بوابة تكنولوجيا التعليم أول بوابة عربية تهتم بتكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني منذ عام 2003
مراجعة: د. مصطفى جودت صالح
عند التحدث عن الكتب الهامة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العامين الآخيرين، يأتي كتاب “AI for Learning” في مرتبة متقدمة بين تلك الأعمال . يهدف هذا الكتاب إلى تزويد المتعلمين والمهتمين بالتعلم الذاتي بالمعرفة اللازمة لتصميم وتطوير تجارب التعلم الذكية، والتي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج التعلم. يتألف الكتاب من خمسة فصول وهو من تأليف كل من كارميل كنت وبنديكت دو بولاي، والأخير هو محرر العمل الرائع “Handbook of Artificial Intelligence in Education” .
يتميز الكتاب بأسلوبه السلس والسهل الفهم مما يجعله ملائم للتدريس كمقدمة أو مدخل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث يتناول المفاهيم الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم بما في ذلك تعريف الذكاء الاصطناعي، وأنواعه، وتطبيقاته الحالية والمستقبلية. يشرح الكتاب أيضًا كيفية استخدام التقنيات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي لتصميم تجارب التعلم الذكية.
يبدأ الكتاب بمقدمة تشرح بنية الكتاب والفئة الموجه لها هذا العمل. وأهم الطرق – من وجهة نظر المؤلفين – للاستفادة من الذكاءالاصطناعي في التعليم. حيث يبدأ هذا الجزء بمقطع – افتراضي – مولد بالذكاء الاصطناعي والذي يمكن أن يفهم في أكثر من سياق ويترك أكثر من انطباع – سلبي – لدى القارئ العادي. بعد ذلك يناقش الفصل الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في التعليم. ويشير هذا الجزء كذلك إلى أن العمل يستهدف في الأساس أربعة لاعبين مرتبطين ببيئة تكنولوجيا التعليم هم القيادات التعليمية، والمعلمين، وأولياء الأمور وأخيرا أخصائيي تكنولوجيا التعليم أنفسهم ممن يقع عليهم توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم.
في الفصل الأول من الكتاب تتم مناقشة ابرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وعددا من المفاهيم القائم عليها مثل المنطق الاستقرائي والاستدلالي في الذكاء الاصطناعي أو ما يمكن تسميته المدخل الموجه بالبيانات مقابل المدخل الموجه بالمنطق، ويقدم الفصل الأول كذلك إطار عمل لتقييم الذكاء الاصطناعي مكون من خمس خطوات متكررة، ويعد هذا الإطار من أبرز نقاط القوة في الكتاب. يلي ذلك الفصل الثاني حيث تتم مناقشة الذكاء الاطناعي من منظور المتعلم ( موجه لأولياء الأمور في الأساس)، ثم في الفصل الثالث تتم مناقشة الذكاء الاطناعي كمعلم فصل، وفي الفصل الرابع يتم طرح دور الذكاء الاطناعي كمدير للموقف التعليمي. وتختتم الفصول من الثاني إلى الرابع بأمثلة تطبيقية لتطبيق إطار التقييم المقترح بالفصل الأول على موضوع الفصل، حيث تهدف تلك الأمثلة التطبيقية إلى تسهيل تطبيق إطار التقييم المقترح على الأدوار المختلفة التي يخدمها الكتاب. وفي الفصل الخامس والأخير من الكتاب تتم مناقشة ما يمكن أن يعمله الذكاءالاصطناعي في التعليم وما يجب عليه فعله ( الواقع والمأمول )، ويختتم الكتاب بمسرد أو قائمة بالمفاهيم الواردة بالكتاب.
العمل صغير الحجم يتألف من 122 صفحة تقريبا صدر عام 2022 ضمن سلسلة الذكاء الاصطناعي لكل شيء التي أشرت لها في مراجعتي للكتاب السابق.
من بين جوانب القوة في الكتاب هو توضيح المفاهيم الرئيسية بطريقة سهلة ومبسطة، مما يجعل الكتاب مناسبًا للمبتدئين في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يتميز الكتاب بتوضيح كيفية استخدام التقنيات الحديثة في تصميم تجارب التعلم الذكية وتحسين نتائج التعلم. ويبسط الكتاب الأساس المنطقي الذي يقوم عليه الذكاء الاصطناعي ، وبقدم نموذج لتقييم الذكاء الاصطناعي في التعليم.
من جانب آخر، يمكن اعتبار الكتاب محدودًا إلى حد ما في تغطية بعض الموضوعات المهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل تعلم الآلة والتعلم العميق والشبكات العصبية الاصطناعية. كما يتضمن الكتاب بعض المصطلحات التقنية التي قد تكون صعبة الفهم للقراء غير المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي رغم وجود مسرد مصطلحات في آخر الكتاب.
بشكل عام، يعد كتاب “AI for Learning” مرجعًا مهمًا للمهتمين بتطوير تجارب التعلم الذكية باستخدام التقنيات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي.لكني لا أرشحه شخصيا للباحثين في مجال التطبيقات التربوية للذكاء الاصطناعي بل للعاملين الذين يحتاجون لأمثلة تطبيقية وخطة عملية لتطبيقه.
