قراءة في – الإطار الأسترالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس

إعداد: د. مصطفى جودت صالح

في 5 أكتوبر 2023، وافق وزراء التعليم على مستوى الولاية والحكومة الفيدرالية على الإطار الأسترالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس .وحسب مقدمة الإطار فإن الغرض من الإطار الأسترالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس هو تقديم إرشادات حول فهم الذكاء الاصطناعي التوليدي واستخدامه والاستجابة له في التعليم المدرسي الأسترالي. كما يهدف إلى دعم صانعي السياسات وقادة المدارس والمعلمين وموظفي الدعم وأولياء الأمور والطلاب. يعتبر الإطار طموحًا بطبيعته، فهو يحدد الشكل الذي يجب أن يبدو عليه الاستخدام الآمن والأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم نتائج مدرسية أفضل. وقد صدرت النسخة الأخيرة من الإطار في 17 نوفمبر 2023.

لماذا تم تقديم مثل هذا الإطار ؟

يمكن القول باختصار أنه تم تقديم الإطار استجابةً للاعتراف المتزايد من قبل التربويين والمتخصصين بالمخاطر والفرص التي تواجه المدارس والطلاب الأستراليين الناشئة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية كأولوية تعليمية وطنية، خصوصا مع الزيادة المضطردة في استخدامه من قبل الطلاب واعضاء هيئة التدريس على حد سواء. وقد تم تطويره لتوجيه الاستخدام المسؤول والأخلاقي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية بطرق تفيد الطلاب والمدارس والمجتمع.

كما يدعم الإطار الممارسات الأخلاقية في المدارس من خلال استهداف تحقيق الاستخدام الآمن والمسؤول والأخلاقي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية. ويقدم إرشادات حول فهم واستخدام والاستجابة للذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم المدرسي الأسترالي. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يحدد المبادئ والبيانات التوجيهية المصممة لمساعدة القطاعات المختلفة في دعم تطوير العمل المستقبلي المرتبط باستخدامات الذكاء الاصطناعي كذلك. ويؤكد الإطار على عدة مبادئ هامة كالشفافية والإنصاف والمساءلة والخصوصية والأمن والسلامة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في المدارس.

مكونات الإطار الأسترالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس

الإطار الأسترالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس هو وثيقة قائمة على المبادئ تم تطويرها لأنظمة التعليم الأسترالية والمجتمعات المدرسية2 . وهو يشمل ستة مبادئ و25 بيانا إرشاديا .

المبادئ الأساسية للإطار
  • التعليم والتعلم: تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لدعم وتعزيز التعليم والتعلم.
  • الرفاهية الإنسانية والاجتماعية: يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لإفادة جميع أفراد المجتمع المدرسي.
  • الشفافية: تفهم المجتمعات المدرسية كيفية عمل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، وكيف يمكن استخدامها، ومتى وكيف تؤثر هذه الأدوات عليها.
  • العدالة: يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية بطرق يسهل الوصول إليها وعادلة ومحترمة.
  • المساءلة: تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية بطرق مفتوحة لتحدي الفاعلية البشرية والمساءلة عن القرارات والاحتفاظ بها.
  • الخصوصية والأمن والسلامة: يتمتع الطلاب وغيرهم ممن يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية بحماية خصوصيتهم وبياناتهم.

تعبر هذه المبادئ عن الاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس . ويوفر الإطار أيضًا 25 معيارا إرشاديا Guideline يوضح كيفية تحقيق تلك المبادئ.

تحديات تطبيق هذا الإطار

يضع الإطار عبئًا كبيرا على المدارس والمعلمين للقيام بمهام متعددة عالية المخاطر، مثل مسؤولية شرح استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، وإجراء تقييمات مخاطر استخدام الخوارزميات المختلفة، وتصميم تجارب تعليمية مناسبة، ومراجعة التقييمات المتعددة للتطبيقات المختلفة، والتشاور مع القطاعات المجتمعية قبل تبني تطبيقات محددة، والتعرف على قوانين الملكية الفكرية وحقوق النشر وتطبيقها على استخدام تبيقات الذكاء الاصطناعي، أي أنه يطلب من المؤسسة التعليمية أن تكون خبيرة في هذا المجال لا مجرد مستخدمة له.

أحد التحديات الرئيسية كذلك في تنفيذ الإطار هو السرعة التي يتم بها دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في أنظمة التعليم، مما حدى بالقائمين على الإطار بوضع آلية سنوية لتحديثه . ولعل القارئ لمحتوى الإطار خاصة العبارات التوجيهية يشعر بحاجة الصياغة الحالية إلى “قابلية للتفسير” نظرا لأن العبارات المستخدمة قد يكتنفها بعض الغموض كما يمكن أن تحمل على أكثر من معنى، بل أن الرشادات المرفقة قد تمثل صعوبة على المتخصصين أنفسهم في فهم المراد منها فضلا عن المعلم أو المسؤول بالمدرسة . بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لأغراض غير مناسبة، مثل التمييز ضد الأفراد أو المجموعات، أو عدم تحقيق النزاهة في تقييمات الطلاب، ولم يوضح الإطار بشكل إجرائي كيفية ضبط ذلك.

الخلاصة

يمكن القول أن الإطار الأسترالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس خطوة مهمة نحو تبني هذه التكنولوجيا التحويلية في التعليم الأسترالي. ومن خلال توفير إرشادات حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل آمن وأخلاقي، يمكن للإطار أن يساعد المدارس على تسخير الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا وتحسين نتائج التدريس والتعلم للطلاب. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان المضي قدمًا بحذر ومعالجة التحديات المرتبطة بتنفيذ الذكاء الاصطناعي التوليدي في المدارس. فالإطار بشكله الحالي لن يكون كافيا ولا شاملا لكافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بالمدارس والمشكلات الناجمة عن استخدام تلك التطبيقات ، كما يحتاج لمزيد من الإجراءات الواضحة التي تتناول الجوانب المختلفة المرتبطة بالمبادئ الأساسية التي يقدمها الإطار.

رابط تحميل نسخة الإطار

المراجع

Australian Framework for Generative Artificial Intelligence (AI) in Schools – Department of Education, Australian Government. (17 NOV. 23). Retrieved from https://www.education.gov.au/schooling/resources/australian-framework-generative-artificial-intelligence-ai-schools

Furze, L., & McKnight, L. (2024, January 11). Australia has its first framework for AI use in schools – but we need to proceed with caution. Retrieved from https://theconversation.com/australia-has-its-first-framework-for-ai-use-in-schools-but-we-need-to-proceed-with-caution-219094

Ashburn, J., & Metzeling, M. (2023). The Australian framework for generative Artificial Intelligence in schools. Lexology. Retrieved from https://www.lexology.com/library/detail.aspx?g=5d2fce18-58f8-47c9-a687-1303e1bc0858

AI framework for schools released. (2023, December 01). Retrieved from https://ministers.education.gov.au/clare/ai-framework-schools-released

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات