تخطيط الدروس باستخدام الذكاء الاصطناعي

إعداد د. مصطفى جودت صالح

إذا كنت معلما فقد واجهت في الغالب طلبا من مدير المدرسة بأن تحل محل زميل لك غائب لصف دراسي لم تقم بتدريسه من قبل، وبالطبع أول ما ستشرع بالبحث عنه هو ما خطة الدرس الذي يفترض أن تدرسه بدل زميلك الغائب. لعل الصورة النمطية التي تظهر لنا في الأفلام هي دخول المدرس – البديل – إلى الفصل وطلبه من الطلاب عدم إصدار صوت وأن يفتح كل واحد منهم شيئا يقرأه، أو ربما يطلب منهم قراءة الدرس من الكتاب وعقد مناقشة حوله، هذا بالتأكيد سلوك غير صحيح، ولو تصورنا أن المدرسة لديها أرشيف بخطط الدروس للمعلمين بها يمكن الرجوع إليها فإن موقف المعلم في هذه الحالة سيكون أفضل كثيرا. ويواجه المعلم حديث الخبرة مواقف مشابهة فأول ما يطلبه من زملائه الأقدم حين يستلم مهمة تدريس فصل ما هو دفتر التحضير – خطط الدروس – الخاص بهم وفي الغالب يقوم باستنساخها في العامين الأولين له وتقليدها بشكل كبير إلى أن يكتسب خبرة عملية في إعداد خطط الدروس بنفسه، علما بأن جميع المعلمين من خريجي كليات التربية قد درسوا طريقة إعداد خطط الدروس نظريا وعمليا من خلال التربية العملية. لكن تقريبا كل معلم جديد يواجه نفس الموقف.

تعتبر عملية التخطيط الدراسي جزءًا أساسيًا من عمل المعلمين للمراحل الدراسية المختلفة، حيث يقومون بتصميم وتنظيم الدروس والأنشطة التعليمية التي تلبي احتياجات ومتطلبات الطلاب. إذا كنت ترغب في أن تكون جيدا له تأثير إيجابي، فإن التخطيط الجيد سيصبح جزءًا من أدواتك. فلا ينبغي أن نتعامل مع الخطة الدرس باعتبارها نموذج موحد يناسب الجميع، بل يتعامل المعلم الخبير مع كل درس في ضوء عديد من المتغيرات منها المحتوى والأدوات والوسائل المتاحة وخصائص الطلاب وعدد من العوامل الأخرى التي تتحكم في شكل الخطة. أي أن المعلم يجب أن يكون له القدرة على تحديد الاحتياجات وتحليل بيئة التعلم وخصائص المتعلمين ويشمل عمله كذلك توقع ردود فعل الطلاب وعديد من العوامل الأخرى تتداخل لإنتاج خطة الدرس الجيدة.

في السنوات الأخيرة، ظهرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بقوة في مختلف المجالات، وتأثيرها لم يقتصر على صناعة التكنولوجيا فحسب، بل استخدمت أيضًا في التعليم لتحسين عملية التخطيط الدراسي وتعزيز جودة التعليم. لعل الميزة النسبية في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هي قدرة خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحليل عدد غير محدود من المدخلات ومعالجتها حسب قواعد معدة مسبقا وصولا إلى نماذج محددة.

يستخدم الذكاء الاصطناعي في عملية التخطيط الدراسي لتوفير مجموعة متنوعة من الأدوات والتطبيقات التي تساعد المعلمين في تصميم الدروس بفعالية وكفاءة عالية. حيث يتم استخدام البيانات والخوارزميات الذكية لتحليل احتياجات الطلاب واستيعاب أساليب التعلم المختلفة وتقديم توصيات وتوجيهات لتصميم الدروس المناسبة.

ما المهام التي يقوم بها المعلمون في تخطيط دروسهم ؟

عملية تخطيط الدروس تشمل خطوات منهيجة ثابتة ومهام محددة يقوم بها المعلم ورغم ثبات تلك الخطوات فإنها جميعها يقوم على عوامل الخبرة والقدرات المعرفية والأكاديمية للمعلم فكلما زادت خبرة المعلم زادت قدرته على تخطيط دروسه بشكل أفضل يستقرئ فيه الواقع ويستشرف أنسب الطرق لتحقيق المخرجات المطلوبة. ومن المهام التي يقوم بها المعلم لتخطيط الدرس بشكل جيد:

1. تحديد أهداف الدرس:

  • تحديد أهداف التعلم بشكل واضح ومحدد وقابل للقياس.
  • ربط أهداف الدرس بالأهداف العامة للمنهج الدراسي.
  • مراعاة مستوى الطلاب وقدراتهم واحتياجاتهم عند تحديد الأهداف.

2. اختيار المحتوى:

  • اختيار المحتوى المناسب لأهداف الدرس ومستوى الطلاب.
  • تنظيم المحتوى بشكل منطقي وتسلسلي.
  • مراعاة تنوع المحتوى وتضمنه لأنشطة تناسب مختلف أنماط التعلم.

3. اختيار استراتيجيات التدريس:

  • اختيار استراتيجيات التدريس المناسبة لأهداف الدرس ومحتوى الدرس ومستوى الطلاب.
  • استخدام مزيج من استراتيجيات التدريس لتحفيز الطلاب وجعلهم مشاركين في العملية التعليمية.
  • مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب عند اختيار استراتيجيات التدريس.

4. تصميم الأنشطة:

  • تصميم أنشطة متنوعة تتناسب مع أهداف الدرس ومحتوى الدرس ومستوى الطلاب.
  • ربط الأنشطة بأهداف الدرس ومحتوى الدرس.
  • مراعاة احتياجات الطلاب وقدراتهم عند تصميم الأنشطة.

5. تحضير المواد والأدوات:

  • تحضير جميع المواد والأدوات اللازمة للأنشطة.
  • التأكد من جودة المواد والأدوات وتناسبها مع مستوى الطلاب.
  • توفير المواد والأدوات للطلاب قبل بدء الدرس.

6. تقييم الدرس:

  • تحديد معايير تقييم الدرس.
  • استخدام أدوات تقييم مناسبة لقياس مدى تحقيق أهداف الدرس.
  • تحليل نتائج التقييم لتحديد نقاط القوة والضعف في الدرس.
  • استخدام نتائج التقييم لتحسين الدرس في المرات القادمة.

بالإضافة إلى هذه المهام، هناك بعض الجوانب التي يحرص عليها المعلم الخبير للوصول إلى التخطيط الجيد:

  • البدء بالتخطيط مبكرًا: ابدأ بالتخطيط للدرس قبل موعده بوقت كافٍ.
  • الاستفادة من الخبرات السابقة: راجع خطط الدروس السابقة واستفد منها عند تخطيط درس جديد.
  • التعاون مع زملاء العمل: تبادل الأفكار مع زملاء العمل حول خطط الدروس.
  • الاستفادة من الموارد المتاحة: استفد من الموارد المتاحة على الإنترنت وفي المكتبات لتخطيط الدروس.
  • التقييم المستمر: قم بتقييم خطط الدروس بشكل مستمر وإجراء التعديلات اللازمة.

وتعد عملية تخطيط الدرس عملية مستمرة تتطلب التعديل والتطوير. ويعتمد المعلم على عدد من الأدوات المساعدة في تخطيط الدروس لعلم أهمها:

  • نماذج خطط الدروس: هناك العديد من نماذج خطط الدروس المتاحة على الإنترنت وفي المكتبات.
  • برامج تخطيط الدروس: هناك العديد من البرامج الإلكترونية التي يمكن استخدامها لتخطيط الدروس.
  • مواقع الويب التعليمية: هناك العديد من مواقع الويب التعليمية التي تقدم موارد مفيدة لتخطيط الدروس، مثل المنتديات الخاصة بالمعلمين وشبكات التواصل الاجتماعي، والمكتبات الرقمية.

لماذا نستخدم الذكاء الاصطناعي في تخطيط الدروس؟

منذ جائحة كورونا 2019، شهد العالم عديد من التغييرات التي أثرت على نظامنا التعليمي بدوره، مثل الاعتماد الكبير على التكنولوجيا واعتماد التعلم عن بعد والتعليم المدمج. ثم جاء الذكاء الاصطناعي الذي جعل التعليم لدينا أكثر كفاءة وفعالية بشكل متزايد. كما وفر للطلاب تجربة تعلم جيدة. ويمكن أن يوفر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم نهجًا جديدة للتدريس والتعلم ويساعد المعلمين على تبسيط عملهم حتى يكونوا أكثر فعالية. ولا جدال في أن الذكاء الاصطناعي يغير المشهد التعليمي ولديه القدرة على مساعدة المعلمين في تعليم الطلاب، كما يمكن للطلاب التعلم بطريقة مشوقة ومحفزة عبر بيئات التعلم الذكية لكن الأمر يتعدى تقديم بيئة تعلم ذكية إلى توفير أدوات للذكاء الاصطناعي موجهة للمعلمين تساعدهم في عديد من مهامهم الوظيفية ولعل أبرزها تخطيط دروسهم لتحقيق عدد من النقاط منها:

  1. توفير الوقت والجهد: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والمعلومات بشكل سريع ودقيق، مما يسهم في توفير الوقت والجهد الذي يستغرقه المعلمون في تحضير الدروس وتخطيطها يدويًا. كما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي أتمتة عملية إنشاء خطط الدروس نفسها عبر تطبيقات خاصة والتي تقوم بدورها بإنشاء المحتوى، واقتراح طرق تدريس ملائمة، وربما اختيار أساليب تقييم نتائج التعلم، تقلل هذه الأدوات بشكل ملحوظ الوقت الذي يقضيه المعلمون في التخطيط، مما يسمح لهم بالتركيز على جوانب أخرى أكثر أهمية.
  2. التغلب على عامل الخبرة: من المشكلات التي يواجهها المعلم حديث الخبرة هي مشكلة تخطيط الدروس مما يلجئه أحيانا إلى استخدام مخططات لمعلمين أكثر خبرة كما هي، لكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي سيصبح لدى المعلم مستشار خبير يساعده على تخطيط دروسه بالشكل الأمثل.
  3. تخصيص التعلم: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل احتياجات الطلاب ومستوياتهم واستيعاب أساليب التعلم المختلفة، وبناءً على ذلك، يقدم توصيات حول تصميم المحتوى المناسب لكل طالب وفقا لنمط تعلمه وخصائصه المعرفية، مما يساعد على تحقيق فعالية أكبر في التعلم.
  4. تحفيز الإبداع لدى المعلمين: حيث يمكن للمحتوى الذي تنتجه أدوات الذكاء الاصطناعي أن تحفز الإبداع لدى المعلمين من خلال تزويدهم بمواد تدريس متنوعة ومبتكرة. تلهم هذه الأدوات المعلمين لتصميم دروس تكون ذات مواصفات متقدمة من على المستوى الأكاديمي والإبداعي في نفس الوقت، مما يلفت انتباه الطلاب ويشجع على المشاركة النشطة.
  5. تعزيز التفاعل والمشاركة: إلحاقا بالنقطة السابقة فإنه يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام تقنيات التفاعل مثل الألعاب التعليمية والمسابقات والاستطلاعات لجعل الدروس أكثر تفاعلية ومشاركة، مما يساهم في إشراك الطلاب وتعزيز تركيزهم وتفاعلهم في عملية التعلم. ويعد ذلك فرصةكبيرة للمعلمين لاختيار أساليب تدريس نشطة.
  6. تقييم مستوى التعلم: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أداء الطلاب وتقديم تقارير مفصلة حول تقدمهم ونجاحهم في الدروس المختلفة. هذا يمكن المعلمين من تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لكل طالب وتكييف التعليم وفقًا لذلك.

أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تخطيط الدروس

تطبيق Knewton:

https://d3.harvard.edu/platform-digit/submission/knewton-personalizes-learning-with-the-power-of-ai/

إحد التطبيقات الشهيرة للذكاء الاصطناعي في التعليم. يقوم Knewton بتحليل أداء الطلاب واحتياجاتهم ويقدم توصيات حول الموارد التعليمية المناسبة وطرق التدريس لتحقيق أقصى استفادة من التعلم.

كيف يمكن للمعلمين الاستفادة من Knewton في تخطيط دروسهم؟

  • إنشاء خطط دروس مخصصة: يمكن لـ Knewton إنشاء خطط دروس مخصصة لكل طالب بناءً على نقاط قوته وضعفه وأسلوب تعلمه.
  • تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب: يمكن لـ Knewton تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب في كل موضوع.
  • تقديم محتوى تعليمي تفاعلي: يقدم Knewton محتوى تعليمي تفاعليًا يُبقي الطلاب مشاركين.
  • تقييم تقدم الطلاب: يمكن لـ Knewton تقييم تقدم الطلاب بشكل مستمر وتقديم ملاحظات في الوقت المناسب.
  • توفير الوقت والجهد: يمكن لـ Knewton توفير الوقت والجهد للمعلمين من خلال مهام مثل تصحيح الاختبارات تلقائيًا وإنشاء أوراق عمل مخصصة.

مميزات Knewton:

  • مخصص لكل طالب: يأخذ Knewton في الاعتبار نقاط القوة والضعف وأسلوب التعلم لكل طالب لإنشاء تجربة تعليمية مخصصة.
  • تفاعلي: يقدم Knewton محتوى تعليمي تفاعليًا يُبقي الطلاب مشاركين.
  • سهل الاستخدام: Knewton سهل الاستخدام للمعلمين والطلاب، حيث يمتلك التطبيق واجهة تفاعل سهلة التعامل تراعي خبرات المستخدم.
  • شامل : يمكن استخدام Knewton في جميع مستويات التعليم، ومع مختلف المواد الدراسية.

عيوب Knewton:

  • التكلفةالمرتفعة: Knewton هو تطبيق مدفوع، وتكلفته مرتفعة نسبيا خصوصا بالنسبة لمدارس دول الشرق الأوسط وإفريقيا.
  • صعوبة التكامل مع أنظمة أخرى: لا يدعم التطبيق معيار IMS ولا يتكامل Knewton مع أنظمة إدارة التعلم، بشكل عام وبالتالي يستلزم التفاعل المباشر معه.
  • الاعتماد على التكنولوجيا: لا يعمل النظام منفردا بل يعتمد على بنية تكنولوجية مناسبة توفرها المدارس، وتوافر بيانات ناتجة عن أنظمة أخرى آلية تتيح بينات تخص المتعلمين والمحتوى وهو ما قد لا تستطيع عديد من المدارس توفيره.

منصة DreamBox Learning:

هي منصة تعليمية ذكية مصممة لمساعدة المعلمين في تخطيط وتقديم دروس أكثر فعالية. يعتمد DreamBox على تقنية الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعلم لكل طالب بناءً على نقاط قوته وضعفه وأسلوب تعلمه.

https://www.dreambox.com/resources/guides/adaptive-learning

إمكانيات DreamBox Learning فيما يتصل بتخطيط الدروس:

  • إنشاء خطط دروس مخصصة لكل طالب.
  • تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب.
  • تقديم محتوى تعليمي تفاعلي.
  • تقييم تقدم الطلاب.

كما يحلل DreamBox Learning أداء الطلاب ويقدم أنشطة وممارسات تعليمية تتوافق مع مستواهم وتحفزهم على التعلم. ولكن عيوب هذه المنصة تشبه عيوب تطبيق Knewton في كثير من الجوانب لعل أهمها ارتفاع التكلفة وعدم التكامل مع أنظمة إدارة التعلم المستخدمة بالمدارس واحتياجه لبنية تكنولوجية تحتية متقدمة.

منصة Smart Sparrow:

هي منصة للتعلم التكيفي تسمح Smart Sparrow للمعلمين بتصميم وإنشاء محتوى تعليمي مخصص وتفاعلي باستخدام الذكاء الاصطناعي. يمكن للتطبيق تحليل استجابات الطلاب وتقديم ردود فعل فورية وإرشادات للمساعدة في تحقيق التعلم الفعال. لعلم أبرز مميزات تلك المنصة هي تزويدها بأدوات سحابي لتطوير المحتوى بطريقة بصرية تعتمد في مجملها على سحب العناصر وإسقاطها في سياقات مختلفة بناءا على أداء الطلاب ومسارات التعلم المخصصة. والمنصة تقدم خدمة مدفوعة وتقدم تكامل نسبي مع أنظمة إدارة التعلم.

في عام 2013، حددت وثيقة تعليمية تعليمية بعنوان “تعلم التكيف: حالة لتسريع التعلم التكيفي في التعليم العالي LEARNING TO ADAPT: A Case for Accelerating Adaptive Learning in Higher Education” منصة سمارت سبارو باعتبارها واحدة من ستة مزودي منصات التعلم التكيفي “البارزين”. أشارت الورقة نفسها، وهي جزء من دراسة مولتها مؤسسة بيل وميليندا جيتس، إلى تأثير منصة سمارت سبارو على زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس والحد من التسرب.وتشير دراسات أخرى إلى أثر استخدام المنصة في توفير الوقت اللازم للتعلم . ومنذ عام 2013، أصبحت المنصة أساسًا للشبكة الوطنية الأسترالية لمهارات التعليم والتدريب في مجال الطب الحيوي، وتم دمجها في مقررات التعليم العالي في تخصصات مختلفة في جامعات الولايات المتحدة وأستراليا. بحلول وقت لاحق من نفس العام، تم نشر سمارت سبارو في المدارس الثانوية الأسترالية، كجزء من شراكة تعاونية مع الجامعات الأسترالية لتحسين مشاركة الطلاب في الرياضيات والعلوم.

منصة Cognii:

تقدم Cognii تطبيقًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير تعليم قائم على الحوار. يسمح للطلاب بالتفاعل مع واجهة دراسية تعتمد على المحادثة وتوفر توجيهات وإرشادات شخصية لمساعدتهم في التعلم. كما يقدم Cognii مساعد للتعلم الافتراضي، وهو روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي ويعد هو روبوت المحادثة الوحيد حاليا الموجه للتعليم.

https://www.cognii.com

تطبيق Education Copilot

يعد تطبيق Education Copilot واحدًا من أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لتصميم المواد الدراسية وخطط الدروس. يستخدم البرنامج الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى التعليمي الصفي. كما يمكنك استخدامه لإنشاء خطط الدروس ومخططات المشروعات وكتابة المطالبات وتقارير الطلاب والمزيد. تعتبر هذه الأداة رائعة فيما يتصل بتوفير الوقت في تخطيط الدروس لكل فصل دراسي. كما أنها أداة مثالية لإنشاء تجارب تعليمية مخصصة للطلاب.

وتمثل Education Copilot مجموعة من الأدوات والتطبيقات المبتكرة التي تساعد في تحسين تجربة التعلم والتدريس على حد سواء . ومن أهم الأدوات التي تتيحها ما يلي:

  1. مخطط الدروس الذكي (AI Lesson Planner):
    • يقوم بإنشاء خطط دروس منظمة ومحددة لأي موضوع أو مفهوم ببضع نقرات فقط.
    • يساعد المعلمين في توفير الوقت والجهد في تحضير الدروس.
  2. المواد التعليمية (Educational Handouts):
    • يتيح للمعلمين إنشاء مواد تعليمية مخصصة وموجهة لمواضيع معينة بسرعة.
    • يعزز فهم الطلاب من خلال الموارد التعليمية الإضافية.
  3. القوالب والموارد (Templates and Resources):
    • يوفر قوالبًا جاهزة لخطط الدروس والتحفيزات الكتابية والمواد التعليمية الأخرى.
    • يساعد في تبسيط عملية التخطيط والتحضير.

ويمكن استخدام لك الخدمة مجانا لفترة تجريبية تصل إلى 30 يوم، وتتيح اشتراكا مدفوعا سواء على مستوى المعلمين أو المؤسسة التعليمية ككل. ويعد Education Copilot هو التطبيق الوحيد الموجه تحديدا لخدمة تخطيط الدروس وإنشاء المحتوى.

تطبيق Promethean ActivInspire

يوفر Promethean ActivInspire برنامجًا لتصميم الدروس التفاعلية يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل واستيعاب استجابات الطلاب. يمكن للمعلمين تكييف الدروس وفقًا لاحتياجات الطلاب وتقديم تجارب تعليمية شخصية، وهو البرنامج الوحيد الموجه لدعم منظومة العرض التفاعلي في الفصول التفاعلية بالمدارس وهو معد في الأساس لدعم السبورة التفاعلية المقدمة من نفس الشركة.

تحديات استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في تخطيط الدروس

على الرغم من الفوائد المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الدراسي، إلا أن هناك بعض التحديات التي يمكن أن يواجهها المعلمون في تبني هذه التقنية. ومن بين هذه التحديات:

  1. توافر الموارد التكنولوجية المناسبة: يحتاج استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الدراسي إلى توافر موارد تكنولوجية وبرمجيات متقدمة، وبنية معلوماتية ملائمة. يمكن أن تكون هذه الموارد مكلفة وتحتاج إلى تحديثات وصيانة منتظمة. قد يكون من الصعب على بعض المدارس والمعلمين توفير هذه الموارد بشكل كافٍ.
  2. التكيف والتدريب: يحتاج المعلمون إلى التكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وفهم كيفية استخدامها في التخطيط الدراسي. يتطلب ذلك التدريب والتعلم المستمر للتعرف على أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها بشكل فعال في سياق التعليم. وقد عمدت عديد من المؤسسات إلى وضع أطر للكفاءة الرقمية للمعلمين لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي – وهو موضوع مقال سابق – الرابط
  3. مقاومة التغيير: قد يواجه المعلمون مقاومة من بعض الزملاء أو الإدارة في تبني التكنولوجيا الجديدة. يجب تشجيع المعلمين على التغلب على هذه المقاومة والاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي في تخطيط الدروس.
  4. الاعتمادية والخصوصية: قد تثير استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي قضايا الاعتمادية والخصوصية. يجب أن يكون هناك ثقة في جمع وتحليل البيانات الشخصية للطلاب وحماية هذه البيانات من الوصول غير المصرح به.
  5. القدرة على التخصيص: يشكل تخصيص التعلم على مستوى الأفراد تحديا كبيرا. حيث تحتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى تحليل كم كبير من البيانات لتقديم تعلم شخصي ومخصص لكل طالب. قد تكون هناك صعوبة في تحقيق هذا المستوى من التخصيص في بعض السياقات التعليمية.
  6. تأثير العامل البشري: قد يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الدراسي مخاوف المعلمين بشأن تأثيره على دورهم ووظائفهم. قد يشعرون بالقلق من أن التكنولوجيا قد تحل محلهم أو تقلل من دورهم في تصميم الدروس وتوجيه الطلاب.
  7. الافتقار إلى التفاعل البشري: يمكن أن يكون التفاعل البشري الحقيقي والتواصل الشخصي جزءًا هامًا من تجربة التعلم. قد يعاني بعض الطلاب من قلة التواصل والتفاعل الشخصي عند استخدام التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي، ويحتاج المعلمون إلى العمل على إيجاد طرق لتعزيز التفاعل البشري والتواصل في بيئة التعلم التكنولوجية.
  8. صعوبة مراقبة الجودة: يعد ضمان دقة وموثوقية المحتوى المولد أمر أساسي. يجب على المعلمين تقييم الناتج بشكل نقدي ومقارنته مع المصادر الموثوقة للحفاظ على جودة خطط الدروس الخاصة بهم. إي أن على المعلم أخضاع المحتوى المولد من الذكاء الاصطناعي للمراجعة المستمرة وهذا قد مثل فاقد على مستوى الجهد والوقت.
  9. الاستخدام الأخلاقي: يحتاج المعلمون إلى أن يكونوا على دراية بالآثار الأخلاقية لاستخدام المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي. يجب عليهم فهم قيود وتحيزات الخوارزميات، والتأكد من أن المواد التي يتم إنشاؤها شاملة وغير متحيزة وتحترم الثقافات والخلفيات المختلفة. وقد عمدت دول عديدة لبناء أطر للاستخدام الاخلاقي للذكاء الاصطناعي – تناول مقال سابق عرضا لإطار الاسترالي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المادرس- الرابط .
  10. تحيز الخوارزميات: تُدرب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على كميات هائلة من البيانات، وقد تحتوي هذه البيانات على تحيزات غير مقصودة – وأحيانا مقصود من الجهات المطورة لتلك الأنظمة- . لذلك، من المهم أن يكون المعلمون على دراية بإمكانية وجود تحيزات في المحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام هذه الأدوات، وأن يتخذوا خطوات للإعادة تحرير المحتوى في حالة وجود نماذج منها ضمن المحتوى.

