مفاهيم خاطئة حول التعلم المصغر (Microlearning)

مفاهيم خاطئة حول التعلم المصغر (Microlearning)

كتبها: د. أحمد محسن محمد ماضي
دكتوراه في تكنولوجيا التعليم ، ومصمم تعليمي .

د. أحمد محسن محمد ماضي

في مقال سابق بعنوان ” توجهات تكنولوجيا التعليم لعام 2023 ” تناول الكاتب عديد من التوجهات الحديثة في تكنولوجيا التعليم وقد نوى به الكاتب أن يكون بداية لسلسة من المقالات التي تتناول تلك التوجهات – التي تهم  المتخصصين بمجال تكنولوجيا التعليم داخل الوطن العربي – بشئ من التفصيل،

في هذا المقال يتناول الكاتب بشيء من التفصيل عن أولى هذه التوجهات التي تناولها في المقال المشار إليه آنفا وهو “التعلم المصغر”. ولنتعرف معًا على الأساس النظري لهذا المفهوم وكيفية تطبيقة في إنتاج المحتوى الإلكتروني.

فطبقًا لما يعرف بمنحنى النسيان فإن ذاكرة الإنسان لا تبقى ثابتة طوال الوقت فهي معرضة إلي أن تزيد وتنقص وهذا التغير في ذاكرة الإنسان لا يعتمد فقط على الموضوع الذي يتم تعلمه بل أيضًا على الأساليب التي يتم التعلم بها، لذا فإذا أردنا أن نعيد إستخدام المعرفة التي تعلمناها فيجب علينا أن نحفظها في الذاكرة بشكل دقيق فالمعرفة المحفوظة بدقة  يمكن تذكرها بسهولة أكبر حتى بعد وقت طويل دون استخدامها.

—منحنى النسيان—

كما يوضح الرسم البياني لمنحنى النسيان لــ Hermann Ebbinghaus، يفقد الناس ما معدله 50٪ من المعلومات الجديدة في غضون ساعة واحدة، وفي خلال 24 ساعة سيكون قد نسوا ما معدله 70٪ من المعلومات الجديدة، وخلال أسبوع سيكونون قد نسوا 75٪ منها،  وفي خلال شهر سيكون قد نسو ما معدلة 80٪ من المعرفة التي تعلموها، بالطبع  ليس الأمر نفسه بالنسبة للجميع ولكن على الأقل لقطاع كبير من المجتمع.

وتنقسم ذاكرة الإنسان إلي ثلاث أنواع وهم:

الذاكرة الحسية (Sensory memory)

هي المرحلة الأولى من الذاكرة، فمن خلال هذه الذاكرة يتم تخزين المعلومات الحسية من بيئة التعلم لفترة وجيزة جدًا من الوقت لمدة لا تزيد عن نصف ثانية للمعلومات المرئية وثلاث أو أربع ثوانٍ للمعلومات السمعية، كما أن المتعلمين لا ينتبهون إلا إلى جوانب معينة من هذه الذاكرة الحسية وهي الجوانب المهمة، وإذا آراد العقل الإحتفاظ بتلك المعلومات يقوم بتمرير بعضها إلى المرحلة التالية وهي الذاكرة قصيرة المدى.

الذاكرة قصيرة المدى (Short-term memory)

والمعروفة أيضًا باسم الذاكرة النشطة، وغالبًا ما يستخدم مصطلح “الذاكرة قصيرة المدى” بالتبادل مع “الذاكرة العاملة”، والتي تشير إلى العمليات التي تُستخدم لتخزين المعلومات وتنظيمها ومعالجتها مؤقتًا، هي تعمل على المعلومات التي ندركها حاليًا أو نفكر فيها، كما يُشار إليها إيضًا بأنها العقل الواعي، حيث يؤدي الانتباه إلى الذكريات الحسية إلى توليد معلومات في الذاكرة قصيرة المدى.

وبينما يتم نسيان عديد من المعلومات فى الذاكرة قصيرة المدى بسرعة، فإن الاهتمام بهذه المعلومات يسمح لها بالاستمرار في المرحلة التالية وهي الذاكرة طويلة المدى، ومن خلالها سيتم الاحتفاظ بمعظم المعلومات المخزنة في الذاكرة النشطة لمدة 20 إلى 30 ثانية تقريبًا.

ويمكن تمديد هذه السعة إلى حد ما باستخدام استراتيجيات الذاكرة مثل التقسيم والتي تتضمن تجميع المعلومات ذات الصلة في أجزاء أصغر.

الذاكرة طويلة المدى (Long-term memory)

تشير الذاكرة طويلة المدى إلى التخزين المستمر للمعلومات، تسمى الذاكرة طويلة المدى ما قبل الوعي واللاوعي. وفيها يتم تخزين المعلومات التي تقع خارج نطاق وعينا إلى حد كبير ولكن يمكن استدعاؤها في الذاكرة العاملة لاستخدامها عند الحاجة، ويسهل تذكر بعض الذكريات إلى حد ما بينما يصعب الوصول إلى ذكريات أخرى.

ويمكن القول أنه عندما يتعلم الناس كميات كبيرة من المعلومات، فإنهم يحتفظون بها لفترة زمنية معينة، ومع ذلك إذا لم يتم اعتبار هذه المعلومات “حاسمة” للمهام المطروحة، فإن المعرفة تميل إلى التدهور بمرور الوقت أما إذا تعلمنا واختبرنا نفس المعلومات على مدى فترة طويلة، فمن المرجح أن نتذكرها وأن تصبح جزءًا من ذاكرتنا طويلة المدى، ويتم تنفيذ ذلك من خلال أنشطة التعلم مثل الاختبارات القصيرة ودراسات الحالة المختلفة، فمع تحسن الذاكرة  يمكن أن تصبح الفترات الفاصلة بين عمليات التكرار أطول، وبالتالي تصبح المعلومات جزءًا من ذاكرتك طويلة المدى. وبناءًا على ما سبق يمكن استخدام مفهوم التعلم المصغر لمعالجة هذه المشكلة، حيث يمكن أن يساعد تقسيم المحتوى إلى أجزاء صغيرة إلي استدعاء أجزاء مختلفة منه بمرور الوقت وبالتالي يتم تحسين الاحتفاظ بالمعرفة والإنتاجية المعتمدة على تلك المعرفة.

العلاقة بين أنواع الذاكرة المختلفة والمدة الزمنية لكل نوع للإحتفاظ بالمعلومات

مفهوم التعلم المصغر

هناك عديد من التعريفات التي تخص التعلم المصغر، فيمكننا تعريفه ببساطة بأنه عملية تقسيم محتوى الدروس إلى أجزاء صغيرة الحجم. وعلى الرغم من تعدد التعريفات لهذا المفهوم إلا أن جميعها اتفق على مجموعة من المبادئ توضح المفهوم أكثر وهي كالتالي:

  • يركز التعلم المصغر على هدف أو هدفين من أهداف التعلم.
  • التعلم المصغر قصير وعادة ما يتراوح بين دقيقتين وسبع دقائق (على الرغم من أن هذا يختلف حتى 15 دقيقة).
  • التعلم المصغر يمتلك غرضًا أو هدفًا محددًا يمكن تحقيقه.
شكل يوضح مفهوم التعلم المصغر

وتعد أكبر ميزة للتعلم المصغر هي: قدرته على مواجهة التحدي المتمثل في فترات الاهتمام القصيرة لمتعلمي اليوم، حتى إذا قمت بإنشاء المحتوى الأكثر إثارة للإهتمام، فسيواجه المتعلمون صعوبة في الانتباه إلى الدروس التي تزيد مدتها عن ساعة أو أقل بقليل هذه هي الطريقة التي يعمل بها العقل البشري.

يتغلب التعلم المصغر على هذا التحدي عن طريق تقليل مقدار الوقت الذي يحتاجه المتعلمون للانتباه بشكل كبير، وتستمر جلسات التعلم المصغر لمدة دقيقة أو دقيقتين أو خمس أو عشر دقائق فقط بدلاً من الجلسات التعليمية (المحاضرات- الحصص الدراسية) التي تستمر لساعات، وبالتالي فمن الأسهل بكثير أن تظل منتبهًا  لبضع دقائق بدلاً من ساعة أو أكثر.

ولكن دعونا نغير مسار الحديث عن هذا التوجه فالقارئ منتظر أن نتحدث عن أسس تربوية أو آليات تطبيق لهذا النوع من التوجهات الحديث، حسنا سيأتى دور ذلك فيما بعد ولكن في هذه المقالة سنتطرق إلي أهم المغالطات والمفاهيم الخاطئة حول التعلم المصغر، وهنا نعني الأفكار الخاطئة حول ما هو عليه وما لا يكون والتي ليس لها أي أساس من الصحه والتي تختص بالتعلم المصغر.

المفهوم الخاطئ الأول:

التعلم المصغر يعتمد على الوقت – ويجب أن يكون موجزًا

الإختصار مطلوب وهذا حقيقي، لكن لا يوجد حد معين لمدة التعلم المصغر، الأمر كله يتعلق بما يعمل بشكل أفضل، حيث يتيح التعليم المصغر الوصول إلى المعلومات في الوقت المناسب على أساس “الحاجة إلى المعرفة” دون إغراق قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات، وذلك نظرًا لأن المتعلم يحتاج إلى الكفاح ضد فقدان التركيز وقلة استبقاء المعلومات داخل الذاكرة، لكن لماذا نفقد التركيز ولا نتذكر ما درسناه؟ هناك عدة أسباب يمكن توضيحها في الآتي:

  • الانقطاعات عن طريق الرسائل والمكالمات الهاتفية وطلبات الزملاء أو حتي المقاطعات التقنية للنصوص ورسائل البريد الإلكتروني والمكالمات.
  • مع تسارع الحياة وكثرة المعلومات المتاحة أصبح من المقبول عمومًا أن فترة انتباه الناس أصبحت تدريجيًا أقصر وأقصر.
  • تظهر الأبحاث أن قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات تتناقص مع زيادة مدة جلسة الدراسة، بمعنى آخر، يحتاج الدماغ إلى فترات راحة دورية.
  • ذاكرتنا انتقائية حيث اننا نتعرض لقدر لا يصدق من التحفيز البصري والسمعي والمعلوماتي كل يوم، ولكي لا نغرق في الحمل الزائد يتجاهل دماغنا الغالبية العظمى منه للسماح لنا بالتركيز على ما هو أكثر أهمية.

النقطة المهمة هنا هي أننا غالبًا ما نحتاج إلى تعلم يستغرق وقتًا أقصر، ويوفر معلومات ذات صلة ومفيدة ومؤثرة لذلك يتم استيعابها قبل أن نفقد التركيز وأن يتم استدعاؤنا بعيدًا عن المسار الصغير.

وبالتالي لا يتعلق الأمر بالمدة بقدر ما يتعلق بالتركيز، فهي تعتبر مسألة إبقاء المتعلم مشاركًا لفترة من الوقت يكون عمليًا وفعالًا بالنسبة له لحجبه عن جدوله المزدحم (وربما تعدد المهام) والمصمم لتجنب الحمل المعرفي الزائد، وبناءًا على درسات في هذا الموضوع تأكد أن المدة المقدرة لإجراء هذا النوع من التعلم هو 3 دقائق كحد أدنى، ومع ذلك إذا كان مقطع الفيديو جذابًا وملائمًا للغاية فقد تصل مدته إلى 12 دقيقة – ولكن بدون أخطاء، كما أشارت دراسة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أشارت إلى أن 94٪ من المتعلمين يفضلون وحدات التعليم المصغر التي تقل عن 10 دقائق.

خلاصة القول هنا أنه مع ازدياد قيمة الوقت كل يوم يمر نحتاج جميعًا إلى استخدامه بحكمة.

المفهوم الخاطئ الثاني:

يتطلب إنتاج التعلم المصغر أن يكون عالي التقنية

إذا آردت أن تقوم بإنتاج فيديو للتعلم المصغير لا عليك سوى إستخدام ما بين يديك “الهاتف المحمول” فيمكننا أن نطلق عليه قوة الإنتاج. فلا يتعين عليك الأن تسجيل الفيديو في استوديو باهظ الثمن وشراء برامج متخصصة باهظة الثمن تستغرق ما يبدو وكأنه أبدية لتعلمه، فعلى الرغم من أنه من الجيد إنتاج مواد التعلم الإلكتروني الخاصة بك على جهاز كمبيوتر، إلا أنه يمكن فعل الكثير باستخدام التكنولوجيا “الهاتف المحمول”.

كل ما عليك فقط هو أن تقوم بإيصال محتوى التعلم المصغر لمن يحتاجون إليه ، عندما يحتاجون إليه (تذكر التعلم في الوقت المناسب فقط؟)، بطريقة تجعلهم يحتفظون به. بعبارة أخرى ، “الإنتاج الفائق” يأتي بنتائج عكسية، الاستبقاء يتفوق على الكمال، وبالتالي يمكننا أن نتبنى عبارة “إذا كنت تفكر في محتوى من إنشاء المستخدمين، فلا داعي بأن يكون مثاليًا، الكمال هو عدو الإنتاج”.

وبناءًا على ما سبق فأن الأولوية هي إيصال المعلومات إلى من يحتاجون إليها، عندما يحتاجون إليها، ويمكن أن تكون تقنية منخفضة في الواقع.

المفهوم الخاطئ الثالث:

يجب أن يكون التعلم المصغر سهل الإنشاء

يستغرق إنشاء المحتوى وقتًا وطاقة، على الرغم من أن وحدات التعليم المصغر ستكون بحكم تعريفها  قصيرة نسبيًا، إلا أن إنشاء هذا المنتج النهائي لن يكون بالضرورة عملية بسيطة، لذا يجب أن نضع في اعتبارنا مجموعة من الأمور وهي:

  • غالبًا ما يستغرق تحرير ما تم كتابتة وقتًا أطول من عملية الكتابة الفعلية.
  • يستغرق تصميم مخطط المعلومات البياني أو الإنفوجرافيك وقتًا أطول من توليد الأفكار التي تدخل فيه
  • يستغرق تحرير مقطع فيديو وقتًا أطول من الوقت المستغرق لتصويره.
  • يمكن أن يستغرق تعديل الصوت المعلق من 3 إلى 5 أضعاف الوقت الذي يستغرقه التسجيل “الأولي” الأصلي.

ضع في اعتبارك أن إنشاء المحتوى – إذا كان مفيدًا – يتطلب تخطيط المعلومات وتقديمها في تقدم منطقي أو مسار (البداية والوسط والنهاية).

لذا فيجب أن تكون دورة التعلم المصغر رحلة تعليمية، وأن يكون لها سرد لتوصيل المستخدم من نقطة إلى أخرى، علاوة على ذلك يجب أن تكون وحدات التعلم موجزة: لا يوجد متسع من الوقت للتجميل، لأننا نتحدث عن التعلم في الوقت المناسب والذي تم تصميمه ليتم تطبيقه “على الفور”.

المفهوم الخاطئ الرابع:

التعلم المصغر هو بدعة تكنولوجية “موضه عابرة”

المقصود هنا بالبدعة التكنولوجية أنها إتجاه قصير الأمد يحظى بحماس مشترك على نطاق واسع.

وللرد على هذا المفهوم الخاطئ علينا أن نتذكر أن التعليم المصغر موجودًا رسميًا على الساحة منذ التسعينيات، وذكر أحد المصادر أن أول استخدام منشور للمصطلح يعود إلى عام 1963 من قبل هيكتور كوريا “Hector Correa” بعنوان “اقتصاديات الموارد البشرية”، كما أنه في عام 2005 تم عقد أول مؤتمر للتعليم المصغر في النمسا، لكن ضع في اعتبارك أن مفهوم التعلم بجرعات صغيرة وسريعة هو جزء لا يتجزأ من عملية التطور البشري، وبالتالي كان معنا منذ آلاف السنين.

وبالعودة إلى العصر الحديث، نجد أن وتيرة الحياة الحديثة تتسارع باستمرار ولا تظهر أي علامات على التباطؤ – ما لم نفصل جميعًا عن تقنيتنا فسواء أطلقنا عليه أو لم نطلق عليه دعم الأداء، أو تعزيز التعلم، أو أجزاء التعلم، أو التعلم الصغير، … فعلينا التأكيد على حقيقة واحدة وهي أن جهود التعلم المصغر موجودة منذ فترة طويلة، وسيستمر وجوده لفترة طويلة.

المفهوم الخاطئ الخامس:

التعلم المصغر هو مجرد تقسيم للمحتوى

هل يشكل التعليم المصغر مجرد أجزاء، أم يمكن الإشارة إليه بشكل أكثر ملاءمة على أنه تعليم إلكتروني في قطع صغيرة الحجم؟

للإجابة على هذا السؤال علينا أن نؤكد أن وحدات التعلم المصغر هي “معلومات مستهدفة للغاية، تستهدف موضوعًا محددًا …” ، وعلى عكس التقسيم ، حيث تكون “الأجزاء” عبارة عن أجزاء مترابطة من المعلومات وليست وحدات تعليمية قائمة بذاتها، حيث توفر وحدات التعلم المصغر محتوى دعم للأداء قائمًا بذاته مع هدف تعليمي محدد. في حين أن تقسيم مجموعة أكبر من المعلومات يمكن أن يكون مفيدًا من حيث تقسيم الأشياء لإدارة العبء المعرفي بشكل أفضل، فإن مجموعة من “المقاطع” ستعتمد على بعضها البعض لفهمها.

من أجل التوضيح: يمكن اعتبار فصول الكتاب أو الدليل الفني، إذا تم فصلها، على أنها أجزاء، لأنها تعتمد على بعضها البعض لتكون منطقية وعادة ما تحتاج إلى استهلاكها بالتتابع لتكون ذات قيمة.

المفهوم الخاطئ السادس:

التعلم المصغر هو “مقاس واحد يناسب الجميع” (يمكنك من معالجة أي موضوع)

التعلم المصغر ليس حلاً سحريًا لجميع احتياجات التعليم والتدريب، نظرًا لأنه مفيد لدعم الأداء وتعزيز المحتوى، فهو تدخل مفيد في لحظة معينة لغرض معين ويجب أن تكون في متناول اليد على أساس الحاجة.

ولا يُقصد من التعلم المصغر أن يكون شاملاً بنفس الطريقة التي تهدف إليها الدورة طويلة الأجل – سواء في الفصل الدراسي أو التعلم عن بعد، والتي يتمثل في نقل المزيد من الموضوعات المعقدة والمليئة بالمحتوى، فقد تتطلب الموضوعات الأكثر شمولاً دورة تدريبية كاملة لتغطية جميع الفروق الدقيقة والمهارات ذات الصلة.

على سبيل المثال: يعد التدريب على مكافحة التحرش موضوعًا حساسًا له جوانب عديدة، لا يمكنك ببساطة أن تطلب من المتدربين مشاهدة فيديو توضيحي أو برنامج تعليمي مدته دقيقتان، يمكنك استخدام التعليم المصغر لتعزيز ما تعلموه وتقديم الدعم المخصص، وبالتالي على الرغم من أن التعلم المصغر “جاهز للإرتداء” ، فإنه ليس “مقاسًا واحدًا يناسب الجميع”.

المفهوم الخاطئ السابع:

التعلم المصغر يعتمد على الفيديو فقط:

المحتوى أولاً، الطريقة أخيرًا” هذه المقولة تهدم ما جاء في عنوان ذلك المفهوم الخاطئ.

علينا أن نتفق على حقيقة أن مقاطع الفيديو هي طريقة رائعة لتقديم محتوى تعليمي دقيق. في الوقت نفسه ، تعد الأساليب الأخرى مثل الرسوم البيانية وملفات الـ PDF التفاعلية والكتب الإلكترونية والاختبارات والبودكاست مؤثرة جدًا لتقديم وحدات التعلم المصغر، الغرض الرئيسي هنا هو إنشاء محتوى يخدم المتعلم على أساس “الحاجة إلى المعرفة”.

لذا ، يجب أن يقال إن التعلم المصغر لا يتعلق فقط بمقاطع الفيديو بل يمكن استخدام عدة طرق لتقديم محتوى التعلم المصغر، ويمكن تحديد أفضل بدلة بناءً على نوع التدريب المقدم.

ملخص للمفاهيم الخاطئة المأخوذة عن التعلم المصغر
ملخص للمفاهيم الخاطئة المأخوذة عن التعلم المصغر

ومما سبق نستنتج أن:

  • التعلم المصغر ليس علاجًا لجميع أمراض التعلم والتطوير أو فجوة التدريب.
  • من المهم أن نفهم أن حلول التعلم المصغر تحتاج إلى استراتيجية واضحة تحدد احتياجات المتعلمين وأهداف العمل.
  • لا يمكنه حل المشكلات المعقدة القائمة على السلوك بمفرده، ومع ذلك يمكن أن يساعد ويدعم أنشطة التعلم الصعبة.

في الختام  يعد التعلم المصغر منهجًا للتعليم الإلكتروني يركز على ما هو حاسم وقابل للتطبيق على الفور، فإنه يهدف إلي إبقاء عملية التعلم “صغيرة ومركزة”، وعليه يجب أن تنجز مهمتها في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن المتعلمين/ المتدربين من إنجاز مهامهم على الفور.

وبناءا على ما سبق فإننا يمكن أن نصل إلي أن التعلم المصغر هو نهج رائع للتعلم لأنه طريقة فعالة وجذابة للمتعلمين، ويمكن أن يكون حلاً مستقلاً لدعم وزيادة دورات التعلم الإلكتروني الأطول وحتى التعلم وجهًا لوجه، وفي الوقت نفسه لا يمكننا تسمية التعلم المصغر بأنه حل  “يناسب الجميع” أي لا يمكنه معالجة أي موضوع بدون استراتيجية وتخطيط دقيق.

المراجع:

  1. valamis (2023, March 2). What Is Memory?, Retrieved from: https://www.valamis.com/hub/microlearning#what-is-microlearning
  2. Kendra Cherry (2022, November 8). Microlearning, Retrieved from: https://www.verywellmind.com/what-is-memory-2795006
  3. ATD’s (2023, March 3). What Is Microlearning?, Retrieved from: https://www.td.org/talent-development-glossary-terms/what-is-microlearning
  4. Kevin de La Tour (2022, March 21). 7 Microlearning Myths: Separating from Fad and Friction, Retrieved from: https://www.ispringsolutions.com/blog/microlearning-myths
  5. Christopher Pappas (2022, February 24). Top Microlearning Misconceptions That Every Organization Should Dispel, Retrieved from: https://elearningindustry.com/microlearning-misconceptions-that-every-organization-should-dispel
  6. Sahithi Dingari (2022, November 3). 6 Common Myths about Microlearning Dispelled!, Retrieved from: https://elearningindustry.com/microlearning-misconceptions-that-every-organization-should-dispel

الروابط الخاصة بالصور:

  1. https://www.voices.com/blog/microlearning/
  2. https://ar.pngtree.com/freepng/cartoon-brain-memory-element_5452833.html
  3. https://www.freepik.com/free-vector/pros-cons-concept-illustration_33756696.htm#query=wrong%20concepts&position=17&from_view=search&track=ais

عن كاتب حر

حساب يجمع الكتاب من خارج فريق تحرير بوابة تكنولوجيا التعليم
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات