صدور تقرير المؤشر الوطني للتعليم الرقمي 2025

عرض : د. مصطفى جودت

تعرّف على الجهات التي حققت أثراً في المؤشر الوطني للتعليم الرقمي لعام 2024-2025

تقرير المؤشر الوطني للتعليم الرقمي 2024–2025 الصادر عن المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في السعودية يعرض تقييماً شاملاً لمدى نضج مؤسسات التعليم العالي والتدريب في تبني ممارسات التعليم الرقمي. ويُعد هذا المؤشر أداة وطنية استراتيجية لقياس جاهزية المؤسسات التعليمية في التحول الرقمي، ومتابعة تقدمها نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء منظومة تعليمية رقمية متكاملة ومستدامة.

أهداف المؤشر ومنهجيته

يركز المؤشر على قياس نضج مؤسسات التعليم في ثلاثة أبعاد رئيسة: الثقة، الكفاءة، والابتكار، تتفرع إلى تسعة محاور و47 مؤشر أداء. يهدف إلى دعم جودة التعليم الرقمي، ورفع كفاءة استخدام الموارد، وتعزيز مواءمة جهود المؤسسات مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم الرقمي. يعتمد المؤشر على نظام قياس متكامل لتصنيف المؤسسات ضمن أربع فئات نضج: التميّز، التقدّم، التفعيل، والتأسيس.

نتائج التعليم العالي

أظهرت نتائج المؤشر تقدماً ملحوظاً في التحول نحو التعليم الرقمي في الجامعات السعودية، مع تباين في مستويات النضج بين المؤسسات. وبرزت سبع جامعات في مستوى التميّز هي:

• جامعة الملك خالد (%97.9)
• الجامعة السعودية الإلكترونية (%97.0)
• جامعة الملك فيصل (%96.5)
• جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن (%95.75)
• جامعة تبوك (%95.17)
• جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل (%94.9)
• جامعة القصيم (%91.8)

أما مستوى التقدّم فضمّ 11 جامعة أبرزها: جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، وجامعة أم القرى. بينما جاء مستوى التفعيل شاملاً عشر جامعات منها جامعة طيبة، جامعة الجوف، جامعة جازان، والهيئة الملكية للجبيل وينبع. أما مستوى التأسيس فضم ست مؤسسات منها جامعة المجمعة، جامعة بيشة، وجامعة الحدود الشمالية

أداء الأبعاد الرئيسة

• الثقة (%80.8): أظهر قطاع التعليم العالي أداءً مرتفعاً في موثوقية التعليم الرقمي، خاصة في تنويع أنماط التعلم (عن بُعد، مدمج، معزز بالتقنية)، وارتفاع رضا المستفيدين (%85.9) نتيجة تحسين تجربة التعلم الرقمي وتفعيل أدوات دعم ذوي الإعاقة، مثل أدوات الوصول (Ally) وتطبيق معايير WCAG.
• الكفاءة (%69.6): حققت الجامعات تحسناً في إدارة الموارد الرقمية وتوظيف منصات وطنية مثل FutureX وOERx لتبادل المحتوى وتقليل التكلفة. كما ساهم مستودع ASAS في إنتاج أكثر من 5,000 فيديو تعليمي في 22 جامعة، محققاً وفورات تُقدّر بـ18 مليون ريال سنوياً.
• الابتكار: ركز على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة لتحسين التعلم. الجامعات المتميزة أظهرت ريادة في بناء بيئات تعليمية ذكية ومرنة تعزز تنافسية المملكة في التعليم الرقمي.

كلمة أخيرة:

يُظهر تقرير 2024–2025 أن المملكة قطعت شوطاً كبيراً في بناء منظومة تعليم رقمي مستدامة، تجمع بين الجودة والكفاءة والابتكار. الجامعات السعودية أصبحت أكثر قدرة على تقديم تجارب تعلم مرنة وشاملة تراعي جميع الفئات، مع بنية تقنية متقدمة تدعم التكامل المؤسسي. ويُعد المؤشر أداةً استراتيجية لتوجيه السياسات والاستثمارات المستقبلية في التعليم الرقمي، وتعزيز تنافسية المملكة في المجالين الإقليمي والعالمي.