هذه بعض التحديات التي يمكن أن يواجهها المعلمون في استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الدراسي. يجب على المؤسسات التعليمية والمعلمين التفكير في هذه التحديات والعمل على التغلب عليها بشكل فعال للاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم. وللتغلب على التحديات التي تواجه المعلمين في استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط لدروسهم، يمكن اتباع عدد من الاستراتيجيات التي قد تقلل من تلك التحديات وتساعد المعلمين على تخطيها:

  1. التدريب والتعلم المستمر: يجب أن يسعى المعلمون إلى تطوير مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التخطيط الدراسي. يمكنهم حضور ورش عمل ودورات تدريبية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، والاطلاع على موارد التعلم عبر الإنترنت. كما ينبغي عليهم مشاركة الزملاء والمجتمع التعليمي في تجاربهم ومعرفة أفضل الممارسات.
  2. الاستفادة من الخبرات الميدانية: يمكن للمعلمين أن يستفيدوا من تجارب المعلمين الآخرين الذين يستخدمون بالفعل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تخطيطهم الدراسي. يمكنهم التواصل مع هؤلاء المعلمين ومشاركة الخبرات والمشاكل والحلول. يمكن أيضًا زيارة المدارس التي تنجح في تبني التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتعلم من أفضل الممارسات المطبقة هناك.
  3. تعزيز الشراكات: يمكن للمؤسسات التعليمية العمل على بناء شراكات مع المتخصصين في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في التعليم، مثل مطوري البرامج وخبراء تحليل البيانات الكبرى وبيوت الخبرة مما ينعكس على تحسين فهم المعلمين لتلك التكنولوجيا والحصول على الدعم والمشورة في تنفيذ استراتيجيات التخطيط الدراسي بشكل فعال.
  4. تعزيز قبول التكنولوجي : يمكن الاستفادة من نماذج قبول التكنولوجيا في تقليل ” مقاومة التغيير” التي قد يواجهها تطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلفة مناحي العملية التعليمية.
  5. التركيز على تخصيص تجارب التعلم: يمكن للمعلمين العمل على توفير تجارب تعلم مخصصة لكل طالب باستخدام الذكاء الاصطناعي. يمكنهم استخدام أدوات وتطبيقات التعلم الذاتي التي توفر توصيات شخصية وتكييف المحتوى وفقًا لاحتياجات الطلاب. يجب أن يتم تحقيق التوازن بين التخصيص والتفاعل البشري لتوفير تجربة تعلم شاملة وفعالة.
  6. الاهتمام بالاعتمادية والخصوصية: يجب أن يكون للمعلمين اهتمام خاص بأمان البيانات والخصوصية عند استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التخطيط الدراسي. يجب عليهم التأكد من أن الأدوات والتطبيقات التي يستخدمونها تلتزم بمعايير الأمان والخصوصية وتحمي بيانات الطلاب بشكل صحيح.
  7. التواصل والتفاعل البشري: يمكن للمعلمين التركيز على تعزيز التفاعل البشري والتواصل في بيئة التعلم التكنولوجية. يمكنهم استخدام التكنولوجيا كأداة لتمكين التفاعل الشخصي والتواصل الفعال بين المعلم والطلاب. يمكنهم أيضًا تشجيع الطلاب على التعاون والتفاعل مع بعضهم البعض في سياق التعلم الرقمي.

كلمة أخيرة

يؤكد المقال الحالي على أهمية أن تكون لدى المعلم مهارات تخطيط الدروس والتي تعتبر من المهارات الأساسية لأي معلم والتي لا غنى عنها حتى الأن، وأن الذكاء الاصطناعي بتطبيقاته المختلفة ما هو إلا وسيلة معاونة للمعلم لتحسين قدرته على تخطيط الدروس و تقليل الوقت والجهد المستخدم في ذلك، ولا يوجد حتى الآن أداة أو تطبيق يمكنه أن يحل محل المعلم بشكل عامل في وضع خطة دراسية، لكن استخدام الذكاء الاصطناعي أضاف للمعلم قدرات جديدة منها القدرة على تصميم تعلم مخصص، كذلك اشتمال خطة الدرس على مسارات متعددة وربطها بأداء الطلاب وتفاعلاتهم عبر أنظمة إدارة التعلم، كما مكن المعلم من تحليل كم كبير من بيانات الطلاب وتقديم النصائح له لاختيار أفضل الطرق التي تناسب طلابه بشكل عام والنقاط المخصصة لكل نمط من هؤلاء الطلاب. لكن استخدام الذكاء الاصطناعي على جانب آخر طرح عدة تحديات أمام المعلمين والمؤسسات التربوية ، هذه التحديات يمكن التغلب على جانب كبير منها، وتخفيف آثار الجوانب الأخرى بتوظيف استراتيجيات محددة كالتدريب وعقد الشراكات وتوفير البنى التحتية الملائمة.

المراجع

Cu, B. H., & Fujimoto, T. (2022, August). AI Education for Middle/High School Level: A Proposal of a System that Supports Teachers to Design Their AI Lessons. In International Conference On Systems Engineering (pp. 12-20). Cham: Springer International Publishing.

Kehoe, F. (2023). Leveraging Generative AI Tools for Enhanced Lesson Planning in Initial Teacher Education at Post Primary. telji, 7(2), 172–182. doi: 10.22554/ijtel.v7i2.124

Pender, H.-L., Bohl, L., Schönberger, M., & Knopf, J. (2023). An AI-based lesson planning software to support competence-based learning. Editorial Universitat Politècnica de València. doi: 10.4995/HEAd22.2022.14599

Rougeaux, H., & Sharp, B. (2023). USING ARTIFICIAL INTELLIGENCE (AI) FOR LESSON PLAN (LP) DESIGN IN TEACHER EDUCATION. In ICERI2023 Proceedings (pp. 967-974). IATED.

Thompson, C., Spenceley, L., Tinney, M., Battams, E., & Solomon, A. (2024). The Ultimate Guide to Lesson Planning: Practical Planning for Everyday Teaching . Routledge. https://doi.org/10.4324/9781003385905

van den Berg, G., & du Plessis, E. (2023). ChatGPT and generative AI: Possibilities for its contribution to lesson planning, critical thinking and openness in teacher education. Education Sciences, 13(10),
998.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات