاتها عند صياغة مثل هذا النوع من الأسئلة، ومخالفة هذه القواعد تؤدي إلى خلل واضح في بنية الفقرة، مما سينعكس سلبا على خصائصها الإحصائية، وبالتالي على خصائص الاختبار الذي تشكل الفقرة جزءا منه.
ومع ازدياد استخدام الاختبارات بشكل عام والاختبارات الموضوعية من نوع الاختيار من متعدد بشكل خاص، تظهر الحاجة إلى امتلاك مهارات واستراتيجيات تساعد الطلبة على تقديم الاختبار بطريقة فعّالة، فالملاحظ عدم وجود اهتمام واضح من قبل المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي بتدريس مثل هذه المهارات والاستراتيجيات، بالرغم من أنّ هذه المهارات والاستراتيجيات قد يكتسبها بعض الطلبة بالخبرة، نظراً لتعرض بعض الطلبة لعدد من الاختبارات، إلا أنه لابّد من تدريس هذه المهارات لجميع الطلبة على اختلاف مستوياتهم التعليمية مثل أي مهارة يمكن تعليمها، كما أنّ الخبرة وحدها ليست كافية نظراً للواقع الذي يعيشه من يعمل في الحقل التربوي، إذ يلاحظ سوء تصرف بعض الطلبة في المواقف الاختبارية المتنوعة، بسبب نقص مهارته.
ولقد اهتم العاملون في حقل القياس والتقويم التربوي بموضوع حكمة الاختبار، إذ يعدّ متغيراً يؤثر في نتائج الاختبار وخصائصه الإحصائية، وقد اعتبر هذا المتغير- حكمة الاختبار – قدرة معرفية ثابتة لدى الطلبة، أي أنه جزء من درجة الطالب في الاختبار.
وقبل الخوض بموضوع حكمة الاختبار يجب الإشارة إلى أنه يجب أن لا يفهم أنّ امتلاك الطالب استراتيجيات حكمة الاختبار وحده يكون كافياً لكي ينجح الطالب في الاختبار، دون الاستعداد المسبق وامتلاك الطالب المعرفة اللازمة لإجابة فقرات الاختبار، فهذه المهارات والاستراتيجيات ليست بديلاً عن الاستعداد الجيد للاختبار، ولكن امتلاك مثل هذه المهارات الاستراتيجيات، تساعد الطالب في الحصول على درجة عالية تسمح بها معلومات ومستوى معرفته بموضوع الاختبار، وكذلك مستوى استعداده، بالإضافة إلى أمور أخرى سيتم توضيحها لاحقاً.
وفكرة هذا الكتاب تعدّ بمثابة نداء لجميع العاملين في الميدان التربوي، بضرورة الوعي التام بقواعد صياغة فقرات الاختيار من متعدد المعروضة في الأدب التربوي، جنباً إلى جنب مع تدريب الطلبة مهارة حكمة الاختبار بجميع استراتيجياتها. ويبدو واضحاً ضرورة الاهتمام من قبل متخذي القرار بتدريب المعلمين أيضاً بموضوع حكمة الاختبار أثناء الخدمة، من خلال عقد ورشات العمل وبرامج تدريبية موجهة.

العمل من تأليف : د. باسل خميس أبو فودة   ، د. نجاتي أحمد بن يونس .

طبعة 2012  / دار المسيرة للنشر والتوزيع

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات