مراجعة كتاب: التعليم الإلكتروني مستحدثات في النظرية والإستراتيجية

مراجعة : دلال عبد الرحمن عبد الكريم العوهلي *
طالبة ماجستير بكليات الشرق العربي، الرياض

يقدم  هذا الكتاب دراسة كاملة لكل من يرغب بتدريس التعليم الإلكتروني ونظرياتة واستراتيجياتة يتحدث هذا الكتاب عن دمج التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم لم يعد ترفا بل أصبح مطلباً حيويا لتطوير البنية والهياكل التربوية لما تقدمه التكنولوجيا من نقله نوعية في إعادة صياغة جميع مفردات العملية التعليمية حيث  يعرض الكتاب  رؤية شاملة للمفهوم والقضايا الأساسية للتعليم الإلكتروني واهم الإستراتيجيات.

يعد هذا الكتاب من الكتب الحديثة فقد تم نشره في عام 2017م وهو من تأليف نجلاء محمد فارس وعبد الرؤوف محمد إسماعيل.

         ويقدم الكتاب تحليلا علمياً للتعليم الالكتروني والتعليم المدعم بالتكنولوجيا بشكل عام من وجه نظر التربويين، فهو لا يقيدك بنظريات صعبة تفصلك عن الواقع، بل يبحر في مجال التكنولوجيا منفصلاً عن الاساس النظري يقدم توازنا رائعاً بين التكنولوجيا والاساس النظري.

         كما يحتوي الكتاب على عدد من الدراسات الحديثة حيث أشار المؤلفان الى أن الهدف منها تحفيز التفكير نحو توظيف التكنولوجيا في التعليم، كما ركز المؤلف بشكل خاص على توظيف التكنولوجيا ونظرياتها في مجال التدريس وقد بدأ الكتاب بمقدمة نحو تعريف التعليم الالكتروني وتغير طرق التعلم البدائية، ثم تناول الكتاب أنماط التعليم الالكتروني وبيئاته والنظريات التي يتبناها التعليم الإلكتروني، واستراتيجيات التعليم الإلكتروني ، كما تميز هذا الكتاب ببساطه اسلوبه ومحاولته لتفسير ما يحدث في بيئات التعلم الافتراضية تفسيرا تربويا وليس العكس فهو ينطلق من ارض الواقع ويربطه ببحوث ونظريات التربية الحديثة.

ويعد هذا الكتاب ضرورياً للمتخصصين في مجال تكنولوجيا التعليم وللمهتمين من باحثين اومن يعملون بالتعليم والتدريب الإلكتروني  بالتعليم الإلكتروني واستراتجياتة، حيث يقدم  رؤية واضحة وفكرة شاملة ومفاهيم لتعليم الإلكتروني تقوم على أسس علمية صحيحة.

يقسم هذا  الكتاب على خمسة فصول كل فصل تناول فيه جانبًا من جوانب التعليم الإلكتروني بشكل متسلسل ومترابط، فقد اشتمل الفصل الأول النظرة الحديثة في التعليم الإلكتروني وقد أوضح المؤلفين في هذا الفصل تعريف مفهوم التعليم الإلكتروني بعد ذلك تحدث باستفاضة عن أنماط الاتصال في التعليم الإلكتروني مع ضرب امثلة عليها كما وضح أهمية الدعامات التعليمية الإلكترونية ودور المعلم عند استخدام التعليم الإلكتروني ويؤخذ على هذا الفصل المبالغة في  التكرار في التعاريف وضرب الامثلة.

         وتناول الفصل الثاني بيئات التعليم الإلكتروني وركز المؤلفين  في هذا الفصل على توضيح مفهوم بيئة التعلم الإلكترونية وأدوات الإبحار عبر الويب وخصائص أدوات الإبحار الجيدة كما تحدث المؤلف بصورة مستوفية عن الواقع المعزز وبيئات الشبكات الاجتماعية والأدمودو باعتبارها منصة للتواصل الاجتماعي مخصصة للتعليم كما ذكر المدونات ومميزاتها وانواعها وخصائصها في العملية التعليمية.

وتضمن الفصل الثالث على النظريات والإستراتيجيات التربوية في التعليم الإلكتروني حيث أضاف المؤلف الفرق بين التعلم الإلكتروني التعاوني والتشاركي ويؤخذ على هذا الفصل المبالغة في ذكر الإستراتيجيات ولوتم الإقتصار على الإستراتيجيات التي يتم توظيفها في ” Learning Management System “فالهدف في هذا الكتاب تثقيف القارئ باأهم استراتيجيات التعليم الإلكتروني.

          كما تناول الفصل الرابع أنظمة ادراه التعليم الإلكتروني ووحداته حيث تناول هذا الفصل بشكل موجز ومختصرعن نظم إدراة التعلم LMS ومميزاتها ومكوناتها واهم المنصات التابعة لها واهميتها في دعم وإكمال التعليم التقليدي وإدارة وتنظيم عملية التعليم الإلكتروني وتبادل، ولاكن يؤخذ على هذا الفصل بعدم ذكر المؤلفين بأنواع أنظمة ادراه التعلم والفرق بينها.

          اخيراً تناول الفصل الخامس  عن نظم التعلم الذكية ويؤخذ على هذا الكتاب الإطالة والإسهاب في شرح النظم الذكية، ومن الأفضل لوتناول المؤلفين هذا الباب بشكل موجز يشرح فيه تعريف نظم التعليم الذكية وخصائصها وسلبياتها مع ذكر امثلة عليها.

عرض لبعض نقاط القوة وبعض السلبيات التي رتها المراجعة في الكتاب:

توجد عديد من نقاط القوة التي لاحظتها المراجعة في هذا الكتاب؛ فمن حيث المحتوى لوحظ من خلال القراءة أن الكتاب يحتوي على معلومات غنية جدا عن التعليم الإلكتروني مع أمثلة وشرح جيد للموضوع، كما لوحظ تسلسل المواضيع مع ترابطها وسهل المتابعة، كما ان ألوان الكتاب  تضيف مظهرًا جذابًا لائقًا بمادة تعتني بتلك الجوانب في مضمونها حيث أن كل وحدة تتميز بلون مميز لها لاسيما أن الألوان لها تأثيرًا ايجابيا للنفس، كما ركز المؤلفين على إرفاق الشواهد والأشكال والجداول والبيانات الهامة لبرهنة الموضوع وجذب انتباه القارئ وكذلك العناوين مفصلة تفصيلًا جيدًا يختلف حجم خطوطها عن باقي الية عناوين الأخرى فالعناوين الرئيسية تختلف عن العناوين الفرعية والثانوية وما إلى ذلك، ونلاحظ  ان المعلومات الإضافية المزود بها الكتاب معلومات مناسبة للمواضيع مثال على ذلك في صفحة 71 الى 73 فقد أضاف المؤلف العديد من الأشكال لتوضيح فكرته،كذلك سلط هذا الكتاب الضوء على العديد من المواضيع الهامة والنظريات التربوية التي يتبناها التعليم الإلكتروني وكذلك استراتيجيات التعليم الإلكتروني، لذا نجد هذا الكتاب قد أثرى المكتبة العربية خاصة فيما يتعلق باستراتيجيات التعلم الإلكتروني فقد تناول العديد من الاستراتيجيات مع اعتماد المؤلفين على ذكر المصطلح الأجنبي امام المصطلح العربي مما يوفر على القارئ عمليه البحث عن المصطلح الأجنبي، وأخيراً اهداف المقرر مرتبة بشكل مميز وواضح والفهرس والمراجع مجمعة في نهاية الكتاب ومقسمة إلى مراجع عربية وآخري انجليزية بطريقة منسقة ومرتبة بشكل جيد.

وكأي عمل بشري لايخلو من جوانب سلبية فإن المراجعة ترى بعض النقاط التي قد تشكل سلبيات في العمل؛ فرغم أن الكتاب يشمل موضوعات تم اختيارها من أحدث المواضيع المتدرجة والمتعلقة بالمنظومة التعليمية، ومدى ارتباط هذه المواضيع بالفرد والمجتمع وذلك للوقوف على الحقائق، وتبصير العاملين في المجال التربوي بما يفعلوه إلا أن ما يعيبها تكرار بعض النقاط التفصيلية، كما يؤخذ على المؤلفين عدم توضيح الفصول بتمهيد يوضح اهم النقاط التي سوف يتناولها في كل فصل بالإضافة إلى ذلك سرد المواضيع بشكل تفصيلي موسع لا حاجة لها، ومن الأفضل سرد المواضيع بصورة مبسطة تجذب انتباه القارئ في التعمق للمزيد منها مثل التعمق في شرح الإستراتيجيات بشكل مفصل ومن الأفضل الإقتصار على الإستراتيجيات التي يتم توظيفها على الويب، كما لوحظ من خلال قراءة هذا الكتاب انه قد تم ذكر أكثر من تعريف للتعليم الالكتروني انظر صفحة (29،30،31) وكذلك تعريف بيئة التعلم الإلكتروني في صفحة (55 الى 85) وهذا قد يسبب تشتت للقارئ والأفضل الاقتصار على تعريف واحد، كذلك اعتماد المؤلفين على عده مصطلحات في تعريف العبارات برغم من انها تؤدي الى نفس المعني ومن الأفضل توحيد المصطلحات، كذلك نجد كتاب “التعليم الإلكتروني مستحدثات في النظرية والإستراتيجية” تم تأليفية من قبل مؤلفين الا أن ذلك يبرز بعض الاختلافات والفوارق بين كل من المؤلفين وتأليفه وشخصيته وهذا رائع كما قلت سابقاً ولكنه قد يؤدي الى بعض التشتت، كما لاحظنا ان مؤلفين هذا الكتاب تحدثوا بلغة ثقافية عن مواضيع مهمه يجب على كل متعلم معرفتها الا انهم توسعوا في شرح الأهداف توسعاً مبالغا فيه ولم يرعوا عملية التكرار بين الافكار بين الوحدات ،ونجد مؤلفين هذا الكتاب اسردو جوانب ثقافية مهمة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع مما يجعلنا شاكرين على هذا الجهد المبذول في تأليف هذا الكتاب، وبشكل عام تنسيق هذا الكتاب رائع الا ان هناك بعض السلبيات منها ترقيم الصفحات أعتدنا عند ما نقرا كتاب معين يكون ترقيم الصفحات في أسفل الكتاب ولكن في هذا الكتاب “التعليم الإلكتروني مستحدثات في النظرية والإستراتيجية” نجد أن الترقيم موضوع في يسار الصفحة، كذلك نجد تم ارفاق في جميع المواضيع كما هائلاً من الجداول والأشكال المختلفة التي تتناسب مع بعض المواضيع، ولا تناسب مع البعض الأخر فالهدف ليس ارفاق الجداول والأشكال بلا جدوى وانما ارفاقها لتوضيح فكره الموضوع والغاية منه، أيضا نجد التعدادات مبالغ فيها بشكل كبير وذلك بسبب تكرارها ومن المؤكد أن التكرار يقلل من جودة الكتابة مثال على ذلك:
الإدمودو منصة تعليمية اجتماعية تعاونية / تشاركية تضمن سلامة المتعلمين وخصوصياتهم) ص 100 :102 فقد تعددت حتى عشرون نقطة، اخيراً الخاتمة ختم المؤلف الكتاب بجموعه من التوصيات دون التطرق الى خاتمه ومن الأفضل انهاء الكتاب بخاتمة تعبر عن موضوع الكتاب بأسلوب موجز وبسيط.

(*) تعبر هذه المراجعة عن وجهة نظر المراجع وليس الموقع مع الشكر .

عن كاتب حر

حساب يجمع الكتاب من خارج فريق تحرير بوابة تكنولوجيا التعليم
error: Content is protected !!
التخطي إلى شريط الأدوات