الجودة في التعليم الإلكتروني

إعداد الباحثة : حليمة الزاحي  ، ضمن رسال ماجستير بعنوان “التعليم الإلكتروني بالجامعات الجزائرية مقومات التجسيد وعوائق التطبيق ” جامعة منتوري ، قستنطينة ، الجزائر ، 2012

حررها للنشر على الشبكة وأضاف إليها بعض الرسومات وراجع بعض المصطلحات : د. مصطفى جودت صالح .

الجودة في التعليم الإلكتروني

 

تسعى مؤسسات التعليم الجامعي إلى إدارة ممارسات التعليم الالكتروني بما يتناسب مع معايير الجودة للتعليم بصفة عامة والتعليم الالكتروني بصفة خاصة، وتعمل على وضع معايير تمكنها من مراعاة جودة التعليم الالكتروني في المؤسسة لديها.

مفهوم الجودة في التعليم:

هناك العديد من التعاريف التي تحدد معنى الجودة في النظام التربوي، حيث من بين أهم الذي عرف الجودة في القطاع التربوي:”عملية ترتكز على مجموعة (Rhodes) التعاريف تعريف من القيم، وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي تتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدرتهم الفكرية في مستويات التنظيم المختلفة على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر في المؤسسة التربوية “

إن مصطلح الجودة في التعليم العالي لم يحظ بالاتفاق في الرأي عليه، فهناك العديد من وجهات النظر المتباينة لما يعرف بالجودة في التعليم العالي.

وقد ورد في المادة ( 11 ) من إعلان مؤتمر التعليم العالي الصادر عن الأمم المتحدة المنعقد في 9أكتوبر 1998 – في باريس ، تعريف للجودة في التعليم حيث يرى أنها مفهوم متعدد الأبعاد يشمل جميع وظائف وأنشطة التعليم العالي: التدريس، البرامج الأكاديمية، البحث العلمي، العاملين بالمؤسسة، الطلبة، الخدمات المصاحبة للعملية التعليمية .فمفهوم الجودة يتضمن معاني عديدة لعل أبرزها: تحقيق النتائج المستهدفة من الأداء، وانخفاض نسبة الأخطاء في الأداء، وتخفيض تكاليف الأداء، وتسريع أداء الخدمات للمستفيدين، والتحسين المستمر في الأداء، وتقديم الخدمات في الوقت المناسب والمكان المناسبة للمستفيدين

.وجاء في وثيقة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مقدمة إلى الدورة السابعة والأربعين للمؤتمر الدولي للتربية في جنيف 2004 على أنها: تطابق عناصر المنظومة التعليمية مع المواصفات القياسية المتعارف عليها عالميا والتي تتوافق مع حاجات المجتمع ومتطلباته.

فالجودة في التعليم هي مجمل السمات والخصائص التي تتعلق بالخدمة التعليمية وهي التي تستطيع أن تفي باحتياجات الطلاب، أو هي جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في مجال التعليم لرفع وتحسين نوعية الخدمة التعليمية، وبما يتناسب مع رغبات المستفيد ومع قدرات وسمات وخصائص المنتج التعليمي.

 

أهمية الجودة في التعليم:

تحتل الجودة أهمية استراتيجية سواء على مستوى المنظمات أي كان نشاطها أو على مستوى المجتمع. وقد برزت هذه الأهمية منذ الخمسينات، فإمكانية الإفادة من إدارة الجودة ليس بالأمر السهل. خاصة أن خطط التعليم وفي مختلف الأنماط تضمنت الاهتمام بالجودة والنوعية ، كما تتأثر إنتاجية الفرد بمقدار ونوعية التعليم الذي حصل عليه، حتى يصبح لدى الفرد قدرة متميزة، وإنتاجية مرتفعة تحدد موقع الدولة على الخريطة العالمية. وهناك جملة من الفوائد التي يمكن أن تتحقق في حالة تطبيق الجودة الشاملة في المنظمات التعليمية منها :

  • دراسة متطلبات المجتمع واحتياجات أفراده والوفاء بتلك الاحتياجات. ·
  • أداء الأعمال بشكل صحيح، وفي أقل وقت وبأقل جهد وأقل تكلفة.
  • تنمية العديد من القيم التي تتعلق بالعمل الجماعي وعمل الفريق. ·
  • إشباع حاجات المتعلمين وزيادة الإحساس بالرضا لدى جميع العاملين بالمنظمة التعليمية.
  • تحسين سمعة وصورة المؤسسة التعليمية في نظر الطلبة والمعلمين وأفراد المجتمع المحلي، وتنمية روح التنافس وبين المؤسسات التعليمية المختلفة.
  • تحقيق جودة المتعلم سواء في الجوانب المعرفية أو المهارية أو الأخلاقية. ·
  • بناء الثقة بين العاملين بالمؤسسة التعليمية وتقوية انتمائهم لها. ·
  • توفر المعلومات ووضوحها لدى مختلف عناصر العملية التعليمية. ·
  • تحقيق الترابط الجيد والاتصال الفعال بين الأقسام والإدارات والوحدات المختلفة في المنظمات التعليمية.
  • المساهمة في حل العديد من المشكلات التي تعيق السير الجيد للعملية التعليمية. ·
  • تحقيق الرقابة الفعالة والمستمرة لعملية التعلم والتعليم. ·
  • تحقيق مكاسب مادية وخبرات نوعية للعاملين في المؤسسة التعليمية ولأفراد المجتمع والاستفادة منها في حل المشاكل والأزمات.

 SCORM

معايير ضبط الجودة للتعليم الالكتروني:

تسعى مؤسسات التعليم الجامعي إلى إدارة ممارسات التعليم الالكتروني بما يتناسب مع معايير الجودة للتعليم بصفة عامة والتعليم الالكتروني بصفة خاصة، وتعمل على وضع معايير تمكنها من مراعاة جودة التعليم الالكتروني في المؤسسة لديها ومن هذه المعايير ما يلي :

 

  • الاهتمام بالتصميم المتكامل لمنظومة التعليم الالكتروني:

تحكم القواعد العامة للتعليم الجامعي ممارسات التعليم الالكتروني.حيث تقوم المؤسسة

التي تنوي تقديم برامج دراسية الكترونية بتطوير وإدارة هذه البرامج بما يتناسب مع الأسس المتعارف عليها للتعليم الجامعي، مع الأخذ في الاعتبار خصوصيات متطلبات هذا النمط غير التقليدي.

فيجب على المؤسسة التعليمية قبل الشروع في تقديم برامج التعليم الالكتروني أن تصمم وتجرب أنظمة التدريس والإدارة للبرامج التي تنوي تفعيلها وتوفير كافة متطلباتها بغرض الحفاظ على المستوى المطلوب من الجودة والالتزام بالمعايير.وكذلك مراعاة القوانين السارية في البلد التي تقدم فيها برامج التعلم عن بعد.والعمل على توفير الميزانية المطلوبة لبرامج التعليم الالكتروني التي تنوي تقديمها ولكامل المدة التي يقضيها الطلبة في دراسة هذه البرامج وبما يحافظ على معايير الجودة التي تضعها المؤسسة.

  • مراعاة المعايير الأكاديمية ومعايير الجودة في مراحل تصميم البرامج واعتمادها ومراجعتها:

تحرص المؤسسة التعليمية على أن تكون المعايير الأكاديمية للدرجات الممنوحة لبرامج التعليم الالكتروني مكافئة للدرجات التي تمنحها المؤسسة بالطرق المعتادة وملتزمة بالضوابط والمعايير المعتمدة.على أن تتسم تلك البرامج ومكوناتها بالتوافق الواضح ما بين أهداف التعلم من جهة واستراتيجيات التدريس ومحتوى المادة التعليمية وأنماط ومعايير التقويم من جهة أخرى.

كما تحرص على أن توفر برامج التعليم الالكتروني للطلاب فرصاً عادلة للوصول إلى

المستويات المطلوبة لإنجاز متطلبات التخرج.ويخضع التعليم الالكتروني المعتمد والمطبق في المؤسسة لعمليات الفحص والمراجعة وإعادة الاعتماد بشكل دوري وعلى وجه الخصوص يجب الحرص على أن تظل المواد العلمية حديثة وذات أهمية وأن يتم تحسين المادة العلمية واستراتيجيات التدريس والتقييم بناءً على التغذية الراجعة

 

  • إدارة برامج التعليم الالكتروني بالأسلوب الذي يحقق المعايير الأكاديمية للدرجة الممنوحة:

تحرص المؤسسة التعليمية على أن يتم تقديم برامج التعليم الالكتروني بحيث توفر للطلبة فرصا عادلة ومعقولة للوصول إلى المستويات المطلوبة لإنجاز متطلبات التخرج حيث يمثل التعليم الالكتروني نشاطا يمارسه جميع المشاركين في النظام بحيث تستخدم نتائج التقويم والمراجعة والتغذية الراجعة بشكل مستمر لتطوير كافة مكونات التعليم والتعلم بالإضافة إلى التقنيات المستخدمة.

  • دعم التعلم الذاتي وتمكين المتعلمين من التحكم في نموهم التعليمي

يجب على المؤسسة أن تضع أهدافا واقعية وطرقا عملية لتحقيقها ووسائل للتحقق من

بلوغ الأهداف.حيث توفر المؤسسة المعلومات الكاملة والواضحة للطلبة الدارسين عن بعد في المجالات التالية : طبيعة برنامج التعلم عن بعد ومتطلباته ، العلاقة بين التحصيل والإنجاز والتقييم، التقدم الأكاديمي والساعات المعتمدة، خصائص نظام التعلم من بعد وكيفية التفاعل معه. كما يجب أن تقدم هذه المعلومات بحيث تساعد الطلبة على اتخاذ القرارات حول دراستهم وتقييم مسارهم الدراسي حسب معايير واضحة للأداء.كما يجب أن تتأكد المؤسسة من فعالية المعلومات المقدمة للطلبة والعمل على تعديله كلما اقتضى الأمر ذلك.وكذلك من جانبها تعمل

على تحديد الوسائل المناسبة لتواصل الطلاب وتقديم أعمالهم بما يتلاءم مع الطلبة الدارسين عن بعد .

 

طرق التقييم الختامي المستخدمة لبرامج التعليم الالكتروني:

لابد أن تكون طرق التقييم مناسبة لنمط وظروف الدراسة لهذا النمط ولطبيعة التقييم المطلوب، كما يجب أن تثبت المؤسسة أن إجراءات التقييم والتصحيح وإعلان العلامات تجرى بشكل موثوق ومنظم، وأن هذه الإجراءات تلتزم بالمعايير الأكاديمية.ويجب أن تتأكد المؤسسة أن التقييم الختامي للبرامج أو مكوناته يقيس بشكل مناسب إنجاز الطالب ويكون التقييم الختامي تحت الإشراف المباشر للمؤسسة.وكذلك تراجع المؤسسة بشكل منهجي سلامة إجراءات وممارسات التقييم وتقوم بتعديلها كلما أقتضى الأمر ذلك بناءً على التغذية الراجعة.

 

المواصفات القياسية في التعليم الالكتروني الرقمي:

 online-eval-img-600x360

مفهوم المواصفات القياسية الموحدة:

حتى يعطى معنى لمفهوم التعليم الالكتروني وكذلك للمواصفات القياسية المستعملة فلا

بد لنا من التفرقة بين مجموعتين من العناصر.

المجموعة الأولى: تحتوي على العناصر المادية، هذه العناصر لها وجود مادي الكتروني وتشمل هذه المجموعة:الملفات، برامج التسيير وكذلك قواعد البيانات.

أما المجموعة الثانية فإنها تمثل العناصر المصممة والمنتجة فكريا مثل الدروس والمواد التعليمية وهي ما تدعى بعناصر التعلم Learning Objects

ويتحتم على مصممها الالتزام بالصيغ القياسية في إعدادها فضلا عن وصفها باستعمال المواصفات القياسية الدولية الموحدة . حتى يمكن استعملاها ضمن أنظمة إدارة التعلم العالمية .

فالمواصفات القياسية للتعليم الإلكتروني، هي في الواقع، وسائل تسمح بإعطاء المرونة الضرورية للمحتوى مما يسمح بإعادة استخدامه وتبادله بين منصات العمل المختلفة.

فبدون هذه المواصفات فإنك حين ترغب في استخدام احد عناصر التعلم ستجد أنه لابد أن يستخدم فقط من قبل نظام وحيد وهو النظام المذي أنشئ من أجله وعبر واجهة تفاعل واحدة مما يقلل من منفعتها.ومن ثم أصبح الاهتمام بالمواصفات القياسية لمنتجات التعليم الإلكتروني من الأهمية بمكان لتطوير هذا النوع من التعليم والاستفادة القصوى من عائد الاستثمار ولقد لوحظ نجاح وضع المواصفات القياسية بالنسبة للشبكة العنكبوتية، وهكذا أصبح استعمال هذه المواصفات يوميا في الشبكة, فمثلا لا يمكن استعمال الشبكة بدون HTML أو HTTP أو TCP/IP.

 

 

مزايا المواصفات القياسية:

مزايا المواصفات القياسية للمحتوى الإلكتروني

يوجد أربع أهداف من أجل تطوير واستعمال المواصفات القياسية:

إمكانية الوصول Accessibility وهي التي تسمح بالفهرسة والبحث عن الأشياء المبوبة بغض النظر عن النظام المستعمل.

التشغيل البيني Interoperability والذي يعني إمكاني العمل بين أنظمة وبيئات عمل مختلفة.

الاستمرارية Durability وتعني إمكانية استمرار العمل وقابلية التطوير للعناصر المستخدمة .

إعادة الاستخدام Re-usability وهي من أهم المواصفات المميزة لعناصر التعلم على سبيل المثال والتي تسمع باستخدام العناصر في أكثر من سياق ولأكثر من هدف مع الحد الأدنى من التعديلات عليه.

 

دورة الجودة في التعليم الالكتروني:

دورة الجودة في أنظمة التعليم الإلكتروني

يمر نظام الجودة في التعليم الإلكتروني بالمراحل التالية :

  • المرحلة الابتدائية: وهي المرحلة التي يحدد من خلالها المطور، متطلبات الاستعمال للمنتج التعليمي وذلك بمعرفة حاجيات المستعملين، وكذلك تحديد التقنية الواجب استعمالها. وكأن المطور مطالب في هذه المرحلة بوضع كراسة شروط أو أعباء للمنتج المطلوب تسويقه.
  • المرحلة الثانية: هي مرحلة تحديد الخصائص النوعية “للمنتج التعليمي”.فيتم تحديد الوسائل التقنية من أجل الوصول إلى الخصائص النوعية للمنتج التعليمي. ويتم ذلك من خلال التجارب والاختبارات المتعددة قبل الوصول إلى الهدف النهائي.
  • المرحلة الثالثة:مرحلة المعايرة أو التقييم للخصائص النوعية في شكلها النهائي، ويتم وكذلك الخطوط العريضة للخصائص النوعية ،”reference’s models” وضع النماذج العلمية stable ” للمنتج التعليمي. وبعد تجارب متعددة نصل إلى الخصائص المستقرة أو ما يعرف ب “specifications
  • المرحلة الرابعة:وهي مرحلة التقييس الفعلية والتي تعتمد فيها النماذج النهائية للتقييس وكذلك المواصفات القياسية النهائية، ومن تم تقديمها لمؤسسات التقييس الجهوية أو الدولية.
  • المرحلة الخامسة:وهي مرحلة المصادقة على المواصفات القياسية للمنتج التعليمي في شكله ومحتواه النهائيين. واعتماده كمنتج تعليمي قياسي يمكن استعماله في جميع المحيطات التعليمية وقابل للتفاعل مع مختلف الواجهات.

 

إعداد الباحثة : حليمة الزاحي  ، ضمن رسال ماجستير بعنوان "التعليم الإلكتروني بالجامعات الجزائرية مقومات التجسيد وعوائق التطبيق " جامعة منتوري ، قستنطينة ، الجزائر ، 2012 حررها للنشر على الشبكة وأضاف إليها بعض الرسومات وراجع بعض المصطلحات : د. مصطفى جودت صالح .   تسعى مؤسسات التعليم الجامعي إلى إدارة ممارسات التعليم الالكتروني بما يتناسب مع معايير الجودة للتعليم بصفة عامة والتعليم الالكتروني بصفة خاصة، وتعمل على وضع معايير تمكنها من مراعاة جودة التعليم الالكتروني في المؤسسة لديها. مفهوم الجودة في التعليم: هناك العديد من التعاريف التي تحدد معنى الجودة في النظام التربوي، حيث من بين أهم الذي عرف…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: 4.4 ( 1 أصوات)

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات