الكفاءة الرقمية للمعلمين في عصر الذكاء الاصطناعي

إعداد : د. مصطفى جودت صالح

تعيش المجتمعات الحديثة في عصر رقمي يتطلب من المؤسسات التعليمية التكيف مع التحولات التكنولوجية السريعة. وفي هذا السياق، تلعب الكفاءة الرقمية للمعلمين دورًا حاسمًا في تعزيز التعلم وتمكين الطلاب من مواكبة متطلبات المجتمع المعرفي. واستجابةً لهذه الحاجة، تم تطوير الإطار الأوروبي للكفاءة الرقمية للمعلمين DigCompEdu لتحديد المعايير والمهارات الرقمية التي يجب أن يتمتع بها المعلمون في العصر الرقمي. في هذا المقال، سنستكشف مفهوم DigCompEdu وأهميته في تعزيز التعلم الرقمي في المؤسسات التعليمية، والانتقال منه إلى إطار كفاءة الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) المنتظر ظهور نسخته الأولى في 2024.

الإطار الأوروبي للكفاءة الرقمية للمعلمين : المفهوم والأهداف.

DigCompEdu هو إطار أوروبي يهدف إلى تعريف وتحديد الكفاءة الرقمية للمعلمين. يعتمد هذا الإطار على الإطار الأوروبي للكفاءة الرقمية العامة (DigComp) ويُعززه ويوسعه لتطبيقه في سياق التعليم. يهدف DigCompEdu إلى تعريف مجموعة متكاملة من المهارات والمعرفة والمواقف التي يجب أن يتمتع بها المعلمون ليكونوا قادرين على الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا في تدريسهم وتعزيز تعلم الطلاب.

يتألف DigCompEdu من مستويات متدرجة للكفاءة الرقمية، وهي:

  1. الوعي: القدرة على فهم الأفكار الأساسية للتكنولوجيا الرقمية وآثارها على التعلم والتدريس.
  2. الاستخدام: القدرة على استخدام الأدوات والتطبيقات الرقمية بفعالية في ممارسة التدريس وتعزيز التعلم.
  3. التكيف: القدرة على التكيف مع التحولات التكنولوجية واستخدام التقنيات الجديدة لتحسين التدريس وتعزيز تجربة الطلاب.
  4. الاستدامة: القدرة على تطوير وتعزيز الكفاءة الرقمية على المدى الطويل والتكيف مع التطورات المستقبلية.

أهمية DigCompEdu في التعلم الرقمي:

يعتمد التعلم الرقمي في أحد جوانبه على تفاعل كل من المعلم والمتعلم مع بيئة رقمية متمثلة في أدوات التعلم ومصادره، هذا التفاعل مع البيئة الرقمية يتطلب عددا من الكفايات الرقمية لدى كل من المعلم والمتعلم ، هذه الكفايات في جانب منها هي كفايات تخص المعلم والمتعلم كواطن في عصر رقمي ، وفي جانبها الآخر ترتبط بأدوار المعلم والمتعلم ومسؤلياتهما في بيئة التعلم الرقمية. ولو تحدثنا على كفايات المعلم الرقمي على وجه الخصوص فيعد DigCompEdu أداة قيمة لتعزيز قدرات المعلمين على التعليم الرقمي في المؤسسات التعليمية، وذلك من عدة جوانب منها :

  1. تعزيز كفاءة المعلمين: يساعد DigCompEdu في تعزيز كفاءة المعلمين في استخدام التكنولوجيا الرقمية في التدريس. فهو يساعد المعلمين على فهم أفضل للأدوات والتطبيقات الرقمية المتاحة وكيفية استخدامها بشكل فعال لتحسين تجربة التعلم وتحقيق أهداف التعليم.
  2. تعزيز التعلم التفاعلي والابتكار: يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن توفر تجارب تعلم تفاعلية ومبتكرة للطلاب. بفضل DigCompEdu، يمكن للمعلمين توجيه الطلاب في استخدام أدوات مثل الوسائط المتعددة والواقع الافتراضي والتعلم القائم على الألعاب، مما يعزز المشاركة والتفاعل ويعزز الابتكار في الفصول الدراسية.
  3. تعزيز التعلم التعاوني: يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تعزز التعلم التعاوني والتفاعل بين الطلاب. يمكن للمعلمين استخدام الأدوات والمنصات الرقمية لتشجيع العمل الجماعي والتعاون في المشاريع والمهام البحثية، مما يساهم في تنمية مهارات التعاون والاتصال لدى الطلاب.
  4. تعزيز التواصل والتواصل الفعال: يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تعزز التواصل والتواصل الفعال بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور. من خلال استخدام البريد الإلكتروني والمنتديات والتطبيقات الأخرى، يمكن للمعلمين توفير ردود فعالة ومراجعات للطلاب والتواصل المستمر مع أولياء الأمور، مما يعزز التشاركية والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.
  5. تطوير مهارات الطلاب للحياة والعمل: يعد تعلم الطلاب كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية والتعامل معها جزءًا أساسيًا من تطوير مهاراتهم للحياة والعمل في المجتمع الرقمي. بفضل DigCompEdu، يمكن للمعلمين توفير تجارب تعلم توجيهية للطلاب لتنمية مهارات البحث والتقييم والابتكار وحل المشكلات المستندة إلى التكنولوجيا

يمكننا الاستنتاج أن الإطار الأوروبي للكفاءة الرقمية للمعلمين (DigCompEdu) يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز التعلم الرقمي في المؤسسات التعليمية. حيث يعزز DigCompEdu كفاءة المعلمين في استخدام التكنولوجيا الرقمية في التدريس ويساعدهم على توجيه الطلاب في استخدام الأدوات الرقمية بفعالية. كما يساعد على تعزيز التعلم التفاعلي والابتكار والتعلم التعاوني وتطوير مهارات الطلاب للحياة والعمل في المجتمع الرقمي. بالاعتماد على DigCompEdu، يمكن للمؤسسات التعليمية تطوير بيئة تعليمية تستخدم التكنولوجيا الرقمية بشكل فعال وتعزز تعلم الطلاب وتمكينهم في عصر التحول الرقمي.

الكفاءات الرقمية الرئيسية للمواطنين :

المواطن كعضو في المجتمع يحتاج عددا من الكفاءات الرئيسية المرتبطة بالقدرات والمهارات الواجب تنميتها لديه ليتمكن من أداء أدواره في هذا المجتمع وتحقيق التنمية الذاتية ولعل من أهم الكفاءات الرئيسية التي يحتاجها المواطن ليقوم بأدواره في المجتمع الرقمي:

  • الكفاءة الرقمية: الاستخدام الواثق والنقدي والمسؤول للتقنيات الرقمية للتعلم والعمل والمشاركة في المجتمع. ويشمل معرفة المعلومات والبيانات، والتواصل والتعاون، ومحو الأمية الإعلامية، وإنشاء المحتوى الرقمي، والسلامة، والملكية الفكرية، وحل المشكلات، والتفكير النقدي.
  • معرفة القراءة والكتابة: القدرة على قراءة وكتابة وفهم النصوص بأشكال مختلفة، بما في ذلك النصوص الرقمية.
  • تعدد اللغات: القدرة على التواصل وفهم لغات متعددة.
  • المهارات العددية والعلمية والهندسية: الكفاءة في استخدام وتطبيق المفاهيم والأساليب العددية والعلمية والهندسية.
  • مهارات التعامل مع الآخرين: القدرة على التفاعل والتواصل بشكل فعال مع الآخرين.
  • القدرة على تبني كفاءات جديدة: الرغبة والقدرة على التعلم واكتساب كفاءات جديدة طوال الحياة.
  • المواطنة الفاعلة: الانخراط في المجتمع، والمشاركة في العمليات الديمقراطية، والمساهمة في المجتمع.
  • ريادة الأعمال: القدرة على تحديد الفرص، وأخذ زمام المبادرة، وإنشاء المشاريع وإدارتها.
  • الوعي الثقافي والتعبير: فهم وتقدير الثقافات المختلفة والتعبير عن الذات بشكل خلاق.

ويعد الإطار السابق الحد الأدني المشترك بين كافة المواطنين ومنهم المعلمين والطلاب ، لكن طبيعة الأدوار الأخرى لكل من المعلمين والطلاب تتطلب جهدا أكبر في تحديد الكفاءات الرقمية المرتبطة بتلك الأدوار.

أهمية تحديد الكفاءات الرقمية للمعلمين

أكدت عديد من الكتابات على أهمية تحديد الكفاءات الرقمية الأساسية للمعلمين للأسباب التالية:

تعزيز التدريس والتعلم: تمكن الكفاءات الرقمية المعلمين من دمج التكنولوجيا بشكل فعال في ممارساتهم التعليمية، مما يعزز تجربة التعلم للطلاب. يمكن للمعلمين ذوي الكفاءات الرقمية استخدام الأدوات والموارد الرقمية المختلفة لإشراك الطلاب وتعزيز التعلم النشط وتسهيل التدريس المخصص.

مواكبة التقدم التكنولوجي: تتطور التكنولوجيا باستمرار، ويحتاج المعلمون إلى مواكبة أحدث الأدوات والاتجاهات الرقمية. ويساعد تحديد الكفاءات الرقمية الرئيسية المعلمين على فهم المهارات والمعرفة التي يحتاجون إليها لاكتسابها أو تطويرها لاستخدام التكنولوجيا بشكل فعال في الفصل الدراسي. وهذا يضمن قدرة المعلمين على مواكبة التقدم التكنولوجي وتوفير التعليم المناسب والحديث لطلابهم.

تعزيز المواطنة الرقمية: لا تشمل الكفاءات الرقمية المهارات التقنية فحسب، بل تشمل أيضًا الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا. يلعب المعلمون دورًا حاسمًا في تعزيز المواطنة الرقمية بين الطلاب، وتعليمهم حول السلامة عبر الإنترنت، والخصوصية، ومحو الأمية المعلوماتية، والسلوك الرقمي المسؤول. ومن خلال تحديد الكفاءات الرقمية الرئيسية، يستطيع المعلمون معالجة هذه الجوانب بفعالية وتوجيه الطلاب ليصبحوا مواطنين رقميين مسؤولين.

تسهيل التطوير المهني: يساعد تحديد الكفاءات الرقمية الأساسية للمعلمين في تصميم برامج التطوير المهني المستهدفة. ومن خلال فهم المهارات المحددة ومجالات المعرفة التي يحتاج المعلمون إلى تطويرها، يمكن للمؤسسات التعليمية توفير التدريب والدعم المناسبين. وهذا يمكّن المعلمين من تعزيز مهاراتهم الرقمية، ودمج التكنولوجيا بشكل فعال، وتحسين ممارساتهم التعليمية بشكل مستمر.

تلبية متطلبات القوى العاملة المستقبلية: في العصر الرقمي الحالي، يتزايد الطلب على المهارات الرقمية في سوق العمل. ومن خلال تحديد الكفاءات الرقمية الرئيسية للمعلمين، يمكن للمؤسسات التعليمية ضمان تزويد المعلمين بالمهارات اللازمة لإعداد الطلاب للقوى العاملة في المستقبل. ويشمل ذلك مهارات مثل محو الأمية الرقمية، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، والتعاون، والإبداع، والتي تعتبر ضرورية للنجاح في العصر الرقمي. بشكل عام، يعد تحديد الكفاءات الرقمية الرئيسية للمعلمين أمرًا ضروريًا لتمكينهم من المهارات والمعرفة اللازمة لدمج التكنولوجيا بشكل فعال في ممارساتهم التعليمية، وتعزيز المواطنة الرقمية، وإعداد الطلاب للمستقبل الرقمي.

الكفاءات الرقمية الرئيسية للمعلمين وفقا للإطار الأوروبي

يميز الاطار الأوروبي للكفاءات الرقمي للمعلمين DigCompEdu بين ست مجالات مختلفة تندرج تحتها 22 كفاءة مختلفة، ويعد هذا الإطار الأكثر شمولا من وجهة نظر الكاتب، ويمكن تمثيله وفقا للشكل التالي:

الكفاءة الرقمية للمعلمين : الواقع والمأمول

يشير التقرير العالمي لرصد التعليم 2023 إلى أهمية استخدام التكنولوجيا الرقمية لدعم التعليم القائم على التفاعل البشري، بدلاً من محاولة البحث عن بدائل. يجب أن تكون مصلحة المتعلمين هي الأولوية، ويجب أن يتم استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة التعلم، ولكي تستخدم التكنولوجيا بفاعلية فإن رفع الكفاءة الرقمية للمعلمين يعد أحد المرتكزات الرئيسة للاستخدام الناجح للتكنولوجيا الرقمية.

على جانب آخر وفي ضوء استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، يمكن أن نرسم تصورًا للكفاءة الرقمية للمعلمين الذين يستخدمون هذه التكنولوجيا بفعالية في الممارسة التعليمية. يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تدعم المعلمين في تحسين تجربة التعلم للطلاب وتعزيز الفعالية والفاعلية في عملية التعليم.

لكن ما سبب التوجه لربط الكفاءة الرقمية للمعلمين بالذكاء الاصطناعي ؟

لقد صبح الذكاء الاصطناعي (AI) مؤخرًا محور اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام، حتى أطلق على الجيل الرابع من التعليم عصر الذكاء الاصطناعي في التعليم كما سبقت الإشارة في مقال سابق للكاتب في هذه البوابة. ومع ذلك، ظلت اليونسكو ترصد الآثار المدمرة للذكاء الاصطناعي على التعليم كجزء من وظيفتها الاستشرافية على مدى السنوات العديدة الماضية، وتقدم التوجيه لكل من السياسات والممارسات. وفي مؤتمر بكين لعام 2019 بشأن الذكاء الاصطناعي والتعليم، قدمت إرشادات وتوصيات بشأن تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التعليم في 2030. حيث تمت الإشارة إلى “ظهور مجموعة من الكفاءات الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي المطلوبة للتعاون الفعال بين الإنسان والآلة” وأوصى المؤتمر”باتخاذ إجراءات مؤسسية لتعزيز الكفاءات الرقمية المرتبطة بمجال الذكاء الاصطناعي بين جميع المجتمع”. ويرى أيضًا أنه على الرغم من أنه لا يمكن استبدال المعلمين بالآلات، فقد أصبح من الأهمية بمكان “مراجعة وتحديد أدوار المعلمين والكفاءات المطلوبة بشكل ديناميكي في سياق سياسات المعلمين، وتعزيز مؤسسات تدريب المعلمين، وتطوير برامج بناء القدرات المناسبة لإعداد المعلمين العمل بفعالية في البيئات التعليمية الغنية بالذكاء الاصطناعي.”

أحد جوانب الكفاءة الرقمية للمعلمين في استخدام الذكاء الاصطناعي هو فهمهم لمفهوم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم. يجب على المعلمين أن يكونوا على دراية بإمكانيات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه في تحليل البيانات التعليمية وتوفير توجيهات فردية للطلاب وتوفير محتوى تعليمي مخصص وملائم. وتعمل اليونسكو حاليًا على تطوير أطر كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين وطلاب المدارس. سيتم إصدار الإطارين خلال أسبوع التعلم الرقمي 2024.

ويركز إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين على عدة محاور منها؛ العقلية التي تركز على الإنسان، واستيعاب المبادئ الأخلاقية مثل العدالة والشفافية والمساءلة في تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه، ودمج أدوات وموارد الذكاء الاصطناعي في التعليم، والقدرة على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني للمعلمين. وسيتم شرح هذا الإطار بشكل مبدئي في الأسطر التالية، وذلك وفقا للنموذج الموضح بالشكل التالي .

AI Competency Framework for Teachers (AI CFT)

شرح مبدئي لمسودة إطار كفاءة الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT)، كما اقترحته اليونسكو:

الأهداف الرئيسية:

  • تزويد المعلمين بالمعرفة والمهارات والمواقف اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في ممارساتهم التدريسية.
  • تعزيز الاستخدام المسؤول والأخلاقي والمنصف والشامل للذكاء الاصطناعي في التعليم.
  • تمكين المعلمين من تقييم أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي لملاءمتها التربوية.
  • دعم المعلمين في تعزيز محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي والمسؤولية المدنية بين المتعلمين.

المكونات الرئيسية:

  1. العقلية المتمركزة حول الإنسان Human-Centred Mindset:
    • فهم الفوائد والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي في التعليم.
    • إعطاء الأولوية للجوانب الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية في تصميم واستخدام الذكاء الاصطناعي.
    • تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي على المساواة والشمول بشكل نقدي.
  2. أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Ethics of AI:
    • فهم المبادئ الأخلاقية الأساسية للذكاء الاصطناعي، مثل العدالة والشفافية والمساءلة والخصوصية.
    • تحديد ومعالجة التحيزات المحتملة في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
    • الدعوة لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
  3. أسس الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته AI Foundations and Applications:
    • فهم المفاهيم والأساليب الأساسية للذكاء الاصطناعي (مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية).
    • تحديد وتطبيق الأدوات المناسبة للذكاء الاصطناعي لدعم التدريس والتعلم.
    • تقييم مدى ملاءمة موارد الذكاء الاصطناعي من الناحية التربوية.
  4. التعليم والذكاء الاصطناعي AI Pedagogy:
    • دمج أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في تخطيط الدروس والتقييم والتعلم التكيفي.
    • تخصيص تجارب التعلم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
    • تسهيل التعلم التعاوني وحل المشكلات بدعم الذكاء الاصطناعي.
  5. الذكاء الاصطناعي للتطوير المهني AI for Professional Development:
    • استخدام موارد الذكاء الاصطناعي للتعلم المهني المستمر والنمو.
    • المشاركة في مجتمعات الممارسة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
    • المساهمة في تبادل المعرفة والبحث في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم.

التقدم داخل الإطار:

يحدد إطار الذكاء الاصطناعي ثلاثة مستويات من التقدم:

  • الاكتساب Acquisition: فهم أساسي لمفاهيم الذكاء الاصطناعي والمبادئ الأخلاقية.
  • التعميق Deepening: القدرة على تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في التدريس والدعوة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
  • الإبداع Creation: القدرة على تصميم تجارب التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمساهمة في ابتكار الذكاء الاصطناعي في التعليم.

ويمكن القول أن الإطار يهد\ف إلى تمكين المعلمين من أن يصبحوا عوامل فاعلة في تشكيل ودمج الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وفالية في التعليم، مما يضمن أن يعمل الذكاء الاصطناعي كقوة للتحول الإيجابي في التعليم والمجتمع.

هناك بعض التحديات التي يجب مراعاتها عند تنفيذ المخططات الإطارية، بما في ذلك:

  • الحاجة إلى تدريب المعلمين على الكفاءات المحددة الموضحة في المخططات الإطارية.
  • الحاجة إلى توفير الموارد ودعم البنية التحتية اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم.
  • الحاجة إلى ضمان أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية.

بشكل عام، تعد المخططات الإطارية الأولية للكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي للمعلمين خطوة إيجابية نحو دعم قدرات المعلمين على توظيف الذكاء الاطناعي في التعليم والتنمية المهنية.

ويجب أن لا يتوقف مجهود المنظمات الدولية على إصدار إطار بكفاءة استخدام الذكاء الاصطناعي للمعلين ، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم وضع برامج تدريبية وعلاجية ليكون لدى المعلمين مهارات تقنية قوية للتفاعل مع الأدوات والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. يجب أن يكونوا قادرين على استخدام أنظمة التعلم الآلي والتعامل مع الواجهات الذكية والتفاعل مع الروبوتات التعليمية ومنصات التعلم الذكية الأخرى، وإلا سيكون هذا الإطار مجرد تصور خيالي غير قابل للتحقيق.

علاوة على ذلك، ينبغي للمعلمين أن يكونوا قادرين على تفسير وتحليل البيانات التي تولدها تقنيات الذكاء الاصطناعي. يجب أن يكونوا قادرين على استخدام الأدوات والبرامج لتحليل البيانات التعليمية وفهم أداء الطلاب واحتياجاتهم وتوجيهاتهم المستقبلية.

أيضًا، تشمل الكفاءة الرقمية للمعلمين في استخدام الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل مع الطلاب والمجتمع التعليمي بشكل فعال. يمكن للمعلمين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب تعليمية مخصصة وشخصية للطلاب، وتوفير ردود فعل فورية ومحفزة، وتوفير دعم مستمر ومتابعة دقيقة للتقدم التعليمي للطلاب.

أخيرًا، يجب أن يكون للمعلمين القدرة على التفكير النقدي والتقييم النقدي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم. يجب أن يكونوا قادرين على تحليل فوائد وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي، وضمان توافر الأخلاق والأمان والخصوصية في استخدام التكنولوجيا.

نستخلص مما تقدم أنه يمكن أن يكون للمعلمين الكفاءة الرقمية في ضوء استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم عندما يكونوا قادرين على فهم واستخدام التكنولوجيا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات التعليمية، وتوفير تجربة تعليمية مخصصة وفعالة، والتفاعل مع الطلاب والمجتمع التعليمي بشكل فعال، ويمتلكون مهارات التفكير النقدي والقدرة على تقييم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بشكل منهجي.

المراجع:

  1. Bećirović, S. (2023). Fostering Digital Competence in Teachers: A Review of Existing Frameworks. Digital Pedagogy. Springer. doi: 10.1007/978-981-99-0444-0_5
  2. European Commission. (2017). DigCompEdu: The Digital Competence Framework for Educators. Retrieved from https://ec.europa.eu/jrc/en/digcompedu
  3. Falloon, G. (2020). From digital literacy to digital competence: the teacher digital competency (TDC) framework. Education Tech Research Dev, 68(5), 2449–2472.
  4. Ferrari, A. (2013). DIGCOMP: A Framework for Developing and Understanding Digital Competence in Europe. Retrieved from https://ec.europa.eu/jrc/en/digcomp
  5. Hatlevik, O. E., & Hatlevik, I. K. R. (2018). Digital Competence in the Norwegian Teacher Education and Schools. Scandinavian Journal of Educational Research, 62(2), 285-301.
  6. international Conference on Artificial Intelligence and Education (2019). Beijing Consensus on Artificial Intelligence and Education. Retrieved from https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000368303
  7. Ng, D. T. K., Leung, J. K. L., Su, J., Ng, R. C. W., & Chu, S. K. W. (2023). Teachers’ AI digital competencies and twenty-first century skills in the post-pandemic world. Education Tech Research Dev, 71(1), 137–161
  8. Romero-García, C., Buzón-García, O., & de Paz-Lugo, P. (2020). Improving Future Teachers’ Digital Competence Using Active Methodologies. Sustainability, 12(18), 7798.
  9. UNESCO (4 December 2023). AI competency frameworks for school students and teachers. Retrieved from https://www.unesco.org/en/digital-education/ai-future-learning/competency-frameworks
  10. Voogt, J., & Pareja Roblin, N. (2012). A comparative analysis of international frameworks for 21st century competences: Implications for national curriculum policies. Journal of Curriculum Studies, 44(3), 299-321.
  11. Vuorikari, R., Kluzer, S., & Punie, Y. (2022). DigComp 2.2: The Digital Competence Framework for Citizens – With new examples of knowledge, skills and attitudes. . doi: 10.2760/115376
  12. Vuorikari, R., Punie, Y., Carretero Gomez, S., & Van den Brande, G. (2016). DigComp 2.0: The Digital Competence Framework for Citizens. Update Phase 1: The Conceptual Reference Model. Publications Office of the European Union.
  13. الإطار الأوروبي للكفاءة الرقمي للمعلمين ( النسخة العربية ) : https://joint-research-centre.ec.europa.eu/system/files/2022-05/DigCompEdu-%20Arabic%20-%20YU.pdf
  14. اليونسكو (2023). التقرير العالمي لرصد التعليم 2023 : التكنولوجيا في مجال التعليم : أداةٌ وفق أيّ شروط؟. استرجع من https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000386165_ara

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات