قراء في كتاب Handbook of Research on Educational Communications and Technology

مراجعة : د. مصطفى جودت صالح.

أقوم اليوم بإعادة قراءة لكتابين لا كتاب واحد ، هما في الواقع طبعتين لكتاب لكن كل طبعة تصلح أن تعتبر كتابا مستقلا ، الكتاب هو :

Handbook of Research on Educational Communications and Technology

 

والحديث عن طبعتين محددتين من الكتاب هما الطبعة الثالثة والطبعة الرابعة ووصفهما الببليوجرافي كما يلي :

Spector, J. Micheal M.; David Merrill, Jeroen Van Merrienboer, and Marcy P. Driscoll (2007). Handbook of Research For Educational Communications and Technology, 3rd edition. Routledge/Taylor & Francis Group.

Spector J. Michael, M. David Merrill, Jan Elen & M. J. Bishop (eds.) (2013) Handbook of Research on Educational Communications and Technology, Springer,

وأعتقد من السهل على الباحثين الحصول على الطبعة الرابعة لأن ناشرها هو Springer وتوجد منها نسخة كاملة رقمية على موقعه يمكن تحميلها سواء من شبكة المجلس الأعلى للجامعات في مصر ، أو من مكتبة الأسكندرية ، أو من شبكة المكتبات السعودية .

العمل بشكل عام موسوعي والفرق الحقيقي بين الطبعتين هو في تطور المفاهيم ، ونقاط الاهتمام ، فإن رأيت قائمة المحتويات لكلا الطبعتين لشعرت أنك أمام عملين مختلفين بنسبة تزيد عن ال 75% ، هذا بالنسبة للموضوعات ، لكن التحديث الداخلي أكبر وأكثر عمقا.

إن الطبعة الثالثة من الكتاب والصادرة في نهاية عام 2007 صدرت برعاية الجمعية الأمريكية للاتصال وتكنولوجيا التعليم ، وهذه الطبعة عمدت إلى توسيع نطاق المعالجة الخاصة بالطبعة السابقة لها فيما يخص القضايا المعاصرة لمجال الاتصال وتكنولوجيا التعليم.
 
تم تنظيم هذا الدليل الإرشادي في سبعة أقسام،جمعت بين العناصر التالية لهذا المجال المتغير بسرعة: الأسس النظرية، تكنولوجيا الأجهزة والمعدات، وتكنولوجيا البرامج والتطبيقات، والتصميم التعليمي، والاستراتيجيات التعليمية، وتصميم الرسالة التعليمية، ومناهج البحث في تكنولوجيا التعليم. وقد أشار المحرر في مقدمته أنه تم تحديث جميع الفصول، وبعضها على نطاق واسع. كما تم استحداث فصول الجديدة منها تلك المتعلقة بالتعليم المبرمج، والإدراك اليومي والتعلم المناسب situated learning، وعلم النفس الإيكولوجي، والتعلم القائم على الإنترنت، ومراكز مصادر التعلم بالمكتبات، ومختبرات اللغات الأجنبية، والعوالم المصغرة Micro Worlds، والتصميم التعليمي “الآلي” automated instructional design، والتلمذة الصناعية المعرفية، والمساعدات التعليمية القائمة على الحالات، والتحليل التخاطبي. وتتضمن جميع المقالات / الفصول مراجع وإحالات مرجعية ثرية.

وقد استهدف هذا العمل طلاب الدراسات العليا والأساتذة والمصممين التعليمية والباحثين في مجال الاتصالات والتكنولوجيا التعليمية.

والقارئ لهذه الطبعة سيلاحظ موضوعات ربما قرأ عنها لأول مرة ، وموضوعات أخرى اندثرت ، أو لم تعد مطروقة مثل التعليم المبرمج .

توسعت الطبعة الرابعة من هذا العمل المرجعي المتميز توسعا ملحوظا  عن الإصدارات الثلاثة السابقة لها، حيث قدمت تحديثا شاملا فيما يتعلق  بالتكنولوجيات التعليمية الجديدة والناشئة. وقد تم استبعاد كثيرر من الموضوعات في الطبعات السابقة ( ولهذا اخترت أن أعرض لكم الطبعتين لاختلافهما ) ، كما سنلاحظ جليا أن معظم الفصول التي ظلت عناوينها إعيد كتابتها بالكامل لتتماشى مع التطورات الحاصة كالتعليم المبني على الكمبيوتر و التعليم عبر الشبكات، كما تم التوسع في بعض الموضوعات كتكنولوجيا الاتصال ، وتحديث أغلب البيانات الواردة في الفصول الأخرى، كما نلاحظ أنه تمت إضافة فصول جديدة تتعلق بمنهجيات البحث في مجال التكنولوجيا التعليمية بسبب اهتمامات القراء ، حيث تضمنت منهجيات البحث وتطبيقاتها في تكنولوجيا التعليم . يحتوي كل فصل على قائمة استشهادات مرجعية ، ومصادر مقترحة، ويشترك في كتابة فصول العمل شخصيات تعد من الرواد في مجالات تخصصهم؛ وقد أعجبت بشكل شخصي بالإضافات التي شهدها الجزء الخاص بالتصميم التعليمي ، كذلك الجزء الخاص بمناهج البحث حيث أنه ميز بين بحوث التصميم التعليمي وبحوث التصميم والتطوير في تكنولوجيا التعليم ، .

تقسم هذه الطبعة بشكل عام إلى 9 اقسام بدءا بـ الأصول Foundations ، وأنصح الباحثين قراءة فصلين تحديدا في هذا الجزء هما : Research Paradigms and Perspectives on Learning ، Research-Based Instructional Perspectives  ، والقسم الثاني خاص بالمنهجيات Methods وقد أفرد بحوث الفعل في محور مستقل ، كما ميز بين البحوث الكمية والكيفية في تكنولوجيا التعليم وبين كيفية ضبط أدوات البحوث الكمية وأعطى أمثلة عليها، والجزء الثاني خاص بالقياس والتقويم Assessment and Evaluation ومن أكثر الفصول التي أعجبتني فيه هو تقييم الكفايات المتعلقة بالحاسبات وتكنولوجيا المعلومات Evaluation of ICT Competencies ، كما تفرد هذا الجزء كذلك بمجال يعد حديث نسبيا في تكنولوجيا التعليم وهو  التعلم المقاد بالبيانات ، أو اتخاذ القرار التعليمي بناءا على البيانات ، وهنا أنصح بقراءة الفصل ، Data-Driven Decision Making in the K-12 Classroom .
الجزء الرابع تناول استراتيجيات التعليم ، ويلاحظ أعادة كتابة للفصل الخاص بتصميم الرسالة التعليمية ، كذلك الفصل الخاص بالتعلم عبر الوسائل المتعددة Multimedia Instruction  ، وأنصح بقراءة الفصل الخاص بدعامات التعلم بعد تحديثه وهو بعنوان Scaffolding: Definition, Current Debates, and Future Directions .
تناول الجزء الخامس من العمل نماذج واستراتيجيات خاصة بالمجال ( مبنية على مجال التعلم ) ، كتكنولوجيا التعليم في العلوم الاجتماعية ، وتكنولوجيا التعليم في تعليم الفنون .
وتناول الجزء السادس من العمل التصميم التعليمي رغم أن عنوانه لم يكن التصميم التعليمي بل كان عنوانه عبارة عن المراحل الثلاثة الأخيرة من النموذج العام ADDIE ، وهي Design, Planning, and Implementation  لكن جميع الموضوعات تحته تناولت التصميم التعليمي ، ولعل الهدف من هذه التسمية هو استبعاد مرحلة التحليل ، ومرحلة التطوير من الفصل ، ومن أكثر الفصول التي قد تستهوي القارئ والباحث على حد سواء فصل يتناول أعداد اخصائي التصميم التعليمي Preparing Instructional Designers: Traditional and Emerging Perspectives ، وهو يتطرق للاتجاهات المستقبلية في إعداد المصمم التعليمي.

تطرق الجزء السابع التقنيات الحديثة ، أو المستحدثات التكنولوجية ، ورغم أنه لم يحصرها إلا أني أعتقد على المستوى الشخصي أن هذا الجزء من أكثر الأجزاء التي تشهد إقبالا في الكتاب وأعجبني فيه فصل خاص باستخدام الألعاب التعليمية الذكية Smart Toy Based Learning وهو لا يتكلم عن عملية اللعب Game بل على اللعبة ذاتها، فضل عن وجود فصول خاصة بالواقع المعزز ، واستخدامات الكتب الإلكترونية في التعليم وغيرها من المستحدثات.

الجزء الثامن تناول دمج التكنولوجيا Technology Integration ومن أكثر الفصول اتساقا الفصل الخاص بتكامل التكنولوجيا في المدرسة ، كما يتميز هذا الجزء بفصل هام يتناول أساليب تقييم الجاهزية والمهارات التكنولوجية Measuring Technology Readiness and Skills، وأعتقد أن هذا المجال تحديدا ناقشته في عديد من حلقات البحث وقد لاقى اعتراض من البعض ، وأعتقد بعد قراءة هذا الفصل سيتضح أنه مجال أصيل من مجالات البحث العلمي في تكنولوجيا التعليم .

أما الجزء الأخير فخاص بنظرة مستقبلية للمجال .
أنصح بشدة بقراءة هذا العمل المتميز .
والله ولي التوفيق

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات