تشارلز م. ريجيلوث Charles M. Reigeluth: رائد تصميم التعليم والإصلاح التربوي

Charles M. Reigeluth

تشارلز م. ريجلوت Charles M. Reigeluth هو باحث أمريكي بارز في مجال تصميم التعليم (Instructional Design) وتكنولوجيا التعليم (Educational Technology). عمل أستاذًا في كلية التربية بجامعة إنديانا بلومينغتون (Indiana University Bloomington)، وهي من الجامعات الرائدة عالميًا في هذا المجال.

ولد تشارلز مورغان ريجيلوث في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة هارفارد عام 1969، ثم حصل على الدكتوراه في علم النفس التعليمي من جامعة بريغهام يونغ عام 1977.

بدأ مسيرته المهنية كمهندس نظم ثم تحوّل إلى التعليم، مما أعطاه رؤية منهجية لتحليل وتصميم النظم التعليمية. وركّز عمله بشكل خاص على دعم التحول من التعليم الصناعي التقليدي إلى نماذج تعليم متمركزة حول المتعلم (Learner-Centered Paradigms). ويُعتبر ريجيلوث من أبرز العلماء والمساهمين في مجال التصميم التعليمي، حيث ركزت أبحاثه على تطوير نظريات تصميم التعليم وإصلاح النظم التعليمية.

اهتمامات ريجيلوث البحثية تشمل ثلاثة محاور رئيسية:

  1. نظريات تصميم التعليم وتطويرها
  2. التغيير النظامي في التعليم (Systemic Change)
  3. نموذج التعليم المتمركز حول المتعلم في عصر المعلومات

في السنوات الأخيرة، تحول تركيزه نحو تغيير النموذج التربوي (Paradigm Change) في التعليم العام، وتطوير ما يسميه “نموذج عصر المعلومات للتعليم” (Information-Age Paradigm of Education)، وهو نموذج يركز على التعليم المخصص والقائم على الكفاءة.

المسار المهني:

Charles M. Reigeluth
  • عمل كمدرس للعلوم في المدارس الثانوية لمدة ثلاث سنوات.
  • عمل أستاذاً في برنامج التصميم والتطوير والتقييم التعليمي بجامعة سيراكيوز لمدة 10 سنوات، وترأس البرنامج لمدة عام
  • عمل أستاذاً في قسم تكنولوجيا النظم التعليمية بجامعة إنديانا لمدة 25 عاماً، وترأس القسم لمدة ثلاث سنوات.
  • يشغل حالياً منصب أستاذ فخري (Professor Emeritus) في جامعة إنديانا.

قاد ريجيلوث عملية تغيير نموذجي في مدارس مقاطعة ديكاتور في إنديانابوليس منذ عام 2001، مستخدماً ذلك كفرصة لتطوير المزيد من المعرفة حول كيفية تحويل التعليم العام.

أهم مؤلفاته

يُعد ريجيلوث من أكثر العلماء إنتاجاً في مجاله، حيث نشر ثلاثة عشر كتاباً وأكثر من 160 مقالة وفصلاً في المجلات والكتب العلمية من أبرز مؤلفاته:

Instructional-Design Theories and Models
Instructional Theories in Action
  1. سلسلة “نظريات ونماذج التصميم التعليمي” (Instructional-Design Theories and Models):
    1. المجلد الأول (1983): “نظرة عامة على وضعها الحالي”
    1. المجلد الثاني (1999): “نموذج جديد لنظرية التعليم”
    1. المجلد الثالث (2009): “بناء قاعدة معرفية مشتركة” (بالتعاون مع كار-تشيلمان)
    1. المجلد الرابع (2017): “نموذج التعليم المتمركز حول المتعلم”
  2. نظريات التعليم في العمل” (Instructional Theories in Action) (1987)
  3. استراتيجيات وتكتيكات التصميم التعليمي” (Instructional Design Strategies and Tactics) (1992)
  4. “التغيير النظامي في التعليم” (Systemic Change in Education) (1994)
  5. إعادة اختراع المدارس: حان الوقت لكسر القالب” (Reinventing Schools: It’s Time to Break the Mold) (2013)
  6. الرؤية والعمل: إعادة اختراع المدارس من خلال التعليم الشخصي القائم على الكفاءة” (Vision and Action: Reinventing Schools through Personalized Competency-Based Education) (2020)
  7. دمج عملية التصميم التعليمي مع نظرية التعليم المتمركز حول المتعلم: النموذج الشمولي رباعي الأبعاد” (Merging the Instructional Design Process with Learner-Centered Theory: The Holistic 4D Model) (2021)

إسهاماته في المجال

1. نظريات التصميم التعليمي

نظرية التفصيل (Elaboration Theory)

طور ريجيلوث نظرية التفصيل في أواخر السبعينيات، وهي نظرية تقترح تنظيم المحتوى التعليمي بترتيب تصاعدي من البسيط إلى المعقد. تتضمن النظرية سبعة مكونات استراتيجية رئيسية:

  1. تسلسل تفصيلي
  2. تسلسل المتطلبات المسبقة للتعلم
  3. الملخصات
  4. التوليف
  5. التشبيهات
  6. استراتيجيات معرفية
  7. تحكم المتعلم

تهدف النظرية إلى مساعدة المتعلمين على تطوير سياق ذي معنى يمكن من خلاله استيعاب الأفكار والمهارات اللاحقة.

نظرية المحاكاة (Simulation Theory)

طور ريجيلوث مع إلين شوارتز نظرية لتصميم المحاكاة الحاسوبية التعليمية، تركز على ثلاثة جوانب رئيسية:

  1. السيناريو
  2. النموذج الأساسي
  3. الغلاف التعليمي

تقدم النظرية إرشادات لتصميم المحاكاة بطريقة تعزز التعلم والدافعية، وتحدد وظائف المحاكاة في اكتساب المحتوى وتطبيقه وتقييم التعلم.

نظرية عرض المكونات (Component Display Theory)

ساهم ريجيلوث في تطوير نظرية عرض المكونات مع ديفيد ميريل، وهي نظرية تفصل المحتوى عن استراتيجية التعليم وتقترح استراتيجيات تعليمية وفقاً للمحتوى المستهدف والأداء المطلوب.

2. التغيير النظامي في التعليم

قدم ريجيلوث إطاراً مفاهيمياً لعملية التغيير النظامي في التعليم، يتكون من ستة عناصر أساسية:

  1. ملكية واسعة من أصحاب المصلحة
  2. المنظمة المتعلمة
  3. فهم عملية التغيير النظامي
  4. تطور العقليات حول التعليم
  5. نظرة نظمية للتعليم
  6. تصميم النظم

يرى ريجيلوث أن التعليم العام يحتاج إلى تحول نموذجي كامل (Paradigm Change) من نموذج العصر الصناعي إلى نموذج عصر المعلومات.

3. نموذج التعليم في عصر المعلومات

طور ريجيلوث نموذجاً للتعليم في عصر المعلومات يتميز بالخصائص التالية:

  1. التمركز حول المتعلم بدلاً من المعلم
  2. تقدم المتعلم على أساس الإتقان وليس الوقت
  3. تعليم مخصص بدلاً من التعليم الموحد
  4. تطوير الدافع الذاتي وحب التعلم
  5. تطوير مهارات التنظيم الذاتي للمتعلم
  6. التعلم بالممارسة والتعلم التعاوني

كما حدد ريجيلوث وزملاؤه أدواراً للتكنولوجيا في دعم هذا النموذج، تشمل:

  1. حفظ السجلات
  2. التخطيط
  3. التعليم
  4. التقييم
  5. التواصل
  6. إدارة البيانات والتكنولوجيا

4. التعليم الشخصي القائم على الكفاءة

في السنوات الأخيرة، ركز ريجيلوث على تطوير نموذج التعليم الشخصي القائم على الكفاءة (Personalized Competency-Based Education)، وهو نموذج يركز على:

  1. تقدم الطلاب على أساس التعلم وليس الوقت
  2. إتقان جميع الطلاب للمحتوى
  3. مساعدة الطلاب ليصبحوا وكلاء لتعلمهم الخاص
  4. تخصيص تجربة التعلم لكل طالب

الجوائز والتكريمات

حصل ريجيلوث على العديد من الجوائز والتكريمات، منها:

  1. جائزة “الخدمة المتميزة” من جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التعليمية (AECT)
  2. جائزة “الخريج المكرم” من كلية التربية بجامعة بريغهام يونغ
  3. حصلت كتبه على جوائز “أفضل كتاب للعام” من جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التعليمية (AECT)
  4. تكريم من منظمات مرموقة مثل AERA وISPI وجامعة إنديانا

يُعد أثريجيلوث الأكبر هو تأثير أفكاره على العديد من المناطق التعليمية في الولايات المتحدة وحول العالم، حيث تم تطبيق نظرياته ونماذجه في مختلف السياقات التعليمية.

كلمة أخيرة

يُعتبر تشارلز م. ريجيلوث من أبرز العلماء والمنظرين في مجال تصميم التعليم والتكنولوجيا التعليمية. قدم إسهامات كبيرة في تطوير نظريات التصميم التعليمي مثل نظرية التفصيل ونظرية المحاكاة، وفي مجال التغيير النظامي في التعليم. كما طور نموذجاً للتعليم في عصر المعلومات يركز على التعلم المتمركز حول المتعلم والقائم على الكفاءة.

تتميز أعماله بالتركيز على تحويل النظم التعليمية من نموذج العصر الصناعي إلى نموذج عصر المعلومات، مع التأكيد على أهمية التكنولوجيا في دعم هذا التحول. تستمر أفكاره في التأثير على الممارسات التعليمية والبحث في مجال التصميم التعليمي والإصلاح التربوي حول العالم.

عن د مصطفى جودت

أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة الملك سعود ، وجامعة حلوان مدير تطوير المحتوى الرقمي بجامعة الملك سعود
error: Content is protected !!