

لقد أحدث دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في التعليم العالي تحولاً جذرياً في الممارسات التربوية، ومنهجيات البحث، والقدرة التنافسية للمؤسسات. ومع ذلك، يظل تحديد الأثر الكمي لمبادرات التعلم القائمة على الذكاء الاصطناعي تحدياً مستمراً، فمن العسير عزل الأثر المباشر للذكاء الاصطناعي عن بقية العوامل التعليمية والبيئية المحيطة. علاوة على ذلك، تتميز العديد من الفوائد المكتسبة من هذه المبادرات بكونها غير ملموسة، كتحسين مهارات التفكير النقدي، تعزيز الإبداع، أو زيادة مستوى المشاركة والتفاعل لدى المتعلمين، مما يجعل عملية قياسها كميًا أو تحديد قيمتها المالية المباشرة أمرًا بالغ التعقيد.
بالإضافة إلى ما سبق، يشكل توافر البيانات ومدى جودتها عقبة كبيرة أمام القياس الدقيق، إذ يتطلب التقييم الكمي الفعال كميات هائلة من البيانات الدقيقة والمتسقة، وهو ما قد لا يتوفر دائمًا في السياقات التعليمية. كما أن بعض الآثار الإيجابية للتعلم المدعوم بالذكاء الاصطناعي قد لا تظهر إلا على المدى الطويل، مما يحول دون إجراء تقييم فوري وشامل.
يعتبر المقال الحالي مكملا لمقال ( كفاءة الإنفاق في التعليم والتدريب الإلكتروني ) السابق نشره ببوابة تكنولوجيا التعليم ، لكن هذا الجزء يقدم أمثلة تطبيقية لنماج العائد على الاستثمار في التدريب والتعليم الإلكتروني خصوصا القائم على الذكاء الاصطناعي حيث يمثل التوجه السائد حاليا لقياس كفاءة مشروعات التعليم / التدريب الإلكتروني، والمقال يركز على ما يسمى بنموذج الجيل التالي لقياس العائد على الاستثمار.
يقدم نموذج الجيل التالي للعائد على الاستثمار (NexGen ROI Model)، الذي طورته شركة EI Design، إطار عمل رائد لسد الفجوة بين الاستثمار في التعليم والتدريب والعائد المتوقع منه ، ويتم ذلك من خلال مواءمة مخرجات أنظمة التعلم مع الأهداف الاستراتيجية للجامعات، وذلك عبر التحليلات المتقدمة، والبيانات في الوقت الفعلي، والمقاييس الشاملة. سنتناول في هذا المقال قابلية تطبيق النموذج على التعليم الجامعي، وتفحص دراسات حالة افتراضية من جامعات رائدة، كما يرسم المقال خارطة طريق لاعتماده في مؤسسات التعليم العالي في الشرق الأوسط، ومصر على وجه الخصوص.
النمذاج العامة لقياس العائد من الاستثمار في التعليم والتدريب
توجد عديد من نماذج قياس العائد من الاستثمار وربما كان نموذج كيرك بارتريك أحد أشهر نماذج قياس العائد من الاستثمار في التدريب على وجه الخصوص ، إلا أن هناك عدد من النماذج الأخرى شائعة الاستخدام لقياس العائد من الاستثمار وتستخدم في كثير من مشروعات التعليم والتدريب. فيما يلي موجز لهذه النماذج وسعة استخدام كل منها :
النموذج المالي الكلاسيكي لحساب العائد على الاستثمار Classic Financial ROI Model
نموذج يعتمد على حساب العائد المالي كمؤشر رئيسي لحساب العائد على الاستثمار وذلك من خلال معادلة مبسطة بسطها هو الفرق بين التكلفة الكلية و العائد الكلي مقسوما على التكلفة الكلية في المقام مع ضرب الناتج في 100 لإعطاء نسبة مئوية، ويعتبر الفرق بين التكلفة الكلية والعائد الكلية هو العائد الفعلي أو Net Benefit ، فكلما قلت التكلفة الكلية وزاد العائد الكلية زاد بالتبعية العائد الفعلي ومن ثم زاد العائد على الاستثمار

لكي نفهم آلية تطبيق هذا النموذج نتصور معا المشروع التالي الذي سيطبق في جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية :
(تطبيق روبوت محادثة ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة الطلاب الأكاديمية والإدارية )
يوضح الجدول التالي إجمالي التكلفة المتوقعة للمشروع :
البند | القيمة بالجنيه المصري |
تطوير وشراء النظام | 800,000 |
التدريب والدعم الفني | 200,000 |
التراخيص السنوية لمدة3 سنوات | 300,000 |
الصيانة والدعم الفني السنوي | 150,000 |
الإجمالي خلال 3 سنوات | 1,450,000 |
إذا ما العوائد المتوقعة :
1. تقليل عبء العمل عن موظفي شؤون الطلاب
– تم تقليص الحاجة لتوظيف 3 موظفين بدوام كامل (بتكلفة 150,000 سنويًا × 3 = 450,000 سنويًا).
– خلال 3 سنوات = 1,350,000 جنيه توفير.
2. تحسين معدل رضا الطلاب وتقليل التسرب التدريبي / التعليمي:
– تحسين معدل رضا الطلاب أدى إلى تقليل نسبة التسرب بمعدل 2% (ما يعادل 100 طالب سنويًا).
– متوسط الرسوم الدراسية السنوية = 10,000 جنيه.
– 100 × 10,000 × 3 سنوات = 3,000,000 جنيه دخل إضافي.
إجمالي العائد خلال 3 سنوات = 1,350,000 + 3,000,000 = 4,350,000 جنيه
الآن لنعوض في معادلة حساب العائد المالي من الاستثمار :

وهذا يعني أن العائد من الاستثمار المالي يبلغ تقريبا 200% ، أي أن أمام كل جنيه ينفق سيكون العائد 3 جنيه خلال فترة استثمار 3 سنوات، ولا يقدم النموذج حكما بصلاحية هذا الاستثمار من عدمه إذ لابد من مقارنة هذا العائد بعوائد المشاريع البديلة لتحديد الأولوية في الاستثمار. ويجب ملاحظة أن العائد المالي فقط هو ما تم حسابه هنا، دون إدخال الفوائد غير المباشرة مثل:
- تحسين صورة الجامعة في التقارير الإعلامية والتسويقية.
- رفع التصنيف الأكاديمي للجامعة.
- تطوير قدرات الطلبة التقنية.
نموذج كيركباتريك الهرمي لقياس العائد من الاستثمار في التدريب
نموذج كيركباتريك الهرمي هو أحد أكثر نماذج تقييم التدريب شيوعاً وقبولاً على نطاق واسع، استخدم كذلك في برامج التعليم عن بعد ، وقد طوره دونالد كيركباتريك في عام 1959. يوفر هذا النموذج إطاراً لتقييم فعالية برامج التدريب والتعلم في أربعة مستويات متتالية، حيث يقيس كل مستوى تأثيراً أعمق من سابقه. الهدف من النموذج هو مساعدة المنظمات على فهم ما إذا كانت برامجها التدريبية تحقق الأهداف المرجوة منها.
المستويات الأربعة لنموذج كيركباتريك:

- المستوى الأول: رد الفعل (Reaction)
- ماذا يقيس؟ يقيس هذا المستوى رضا المشاركين عن البرنامج التدريبي وتجربتهم العامة. يهتم بمعرفة ما إذا كان المشاركون قد أحبوا التدريب، وشعروا أنه ذو صلة، وأن المدرب كان فعالاً، وأن البيئة كانت مواتية للتعلم.
- كيف يتم القياس؟ عادةً ما يتم ذلك من خلال استبيانات التقييم الفوري (استبيانات الرضا) التي يتم توزيعها في نهاية الدورة التدريبية، أو من خلال المقابلات والمجموعات المركزة.
- أمثلة على الأسئلة: “هل وجدت محتوى الدورة مفيداً؟”، “هل كان المدرب متمكناً من المادة؟”، “هل كانت المرافق مناسبة للتعلم؟”
- المستوى الثاني: التعلم (Learning)
- ماذا يقيس؟ يركز هذا المستوى على مدى اكتساب المشاركين للمعرفة والمهارات والمواقف الجديدة التي كان من المفترض أن يتعلموها من التدريب.
- كيف يتم القياس؟ يتم القياس من خلال الاختبارات (قبل وبعد التدريب)، التقييمات، المحاكاة، التمارين العملية، أو الملاحظات المباشرة لأداء المهام.
- أمثلة على القياس: مقارنة نتائج اختبار المعرفة قبل وبعد التدريب، أو تقييم أداء المشاركين في مهمة عملية بعد التدريب.
- المستوى الثالث: السلوك (Behavior)
- ماذا يقيس؟ يقيس هذا المستوى ما إذا كان المشاركون قد طبقوا المعرفة والمهارات المكتسبة من التدريب في بيئة عملهم الفعلية. يهتم بالتحول السلوكي الذي يحدث نتيجة للتدريب.
- كيف يتم القياس؟ يتطلب هذا المستوى وقتاً أطول للتقييم بعد التدريب. يتم القياس من خلال الملاحظة المباشرة في مكان العمل، تقييمات الزملاء أو المشرفين، المراجعات 360 درجة، أو سجلات الأداء.
- أمثلة على القياس: هل استخدم الموظف التقنية الجديدة التي تعلمها في عمله؟ هل تحسنت مهاراته في التواصل مع العملاء؟
- المستوى الرابع: النتائج (Results)
- ماذا يقيس؟ هذا هو أعلى مستوى في النموذج، ويقيس الأثر النهائي للتدريب على أهداف المنظمة أو الأعمال. يهتم بالنتائج الملموسة والقابلة للقياس التي تعود بالنفع على المؤسسة.
- كيف يتم القياس؟ يتم القياس من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) للمؤسسة، مثل زيادة الإنتاجية، تحسين الجودة، انخفاض التكاليف، زيادة المبيعات، تحسين رضا العملاء، أو زيادة الأرباح.
- أمثلة على القياس: هل أدت الدورة التدريبية إلى زيادة في مبيعات المنتج بنسبة معينة؟ هل انخفضت شكاوى العملاء؟ هل تحسنت معدلات الاحتفاظ بالموظفين؟
أهمية نموذج كيركباتريك:
- يوفر إطاراً منظماً لتقييم جميع جوانب برنامج التدريب.
- يساعد على ربط التدريب بالأهداف الاستراتيجية للمنظمة.
- يمكن المنظمات من تحديد نقاط القوة والضعف في برامجها التدريبية.
- يساعد في تبرير الاستثمار في التدريب من خلال إظهار العائد على الاستثمار (ROI).
قيود النموذج:
على الرغم من شعبيته، يواجه نموذج كيركباتريك بعض الانتقادات والقيود:
- الصعوبة في القياس: يصبح قياس الأثر أكثر صعوبة وتعقيداً كلما ارتفعنا في المستويات، خاصة عند المستوى الرابع (النتائج)، حيث يصعب عزل تأثير التدريب عن العوامل الأخرى.
- الخطية: يفترض النموذج أن كل مستوى يؤدي بالضرورة إلى المستوى التالي، وهذا ليس صحيحاً دائماً.
- التركيز على ما بعد التدريب: يركز النموذج بشكل كبير على التقييم بعد انتهاء التدريب، وقد لا يدمج التقييم التكويني خلال عملية التصميم والتنفيذ.
- يتناول النموذج النتائج لكنه لا يفسر أسباب حدوثها.
على الرغم من هذه القيود، يظل نموذج كيركباتريك أداة قيمة وأساسية للمتخصصين في مجال التدريب والتطوير لفهم وقياس فعالية مبادراتهم التعليمية.
نموذج فيليبس لقياس العائد من الاستثمار Phillips ROI Model
يعتبر البعض أن نموذج فيليبس لقياس العائد من الاستثمار جاء مكملا لنموذج كيرك باتريك حيث أعطاه الجانب الكمي في قياس العائد وهي أحد أوجه النقد أو التحديات الموجهة لنموذج كيرك باتريك، وهو بهذا نموذج تقييم تدريبي متكامل طوره جاك فيليبس كتوسعة لنموذج كيركباتريك الشهير، ويشمل خمسة مستويات:

- ردود فعل المشاركين (Reaction) ويعبر عنه بمقاييس الرضا واختبارات قبول المستخدمين.
- التعلم المكتسب (Learning) ويعبر عنه بنتائج الاختبارات.
- تطبيق المعرفة (Application) يسمى كذلك بالسلوك التعلمي .
- تأثير التدريب على العمل (Impact) يعنى بالنتائج والمخرجات.
- العائد المالي على الاستثمار (ROI) في التدريب
لاحظ أن فيليبس لا يكتفي بحساب العائد المالي فقط، بل يربط بين البيانات النوعية والكمية عبر المستويات الأربعة الأولى ليحدد بدقة العائد المالي الحقيقي الناتج عن التدريب، مع عزل تأثير عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج. هذا يجعل نموذج فيليبس أكثر شمولية ودقة في قياس فعالية برامج التدريب مقارنة بالنموذج المالي الكلاسيكي
لنطبق معا نفس المثال المطبق في النموذج الأول ( النموذج المالي الكلاسيكي لحساب العائد على الاستثمار ) ولكن وفقا لمستويات نموذج فيليبس:
المستوى 1: ردود الفعل ورضا المستفيدين
تم استطلاع آراء الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
– 92% من المستخدمين عبّروا عن رضاهم عن سرعة ودقة الردود.
– 88% يفضلون استخدام روبوت المحادثة مقارنة بالطرق التقليدية.
المستوى 2: التعلم المكتسب
تم تقييم مهارات الطلاب في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
– ارتفعت نسبة إتقان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من 40% إلى 75% بعد 3 أشهر من الاستخدام.
المستوى 3: التطبيق
تم قياس مدى استخدام الطلاب والموظفين للروبوت في الاستفسارات اليومية.
– متوسط التفاعل الشهري تجاوز 10,000 استفسار.
– تم تقليص عدد زيارات شؤون الطلاب بنسبة 60%.
المستوى 4: النتائج / المخرجات
1. تقليل التكاليف الإدارية:
– توفير 3 موظفين × 150,000 سنويًا = 1,350,000 جنيه خلال 3 سنوات.
2. نقليل نسب التسرب :
– تقليل التسرب بمعدل 2% = 100 طالب سنويًا × 10,000 جنيه × 3 سنوات = 3,000,000 جنيه.
3. إجمالي المنافع = 1,350,000 + 3,000,000 = 4,350,000 جنيه.
المستوى 5: ROI المالي
التكلفة الكلية: 1,450,000 جنيه
العائد الكلي: 4,350,000 جنيه
ROI = ((4,350,000 – 1,450,000) ÷ 1,450,000) × 100 = 200%
وبهذا يظهر دمج نموذج فيليبس بين مستويات كيرك باتريك ونموذج حساب العائد المالي من الاستثمار .
الذكاء الاصطناعي وتعظيم العائد على الاستثمار في التعليم / التدريب الإلكتروني
برز دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في التعليم كوسيلة لتعظيم العائد على الاستثمار (ROI)، مما يمكّن المؤسسات من مواءمة مخرجات التعلم مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات التعليمية وتعزيز الكفاءة التشغيلية. فمن خلال توظيف أدوات التعلم التكيفي، والتحليلات التنبؤية، والأنظمة المؤتمتة، يمكن للمعلمين والإداريين تحديد الأثر الكمي للذكاء الاصطناعي على كل من الأداء الأكاديمي والاستدامة المؤسسية. فيما يلي أمثلة على ما تقدم.
استراتيجيات تعظيم العائد على الاستثمار في التعليم بمساعدة الذكاء الاصطناعي
إن وضع استراتيجية لتعظيم العائد من الاستثمار في التعليم المبني على الذكاء الاصطناعي يُعد أمرًا بالغ الأهمية لأنه يضمن توافق مبادرات الذكاء الاصطناعي مع الأهداف المؤسسية طويلة المدى، ويحول الاستثمار في التقنيات الحديثة من مجرد تكلفة إضافية إلى محرك فعلي للقيمة والابتكار. الاستراتيجية الواضحة تتيح للمؤسسات التعليمية ربط استخدام الذكاء الاصطناعي بتحسين تجربة المتعلم، رفع كفاءة العمليات، وتطوير مهارات المستقبل لدى الطلاب، كما أظهرت دراسات حديثة أن المؤسسات التي تضع خططًا استراتيجية مدروسة تحقق نتائج ملموسة في مجالات مثل التخطيط الفعال للتعلم، وتعظيم العائد، وتقنين الموارد، مما يؤدي إلى تحسين الأداء المؤسسي وزيادة رضا جميع الأطراف المعنية.
علاوة على ذلك، فإن وجود استراتيجية متكاملة يُمكّن المؤسسات من إدارة التكاليف بفعالية، وقياس العائد بدقة من خلال مؤشرات أداء واضحة، والاستجابة بسرعة للتغيرات التقنية والسوقية، وهو ما أكدته تقارير عالمية مثل تقرير EDUCAUSE الذي أشار إلى أن 49% من المؤسسات تعتبر الذكاء الاصطناعي أولوية استراتيجية، مع تركيز الخطط على تطوير مهارات الطلاب، تحسين جاهزيتهم لسوق العمل، ما يعزز من استدامة الأثر الإيجابي ويحول الذكاء الاصطناعي إلى استثمار طويل الأجل وليس مجرد اتجاه تقني عابر.
المواءمة الاستراتيجية مع الأهداف المؤسسية
لعل أول ما يتطلبه وضع استراتيجية لتعظيم العائد من الاستثمار في التعليم بمساعدة الذكاء الاصطناعي هو ربط مبادرات الذكاء الاصطناعي بمؤشرات الأداء الرئيسية القابلة للقياس، مثل معدلات الاحتفاظ بالطلاب ( خفض نسب التسرب)، أو الناتج البحثي، أو قابلية توظيف الخريجين، فبدون المؤاءمة مع اهداف المؤسسة لا يمكن تقييم العائد من الاستثمار وفق عديد من نماذج التقييم، فكيف نحكم على نجاح هذا الاستثمار بدون وجود مؤشرات أداء واضحة مرتبطة بأهداف المؤسسة؟!. على سبيل المثال، نجحت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل “Pounce” في جامعة ولاية جورجيا، في تقليل “تراجع التسجيل الصيفي” بنسبة 22% وزيادة إيرادات التسجيل بمقدار 3.7 مليون دولار سنوياً وهي من أهداف الخطة الاستراتيجية للجامعة. وبالمثل، يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي لمعالجة الأولويات الإقليمية، مثل ربط الأهداف الاستراتيجية للتوسع الزراعي في مصر بمخرجات تدريب منظمة الفاو للمزارعين في مصر، من خلال تحليل الخطة الاستراتيجية وتاحديد مؤشرات الأداء والوزن النسبي لكل منها وفقا لآراء أصحاب المصلحة.
اتخاذ القرار المستند إلى البيانات
يتمثل جوهر هذه الاستراتيجية في نشر تحليلات الذكاء الاصطناعي لتتبع مشاركة المتعلمين وفجوات المهارات في الوقت الفعلي. فقد أدت أدوات مثل “Maths Pathway” إلى تحسين درجات اختبارات الرياضيات بنسبة 15% في المدارس الأسترالية من خلال تخصيص مسارات التعلم بناءً على البيانات المتولدة من التفاعل مع المتعلمين. علاوة على ذلك، تسهم أتمتة المهام الإدارية (مثل تصحيح الاختبارات والجدولة) في تقليل التكاليف؛ حيث وفر نظام دعم الطلاب المعزز بالذكاء الاصطناعي في جامعة ولاية أريزونا 10 ملايين دولار سنوياً بفضل زيادة بنسبة 10% في معدلات الاحتفاظ بالطلاب أو ما يعرف بخفض معدلات التسرب.
التخصيص القابل للتوسع
تتضمن هذه الاستراتيجية تطبيق منصات التعلم التكيفي التي تكيّف المحتوى ليناسب الاحتياجات الفردية. على سبيل المثال، رفعت “DreamBox Learning” الكفاءة في الرياضيات بنسبة 20% في البرامج التجريبية لمرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، مع تقليل وقت تصحيح المعلمين بنسبة 25%. كما يمكن استخدام المدرسين الخصوصيين المدعمين بالذكاء الاصطناعي لتعلم اللغات أو مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، كما يتضح في جامعة كامبريدج، حيث أدت التغذية الراجعة المخصصة إلى زيادة معدلات نشر الطلاب الدوليين بنسبة 25%.
DreamBox Learning هي منصة تعليمية رقمية أمريكية متخصصة في تعليم الرياضيات (DreamBox Math) والقراءة (DreamBox Reading) للطلاب من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر، مع تركيز أساسي على الرياضيات للصفوف K-8 والقراءة للصفوف K-12. تعتمد المنصة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم التكيفي (Intelligent Adaptive Learning™) لتقديم تجربة تعلم شخصية وفريدة لكل طالب، حيث تقوم بتحليل تفاعلات الطالب بشكل لحظي (مثل الإجابات، السرعة، الأخطاء، وأنماط التفكير) وتعدل مستوى وصعوبة الدروس تلقائيًا لتلائم احتياجاته ومستواه
أهمية قياس العائد على الاستثمار في التعليم/ التدريب الالكتروني في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي
مع تسارع وتيرة الثورة الصناعية الرابعة، التي يتصدرها الذكاء الاصطناعي (AI)، تزايدت الاستثمارات في تقنيات التعلم والتدريب الإلكتروني المدعومة بالذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ. في هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة والضرورية لقياس العائد على الاستثمار (ROI) في هذه المبادرات، ليس فقط لتبرير التكاليف، بل لضمان الفعالية، وتعظيم الأثر، وتوجيه القرارات الاستراتيجية المستقبلية، ومن هنا نجد أنفسنا أمام السؤال التالي :
لماذا أصبح قياس العائد على الاستثمار أكثر أهمية الآن؟
- تبرير الاستثمار وتعزيز المساءلة: تتطلب تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، وتطوير المحتوى، والتدريب على استخدام الأدوات. لذا، يصبح قياس العائد على الاستثمار أمراً حيوياً لتبرير هذه النفقات أمام أصحاب المصلحة، وإثبات أن هذه الاستثمارات تحقق قيمة مضافة ملموسة للمؤسسة أو المنظمة. كما يعزز ذلك مبدأ المساءلة من خلال ربط المخرجات التعليمية بالأهداف التنظيمية.
- تحسين الفعالية وتوجيه التحسين المستمر: يتيح قياس العائد على الاستثمار للمؤسسات تحديد أي من مبادرات التعلم والتدريب الإلكتروني المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحقق أفضل النتائج، وأيها يحتاج إلى تعديل أو تحسين. من خلال تحليل البيانات المتعلقة بالأداء، والمشاركة، والنتائج، يمكن للمؤسسات تحسين تصميم البرامج، وتخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، وتكييف الاستراتيجيات التعليمية لزيادة الفعالية.
- مواءمة التعلم مع الأهداف الاستراتيجية: في ظل التنافسية المتزايدة، تسعى المؤسسات إلى تحقيق أهداف استراتيجية واضحة، سواء كانت تتعلق بزيادة الإنتاجية، تحسين جودة الخدمات، تعزيز الابتكار، أو تطوير الكفاءات الأساسية. يساعد قياس العائد على الاستثمار في التأكد من أن برامج التعلم والتدريب الإلكتروني، وخاصة تلك التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي، تساهم بشكل مباشر في تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، بدلاً من أن تكون مجرد أنشطة منفصلة.
- الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي التحليلية: يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات تحليلية متقدمة تتيح جمع ومعالجة كميات هائلة من البيانات التعليمية في الوقت الفعلي. يمكن لهذه الأدوات تتبع مسارات التعلم الفردية، وتحديد فجوات المهارات، والتنبؤ بأداء المتعلمين، وتقديم رؤى عميقة حول فعالية المحتوى والمنهجيات. هذه القدرات التحليلية تعزز بشكل كبير دقة وشمولية قياس العائد على الاستثمار، مما يمكن المؤسسات من اتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على بيانات دقيقة.
التحديات في قياس العائد على الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي
على الرغم من الأهمية، يواجه قياس العائد على الاستثمار في التعليم والتدريب الإلكتروني المدعوم بالذكاء الاصطناعي عدة تحديات منها :
- صعوبة عزل الأثر: غالباً ما تتأثر النتائج النهائية للتعلم والتدريب بعوامل متعددة (مثل بيئة العمل، التحفيز الشخصي، الدعم الإداري)، مما يجعل من الصعب عزل التأثير المباشر لتقنيات الذكاء الاصطناعي وحدها.
- قياس الفوائد غير الملموسة: بعض الفوائد، مثل تحسين الروح المعنوية للموظفين، أو تعزيز ثقافة التعلم، أو زيادة القدرة على حل المشكلات المعقدة، يصعب قياسها كمياً بشكل مباشر.
- تعقيد البيانات: تولد أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات المتنوعة، مما يتطلب خبرة وأدوات متخصصة لجمعها، تحليلها، وتفسيرها بشكل فعال.
- المدى الزمني: قد لا تظهر بعض النتائج الهامة، مثل التقدم الوظيفي أو الأثر على الابتكار المؤسسي، إلا على المدى الطويل، مما يتطلب استراتيجيات قياس مستمرة.
في ظل أهمية قياس العائد على الاستثمار من جهة والتحديات التي تواجه هذا القياس من جهة أخرى وعجز النماذج الحالية لقياس هذا العائد ظهرت الحاجة لنماذج أحدث تأخذ في الاعتبار الجوانب السابقة عند قياس العائد على الاستثمار في التعليم / التدريب الإلكتروني.
التعليم / التدريب الإلكتروني ونموذج NexGen ROI
مع زيادة التوجه نحو التحول الرقمي بالجامعات، أصبح التعليم/ التدريب الإلكتروني استراتيجية أساسية للجامعات والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم، ليس فقط للوصول إلى شرائح أوسع من الطلاب ولكن أيضًا لتحقيق الأهداف المؤسسية. ومع استثمار الجامعات في التعليم الرقمي، ازداد الطلب على إظهار عوائد قابلة للقياس على هذه الاستثمارات. والواقع يشير إللا أن أطر العائد على الاستثمار (ROI) التقليدية، التي تركز بشكل أساسي على المقاييس المالية، غير كافية لإبراز الأوجه المتعددة للعوائد من التعليم / التدريب الإلكتروني.
وقد أدت هذه الفجوة إلى ظهور نموذج NexGen ROI، وهو نهج استشرافي يربط مبادرات التعليم / التدريب الإلكتروني بالأهداف الاستراتيجية للجامعات أو المؤسسات التدريبية. ويتجاوز نموذج NexGen ROI التقييمات المالية التقليدية، حيث يشتمل على مؤشرات متنوعة مثل نجاح الطلاب، ومشاركة أعضاء هيئة التدريس، والكفاءة التشغيلية، والتأثير المجتمعي. يمكّن هذا النموذج الشامل المؤسسات الأكاديمية من تبرير الاستثمارات في التقنيات التعليمية واستشراف العوائد من الاستثمار فيها.
وفي حين تركز نماذج التقييم التقليدية، مثل تسلسل كيركباتريك الهرمي، على معدلات الإنجاز ورضا المتعلمين، لكنها تفشل في ربط مخرجات التعلم بالنجاح المؤسسي طويل الأمد. يعالج نموذج العائد على الاستثمار من الجيل التالي هذه القيود من خلال أربع ركائز أساسية:
- المواءمة الاستراتيجية: يربط مباشرة مبادرات الذكاء الاصطناعي بمؤشرات الأداء الرئيسية للجامعة (مثل قابلية توظيف الخريجين، واقتباسات الأبحاث، ومعدلات الاحتفاظ بالطلاب). على سبيل المثال، يمكن لمنصات التعلم التكيفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن ترتبط بزيادة قدرها 20% في معدلات الاحتفاظ بطلاب تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، في حين قد تحدد التحليلات التنبؤية اختناقات إنتاجية البحث بين أعضاء هيئة التدريس.
- التحليلات المتقدمة: يعتمد النموذج على استخدام التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لقياس تأثير البرامج التعليمية على الأداء. يتيح هذا النهج فهماً عميقاً للعلاقة بين الاستثمار في التعلم والنتائج المحققة.
- البيانات في الوقت الفعلي: يوفر النموذج القدرة على مراقبة وتقييم النتائج في الوقت الفعلي، مما يمكن من اتخاذ قرارات سريعة وتعديل المسار عند الحاجة. هذه الميزة تعزز من قدرة المؤسسات على التكيف والاستجابة للتغيرات.
- المقاييس الشاملة: يقيم كلاً من النتائج قصيرة المدى (مثل إكمال الدورة التدريبية) والآثار طويلة المدى (مثل التقدم الوظيفي للخريجين، والتصنيفات المؤسسية).
إطار عمل نموذج العائد من الاستثمار من الجيل التالي


فهم نموذج NexGen ROI
تم تطوير نموذج NexGen ROI كتطور لنماذج العائد على الاستثمار التقليدية، وهو يدمج مقاييس كمية ونوعية على حد سواء. يركز على خمسة أبعاد أساسية:
- التوافق الاستراتيجي: مدى دعم مبادرة التعليم الإلكتروني للأهداف المؤسسية.
- قيمة أصحاب المصلحة: الفوائد المتصورة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين والشركاء الخارجيين.
- نتائج التعلم: التحسينات في أداء الطلاب ومشاركتهم ورضاهم.
- التأثير التشغيلي: توفير التكاليف، وكفاءة العمليات، وقابلية تطوير البرامج.
- العائد الاجتماعي: تأثيرات أوسع مثل إمكانية الوصول والشمولية والتواصل المجتمعي.
يشجع هذا النموذج على تقييم شامل يعكس النظام البيئي المعقد للتعليم العالي الحديث.
تطبيق نموذج NexGen ROI على مشروعات التعليم الإلكتروني بالجامعات
يتطلب تطبيق النموذج منهجية منظمة متعددة المراحل، تضمن الربط بين مخرجات التعليم الإلكتروني والأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، ويطبق نموذج NexGen ROI المعادلة التالية:
NexGen ROI = (الفوائد المالية + الفوائد غير المالية) – التكاليف الإجمالية / التكاليف الإجمالية × 100%
1. التكاليف الإجمالية: تشمل التكاليف في نموذج NexGen ROI عدة عناصر أساسية:
- تكاليف التطوير: المصروفات المتعلقة بإنشاء محتوى التعلم الإلكتروني، بما في ذلك التصميم التعليمي وإنتاج الوسائط المتعددة وتطوير البرمجيات
- تكاليف التنفيذ: التكاليف المرتبطة بنشر برنامج التعلم الإلكتروني مثل شراء أو الاشتراك في نظام إدارة التعلم والأجهزة والبنية التحتية الأخرى اللازمة
- تكاليف الصيانة: النفقات المستمرة لتحديث المحتوى وترقيات النظام والدعم الفني
2. الفوائد المالية: تتضمن الفوائد المالية القابلة للقياس:
- زيادة الإنتاجية: تحسن أداء الموظفين وكفاءتهم نتيجة لتعزيز المهارات والمعرفة المكتسبة من خلال التعلم الإلكتروني
- تقليل تكاليف التدريب: التوفير من تقليل الحاجة للتدريب التقليدي وجهاً لوجه ونفقات السفر والإقامة
- توفير الوقت: تقليل الوقت المطلوب للتدريب مقارنة بالطرق التقليدية، مما يسمح للموظفين بقضاء المزيد من الوقت في العمل المنتج
3. الفوائد غير المالية : يتميز نموذج NexGen ROI بتضمين الفوائد غير المالية وتحويلها لقيم نقدية:
- تحسين السمعة المؤسسية: الأثر الإيجابي على صورة المؤسسة وقدرتها على جذب المواهب
- تحسين مشاركة المتعلمين ومعدلات الاحتفاظ: نتيجة لتنسيقات التعلم التفاعلية والمرنة
- تعزيز الثقافة المؤسسية: تحسين البيئة التنظيمية ورضا الموظفين
لتوضيح تطبيق نموذج NexGen ROI، سنأخذ مثالاً عملياً لتطوير برنامج تدريبي لأعضاء هيئة التدريس في جامعة حلوان حول تقنيات التعلم الرقمي. تأسست جامعة حلوان عام 1975 وتضم 20 كلية و50 مركزاً بحثياً8، وتعمل حالياً على إعداد خطتها الاستراتيجية الجديدة للفترة 2025-2030.
تفاصيل البرنامج:
- المدة: سنة واحدة
- عدد المستفيدين: 200 عضو هيئة تدريس
- الهدف: تطوير مهارات التعلم الرقمي والتقنيات التفاعلية
حساب التكاليف
نوع التكلفة | المبلغ (جنيه مصري) | التفاصيل |
---|---|---|
تكاليف تطوير المحتوى | 150,000 | تصميم المناهج والمواد التعليمية |
تكاليف التكنولوجيا والمنصة | 200,000 | نظام إدارة التعلم والأدوات الرقمية |
تكاليف التدريب والمدربين | 100,000 | أتعاب المدربين والمواد التدريبية |
تكاليف البنية التحتية | 80,000 | الأجهزة والإعداد التقني |
التكاليف التشغيلية | 70,000 | الدعم المستمر والصيانة |
إجمالي التكاليف | 600,000 |
حساب العوائد المالية
نوع الفائدة | المبلغ (جنيه مصري) | النتائج المتوقعة |
---|---|---|
زيادة الإنتاجية وتوفير الوقت | 300,000 | تحسن كفاءة العمليات التعليمية |
تقليل تكاليف التوظيف | 150,000 | احتجاز أفضل لأعضاء هيئة التدريس |
تحسين الكفاءة التشغيلية | 200,000 | رقمنة العمليات الإدارية |
الاستفادة من احتجاز الطلاب | 250,000 | تحسن جودة التعليم يقلل التسرب |
إجمالي الفوائد المالية | 900,000 |
تقدير العوائد غير المالية
بناءً على منهجية نموذج NexGen ROI في تحويل القيم غير المالية إلى قيم نقدية12:
نوع الفائدة غير المالية | القيمة النقدية المكافئة (جنيه مصري) | النتائج المتوقعة |
---|---|---|
تعزيز سمعة الجامعة | 180,000 | تأثير على التصنيفات والجذب |
تحسين رضا أعضاء هيئة التدريس | 120,000 | تقليل معدل تسرب وهجرة أعضاء هيئة التدريس |
تحسين جودة البحث العلمي | 200,000 | زيادة الإنتاج البحثي المنشور |
تحسين رضا الطلاب | 100,000 | تحسن تجربة التعلم |
إجمالي الفوائد غير المالية | 600,000 |
تطبيق معادلة NexGen ROI
- إجمالي العوائد ( مالية وغير مالية) = 900,000 + 600,000 = 1,500,000 جنيه مصري
- صافي الفوائد = 1,500,000 – 600,000 = 900,000 جنيه مصري
- NexGen ROI = (900,000 ÷ 600,000) × 100 = 150%
النتيجة: عائد الاستثمار وفقاً لنموذج NexGen ROI هو 150%، مما يعني أن كل جنيه مستثمر في البرنامج يولد 2.50 جنيه في القيمة الإجمالية.
مؤشرات الأداء الرئيسية
يستخدم النموذج مجموعة شاملة من مؤشرات الأداء الرئيسية منها:
- معدل إكمال التدريب
- تحسن الأداء التدريسي
- رضا الطلاب
- معدل احتجاز أعضاء هيئة التدريس
- وقت تطبيق المهارات الجديدة
- جودة المحتوى التعليمي
- معدل استخدام التقنيات الرقمية
مراحل تطبيق النموذج
المرحلة الأولى: المواءمة الاستراتيجية (Strategic Alignment)
في هذه المرحلة، يتم تحديد الأهداف الرئيسية للجامعة وربطها بشكل مباشر بمبادرات التعليم الإلكتروني.
- تحديد أهداف الجامعة: على غرار تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) للمؤسسات التجارية، تقوم الجامعات بتحديد أهدافها الاستراتيجية.
- مثال افتراضي: تسعى جامعة حلوان إلى “زيادة معدلات توظيف الخريجين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة بنسبة 15% خلال خمس سنوات” و”تعزيز مكانتها في التصنيفات العالمية للجامعات من خلال زيادة الناتج البحثي في مجالات الابتكار”.
- مواءمة مبادرات التعليم الإلكتروني مع هذه الأهداف: يتم تصميم برامج التعليم الإلكتروني لتخدم هذه الأهداف بوضوح.
- مثال افتراضي: لإنجاز هدف “زيادة توظيف الخريجين في التكنولوجيا المتقدمة”، تطلق الجامعة “برنامجاً إلكترونياً متكاملاً في الأمن السيبراني وتحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي”.
المرحلة الثانية: تخصيص الإطار (Framework Customization)
تُعنى هذه المرحلة باختيار المقاييس والأدوات الملائمة لقياس الأثر.
- تحديد المقاييس والأدوات: استخدام منصات تحليلية متقدمة (لوحات معلومات الذكاء الاصطناعي) لتتبع البيانات في الوقت الفعلي:
- مشاركة المتعلم: قياس معدل إتمام الدورات الإلكترونية، ومتوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب في أنشطة التعلم، ومستوى التفاعل في المنتديات النقاشية الافتراضية.
- مثال : استخدام لوحات تحكم تحليلية في نظام إدارة التعلم (LMS) لمراقبة عدد الساعات التي يقضيها كل طالب في برنامج الأمن السيبراني، ومعدل مشاركته في حل التحديات البرمجية الأسبوعية.
- معدلات تطبيق المهارات: تقييم مدى قدرة الطلاب على تطبيق المعارف والمهارات المكتسبة في مشاريع عملية أو بيئات محاكاة.
- مثال : قياس درجات الطلاب في مشروع تخرج يتطلب تصميم نظام أمن سيبراني متكامل، أو تقييم أدائهم في تحديات “Capture The Flag” السيبرانية.
- الأثر المؤسسي (في سياق الجامعة):
- توفير التكاليف: تقليل الحاجة إلى مساحات الفصول الدراسية المادية أو تقليل أعباء أعضاء هيئة التدريس من خلال أدوات التصحيح الآلي المدعمة بالذكاء الاصطناعي.
- زيادة الإنتاجية: تقصير المدة الزمنية لإتمام البرامج الأكاديمية أو زيادة عدد الأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس الذين يشاركون في برامج تطوير إلكترونية.
- مثال : حساب الوفورات المالية الناتجة عن تقليل عدد الفصول المخصصة للبرنامج الإلكتروني، وتقدير زيادة الإنتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس بعد مشاركتهم في دورات تدريبية إلكترونية حول “الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي”.
- مشاركة المتعلم: قياس معدل إتمام الدورات الإلكترونية، ومتوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب في أنشطة التعلم، ومستوى التفاعل في المنتديات النقاشية الافتراضية.
- تكييف المقاييس مع الأولويات الإقليمية:
- مثال : إذا كانت رؤية مصر 2030 تركز على الاستدامة وحلول ندرة المياه، يمكن لجامعة عين شمس أن تطلق برنامجاً إلكترونياً حول “الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية”، وتقيس عدد المشاريع البحثية أو براءات الاختراع التي تنتجها الطلاب في هذا المجال، أو نسبة الخريجين الذين يعملون في شركات متخصصة في حلول المياه.
المرحلة الثالثة: النشر التجريبي (Pilot Deployment)
تتضمن هذه المرحلة إطلاق البرنامج الإلكتروني بشكل تجريبي في نطاق محدود.
- إطلاق برامج تجريبية خاضعة للرقابة: اختيار مجموعة صغيرة من الطلاب أو الدورات لاختبار المبادرة.
- مثال : إطلاق الدفعة الأولى من “برنامج الأمن السيبراني وتحليل البيانات” لعدد 50 طالباً من كلية الحاسبات والمعلومات، ومقارنة أدائهم ومعدلات توظيفهم المستقبلية بمجموعة تحكم من خريجي برنامج تقليدي.
- قياس الأداء الأولي: استخدام التحليلات في الوقت الفعلي لنموذج NexGen ROI لمقارنة الأداء قبل وبعد تطبيق البرنامج التجريبي.
- مثال : مقارنة مستوى إتقان الطلاب لمهارات الأمن السيبراني (من خلال اختبارات قبلية وبعدية ومشاريع محاكاة) قبل وبعد الانتهاء من البرنامج الإلكتروني التجريبي.
المرحلة الرابعة: التوسع على مستوى الجامعة (Organization-Wide Scaling)
بعد نجاح المرحلة التجريبية، يتم توسيع نطاق البرنامج ودمج أنظمة البيانات.
- دمج أنظمة البيانات: ربط بيانات منصات التعليم الإلكتروني بأنظمة معلومات الطلاب (SIS)، وقواعد بيانات الخريجين، ومنصات التوظيف الجامعية، وقواعد بيانات الأبحاث.
- مثال : دمج بيانات أداء الطلاب في برنامج الأمن السيبراني الإلكتروني مع سجلات قسم التوظيف الجامعي لتتبع معدل وسرعة توظيف خريجي البرنامج في شركات متخصصة، ومقارنته بمتوسط الجامعة.
- أتمتة إعداد التقارير: إنشاء لوحات معلومات آلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتتبع مؤشرات الأداء الرئيسية بشكل مستمر.
- مثال : إنشاء لوحة تحكم ذكية تعرض بشكل فوري معدلات إكمال الدورات، ومستويات اكتساب المهارات، وأثرها على مؤشرات الجامعة مثل معدلات الالتحاق بالدراسات العليا أو عدد الشركات الناشئة التي أسسها الخريجون.
المرحلة الخامسة: دمج الاستدامة (Sustainability Integration)
تركز هذه المرحلة على ربط التعليم الإلكتروني بأهداف الاستدامة الأوسع للجامعة والمجتمع.
- الربط بأهداف الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG): تضمين مقاييس تتعلق بالاستدامة.
- مثال : إذا كانت الجامعة تتبنى أهدافاً لتقليل البصمة الكربونية، يمكن قياس مدى مساهمة التحول إلى التعليم الإلكتروني في تقليل استهلاك الطاقة في الحرم الجامعي (بسبب قلة الحاجة للفصول والإضاءة والتدفئة/التبريد).
- الإبلاغ عن النتائج: نشر تقارير دورية تظهر أثر مشروعات التعليم الإلكتروني على أهداف الجامعة والمجتمع، بما يتماشى مع أطر عالمية مثل أجندة التعليم 2030 لليونسكو.
- مثال : إصدار تقرير سنوي يوضح كيف ساهم برنامج الأمن السيبراني الإلكتروني في تلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة وتأهيل جيل من الخبراء لدعم البنية التحتية الرقمية للدولة.
عوامل نجاح النموذج في سياق التعليم الإلكتروني الجامعي
لتحقيق أقصى استفادة من نموذج NexGen ROI في التعليم الجامعي الإلكتروني، يجب الأخذ في الاعتبار العوامل التالية:
- التزام القيادة الجامعية: الحصول على دعم كامل من رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام لضمان توفير الموارد اللازمة.
- مشاركة أصحاب المصلحة: إشراك أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والخريجين، وسوق العمل (الشركات) في تصميم وتقييم البرامج الإلكترونية.
- سلامة البيانات: التأكد من دقة واكتمال واتساق البيانات التي يتم جمعها من مختلف أنظمة التعليم الإلكتروني والجامعة.
- التكيف المرن: المراجعة الدورية لبرامج التعليم الإلكتروني ونموذج القياس نفسه بناءً على التغيرات في احتياجات الطلاب، والتطورات التكنولوجية (خاصة في الذكاء الاصطناعي)، ومتطلبات سوق العمل.
- الحوكمة والأخلاقيات: وضع سياسات واضحة لضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم الإلكتروني، مع التركيز على خصوصية بيانات الطلاب والعدالة في الخوارزميات (مثلاً في تقييم الأداء أو التوصيات التعليمية).
أمثلة لتطبيق نموذج NexGen ROI بالجامعات
نجحت عدد من الجامعات في تبني نموذج NexGen ROI لربط التعليم الإلكتروني بأهدافها الاستراتيجية. وتوضح الأمثلة التالية نماذج من تلك الجامعات:
جامعة سنترال فلوريدا (UCF)، الولايات المتحدة الأمريكية: كان مركز التعلم الموزع بجامعة سنترال فلوريدا رائدًا في التعليم عبر الإنترنت. باستخدام نهج NexGen ROI، قيمت الجامعة استراتيجيتها للتعلم المدمج عبر عدة معايير. وكانت النتائج مرضية لمتخذ القرار:
- التوافق الاستراتيجي: دعمت مبادرات التعليم الإلكتروني بجامعة سنترال فلوريدا هدفها المتمثل في زيادة الوصول إلى التعليم العالي في فلوريدا.
- التأثير التشغيلي: حققت الجامعة وفورات كبيرة في التكاليف عن طريق تقليل الحاجة إلى مساحات الفصول الدراسية.
- نتائج التعلم: أظهرت المقررات الدراسية المدمجة معدلات نجاح أعلى للطلاب مقارنة بالفصول الدراسية التقليدية.
- العائد الاجتماعي: مكّن التعلم عبر الإنترنت البالغين العاملين والطلاب في المناطق الريفية من الوصول إلى تعليم جيد.
جامعة إدنبرة، المملكة المتحدة: نفذت جامعة إدنبرة استراتيجية للتعليم الرقمي تتماشى مع مهمتها في المشاركة العالمية. بتطبيق مبادئ NexGen ROI، قامت الجامعة بقياس:
- آراء أصحاب المصلحة:عبر الطلاب الدوليون عن رضاهم العالي بمرونة الدورة التدريبية والدعم المقدم.
- التوافق الاستراتيجي: دعمت الدورات التدريبية عبر الإنترنت هدف الجامعة المتمثل في التدويل.
- الكفاءة التشغيلية: أدى إعادة استخدام المحتوى الرقمي إلى انخفاض تكاليف الطالب بمرور الوقت.
جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية: دمجت جامعة الملك سعود التعليم الإلكتروني في إطار رؤية 2030 الاستراتيجية. استخدمت الجامعة نموذج NexGen ROI لتقييم مبادرات تطوير المحتوى الرقمي الخاصة بها:
- نتائج التعلم: تحسن الأداء الأكاديمي في المقررات الدراسية المعاد تصميمها.
- التوافق الاستراتيجي: دعم التعلم الرقمي الأهداف الوطنية لتنمية اقتصاد المعرفة.
- العائد الاجتماعي: حسنت موارد التعليم الإلكتروني باللغة العربية الشمولية للمتعلمين في المنطقة.
جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW)، أستراليا: استخدمت جامعة نيو ساوث ويلز نموذج NexGen ROI لتقييم برامج الدراسات العليا عبر الإنترنت الخاصة بها:
- التأثير التشغيلي: تقليل الوقت اللازم لطرح برامج جديدة في السوق من خلال التطوير الرقمي المرن.
- نتائج التعلم: زيادة مشاركة الطلاب من خلال المحتوى التفاعلي والتحليلات.
- قيمة أصحاب المصلحة: لبت المناهج الدراسية المتوافقة مع الصناعة توقعات المتعلمين المهنيين.
فوائد نموذج NexGen ROI في التعليم الإلكتروني
يوفر تبني نموذج NexGen ROI عديد من المزايا الاستراتيجية:
- اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة: من خلال توفير إطار عمل واضح للتقييم، يمكن للجامعات اتخاذ قرارات مستنيرة بالبيانات بشأن تخصيص الموارد.
- تعزيز التواصل مع أصحاب المصلحة: يساعد النموذج في توضيح قيمة التعليم الإلكتروني لمجالس الإدارة والممولين والجمهور.
- التحسين المستمر: تشجع التقييمات المنتظمة في إطار النموذج على إجراء تحسينات متكررة في تصميم البرامج وتقديمها.
- التماسك الاستراتيجي: يضمن بقاء جهود التعليم الإلكتروني متوافقة مع الأولويات المؤسسية.
- قياس التأثير الأوسع: يأخذ في الاعتبار العوائد غير الملموسة مثل العدالة وإمكانية الوصول والتنمية المجتمعية.
تحديات تطبيق نموذج NexGen ROI
على الرغم من مزاياه، فإن تطبيق نموذج NexGen ROI يأتي مصحوبًا بتحديات:
- صعوبة جمع البيانات: يعد جمع بيانات مرتبطة بموضوع القياس وموثوقة ومتجانسة أمرا ليس سهلا ويتطلب إجراءات للضبط والمراجعة.
- المقاومة الثقافية: قد يشك بعض أعضاء هيئة التدريس في نماذج العائد على الاستثمار، وينظرون إليها على أنها إدارية بشكل مفرط، ويبنى على ذلك رفضهم للمشاركة في أعمال تطبيق النموذج.
- فجوات المهارات: قد تفتقر وحدات البحث والتقييم المؤسسية إلى الخبرة اللازمة لتفعيل النموذج، خاصة أن النموذج حديث نسبيا وهو يتبع القطاع الخاص في الأساس ويفترض ان تكون الشركة المطورة للنموذج في موضع الإشراف عليه.
- غموض المقاييس وصعوبة الضبط المعياري: يمكن أن يكون تحديد وتوحيد المؤشرات النوعية مثل “العائد الاجتماعي” مبني على آراء شخصية .
- الاستدامة: يتطلب الحفاظ على التطبيق المتسق للنموذج التزامًا طويل الأجل ودعمًا من القيادات الإدارية.
مقارنة النموذج بالنماذج التقليدية
الجانب | النموذج الكلاسيكي | نموذج NexGen ROI |
---|---|---|
التركيز | المقاييس المالية فقط | المقاييس المالية وغير المالية |
التوقيت | قياس في نقاط زمنية محددة | مراقبة مستمرة في الوقت الفعلي |
التحليل | تحليل بعدي | تحليل تنبؤي واستباقي |
المرونة | مقاييس ثابتة وغير مرنة | مقاييس ديناميكية وقابلة للتكيف |
التقنية | أدوات تقليدية | الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة |
كلمة أخيرة
يمثل نموذج NexGen ROI نهجًا متطورًا واستراتيجيًا لتقييم التعليم الإلكتروني في التعليم العالي. من خلال تجاوز تحليلات التكلفة والمنفعة التقليدية، فإنه يمكّن الجامعات من تقييم النطاق الكامل للقيمة الناتجة عن مبادرات التعلم الرقمي. من خلال أمثلة واقعية – من استراتيجيات توفير التكاليف في جامعة سنترال فلوريدا إلى الشمولية الإقليمية في جامعة الملك سعود – من الواضح أنه عند تطبيقه بشكل صحيح، يمكن لنموذج NexGen ROI سد الفجوة بين الابتكار التعليمي والرسالة المؤسسية.
مع استمرار الجامعات في الاستثمار في التحول الرقمي، فإن ربط التعليم الإلكتروني بالأهداف الاستراتيجية ليس مجرد أمر مفيد – بل هو ضروري. يقدم نموذج NexGen ROI خارطة طريق لتحقيق هذا التوافق، مما يضمن بقاء التعليم الإلكتروني حجر الزاوية في التميز الأكاديمي المستدام.
اهم المصادر :
Bipartisan Policy Center. (n.d.). Measuring the return on investment of higher education. https://bipartisanpolicy.org/explainer/measuring-the-return-on-investment-of-higher-education-breaking-down-the-complexity/
Brandon Hall Group. (2024). Prove or perish: Why L&D must master ROI measurement. https://brandonhall.com/prove-or-perish-why-ld-must-master-roi-measurement/
Chatti, M. A., Dyckhoff, A. L., Schroeder, U., & Thüs, H. (2012). A reference model for learning analytics. International Journal of Technology Enhanced Learning, 4(5-6), 318-331
EI Design. (2024). NexGen ROI: A new model for measuring the impact of learning on the business. https://www.eidesign.net/nexgen-roi-new-model-for-measuring-impact-of-learning-on-the-business/
Ei-Mps. (2024). NexGen ROI – New Model for Measuring Impact of Learning on the Business – eLearning. eLearning. Retrieved from https://elearning.adobe.com/2024/04/nexgen-roi-new-model-for-measuring-impact-of-learning-on-the-business
Gupta, D. (2025). Phillips ROI Model: The 5 Levels of Training Evaluation. Whatfix Blog – Drive Digital Adoption. Retrieved from https://whatfix.com/blog/phillips-roi-model
Hill, M. (2025). AI ROI challenges persist as leaders rethink adoption strategies | Process Excellence Network. Process Excellence Network. Retrieved from https://www.processexcellencenetwork.com/ai/news/ai-roi-challenges-persist-as-leaders-rethink-adoption-strategies
Maximizing Training Impact: NexGen ROI and Effective Measurement. (2024, April 30). Retrieved from https://trainingindustry.com/articles/measurement-and-analytics/maximizing-training-impact-nexgen-roi-and-effective-measurement-spon-ei
Measuring the ROI of Learning and Development Initiatives | MDA Training. MDA Training. Retrieved(28 FEB. 2024) from https://mdatraining.com/measuring-the-roi-of-learning-and-development-initiatives
The Phillips ROI Model (Phillips Learning Evaluation Model). (2025, June 16). Retrieved from https://www.accessplanit.com/en-gb/ap-blogs/phillips-roi-model
Training Industry. (2025). Maximizing training impact: NexGen ROI and effective measurement. https://trainingindustry.com/articles/measurement-and-analytics/maximizing-training-impact-nexgen-roi-and-effective-measurement-spon-ei/
Tran, D. (2025). Unlock AI Use Cases in Education: The Ultimate Guide. SmartDev. Retrieved from https://smartdev.com/ai-use-cases-in-education