الأطر التربوية لتصميم التعلم الالكتروني

هذا العمل عبارة عن ترجمة بتصرف لدراسة مكتبية لتيري مايز وسارة دي فريتاس Terry Mayes and Sara de Freitas،(2004 ) بعنوان ” مراجعة لنظريات التعلم الإلكتروني-الأطر والنماذج “Review of e-learning theories _ frameworks and models “، ترجمة د. نضال عبد الغفور ، جامعة القدس المفتوحة .

ربما لن نغالي إن قلنا، انه لا يوجد هناك نماذج للتعلم الإلكتروني في حد ذاتها، إنما هناك فقط تحسينات على نماذج التعلم، حيث يشار إلى أن هناك نماذج لا يمكن اعتبارها نماذج تعلم ،(Technology affordances) الكتروني فعالة، بقدر ما هي نماذج تركز مباشرة على ما يسمى التي تدور حول قدرة الفرد على الاندماج مع التكنولوجيا، أي أنها تصب اهتمامها فقط على
التفاعل بين الإنسان والحاسوب ولغته الخاصة ورموزه وأيقوناته، وبشكل عام تتعلق بقدرة الفرد على الاندماج مع التكنولوجيا، بإدراكنا البصري للأشياء المحيطة بنا، وهي تنص على أن نظرتنا إلى الأشياء المحيطة بنا ومعالجتنا الحسيه لها، تختلف من شخص لآخر، ولا يجب أن تقتصر على الأشكال والوجوه والعلاقات المكانية لهذه الأشياء، بل يجب أن تنصب على المعاني والأدلة
والقرائن، التي تشير إلى إمكانيات ووجوه عمل هذه الأشياء، وقد أستثمرت هذه النظرة كما اشرنا (, 2008) Gibson. في تصميم التفاعل بين الإنسان والحاسوب.

مع ذلك، فانه باستخدام التكنولوجيا، بالإمكان خلق بيئات تعلم وإيجاد أوضاع للمتعلمين، تمكنهم من الحصول على المعرفة والتعلم، كما لو كانوا داخل الحرم الجامعي، وبالإمكان أيضا تحقيق نتائج أفضل للتعلم، وإجراء تقييم أكثر فعالية لهذه النتائج، كما أنها (التكنولوجيا) تعتبر الأساس الذي ينطلق منه التصميم التعليمي، بل تعد الوسيلة الأكثر فعالية من
حيث التكلفة لتحقيق بيئات تعلم مناسبة للمتعلمين، حيث يسمح التعلم الالكتروني للمتعلمين عن بعد، بالتفاعل مع بعضهم البعض، مع تمثيلات أو تصورات للموضوع في شكل، قد لا يستطيع المتعلمون تحقيقه دون التكنولوجيا، لذلك فانه من الأهمية بمكان، عدم تبني وجهة نظر ضيقة لما يشكله التعلم الإلكتروني، أو لقيمته الرئيسة.

والأمر الأهم من ذلك، أنه عند تنفيذ التعلم الالكتروني كنهج، يجب أن تكون الافتراضات التي يقوم عليها واضحة، وأي نموذج من نماذج التعلم الإلكتروني يحتاج إلى مبادئ تربوية ذات قيمة، تضاف إليه و يستند إليها وتتعلق بتشغيله، كما أن توضيح الأسس والافتراضات من وجهات نظر مختلفة، حول التعلم ومواءمة المناهج النظرية وأساليب التعليم من خلال تصميم واقعي، يساعد على التحقق من صحة التطبيقات التعليمية المستندة إلى وجهات النظر هذه.
فالإطار النظري لتصميم التعلم الالكترونى، والتأكيد على التفاعلية والتبادلية بين النماذج التربوية والاستراتيجيات التعليمية، وتقنيات التعلم، أمر في غاية الأهمية، كما أن الربط بين النظرية والتطبيق في تصميم وتطوير أي نظام تعليمي أمر مهم أيضا.

لذلك فان نجاح نظام التعلم الإلكتروني وفاعليته في أية مؤسسة تعليمية، لا يقتصر على (LMS)) الإعداد المادي والمكاني للبيئة التعليمية، أو على وجود أو عدم وجود نظام إدارة التعلم بل يتعدى ذلك ليشمل أمورا أخرى كثيرة تتعلق ،(Learning  Management System بالتصميم والإعداد العلمي والفني لهذه البيئة، مع مراعاة الأسس التربوية والنفسية للفئة المستهدفة،
كما ينبغي أن تصمم هذه البيئة فنيا في ضوء مبادئ علم الاتصال، ونظريات علم النفس(التعليم والتعلم)،وذلك لضمان توافق هذه البيئة التعليمية مع خصائص المتعلمين، بحيث تكون ملبية  لاحتياجاتهم وطموحاتهم النفسية. (سليمان، 2009)

هذا ويمكن تعريف التصميم التعليمي بأنه خطوات منطقية وعلمية تتبع لتصميم التعلم وإنتاجه وتنفيذه وتقويمه، آخذة بالاعتبار حاجات المتعلم والأهداف وتطوير الأنظمة الناقلة لمواجهة هذه الحاجات والاهتمام بتطوير الفعاليات التعليمية وتجريبها وإعادة فحصها، أو هو هندسة العملية التعليمية التي تتوخى التطوير المنهجي لإجراءات علمية ودافعية، تهدف إلى تحقيق
الفعل التعليمي في فضاء مكاني وزماني محددين (الربيعي، 2009 )، وهو يعتبر جسرا يصل بين العلوم النظرية ( العلوم السلوكية والمعرفية)، والعلوم التطبيقية ( استخدام التكنولوجيا والتقنية في عمليات التعليم والتعلم)، من هنا نستطيع القول إن التصميم التعليمي، ضمان لتلافي وتجنب أي تضارب بين المنهج الذي نعلمه، وطرق التدريس التي نستخدمها، وبيئة التعلم التي نختارها،
وإجراءات التقييم التي نعتمدها. (أبو خطوة، 2010)

وعليه، ولكي يكون تصميم التعلم الإلكتروني هادفا و فعالا، فان الأمر يتطلب اعتماد نهج يستند إليه، ويتطلب أن يكون لدى مطور التعلم الإلكتروني أو المدرب، الوعي للأسس النظرية الكامنة وراء التصميم التعليمي، والقدرة على الربط بين النظرية والتطبيق على نحو منهجي، حيث أن إصلاح الممارسة يتطلب فهما للمبادئ التي يفترض أن تكون في هذه الممارسة، ويشار في هذا الصدد إلى “أن التقدم المستقبلي في التعلم الإلكتروني سوف يأتي من فهم أفضل Ravenscroft , ). لديناميات التعليم والتعلم، وليس من تحسين أكثر للتكنولوجيا أو من توظيفها فتصميم ممارسات التعلم الالكتروني بالاستناد إلى أطر نظرية، من شأنه إذن، تمكين مطوري التعلم الإلكتروني والمدربين من امتلاك المعرفة والأدوات اللازمة لممارسة التعليم الإلكتروني باحتراف، وبعناية، وتنسيقه وتنظيمه بشكل هادف، لتعزيز اكتساب المعرفة الهادفة .(Dabbagh, ذات المعنى.( 2005

حمل المصدر الأصلي لإكمال القراءة

الاستشهاد المرجعي )MLA): د مصطفى جودت, "الأطر التربوية لتصميم التعلم الالكتروني," in بوابة تكنولوجيا التعليم, 25 أغسطس, 2015, https://drgawdat.edutech-portal.net/archives/14514.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات