التعليم في عصر الإنترنت: جامعات ومدارس افتراضية

149684_352728024817656_1535299081_n

يجلس أحد الطلاب مسترخيا في غرفته يرتشف ربما فنجان قهوته وهو يتابع محاضرة المدرس الافتراضي Virtuelle Teacher التي يلقيها عليه من صالة الجامعة الافتراضية. ويستطيع الطالب أن يتفاعل مع المحاضر بالصوت والصورة، وكذلك مع الطلاب الآخرين أينما كانوا، فيناقش ويسأل كما لو كان الجميع في غرفة واحدة. ويقوم كل طالب وكذلك المحاضر باختيار ما يعرف بـ Avatare، وهو شكل افتراضي ينوب عن الشخص الحقيقي يقوم هذا الأخير بتصميمه بنفسه ليكون رمزا له. ويتم التواصل من خلال غرف الحوار Chat حيث يقف المحاضر في قاعة افتراضية مستخدما برنامج باوربوينت ليعرض بواسطته المادة العلمية التي يريد إيصالها إلى طلابه.

وبما أن بعض الجامعات قد اعتمدت بشكل كلي أو جزئي هذا النظام الذي لقي حماسا كبيرا من قبل الطلاب، فإن السؤال الذي يطرحه الخبراء في هذا الصدد هو ماذا عن مستقبل هذا النظام التعليم؟ الدكتور لوتز جورتز من معهد ميشل للبحوث الإعلامية والاستشارات يقول إن هذا النظام رغم ما يوفره من محيط تعليمي يحاكي الواقع الحقيقي في صفوف الدراسة، إلا أنه لا زال غير جذاب بشكل كاف، ما يعني ضرورة عمل الكثير بما في ذلك إدخال نظام الأبعاد الثلاثة لإضفاء أجواء على الصف المدرسي الافتراضي تحاكي الأجواء الحقيقة في الواقع العملي. ومع اتفاق الخبراء على أن حصص التدريس الافتراضية ستشكل جزء لا يتجزأ من التعليم عن بعد عبر الانترنت في المستقبل، لأن العالم في نظر هؤلاء يتجه نحو اعتماد أنظمة المحاكاة، لكنهم يؤكدون أن بعض الأمور لن يتم إنجازها دون المقابلة الشخصية، كما أن الحضور الشخصي إلى المحاضرة والالتقاء بالآخرين ومعايشة الأجواء الدراسية عن كثب ستظل تحتل أولوية.

الحاسوب والإنترنت في الصفوف المدرسية

 

يذكر أن وزارة التعليم الألمانية قامت بالتعاون مع شركة الاتصالات الألمانية (دويتشه تيليكوم) بمبادرة إدخال الانترنت إلى المدارس الألمانية بحيث أصبحت هذه الوسيلة الإعلامية ـ التعليمية متاحة في غالبية إن لم يكن جميع المدارس الألمانية. وحسب إحصائية وزارة التعليم الألمانية لعام 2006 يوجد في ألمانيا أكثر من 30 آلف مدرسة مزودة بأكثر من مليون جهاز كمبيوتر، حوالي 71 في المائة منها متصلة بشبكة الانترنت. ويبلغ متوسط أجهزة الحاسب في المدارس الابتدائية معدل جهاز واحد لكل 12 تلميذ وفي المرحلة الإعدادية جهاز لكل 11 تلميذا. وهذا يفوق المعدل الذي وضعته المفوضية الأوروبية والمتمثل بتخصيص جهاز كمبيوتر لكل 15 تلميذ. يذكر هنا أنه تم إدراج مادة الحاسوب والانترنت ضمن مناهج التدريس، لاسيما في المدارس المهنية، حيث يتم تدريس المعلوماتية فيها بشكل مكثف. هذا ناهيك عن أن جميع الجامعات الألمانية مرتبطة بالشبكة العنكبوتية العالمية وتوفر لطلابها صالات خاصة بالكمبيوتر والانترنت مجانا أو برسوم رمزية جدا. كما أن مساكن الطلبة مزودة في معظم الأحيان بخدمة الانترنت المجانية أو شبه المجانية. وربطت كذلك المكتبات الجامعية بالانترنت، بحيث يستطيع أي شخص من أي مكان في العالم أن يدخل إلى هذه المكتبات ليعرف محتوياتها من الكتب ونبذة عن كل كتاب ومكان وجودة ورقم الفهرس على الرف الذي يوجد عليه.

الشبكة العنكبوتية كمصدر للمادة العلمية والتعليمية

 

من ناحية أخرى سهل الانترنت عملية البحث عن المعلومات لكل من المعلم والطالب على حد سواء، وذلك في ظل حركة النشر الواسعة على الشبكة العنكبوتية وإدخال نظام المكتبات الافتراضية فيها. فمثلا يعطي المعلم تلاميذه مهام معينة أو يطلب منهم البحث عن مواد محددة في الانترنت، وهؤلاء يتلقون هذه المهام عبر صفحة خاصة بالمدرسة على الانترنت ثم يقومون بالبحث عن المعلومات المناسبة في الشبكة العنكبوتية. كما يقوم التلاميذ بالبحث عن المعلومات في الانترنت لمساعدتهم في حل واجباتهم المنزلية. ومن ناحيتهم يجد المعلمون والباحثون في الانترنت وسيلة سهلة ومناسبة للبحث عن المعلومات التي يحتاجونها لإنجاز مهامهم التعليمية والبحثية. وغني عن القول ماهي الفوائد التي وفرتها شبكة الانترنت للباحثين عموما والصعاب التي ذللتها لهم.

نقلا عن :

http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,2741440,00.html

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات