نماذج التصميم التعليمي

Dr. M. Gawdat د. مصطفى جودت

Dr. M. Gawdat
د. مصطفى جودت

يقصد بالنموذج التعليمي تصور عقلي مجرد لوصف الإجراءات والعمليات الخاصة بتصميم التعليم وتطويره (إنتاجه وتقويمه)، والعلاقات التفاعلية المتبادلة بينها وتمثيلها، وذلك في صورة مبسطة على هيئة رسم خطي مصحوب بوصف لفظي يزودنا بإطار عمل توجيهي لهذه العمليات والعلاقات وفهمها وتنظيمها وتفسيرها وتعديل واكتشاف علاقات ومعلومات جديدة فيه والتنبؤ بنتائجها”

وقد تأثرت نماذج التصميم التعليمي بتطور نظريات التعلم وتفسيرات التربويين بدأءا من تفسير إدجار ديل في الأربعينات وتصنيفه للخبرات التعليمية مرورا بكتابات سكينر في السلوكية ، وتصنيف بلوم للأهداف وصولا المدرسة البنائية والبنائية الاجتماعية في الوقت الحالي أو ما يسمى بالاتصالية.

كما تأثرت النماذج بمدخل النظم وعلوم الإدارة والتخطيط حتى أن البعض يصنف نماذج التعلم إلى نماذج منظومية ونماذج غير منظومية .

وقد يتساءل البعض لماذا نلجأ لنماذج التصميم التعليمي ؟ ولماذا لا نكتفي بالنموذج العام ADDIE في تصميم المقررات ؟

والإجابة على ذلك ترجع إلى أن النموذج العام في حد ذاته يقدم إطارا عاما لعملية الإنتاج دون احتوائه على خطوات إجرائية محددة ، وبالتالي يمكن تفسيره على أوجه عديدة حسب الهدف والاحتياج الفعلي، لكن هناك عديد من النماذج المنظومية التي اعتبرت النموذج العام منطلقا لها كما سيتضح في السطور التالية .

ISD-Models

من التصنيفات الشائعة لنماذج التصميم التعليمي تصنيفها في ثلاث فئات رئيسة ، أولا ، نماذج التدريس وتستخدم لتصميم التدريس الصفي أو التدريس في جلسات يومية ومن أشهر تلك النماذج نموذج جيرلاك وإيلي ، و نموذج كمب و موريس ، ثانيا ، نماذج تطوير المنتجات وتستخدم في تطوير البرامج والوسائل والمواد التعليمية ومن الأمثلة عليها نموذج برجمان و مور ، ونموذج فان باتن ، والفئة الثالثة هي نماذج تطوير النظم وهي تهتم بالنظم المتكاملة ليس مجرد جلسة تدريسية أو منتج تعليمي ، ومن تلك النماذج نموذج وولتر ديك ولو كاري المعروف بنموذج ديك وكاري ، ونموذج سميث وراجان.

نموذج جيرلاك وإيلي :

وضع جيرلاك وايلي نموذجاً لتخطيط البرامج التعليمية مركزاً على أن المعلم هو النظم والموجه والمرشد والمقوم للعملية التعليمية, وليس مجرد الناقل لجوانب التعلم.

يتميز نموذج (جيرلاك و إيلي) بأنه يجمع ما بين النوع الخطي “linear” والمتواصل “Simultaneous”، ومواطن القوة في هذا النموذج ترجع إلى سهولة التعرف على عملياته والبساطة في تصنيف الأهداف.

نموذج جيرلاك وإيلي

نموذج جيرلاك وإيلي

نموذج ليشن و بولوك ورايجيلويث

يرى كل من ليشن وبولوك ورايجيلويث أن نموذجهم تميز عن باقي نماذج الخاصة بتطوير المنتجات في تركيزه على عملية الاختيار واستخدام الاستراتيجيات والأساليب ، فباقي النماذج تركز على الجانب التحليلي لأنشطة التعلم بينما لا تركز على التصميم الحقيقي ، وقد تأثر النموذج بتطورات على النفس الإدراكي ورغم أن شكل النموذج يبدو للوهلة الأولى خطيا ، إلا أهم يؤكدون على الشروحات المصاحبة للنموذج تعلى الطبيعة الدائرية المتجددة لعملية الإنتاج

يتكون النموذج من سبع خطوات في أربعة مراحل اساسية ، حيث تركز الخطوة الأولى على تحليل المشكلة التي من أجلها يتم تطوير البرنامج أو المقرر ، بينما تركز الخطوة الثانية على تحليل مجالات الموضوع وتتضمن أربعة مهام فرعية هي ؛ تحديد مهام التعلم وتحديد نواحي القصور في الأداء ، وكتابة أهداف الأداء ، وتطوير مقاييس الأداء، وتقع الخطوتين الأولى والثانية ضمن المرحلة الأولى التي أطلق عليها تحليل الحاجات ، وفي الخطوة الثالثة من النموذج يتم تحليل مهام التعلم وتعيين تسلسلها ،

وتحتوي هذه الخطوة على ثماني مهام فرعية متأثرة بنظرية التوسع Elaboration Theory وفي الخطوة الرابعة يتم تحليل المحتوى ومصادر التعلم وتنظمه في تسلسل محدد وتقع الخطوتين الثالثة والرابعة ضمن مرحلة تنظيم المحتوى واختيار سلسله .

في الخطوة الخامسة يتم تحديد أحداث التعلم وأنشطته ، وتتضمن تصنيف كل جزء من المحتوى حسب نوع التعلم وتخطيط الاستراتيجيات والأساليب التعليمية وكتابة بنود التمرينات والاختبارات وتحديد خطة ادارة التدريس، وفي الخطوة السادسة يتم تنفيذ التصميم التفاعلي للمحتوى وهاتان الخطوتان تقعان ضمن مرحلة تطوير الدروس ، أخيرا تأتي الخطوة السادسة الواقعة ضمن مرحلة تقويم التعلم .

m3

وهذا فإن نموذج ليشن وبولوك ورايجليويث يحتوي على سبع خطوات منظمة في أربعة مراحل ، والنموذج موجه لمطوري التعليم المبتدئين ، كما أنه يعطي اهتماما للمكونات النفسية للتصميم التعليمي.

نموذج ديك وكاري

نموذج ديك وكاري

نموذج ديك وكاري

صمم وروالتر ديك ( Walter Dick ) ولوكاري ( Lou Carey ) في عام ١٩٩٦م أحد أكثر النماذج استخداماً في التطوير التعليمي ، لتنمية مهارات تصميم المواد التعليمية والموديولات ، ويستخدم النموذج على مستويين ،  الأول : على المستوى المعرفي الأكاديمي   الثاني : على المستوى الإنتاجي.

ويمكن استخدامه كنموذج عام لتطوير المنظومات، أو لتطوير مشاريع ذات تركيز محدود ، كذلك ينبغي ملاحظة أن ديك وكيري يستخدمان مصطلح التصميم التعليمي لكامل العملية التي نسميها التطوير التعليمي

ويتكون هذا النموذج من ثماني خطوات كما يلي :

1-   تحديد الأهداف العامة للمساق الدراسي المراد تصميمه .

2-   تحليل المهام التعليمية الجزئية التي يتكون منها .

3-   تحديد المتطلبات السلوكية السابقة ، وخصائص المتعلم .

4-   بناء اختبار تقويمي أدائي المرجع  أو محكي المرجع وتطويره .

5-   تطوير استراتيجيات التعليم .

6-   اختيار وتطوير المادة التعليمية .

7-   تصميم عملية التقويم التكويني ، وتطبيقها بهدف التحسين والتطوير .

8-   مراجعة البرنامج التعليمي بناء على ما توصلت إليه عمليات التقويم التكويني ، تطبيق عمليات التقويم الختامي (الجمعي) من أجل الحكم على جودة البرنامج التدريبي المصمم  .

ورغم أن النموذج لم يصمم أساسا للتعليم الإلكتروني إلا أنه مال كثير من المصممين لاستخدامه في تصميم برامج التعليم الذاتي والتعليم من بعد وحتى في التعليم الإلكتروني.

 

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات