توصيات مُقترحة لبناء علاقة قوية بين المصمم التعليمي (ID) وخبير المحتوى العلمي (SME)

بقلم: الحسين عبد اللطيف
محاضر تقنيات تدريب وباحث دكتوراه في تكنولوجيا التعليم

 

إيمانًا من المتخصصين في مجال تطوير المحتوى الإلكتروني للمناهج والمقررات التعليمية والتدريبية عامة والمصممين التعليميين خاصة بأن خبير المحتوى العلمي (Subject Matter Expert) يُمثل:

“محورًا ومرتكزًا أساسيًا في نجاح عملية التطوير الإلكتروني للمحتوى”

وعلى ما يُعانيه الكثير من المصممين التعليميين على وجه الخصوص في العمل مع خبير المحتوى العلمي بشكلٍ فعّال وناجح تجاه عملية التطوير الإلكتروني، فكلما أصبحت العلاقة إيجابية بين خبير المحتوى العلمي والمصمم التعليمي كلما أصبحت عملية التطوير سلسة ومُحققة لكافة أهدافها المنشودة في وقت قياسي، فعنصر التواصل الفعّال يعتبر مؤشرًا مهمًا في نجاح آلية العمل.

ومن خلال ما يلامسه الكاتب من مشكلة واقعية في  العمل مع خبير المحتوى العلمي بصورة واضحة المعالم جاذبة لاستكماله لمراحل العمل بشكلٍ فعّال ومؤثر أو إرضاؤه بالمستوى المطلوب، وعلى الصعيد الآخر فهنالك الكثير من المصممين التعليميين ممن يشيع لديهم شعور بأن خبير المحتوى ليس لديه مهام أخرى غير العمل المشترك فيما بينهم؛ وهذا دفعنا لتناول هذا الموضوع من واقع المعايشة المهنية وإدراكنا لأهمية الدور الذي يلعبه خبير المحتوى العلمي مؤكدًا على تحسين وسائل وآلية تعامل المصمم التعليمي معه.

وعليه يرى الكاتب عدة أسباب لقصور العلاقة بين خبير المحتوى العلمي والمصمم التعليمي مرتبطة بثلاثة عوامل:

  • بناء الثقة.
  • تأسيس علاقة.
  • مهارات التواصل.

من خلال تجربة الكاتب المهنية بهذا المجال مع العديد من خبراء المحتوى، وعبر البحث في بناء وتدعيم علاقة قوية بين الطرفين والإجابة على بعض الأسئلة المُحيرة للمصمم التعليمي:

  • كيف يصبح خبير المحتوى العلمي صديقًا؟
  • كيف تُحول الخبير إلى عضو مشارك بفعّالية؟

وللإجابة على تلك الأسئلة والمساعدة في إيجاد آلية احترافية في العمل؛ توصلنا لعدة توصيات يُقترح على المصمم التعليمي القيام بها لتحسين آلية العمل مع الخبير وما ينتج عنه من نجاح فعلي في الحصول على محتوى إلكتروني ذو جودة عالية، وهي:

  • تعرف على خبيرك: على المصمم التعليمي ضرورة التعرف بشكلٍ قوي على الخبير الذي يعمل معه حيال مقرر ما بشكل مباشر وغير مباشر، فأولى طرق التعارف هي: طلب إدارة الجهة المسئولة عن التطوير الإلكتروني من الخبير بملئ نموذج تعارف، حيث يتضمن هذا النموذج على البيانات التالية: (البيانات الأساسية – الخبرات – المؤلفات – التوجهات المستقبلية في المحتوى المراد تطويره – المفضلات – وسائل التواصل المُفضلة – أوقات الفراغ – روابط وسائل التواصل الاجتماعي)، وبعد اطلاع المصمم التعليمي على نموذج التعارف بعناية جيدة يُعقد لقاء مباشر مع الخبير لتوطيد العلاقة فيما بينهم، مستنبطًا نمط شخصيته وهذا سوف يساعد كثيرًا في التعامل معه بشكل سلسل يساعد على إنجاز المهام على النحو المنشود.

  • عَرّف نفسك بوضوح: على المصمم التعليمي التعريف بنفسه وتخصصه وخبراته في هذا المجال للخبير بشكل موجز وواضح، وعدم الاسترسال في عبارات المدح والفخر بالذات، ويتذكر دائمًا عبارة “الانطباع الأول” فاللقاء الأول يؤثر بشكل كبير على خلق علاقة ناجحة.
  • وضِح مهام خبيرك: على المصمم التعليمي عقد ورشة عمل توضح للخبير شكل المنتج النهائي لمقرره أو برنامجه الإلكتروني ومراحل العمل المختلفة التي يمر بها المقرر حتى يخرج في صورته الإلكترونية النهائية، ومهام الخبير بكل مرحلة، والأعضاء المشاركين في إنجاز العمل، وأن العمل يقوم بشكل كبير على منهجية العمل الجماعي التعاوني.
  • اكتشف نمط خبيرك: على المصمم التعليمي استخدام ذكاءاته المتعددة في سرعة التعرف على نمط الخبير الذي سيعمل معه، وعليه الدراسة والاستعداد لكيفية التعامل مع نمطه، فالتعامل مع الشخص الوجداني يختلف تمامًا مع الشخص المتواضع وهكذا مع بقية الأنماط، وهذا يضع المصمم التعليمي في دائرة احتراف في البحث والدراسة بشكل يحقق له معرفة واضحة حول نمط الخبير وطرق التعامل معه بشكلٍ ناجح.
  • إعرض تجارب سابقة: على المصمم التعليمي الاهتمام بعرض أفضل التجارب السابقة كأمثلة لمقررات إلكترونية وعرضها على الخبير بشكل جيد؛ لتحفيزه نحو خوض تلك التجربة وإدراكه لحجم العمل ومتطلباته.
  • تَعرّف جيدًا على المحتوى: على المصمم التعليمي البحث في المصادر المتاحة له عن النقاط الجوهرية للمحتوى المراد تطويره والإلمام بها بشكلٍ كبير قبل أول لقاء له مع الخبير.
  • ضع جدول ثابت: على المصمم التعليمي وضع جدول اجتماعات بينه وبين الخبير متوافق مع الخبير بشكلٍ كلي، على أن يتم عقد لقاء بشكل مباشر (وجهًا لوجه) أو غير مباشر (مستخدمًا وسائل التواصل المختلفة) قبل بداية كل مرحلة، مع تجهيز كافة الأسئلة والاستفسارات التي ترغب في عرضها على الخبير.
  • كن صاغيًا: على المصمم التعليمي الإصغاء بشكلٍ جيد لكل ما يدور بينه وبين الخبير والاستفادة منه بشكلٍ كبير من ملاحظاته وتوجيهاته تجاه المحتوى العلمي واقتراحاته ومرئياته حول طرق عرضه.
  • كن ودودًا: على المصمم التعليمي مراعاة استخدام اللباقة والاحترام في الحديث مع الخبير، وكذلك توجيه عبارات التحية المناسبة عند كل لقاء، كما يُنصح أيضًا بتقديم مشروبًا مناسبًا له عند اللقاء وجه لوجه كنوع من تقريب المسافات والترحيب الجيد، مع إبراز سَعادة المصمم التعليمي بانضمامه كخبير ذو قيمة وقامة في تخصص المحتوى وأن وجوده سيُثري العمل بشكلٍ كبير من خلال خبراته ومساهماته المستمره.
  • كن صبورًا: على المصمم التعليمي التحلي بالصبر، والتأني، والمرونة خاصة عند تعامله مع خبير يشارك لأول مرة في عملية التطوير الإلكتروني وليس لديه معرفة سابقة بآلية عمل مشاريع التعليم الإلكتروني، كما يرجى على المصمم التعليمي أيضًا إدراك أن خبير المحتوى العلمي عضو مجتمعي قبل أن يكون عضو علمي فلديه العديد من المهام والاهتمامات والضغوط الأخرى وعليه؛ يجب مراعاة ذلك وتقديم يد العون والمساعدة بكافة أشكالها تيسيرًا على الخبير نفسيًا ومهنيًا.
  • لا تخترق الجانب الشخصي: على المصمم التعليمي خلق جو يشيعه روح الود والمحبة مع الخبير ناصحًا له بعدم اختراق الجانب الشخصي والعائلي.
  • إعرض المعوقات والتحديات بوضوح: على المصمم التعليمي التمهيد لخبير المحتوى العلمي عن كافة المعوقات والتحديات المتوقعة أثناء عملية التطوير الإلكتروني لمقرره، والعمل بشكل إيجابي على إثارة دافعيته نحو إبداء توصيات واقتراحات لمواجهتها.
  • استخدم لغة مخاطبة مُحترفة: على المصمم التعليمي إعداد صياغات جيدة لمخاطبة الخبير عبر البريد الإلكتروني بشكل احترافي، مراعيًا فيها الوضوح والتنظيم والتنسيق الجيد لعرض المهمة.
  • عزز خبيرك: على المصمم التعليمي إرسال رسائل شكر وامتنان فور انتهاء الخبير لكل مهمة في الوقت المُحدد لها عبر البريد الإلكتروني، مُنبهًا إشراك المدير في الرسالة البريدية؛ وهذا يخلق شعور رائع لدى الخبير بأن هناك من يرى الثناء عليه وخاصة مدير الجهة المسئولة عن التطوير الإلكتروني.
  • قيم آلية العمل باستمرار: على المصمم التعليمي تقييم كل مرحلة في نهايتها من قِبل الخبير لكي يتسنى له مراعاة كافة الملاحظات والمرئيات في المراحل اللاحقة.
  • وثِق اجتماعاتك: على المصمم التعليمي إعداد محضر اجتماع فوري حل أي تواصل يحدث بينه وبين الخبير وتدوين كافة النقاط التي تم مناقشتها وما تم الاتفاق عليه، ومن ثم إرساله للخبير والمدير مؤرخًا.

ولأننا طلاب في مسيرة العلم والمعرفة ونؤمن بأن هناك المزيد والمزيد من التوصيات الثرية، إذن فهذا يستدعي علينا فتح المجال لجميع المتخصصين والمهتمين بهذا المجال بالإضافة العلمية الثرية من واقع خبراتهم في تعليق

المراجع:

يعبر المقال عن وجهة نظر كاتبه ، دون أي مسئولية على الموقع

 

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات