أخلاقيات المحاضر الافتراضي

(قدوة مؤثرة عبر حدود تكنولوجية متطورة)

بقلم: الحسين عبد اللطيف

محاضر تقنيات تدريب – معهد الإدارة العامة
المملكة العربية السعودية

على غرار تلك الجائحة التي مر بها العالم أجمع وما غيرته بكافة جوانب الحياة، وخاصة محور حديثنا الجانب التعليمي والاتجاه للتعليم الإلكتروني. فأصبح هذا التوجه ليس بواقع اختياري فحسب بل إجباري سواء بالاعتماد عليه بشكل كلي أو جزئي بأشكاله المختلفة، وما صار حديثًا من تصرفات غير مقبولة قام بها بعض المحاضرين المتمرسين والغير بهذا النمط من التعليم وخاصة “المتزامن (المحاضرات الإلكترونية المباشرة)” وكذلك الغير متزامن (الذي يتطلب تسجيل للمحاضرة ثم نشرها)؛ دفعني هذا إلى الحديث عن بعض الأخلاقيات التي من المفترض على المحاضر الانتباه لها جيدًا أثناء المحاضرة، وهي كالآتي:

https://www.freepik.com/
  • الاسم: على المحاضر أن يدخل القاعة الافتراضية باسمه بشكل واضح وليس تحت اسم مستعار، ولا يتجاهل ذلك، فالأمر هام وله توابع وخيمة لاحقًا.
  • المظهر: أن يحرص المحاضر على الظهور أمام الطلاب بشكل مناسب من حيث الملبس والمظهر، فلا تنسى دورك الحيوي كمشجع رئيسي نحو التحفيز والارتقاء.
  • المكان: كُن حريصًا على تهيئة مكان مناسب للحضور بعيدًا عن أي مصدر إزعاج وتشتيت، وأن يكون منعزل عن أصوات أفراد أسرتك أو أي شخص بمكان ما، فمن غير اللائق نقل خصوصيات حياتك لطلابك.
  • الانضباط: لا تنسى أنك مفرغ بشكل تام للمحاضرة، ومن غير اللائق إجراء حديث جانبي مع من حولك أو إجراء مكالمات هاتفية أو تناول الطعام أثناء المحاضرة.
  • البداية والنهاية: تذكر دائمًا بأن التزامك بالحضور وإنهاء المحاضرة بالوقت المُحدد، يعكس سلوكًا إيجابيًا من أخلاقياتك كمحاضر تجاه الطلاب، فالطالب ليس مرهونًا للانتظار.
  • اللغة والأسلوب: تذكر دائمًا بأنك قدوة لطلابك، فما يخرج منك ليس هباءً، لذا ينبغي عليك الالتزام بالأسلوب العلمي المتحضر وهذا لم يعني بالضرورة التحدث باللغة العربية الفصحى، ولكن انتقي ألفاظك والأمثلة التي تستعين بها، وتأكد جيدًا أن بساطة اللغة لم تُعني استخدامك للألفاظ الغير لائقة مجتمعيًا وأخلاقيًا، والبعد عن ما أُطلق عليه مصطلحات الجيل (كووووول)، كما نجد أيضًا أنه من الشائع حاليًا خلط المصطلحات الإنجليزية مع اللغة العربية بشكل غير هادف ولائق، “عزز لغتك وهويتك العربية”، واجعل استخدامك للغة الإنجليزية بشكل وظيفي للتأكيد على بعض المصطلحات العلمية فحسب، وغير ذلك لا يعتبر تحضرًا بل معول هدم رئيسي للغة القرآن.
  • الهدف: استخدامك للقاء الافتراضي كوسيلة تنقل من خلالها رسالتك التعليمية وليس لسرد ما هو خارج نطاق ذلك، (الأمور الشخصية والقصص والروايات الغير مرتبطة بهدف المحاضرة). 
  • الاحترام والتقدير: على المحاضر إعطاء الفرصة لكافة الطلاب للمشاركة والتفاعل وإبداء الرأي بحرية دون التجاهل أو السخرية وعدم التركيز على طالب بعينه فقط، فبعيدًا عن النواحي الإيجابية التعليمية حيال ذلك، شعور الطلاب بالاحترام والتقدير من قِبلك يزيد من دافعيتهم واستمرارية التواصل بالمحاضرة.
  • المزاح: لا تبالغ في مزحاتك مع الطلاب، مما يبعدك عن الهدف الرئيسي للمحاضرة، والخروج من السياق الأخلاقي لها.
  • حقوق الملكية الفكرية: يجب عليك ذكر كافة المراجع التي استعنت بها في المحاضرة، مما يعكس لدى الطلاب ثقافة الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية وضرورة الالتزام بها.
  • القيم والضوابط: يجب الالتزام بالقيم والضوابط الدينية والمجتمعية والسياسية، وعدم الخروج عن ذلك سواءً من قِبلك كمحاضر بالعرض والتناول أو مطالبة الطلاب بفعل ذلك.

وبالختام، نذكركم بمكانتكم السامية بالمجتمع، راجيين من المولى سبحانه وتعالى أن يُخلد اسمكم في صدور طلابكم كوسام شرف وذكرى عظيمة، واختتم مقالي هذا ببيت لأمير الشعراء أحمد شوقي:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا   …   كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

عن كاتب حر

حساب يجمع الكتاب من خارج فريق تحرير بوابة تكنولوجيا التعليم
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات