المؤسسات الافتراضية في التعليم (2)

الجــامـعــات الافتــراضيــة

classroom01-bigد. مصطفى جودت صالح

إن الجهة المسئولة عن تقديم المقررات التعليمية في المرحلة الجامعية هي الجامعة وتعرف الجامعة بصورة عامة بأنها ( المؤسسة التي تقوم بصورة رئيسية على توفير تعليم متقدم لأشخاص على درجة من النضج ويتصفون بالقدرة العقلية والاستعداد النفسي على متابعة دراسات متخصصة في مجال أو أكثر من مجالات المعرفة ) ([i]) والجامعة من هذا المنطلق مؤسسة ذات بنيان وهيئة علمية وأخرى إدارية وقوانين وقواعد تنظيمية.

مع زيادة الإقبال على التعليم وعدم قدرة الجامعة بصورتها التقليدية على أداء الخدمات المناطة بها وظهور البحوث التربوية المنادية بأهمية التعليم المفتوح والتعليم المستمر ظهر شكل جديد من الجامعات وهو الجامعة المفتوحة Open University ([ii]) والتي أتاحت لمختلف الفئات الالتحاق بالتعليم الجامعي لملاحقة التطور المعرفي المتنامي دون التقيد بسنة التخرج من التعليم الثانوي أو بميدان التخصص السابق، كما عمل التعليم المفتوح على خفض تكلفة التعليم وزيادة فاعليته([iii]) .

استخدمت الجامعات المفتوحة أساليب التعلم عن بعد Distance learning للتغلب على المعوقات التي جابهت بعض الدارسين في الوصول إلى مواقع التعليم وقد بدأت باستخدام وسائل تعليمية متنوعة مثل الكتب المطبوعة والتسجيلات الصوتية والفيديو والإذاعة التعليمية والتليفزيون التعليمي ثم الأقراص المدمجة ([iv]) ، إلا أن تلك الوسائل بدأت تتضاءل مع ظهور ما يطلق عليه الآن التعلم المبني على الإنترنت Internet – Based Learning  والذي أوجد شكلاً جديداً للتعلم الجامعي حيث أقدمت عديد من الجامعات على تقديم خدمات التعلم عن بعد من خلال شبكة الإنترنت والتي استخدمت في بادئ الأمر كقناة لتوصيل المعلومات ثم تحولت إلى بيئة تعلم على الشبكة تقدم مختلف الأنشطة التعليمية بحيث يتعامل الطالب معها كما لو كان يدرس في جامعة حقيقية ومن هنا جاءت تسمية الجامعة الافتراضية ([v]) .

لقد أصبح من الممكن من خلال البرامج والأجهزة المتقدمة دمج فنون التعلم والتدريس الرقمي  Digital Learning and Teaching Techniques بشكل متكامل يتيح للمتعلم ممارسة أنشطة تعلم في بيئة التعلم الرقمية أكثر من أي مكان آخر . حيث يتمكن من القراءة عبر المكتبة الافتراضية والاجتماع والمناقشة عبر ما يسمى بالسيمنارات الافتراضية Virtual Seminar أو تبادل الخطابات والرسائل مع الزملاء أو حتى المحادثات الصوتية أو من خلال الفيديو. بل يتمكن المتعلم من أداء معظم الأعمال التي يؤديها في الحرم الجامعي فيستطيع الاتصال بالإدارة والاستعلام عن درجاته وتقديراته.

ترسم لنا  هذه البيئة الرقمية ملامح الجامعة الافتراضية Virtual University والمقصود بالافتراضية هنا أنها موجودة بجوهرها Essence لكن ليس بواقعها Reality . فهي جامعة تقدم نفس وظائف الجامعة التقليدية لكن ليس من خلال قاعات دراسية حقيقية بل عبر بيئة بديلة تعمل كلية من خلال الإنترنت ([vi]) . إن الجامعة الافتراضية من هذا المنطلق تعد الجيل الرابع من نظم التعلم عن بعد والذي يتصف بتكامل تكنولوجي بين وسائل الاتصال ذات سعة النطاق العالية High – Bandwidth Computer Technology ([vii]) والمعتمدة كلياً على تكنولوجيا الشبكات وأدوات الإنترنت السابق الإشارة إليها .

لقد جاءت الجامعة الافتراضية كاستجابة للطلب المتزايد على التعليم الجامعي بالدول النامية والمتقدمة على حد سواء، وظهور متطلبات جديدة للتعليم بعد الجامعي والتعليم مدى الحياة خاصة مع التطور المستمر للمعرفة، والحاجة الماسة لخفض تكلفة التعلم، وزيادة الطلب على التعليم المفتوح مما دعا إلى اللجوء إلى الإنترنت ([viii]) . فقد قامت سبعة عشر ولاية أمريكية عام 1995 بالتعاون معاً لتأسيس جامعة (WGU: Western Governor’s University)  والتي تلقت دعماً من عدد من مؤسسات التكنولوجيا الأمريكية آن ذاك مثل IBM, Microsoft, Sun Systems, AT&T لتصبح أول جامعة افتراضية قومية في العالم  وقد بدأت العمل عام 1998 ([ix])، حيث يلتحق بها طلاب من جميع أنحاء العالم للحصول على  تعليم جامعي معتمد من كافة الجامعات الأمريكية . وفي نفس الفترة تقريباً رأت  ولاية كاليفورنيا أن حاجتها من التعليم تفوق حاجة الولايات السبعة عشر المنضمة حيث تحتوي ولاية كاليفورنيا على 301 كلية ومعهد لتقديم التعليم العالي، وعلى هذا فقد أنشأت جامعة كاليفورنيا الافتراضية California Virtual University والتي نمت مقرراتها المقدمة عبر شبكة الإنترنت من 700 مقرر عند إنشائها إلى نحو 1600 مقرر في إبريل 1999.

بالنظر إلى التجارب العالمية في ميدان الجامعات الافتراضية يتبين أن الجامعات الافتراضية تنتمي إلى أحد فئتين؛ إما أن يتم إنشاء جامعة متواجدة فقط من خلال الإنترنت دون مبان دراسية على أرض الواقع مثل الجامعة التكنولوجية القومية National Technological University ، وجامعة ميتشيجان الافتراضية   Michigan Virtual University   ([x]) وجميعها جامعات بدون مبان دراسية ، وهذه الجامعات إما أن تدار من خلال هيئة أكاديمية بعينها مثل جامعة Colorado State University Online كما يمكن أن تشرف على إدارتها عدة جهات أكاديمية مثل Virtual-U في كندا والتي تشرف عليها عدد من الجامعات الكندية ، كما يمكن أن تدار الجامعة الافتراضية من قبل شركات ومؤسسات صناعية وتجارية ليس لها علاقة مباشرة بالمؤسسات الأكاديمية مثل Virtual University for Industry في المملكة المتحدة ([xi]) .

أما الفئة الأخرى من الجامعات الافتراضية فهي عبارة عن جامعات حقيقية قامت بإنشاء كيانات مناظرة لها على الشبكة مستقلة تنظيمياً لكنها تتبعها من الناحية الفنية والإشرافية ، حيث يرى يرى ريتشارد تير Richard Teare ([xii]) أن أفضل طريقة لإجازة Accrediting إجراءات التعلم في الجامعة الافتراضية هي تعاونها أو اشتراكها مع جامعة تقليدية . ومن أبرز الأمثلة على هذا النمط من الجامعات نجد الجامعة الإفريقية الافتراضية  هي جامعة بدون أسوار تستخدم التقنيات الحديثة في الاتصالات وعلى المعلومات لإعطاء البلاد المطلة على الصحراء الإفريقية فرصة الحصول على مصارد تعلم جامعي علمي على قدر من الجودة . وقد قدمت الجامعة الافتراضية الإفريقية خدماتها منذ نشأتها عام 1997 لطلاب خمسة عشر دولة إفريقية ([xiii]) بواقع 2500 ساعة دراسية سنوياً باللغتين الفرنسية والإنجليزية. واستمراراً للنجاح الذي صاحب نشأة الجامعة الافتراضية الإفريقية فقد حصلت الجامعة على دعم من البنك الدولي لتطوير نفسها لتصبح منظمة مستقلة غير ربحية Non-profit مركز إدارتها في نيروبي ([xiv]).

كما أشار تقرير الجامعة الافتراضية والفرصة التربوية الصادر عن مكتب التربية بواشنطن العاصمة  ([xv]) إلى أن الجامعات الافتراضية المعترف بها في إفريقيا هي الجامعة الإفريقية الافتراضية وصنفتها ضمن المؤسسات الممولة من قبل البنك الدولي ، كذلك جامعة جنوب إفريقيا الافتراضية INTEC College  وتعد جامعة تقليدية تقدم بعض البرامج على الشبكة .

قامت عدة تجارب عربية في سبيل تأسيس جامعات افتراضية ففي عام 2002 قامت سوريا بافتتاح الجامعة الافتراضية السورية Syrian Virtual; University ([xvi]) التي تقدم برامجها بالكامل من خلال شبكة الإنترنت، وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة قد حصلت على اعتماد لبرامجها المقدمة من خلال عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية. وقد وجه إنشاء تلك الجامعة الأنظار إلى ضرورة تطوير مناهج خاصة بالتعليم على الخط المباشر بدلاً من نقل برامج دراسية من الخارج وتعريبها وهو ما قامت به الجامعة كخطوة أولى في عملها، لكنها قامت على خط مواز ببدء مشروع تطوير المناهج السورية لتصلح للبث عبر الشبكات.([xvii])

وظائف الجامعة الافتراضية:

ربما لم تنل وظائف الجامعات الافتراضية حظها من الكتابات والدراسات كما ناله تعريف الجامعة وسماتها، وركزت معظم البحوث التي تناولت تلك الوظائف على دراسات الحالة أو تقارير ذاتية يعدها ممثلي الجامعات، لذا فقد اعتمد الباحث في هذا الجزء على ما تكتبه الجامعات عن نفسها كنوع من الإعلام عن وظائفها وخدماتها وركز في ذلك على ما نشر عن الجامعة الإفريقية الافتراضية، وجامعة سوريا الافتراضية وجامعة كاليفورنيا الافتراضية – باعتبارها أكبر الجامعات الأمريكية التي تقدم التعليم الافتراضي – وجامع بطرسبرج الافتراضية كنموذج للجامعات الأوربية.

وقد وجد الكاتب أن وظائف الجامعات الافتراضية يمكن تحديدها في ست محاور، وهي بهذا لا تختلف عن الجامعات التقليدية اختلافاً نوعياً بل في كيفية أداء تلك الوظائف من خلال الشبكة. وتلك المحاور الستة كما يلي :

  1. وظائف تعليمية.
  2. وظائف تدريبية.
  3. وظائف خدمية.
  4. وظائف استثمارية.
  5. وظائف البحث والتطوير.
  6. وظائف إدارية.

وظائف الجامعة الافتراضية

بالنسبة للمحور الأول الخاص بالوظائف التعليمية فالجامعة الافتراضية مثلها مثل الجامعة التقليدية تعد مؤسسة تعليمية تقدم برامج تعليمية محددة وفي هذا الصدد فإن الجامعات تتبع نموذج محدد في تقديم برامجها التعليمية للمراحل الدراسية ما بعد التعليم الثانوي للطلاب الحاصلين على شهادات المرحلة الثانوية أو ما يعادلها من جهة معترف بها، كما تقدم بعض الجامعات دبلومات للدراسات العليا كجامعة كندا التكنولوجية الافتراضية التي تقدم دبلومات في التربية وتكنولوجيا التعليم بل تسمح كذلك بتحضير الماجستير والدكتوراه في بعض التخصصات وتقدم مقرراتها بعدة لغات منها اللغة العربية. ([xviii])

كما تقدم عدد من الجامعات إمكانية التعليم المفتوح الذي يسمح للمتقدمين الالتحاق بأي نوع من الدبلومات دون اشتراط الحصول على مؤهل سابق أو شهادة التعليم الثانوي، حيث يمر المتقدم في أغلب الجامعات باختبار قبول يحدد له مدى استعداده لدراسة دبلوم معين.

المحور الثاني التي تندرج تحته عدد من وظائف الجامعات الافتراضية هو محور التدريب، وهذا التدريب يتم لإكساب المتدرب حرفة معينة أو مهارة فنية معينة وهذه البرامج التدريبية لا تؤهل صاحبها للحصول على دبلوم أو شهادة محددة بل ترتبط بإكسابه مهارات في تخصصات يختارها مثل مهارات استخدام الحاسب أو الحرف اليدوية أو المهارات الفنية وتقسم بعض الجامعات برامجها التدريبية التي تدريب كبار السن وهو تدريب حرفي وفني في عمومه، وتدريب تحويلي للحرفين والفنيين الراغبين في تحويل مجال تخصصهم وهم أناس حاصلون على تخصص بالفعل لكنهم يرغبون في اكتساب مهارة أو تخصص آخر لتحويل مهنتهم كدراسة اللغات والكمبيوتر ودراسة الحرف المختلفة، كذلك توجد تحت هذا المحور وظيفة تقديم التدريب للعاملين أثناء الخدمة وهو ما يرتبط بالتنمية المهنية في ميدان التخصص.

لاحظ الكاتب أن أغلب الجامعات التي تقدم تدريباً تحويلياً هي جامعات فعلية تقدم خدمة التعليم الافتراضي كخط موازي للجامعة التقليدية وهي بهذا تستفيد من مصادر الجامعة التقليدية وخبراتها لكنها تمتلك هيكلها التنظيمي المستقل وبرامجها الخاصة، مثلاٌ يمكن أن تقارن بين البرامج التدريبية التي تقدمها جامعة إلينوي لطلابها والبرامج التدريبية التي يقدمها حرم إلينوي الجامعي الافتراضي Illinois Virtual Campus وهو شكل موازي لجامعة إلينوي التقليدية لكنه يقدم برامجه وخدماته من خلال شبكة الإنترنت ومستقلاً عن تلك البرامج المقدمة في الجامعة التقليدية لذلك فإن بعض البرامج لا يقدمها المجمع الافتراضي لجامعة إلينوي لكنه يدرس في الجامعة التقليدية.([xix])

 وما قيل عن جامعة إلينوي ينطبق كذلك على جامعة كاليفورنيا ([xx]) ، وجامعة فلوريدا ([xxi]) ، وجامعة بطرسبرج ، فجميعها جامعات تقليدية جعلت لنفسها كيانات موازية على الشبكة تقدم من خلالها خدمات تعليمية وتدريبية بصورة افتراضية ومستقلة عن الجامعة التقليدية وهذه الكيانات لها هيكلها التنظيمي والإداري بل وموقعها على الشبكة الذي يختلف عن الهيكل التنظيمي والإداري والبرامج والموقع على الشبكة الخاص بنظيراتها التقليدية.

المحور الثالث الذي تعمل عليه الجامعات الافتراضية هو “التطوير” فالجامعات الافتراضية مثلها مثل كثير من الجامعات الأخرى تشترك في مشروعات بحثية وتطويرية مع غيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى كما تنظم المؤتمرات – الواقعية وعلى الشبكة – وتنشر البحوث والبرامج المقدمة في تلك المؤتمرات عبر موقعها على الشبكة، وقد تدعم بعض الجامعات مشروعات البحث التطوير الفردية التي يقوم بها أعضاء من داخل الجامعة.

المحور الرابع يرتبط بالإدارة أو الوظائف الإدارية والتي تتراوح بين إدارة الأفراد العاملين بالجامعة وأعضاء هيئة التدريس من ذلك إعداد نظم معلومات خاصة بالعامين بها وما إلى ذلك من الأعمال الأخرى. كذلك ترتبط الإدارة بإدارة شئون الطلاب ومن ذلك تحصيل المصروفات على الخط المباشر وتسجيل الطلاب وتعديل بياناتهم ومراسلاتهم عبر الشبكة. والوظيفة الثالثة هي إدارة الموارد.

يرتبط المحور الخامس بالوظائف الخدمية، فالجامعة مؤسسة خدمية قبل أن تكون مؤسسة استثمارية ومن هذا المنطلق قامت جامعات عديدة بإتاحة عدد من المصادر العملية كخدمة مجانية دون أن تشترط على من يستخدمها أن يكون من أعضاء الجامعة كجامعة إلينوي والتي تتيح عديد من البحوث والدراسات ومصادر المعلومات مجاناً عبر موقع الجامعة وقامت بنفس العمل جامعات كثيرة سواء بإتاحة البحوث والمشاريع الخاصة أو بإتاحة مصادر وأوعية المعلومات عبر مكتبة افتراضية تابعة للجامعة.

ويندرج تحت هذا المحور كذلك وظيفة هامة وهي إنشاء وإدارة منتديات حوار مفتوحة أو مجموعات إخبارية يمكن من خلالها أن يتحاور المهتمين بمجال ما دون أن تكون عضويتهم بالجامعة شرطاً لذلك حيث تقدمها الجامعة كخدمة عامة للمهتمين بالمجال وأشهر تلك الخدمات خدمة mud/moo من جامعة كاليفورنيا بيركلي السابق الحديث عنها. كما تقوم الجامعات الافتراضية في بعض الأحيان بوظائف لخدمة المجتمع وتكون في الغالب عبارة عن مشروعات تعاونية بين الطلاب لخدمة المجتمع.

المحور السادس والأخير الذي تندرج تحته وظائف الجامعات الافتراضية هو محور الاستثمار فالتعليم كما هو خدمة فهو استثمار حيث كان أحد العوامل الداعية لإقامة تلك الجامعات هو الحصول على تعليم جامعي ذو جودة وبتكلفة أقل من التعليم الجامعي التقليدي.

يشير ستيف رايان ([xxii]) إلى دراسة أعدها جوبرنك و إبلنج Gubernick & Ebeling عام 1997 والتي بينت أن إنتاج ساعة واحدة من التعليم الافتراضي في جامعة فينكس كلف حوالي 237 دولار مقابل 486 دولار كلفه إنتاج الساعة من نفس المقررات في جامعة أريزونا ولكن من خلال التعليم التقليدي. ويفسر الباحثان ذلك بأن عضو هيئة التدريس – على سبيل المثال – في التعليم التقليدي يتقاضى نحو 67.000 دولاراً بينما يعمل عضو هيئة التدريس بنظام بعض الوقت Part Time ويتقاضى حوالي 2000 دولار على المقرر الواحد. كما قدرت دراسة أخرى ساقها ستيف رايان كذلك أن الولايات المتحدة ستحتاج نحو 250.000 عضو هيئة تدريس مساعد Course Assistants بالإضافة إلى ألف عضو هيئة تدريس وباحث رئيسي يكونون في المقدمة لتغطية احتياجات التعليم العالي في الولايات المتحدة كلها، بينما يشير الوضع– عام 1999- إلى وجود 750.000 أستاذ متفرغ Fully Tenured Professor في الجامعات الأمريكية مما يوضح التباين في النفقات في كلا الأسلوبين، هذا بالنسبة لأجور أعضاء هيئة التدريس فقط، فإذا ما أضفنا تكلفة المباني والتجهيزات والخدمات داخل الحرم الجامعي لتأكدنا أن التعليم الافتراضي هو أقل تكلفة من التعليم التقليدي بشرط تحقق الجودة في هذا النوع من التعليم، وربما كان ذلك هو أحد أسباب نجاح الجامعة الإفريقية الافتراضية والتي وجدت لتغطية العجز في توفير نفقات التعليم الجامعي ومصادره في الدول الإفريقية الفقيرة.

كما تستثمر بعض الجامعات الافتراضية من خلال تسويق مصادرها سواء كانت تلك المصادر في صورة بحوث مؤتمرات أو مصادر داخل المكتبة الافتراضية ويكون هذا الاستثمار في شكل قيام القارئ بدفع تكلفة البحث أو الكتاب الذي يرغب في قراءته أو طباعته ويكون ذلك في حدود قوانين الملكية الفكرية المنظمة لقواعد النشر الإلكتروني عبر الشبكات.

 تجدر الملاحظة أنه لا يشترط أن تقوم كل الجامعات الافتراضية بجميع الوظائف المذكورة آنفاً بل تحدد وظائف كل جامعة في إطار أهدافها والغرض من وراء إنشائها.


[i] – سعيد التل [وأخ] . قواعد التدريس في الجامعة : دليل عمل لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات ومؤسسات التعليم في الوطن العربي .- عمان : دار الفكر ، 1997، ص29.

[ii] – Marmar Mukhopa, & Susan Philips. Open Schooling : Selected Experiences .- Vancover : the Commonwealth of Learning .- Vancouver : COL,  1994, p.p. (1-2).
[iii] – Terry Evans & Daryl Nation. Opening Education .- London : Routledge , 1996, p.p. (149-151).
[iv] – The Commonwealth of Learning . The Facilitation of the Transfer of Learning Materials Manual .- Vancouver : COL, April 1999, p10.
[v] – See:- Desmond Keegan. Distance Training taking stock at a time of change . – London : Routledge, 2000, p.p. (35-42). Kumiko Aoki , & Donna Pogroszewki. Virtual University Reference Model : a Guide to Delivering Education and Support Services to Distance Learner (http://www.westga.edu/ ~distance/aoki13.html), 1999, p2 of 18.
[vi] – Otto Peters. Learning and teaching in Distance Education .- London : Kogan Page, 1998, p152.
18 – Laurie Lewis, Douglas Levin, & Bernie Green. Distance Education at Postsecondary Education Institutions: Statistical Analysis Report .- New Jersey : U.S. Department of Education, National Center for Education Statistics, December 1999, p4.
[viii] – S. English & M. Yazdani. Computer-Supported Cooperative Learning in a Virtual University. Journal of Computer Assisted Learning, Vol. 15, No. 1, Mar 1999, pp. (2-3).
[ix] – Lawrence E. Gladieux, & Watson Scott Swail. The Virtual University & Educational Opportunity, Policy Perspectives .- Washington DC. : The College Board, April 1999, p13.
[x] – Thrall, Trevor. Welcome to the Virtual University . Technology Source, No.03, Mar. 99, [also available at : ]  (http://horizon.unc.edu/TS/vu/1999-03.asp), 1999, p1.
[xi] – Carine M. Feyten., & Joyce W. Nutta. Virtual Instruction : Issues and Insights from an International Perspective.- Colorado : Libraries Unlimited Inc., 1999, p119.
[xii] – Richard Teare. Modeling the Virtual University . [in] Gordon P., Eric Sandelands, & Richard Teare [editors] . the Virtual Learning Organization : Learning at the workplace Campus.- London : Continuum, 2000, p56.
[xiii]African Virtual University Partners :  (http://www.avu.org/section/partner/), 20-05-2001, p1.
[xiv] – Steve Ryan., Bernard Scott., & Howard Freeman. The Virtual University.- London: kogan page, 2000 , p17.
[xv] – Lawrence E. Gladieux, & Watson Scott Swail. Op. Cit., p 31.
[xvi]  – Syrian Virtual University : (http://www.svuonline.org/Arab.SVU/index.asp), 2002, p1.

[xvii]أخبار ومقالات حول الجامعة الافتراضية السورية: (http://www.damascus-online.com/48 /svu/svu.htm) 2002، ص 1.

[xviii]Canadian Technological Virtual University (http://www.e-education.ca/etvu/ index.htm), 2005.
[xix]  – Illinois Virtual Campus (http://www.ivc.illinois.edu/), 2005.
[xx] – The California Virtual Campus (http://www.cvc.edu/), 2005.
[xxi]  – Florida Virtual Campus (http://www.floridavirtualcampus.org/), 2005.
[xxii] – Steve Ryan., Bernard Scott., & Howard Freeman. Op. Cit., p19.
الجــامـعــات الافتــراضيــة د. مصطفى جودت صالح إن الجهة المسئولة عن تقديم المقررات التعليمية في المرحلة الجامعية هي الجامعة وتعرف الجامعة بصورة عامة بأنها ( المؤسسة التي تقوم بصورة رئيسية على توفير تعليم متقدم لأشخاص على درجة من النضج ويتصفون بالقدرة العقلية والاستعداد النفسي على متابعة دراسات متخصصة في مجال أو أكثر من مجالات المعرفة ) ([i]) والجامعة من هذا المنطلق مؤسسة ذات بنيان وهيئة علمية وأخرى إدارية وقوانين وقواعد تنظيمية. مع زيادة الإقبال على التعليم وعدم قدرة الجامعة بصورتها التقليدية على أداء الخدمات المناطة بها وظهور البحوث التربوية المنادية بأهمية التعليم المفتوح والتعليم المستمر ظهر شكل جديد من الجامعات وهو…

عناصر المراجعه :

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتين !

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات